كيف يعيش الأخطبوط في المياه المتجمدة؟

الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
TT

كيف يعيش الأخطبوط في المياه المتجمدة؟

الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)

يعيش الأخطبوط في القطب الجنوبي في أبرد المياه بالعالم؛ حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها عند 10 درجات مئوية، وتنخفض في كثير من الأحيان إلى ما يقرب من درجتين مئويتين تحت الصفر.

وتمثل كيفية بقاء هذه المخلوقات من «ذوات الدم البارد» على قيد الحياة في مثل هذه الظروف المتطرفة أمراً غامضاً بالنسبة للعلماء.

وكشفت دراسة حديثة أن أَخَاطِبَ من جنس «باريليدون (Pareledone)» تستخدم قلوبها الثلاثة لضخ نوع خاص من الدم الأزرق حول أجسامها؛ ما يوفر الأكسجين للأنسجة حتى في البيئات شديدة البرودة مثل القارة القطبية الجنوبية، وفق ما نشره موقع «ساينس أليرت»، السبت.

وتحافظ الكائنات من ذوات الدم الحار عادة؛ مثل الثدييات والطيور على درجة حرارة جسم ثابتة بغض النظر عن درجة حرارة البيئة المحيطة بها، وذلك عن طريق إنتاج الحرارة من خلال عملية التمثيل الغذائي التي تتطلب استهلاك الطاقة.

أما الكائنات من ذوات الدم البارد؛ مثل الأسماك والزواحف، فإن درجة حرارة جسمها تتغير وفقاً لدرجة حرارة البيئة المحيطة بها، ولا تُنتج الحرارة من خلال عملية التمثيل الغذائي، بل تعتمد على مصادر خارجية للحرارة مثل الشمس أو الماء الدافئ.

وعلى شاكلة الكثير من الأنواع الأخرى التي تعيش في المياه شديدة البرودة، يبدو أن هذه الأخاطب تحتوي على إنزيمات «متكيفة مع البرودة» تمنع أجسامها من التجمد في البيئات شديدة البرودة، وفق باحثين من المختبر البيولوجي البحري بجامعة بورتوريكو الأميركية.

وتلعب هذه الإنزيمات دوراً رئيسياً في عدد كبير من التفاعلات الكيميائية الحيوية. ويمكن للإنزيمات القابلة للذوبان، مثل تلك التي تحلل الطعام في أمعائنا، أن تتكيف بسهولة أكبر مع درجات حرارة مختلفة بسبب التفاعلات المحددة التي تشارك فيها. إذن، كيف تتعامل هذه الإنزيمات المعيَّنة مع برودة طقس القارة القطبية الجنوبية؟

وراقب الباحثون تلك الإنزيمات في الأخاطب في القطب الجنوبي، مقارنة بأنواع أخرى من الأخاطب التي لا تعيش في القطب الجنوبي مثل الأخطبوط «ثنائي البقعة».

ووجد الباحثون أن الأخاطب في القطب الجنوبي لديها إنزيمات معيَّنة تمنحها مقاومة للبرد مقارنة بالأخاطب الأخرى.

وفي المجمل، أحصى الباحثون مجموعة من الطفرات الجينية في تلك الإنزيمات لدى أخاطب القطب الجنوبي تعمل على وجه الخصوص على تمكينها من مقاومة البرودة.

ويأمل الباحثون في إجراء المزيد من التجارب لمعرفة كيفية قيام هذه البروتينات بتمكين أخاطب القارة القطبية الجنوبية من تحمُّل درجات حرارة شديدة البرودة دون أن تتجمد.


مقالات ذات صلة

ظهور جيفة حوت نادر على شاطئ بنيوزيلندا

يوميات الشرق جيفة الحوت النادر تُرفع بالقرب من مصب نهر في مقاطعة أوتاغو (هيئة الحفاظ على البيئة في نيوزيلندا)

ظهور جيفة حوت نادر على شاطئ بنيوزيلندا

كشف علماء أن الأمواج جرفت إلى شاطئ في نيوزيلندا جيفة حوت منقاري مجرفي الأسنان، وهو نوع نادر للغاية لم يُسبق رصده على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (كرايستشيرتش)
يوميات الشرق تعد مقاطعة غوانغدونغ الصينية موقعاً شهيراً لمزارع التماسيح (رويترز)

زحف التماسيح إلى المدن في شمال المكسيك بسبب الأمطار الغزيرة

زحف ما لا يقل عن 200 تمساح في شمال المكسيك إلى المناطق الحضرية، بعد الأمطار الغزيرة المرتبطة بإعصار «بريل» والعاصفة المدارية السابقة «ألبرتو».

«الشرق الأوسط» (مدينة مكسيكو)
يوميات الشرق الفيل قرّر الهجوم بعد أن «انزعج» من اقتراب الرجل (أ.ف.ب)

«حادث مأساوي»... أفيال تدهس سائحاً حتى الموت في جنوب أفريقيا

دهست أفيال سائحاً إسبانياً حتى الموت في متنزه وطني بجنوب أفريقيا بعد أن حاول على ما يبدو التقاط صور لقطيع متكاثر، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
بيئة صورة نشرتها حديقة أسماك «سي سايد» الأميركية للسمكة النادرة في ولاية أوريغون (أ.ب)

المياه تجرف سمكة عملاقة ونادرة في ولاية أميركية (صور)

جرفت المياه سمكة كبيرة من فصيلة أسماك الشمس يُعتقد أنها نادرة على شاطئ ولاية أوريغون الأميركية

«الشرق الأوسط» (أوريغون)
يوميات الشرق أنثى ثعلب الماء بعد رصدها (داستن مولفاني)

رصدُ «أنثى ثعلب ماء» سرقت ألواح ركوب الأمواج في كاليفورنيا واختفت

رُصدت أنثى ثعلب الماء «أوتر 841»، البالغة 6 سنوات، والتي اشتهرت عالمياً بنشاطها في سرقة ألواح راكبي الأمواج في شمال كاليفورنيا، بعد اختفائها لأشهر.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

TT

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

أثبتت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة والمحرومة يواجهون خطر الإصابة بتسوس الأسنان الشديد الذي يتطلب خلع الأسنان في المستشفى بمقدار 3 أضعاف مقارنة بأقرانهم في المناطق الأكثر رخاءً.

وأوضح الباحثون بجامعة كوين ماري البريطانية أن هذه الدراسة التي نشرت نتائجها، الاثنين، في دورية «BMJ Public Health» تشير إلى حاجة ملحة لتحسين الوصول العادل إلى خدمات طب الأسنان الوقائية للأطفال في المناطق المحرومة.

وتسوس الأسنان، مشكلة شائعة عند الأطفال، تحدث عندما تنتج البكتيريا في الفم أحماضاً تتلف مينا الأسنان، أو الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان، وبمرور الوقت، يمكن أن تتسبب هذه الأحماض في تكوين ثقوب في الأسنان تُعرف بالتجاويف.

ويعتمد علاج تسوس الأسنان عند الأطفال على شدة التسوس، ويشمل الحشوات لملء الثقوب في الأسنان، والتيجان لتغطية الأسنان المتضررة بشدة، وعلاج الجذر لعلاج الأسنان التي أصيب عصبها، وأخيراً خلع الأسنان الذي قد يكون ضرورياً في بعض الحالات.

وللوقاية من تسوس الأسنان عند الأطفال، يمكن اتباع نصائح منها النظافة الفموية الجيدة بالفرشاة بانتظام بعد الأكل، والتقليل من تناول الحلويات والمشروبات الغازية السكرية، وزيارات طبيب الأسنان بانتظام؛ للكشف عن أي مشكلات مبكرة وتنظيف الأسنان بشكل دوري.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل سجلات الأطباء والمستشفيات لـ600 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاماً في شمال شرقي لندن.

وخلال فترة المتابعة التي استمرت 5 سنوات، خضع طفل من بين كل 200 طفل على الأقل لعملية خلع أسنان تحت التخدير العام في المستشفى.

وكشفت النتائج عن تفاوتات اجتماعية واقتصادية وعرقية كبيرة في الإصابة بتسوس الأسنان الشديد بين الأطفال، والذي يمكن الوقاية منه من خلال الوصول إلى خدمات طب الأسنان الوقائية وتطبيق سياسات مثل تنظيف الأسنان في المدارس والسيطرة على السكر في الأطعمة والمشروبات.

وكان الأطفال الذين يعيشون في المناطق ذات النسبة الأعلى من الأسر منخفضة الدخل أكثر عرضة بـ3 أضعاف للحاجة إلى خلع الأسنان مقارنة بأقرانهم في المناطق ذات النسبة الأقل من الأسر منخفضة الدخل.

وقال الباحثون إن خلع الأسنان هو الملاذ الأخير عندما تواجه الأسر صعوبة في الوصول إلى الخدمات الوقائية والعلاجية في الوقت المناسب، حيث يمكن أن تتطور مشكلات الأسنان، ويحتاج الأطفال إلى تدخلات أكثر صعوبة وتكلفة مثل خلع الأسنان المتعددة تحت التخدير العام.

وتشير الدراسة إلى الحاجة العاجلة لتحسين الوصول إلى خدمات طب الأسنان الوقائية للأطفال، وتطبيق سياسات مثل تنظيف الأسنان في المدارس، والتحكم في استهلاك السكر في الأطعمة والمشروبات للحد من هذه الفجوات الصحية الخطيرة.