علي بدرخان: الحماسة وحدها لا تكفي للعودة إلى الإخراج

تحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بنقل تجربته إلى الشباب

بدرخان خلال ورشة تدريبية على هامش «الإسكندرية السينمائي» (صور المهرجان)
بدرخان خلال ورشة تدريبية على هامش «الإسكندرية السينمائي» (صور المهرجان)
TT

علي بدرخان: الحماسة وحدها لا تكفي للعودة إلى الإخراج

بدرخان خلال ورشة تدريبية على هامش «الإسكندرية السينمائي» (صور المهرجان)
بدرخان خلال ورشة تدريبية على هامش «الإسكندرية السينمائي» (صور المهرجان)

بدأب شديد، يواصل المخرج الكبير علي بدرخان (77 عاماً) مهمّته في تدريس الإخراج السينمائي لأجيال جديدة من الشباب. وفي الدورة الـ39 لـ«مهرجان الإسكندرية السينمائي»، قدّم ورشة الإخراج للعام الثاني، تضمّ شباباً ومتقدّمين في السنّ من الجنسين. يستيقظ باكراً للقاء طلابه، وإتاحة مساحة للنقاش معهم، ليطرحوا أسئلتهم ويردّ عليها. منذ سنوات وهو يقوم بهذه المهمّة ويجد متعة كبيرة فيها، سواء بين طلابه في معهد السينما أم الأكاديمية التي أقامها قبل سنوات ويدرِّس فيها، أم عبر ورش سينمائية.

علي بدرخان خلال ورشة العمل (مهرجان الإسكندرية)

يقول بدرخان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يجد متعة وسعادة في نقل خبرته للأجيال الجديدة، ويشعر بأنه يردّ الجميل. ويضيف: «لأننا تعلّمنا من مُخرجين كبار، لا بدّ أن نشقّ الطريق أمام الشباب. بالنسبة إلى ورشة (مهرجان الإسكندرية)، نحن لا نمنح الطلاب صكوك الإخراج ليصبحوا بعدها مُخرجين، بل نطرح أفكاراً ونضيء على المسار، ليدركوا أبعاد المجال الذي اختاروه. ومَن يحرّكه الشغف، لا بدّ أن يدرس الإخراج ويؤهّل نفسه بالقراءة والمشاهدة. أسعد كثيراً حين أرى أعمالاً مبشِّرة لتلامذتي».

بدرخان يؤكد عدم ندمه على أي فيلم أخرجه (حسابه في «فيسبوك»)

يوضح مقتضيات عمل المخرج: «لا بدّ أن يدرس السيناريو جيداً، ويفقه في شؤون الدراما وعناصر العمل الفني ليتمكّن من حرفته ويقود الفريق، فهو لا يعمل بمفرده، بل يستغلّ إبداعات مجموعة من المتخصّصين، ويعمل على التنسيق بينهم. عليه أن يجعلهم يقدّمون الأفضل، وأن يحبّ أبطاله ويفهمهم. فحين أعمل مع ممثل للمرة الأولى، أتحدّث معه في كل ما يتعلّق بحياته ورؤيته لأتعرف إليه جيداً، وأفهم مفاتيح الانفعال لديه، وهو أمر مهم في توجيه الأداء».

وقدّم بدرخان 10 أفلام روائية طويلة على مدى مسيرته الفنية التي بدأت بعد تخرّجه في معهد السينما بالقاهرة عام 1967، وسفره ضمن بعثة إلى إيطاليا لعامين، وقدّم أفلاماً مهمة؛ من بينها «الكرنك»، و«الحب الذي كان»، و«الجوع»، و«أهل القمة»، و«شفيقة ومتولي»، و«الراعي والنساء»؛ من بطولة الراحلة سعاد حسني، خلال فترة زواجها منه، والتي امتدّت 11 عاماً. استمرّ تعاونهما بعد انفصالهما أيضاً، كما أخرج فيلمَي «الرجل الثالث» و«نزوة»، من بطولة أحمد زكي.

المخرج المصري علي بدرخان (حسابه في «فيسبوك»)

وعن توقّفه عن الإخراج منذ فيلمه «الرغبة» قبل 20 عاماً، يقول: «لا مشروعات لديّ لأُلقيها في أدراج مكتبي، ولن أدقَّ باب أحد لأستجدي تنفيذ مشروع. لو وجدتُ موضوعاً جيداً يحمّسني، فسأسعى إلى تنفيذه. هناك موضوعان أتحمّس لتقديمهما حالياً، لكن حماستي وحدها لا تكفي. أتمنّى تقديم فيلم عن القضية الفلسطينية، وآخر عن القضية الكردية، كل منهما يحتاج إلى جهات إنتاجية كبيرة وليس إلى أفراد».

10 أفلام في مسيرته لا يراها بدرخان قليلة، وفق تأكيده: «مخرجون عالميون أخرجوا أفلاماً لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. المهم أن تترك تأثيرها. لا أقدّم عملاً من دون اقتناع كامل به، ولا بدّ من أن أمنحه كل الوقت ليظهر على النحو الذي يتوافق ورؤيتي الفنية، لذا لم أندم على فيلم من أفلامي».

يشبّه الفارق بين هذا الزمن وزمنه، وهو يتأمّل البحر المتوسط، بالقول: «مثل الفارق بين الإسكندرية في الماضي واليوم»، مشيراً إلى أن «السينما لا تنفصل عن المجتمع، لكن الزمن الحالي أصعب، والفرص محدودة أمام المخرجين الشباب. كان الله في عونهم».


مقالات ذات صلة

صالات السينما الصينية تتأهب لاستقبال عروض الأفلام السعودية

يوميات الشرق جانب من تصوير فيلم «طريق الوادي» الذي تجوَّل في 10 مواقع تصوير بالسعودية (الشرق الأوسط)

صالات السينما الصينية تتأهب لاستقبال عروض الأفلام السعودية

تتأهب صالات السينما في الصين لعرض مجموعة متنوعة من الأفلام السعودية منها فيلم «طريق الوادي» و«مطارد النجوم» ضمن فعالية «ليالي الفيلم السعودي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام «ناجحة» في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانية الضعيفة والاضطرابات الإقليمية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )

قناديل البحر قد تندمج في جسد واحد عند الإصابة

يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
TT

قناديل البحر قد تندمج في جسد واحد عند الإصابة

يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)

توصل باحثون من جامعة إكستر البريطانية والمعاهد الوطنية للعلوم الطبيعية باليابان، إلى اكتشاف مدهش يفيد بأن أحد أنواع قناديل البحر (Mnemiopsis leidyi)، المعروف بـ«قنديل المشط» يمكن أن تندمج أفراده في جسد واحد عند تعرّض أحدها للإصابة، بحيث يتحول فردان بسهولة ويسر فرداً واحداً.

وأفادت الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية «سيل برس كرنت بيولوجي»، بأن هذين الفردين يقومان بعد ذلك، بمزامنة سرعة تقلصات عضلاتهما معاً، ويندمجان في جهاز هضمي واحد لمشاركة الطعام.

ويقول كاي جوكورا، من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة والمعاهد الوطنية للعلوم الطبيعية في أوكازاكي باليابان: تشير نتائجنا إلى أن «قنديل المشط» قد يفتقر إلى القدرة على التمييز بين الذات والآخرين.

ويوضح في بيان صادر الاثنين: «تظهر البيانات أن فَردين منفصلين يمكنهما دمج أنظمتهما العصبية بسرعة ومشاركة إمكانات الحياة والعمل معاً».

أكد جوكورا وزملاؤه هذه الملاحظة المفاجئة بعد الاحتفاظ بمجموعة من «قناديل المشط» في خزان مياه البحر داخل المختبر، حيث لاحظوا فرداً كبيراً بشكل غير عادي، يبدو أنه يحتوي على طرفين خلفيين وبنيتين حسيتين تُعرفان بالأعضاء القمية، بدلاً من عضو واحد. لقد تساءل الباحثون عما إذا كان هذا الفرد غير العادي قد نشأ من اندماج اثنين من قناديل المشط المصابة.

لمعرفة الإجابة العلمية الدقيقة عن ذلك السؤال، أزالوا فصوصاً جزئية من أفراد آخرين ووضعوها قريبة من بعضها بعضاً في أزواج. وكانت المفاجأة أن الأفراد المصابين أصبحوا واحداً، في 9 من أصل 10 مرات، وأكملوا حياتهم على هذا النحو لمدة 3 أسابيع على الأقل.

وأظهرت النتائج أنه بعد ليلة واحدة، يصبح الفردان الأصليان واحداً في سلاسة غير متوقعة، ودون أي فصل واضح بينهما.

وعندما أثَّر الباحثون على فص واحد، استجاب الجسم المندمج بالكامل باستجابة مفاجئة بارزة؛ مما يشير إلى أن أنظمتهم العصبية كانت مندمجة اندماجاً كاملاً أيضاً.

وهو ما علق عليه جوكورا: «لقد اندهشنا عندما لاحظنا أن التحفيز الميكانيكي الذي جرى تطبيقه على جانب واحد من قناديل المشط المندمجة أدى إلى تقلص عضلي متزامن على الجانب الآخر».

وأظهرت الملاحظات الأكثر تفصيلاً أن قناديل المشط المندمجة كانت لها حركات عفوية خلال الساعة الأولى. بعد ذلك، بدأ توقيت الانقباضات في كل فص في التزامن بشكل أكبر. وبعد ساعتين فقط، كانت 95 في المائة من تقلصات عضلات الحيوان المندمج متزامنة تماماً، كما أفادوا.

كما نظر الباحثون من كثب إلى الجهاز الهضمي ليجدوا أنه اندمج أيضاً. وعندما تناول أحد الأفواه روبياناً ملحياً مُرمزاً بالفلورسنت، شقت جزيئات الطعام طريقها عبر القناة المندمجة. وفي النهاية، طرد القنديل المندمج الفضلات من كلا الشرجين، وإن لم يكن في الوقت نفسه.

ويقول الباحثون إنه لا يزال من غير الواضح كيف يعمل اندماج فردين في واحد استراتيجيةً للبقاء. ويقترحون أن الدراسات المستقبلية ستساعد في سد هذه الفجوات وتسهم في مزيد من الفهم، مع آثار ذلك المحتملة على البحوث التي تتعلق بتجديد أعضاء الجسم.

ويقول جوكورا: «ترتبط آليات التعرف على كل هذه التغيرات بالجهاز المناعي، كما يرتبط اندماج الجهازين العصبيين ارتباطاً وثيقاً بالبحوث المتعلقة بعمليات تجديد أعضاء الجسم. إن كشف الآليات الجزيئية التي تكمن وراء هذا الاندماج يمكن أن يعزّز المجالات البحثية في هذا الإطار بشكل حاسم».