استراتيجية «صفر نفايات» تشكّل أطباق أحد مطاعم لندن!

«القوى مدمّرة» لكنها «صالحة للأكل ولذيذة»

مطعم «سيلو» يُدخل الأنواع الغازية إلى وجباته لـ«الترويج بابتكار للأنواع الضارّة بالبيئة» (أ.ف.ب)
مطعم «سيلو» يُدخل الأنواع الغازية إلى وجباته لـ«الترويج بابتكار للأنواع الضارّة بالبيئة» (أ.ف.ب)
TT

استراتيجية «صفر نفايات» تشكّل أطباق أحد مطاعم لندن!

مطعم «سيلو» يُدخل الأنواع الغازية إلى وجباته لـ«الترويج بابتكار للأنواع الضارّة بالبيئة» (أ.ف.ب)
مطعم «سيلو» يُدخل الأنواع الغازية إلى وجباته لـ«الترويج بابتكار للأنواع الضارّة بالبيئة» (أ.ف.ب)

لا يزال العلماء يقاربون بحذر ما إذا كان تناول الأنواع الغازية مثل السنجاب الرمادي وجراد البحر الأميركي والبطباط الياباني، يساهم في مكافحة انتشارها، وهو ما أراد مطعم في لندن اختباره بنفسه.

أستاذ علم الحشرات كريم واحد يقول إنّ «اصطيادها لأكلها ليس بحلّ للمشكلة» (أ.ف.ب)

تكمن فكرة إدخال الأنواع الغازية إلى وجبات مطعم «سيلو» في شرق لندن، بـ«الترويج بشكل مبتكر للأنواع الضارّة بالبيئة»، وفق الطاهي دوغلاس ماكماستر الذي تؤكّد مؤسّسته أنها تعتمد استراتيجية «صفر نفايات».

في هذا السياق، يقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ السناجب التي تجتاح البلدات والقرى البريطانية وجراد البحر الأميركي الذي يتسبب بانقراض أنواع محلية منه والبطباط الياباني تشكل كلها «قوى مدمّرة»، لكنها «صالحة للأكل ولذيذة».

العلماء يقاربون بحذر مسألة تناول الأنواع الغازية مثل السنجاب الرمادي (أ.ف.ب)

هذه الأنواع هي من بين ما ذُكر في تقرير حديث لخبراء يعملون تحت رعاية الأمم المتحدة، أثار ما نشروه دعوات من متخصصين «للتحرّك» في مواجهة هذه «الآفة».

ويرغب ماكماستر في أن «يُضفى طابع الشرعية» على سلسلة التوريد الخاصة بهذه الأنواع، وفي أن تصبح الأخيرة «مورِداً مُتاحاً» للطهاة، مؤكداً أنّ الفكرة ليست بـ«جعل هذه الأنواع شائعة، وبأن يتسبب الطلب عليها في توسيع انتشارها، لأنّ من شأن ذلك أن يكون أمراً مروعاً». ويأمل في «إحداث توازن بالنظام البيئي، ثم التوقف عن تناولها بعد تحقيق هذا الهدف».

رغبة في «إضفاء طابع الشرعية» على سلسلة التوريد الخاصة بهذه الأنواع (أ.ف.ب)

لكنّ الخبراء يخشون من أن يتسبب العلاج المقترح بتفاقم المشكلة.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول كريم واحد، الأستاذ الفخري في علم الحشرات لدى جامعة ديربي: «لا أشجّع على تناول الأنواع الغازية». فبالنسبة إلى جراد البحر الأميركي الذي يُستورَد منذ سبعينات القرن الفائت إلى بريطانيا للاستهلاك البشري قبل أن تفلت وتتكاثر في عدد كبير من المجاري المائية على حساب جراد البحر ذي المخالب البيضاء، يشير واحد إلى وجود خطر من أن «يتعامل الناس بأنفسهم» معه، من خلال اصطياده واستهلاكه.

وتنقل الأنواع الغازية عدوى فطرية تسمى «وباء جراد البحر» تُظهر الأنواع الأميركية مناعة عليها. أما الحيوانات التي تأكل جراد البحر الأميركي، من بينها ثعالب الماء وطائر البلشون، فليست كافية لوقف انتشارها.

وبات هذا النوع الغازي راهناً «خارجاً عن السيطرة»، وفق المتخصص. أما جراد البحر المحلي الذي يكون أصغر حجماً وانخفضت أعداده بنسبة 80 في المائة إلى 90 في المائة، فيواجه خطر الانقراض.

أستاذ علم الحشرات لدى جامعة ديربي كريم واحد لا يشجّع على تناول الأنواع الغازية (أ.ف.ب)

وفي مجرى مائي يتدفّق في أحد متنزهات ديربي (وسط إنجلترا)، يتكاثر جراد البحر الأميركي. وكان أحد طلاب واحد عثر قبل 16 سنة هناك على أوّل حيوان من هذا النوع. وخلال السنوات الخمس التي تلت، حلّت الأنواع الغازية مكان الأنواع المحلية بشكل كامل.

ولا تساهم إزالة الأكبر حجماً من بينها في احتواء انتشارها. ويقول واحد: «إنّ هذه الخطوة من شأنها فقط مساعدة صغار هذه الحيوانات على البقاء على قيد الحياة»، مشيراً إلى أنّ «اصطيادها لأكلها ليس بحلّ للمشكلة». والوضع أكثر دقة بالنسبة إلى البطباط الياباني الذي يشكل نبتة غازية قابلة للأكل أو يمكن استخدامها لإنتاج البيرة. وتقول المتخصصة في هذه النبتة كارين بايكن إنّ «تناول البطباط الياباني قد يكون فكرة جيدة»، مؤكدة أنّ الفكرة القائلة إنّ «هذه النبتة تسبب مشاكل لآكلها غير صحيحة»، داعية إلى تناول هذا النوع الغازي.

لكنّها تشير من ناحية أخرى إلى وجود «مخاطر» في هذا الخصوص، لأنّ إزعاج النبتة يمكن أن يعزّز من تكاثرها.

وتؤكد ضرورة إعداد أي مشروع مع متخصّصين لديهم «معرفة عن النبتة»، مضيفة: «ينبغي إنجاز الأمور بعناية».


مقالات ذات صلة

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد زرعت «البحر الأحمر» أكثر من 5 ملايين نبتة و600 ألف شتلة مانغروف (من الشركة)

«البحر الأحمر الدولية»: نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق فائدة بيئية صافية بـ30 % بحلول عام 2040

أعلنت «البحر الأحمر الدولية» أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في تحقيق فائدة بيئية صافية بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة قارب صيد يبحر بجوار جبل جليدي كبير عند مصب مضيق ياكوبشافنز الجليدي بالقرب من إيلوليسات في غرينلاند في 15 مايو 2007 (رويترز)

دراسة: غرينلاند كانت خالية من الجليد في الماضي القريب

قدمت دراسة جديدة أوضح دليل حتى اليوم على أن غرينلاند كانت خالية من الجليد إلى حد كبير على مدى السنوات المليون الماضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإنارة تُنغّص «موائد» الحشرات (شاترستوك)

إنارة الشوارع ليلاً تُبطل تلذُّذ الحشرات بأكل أوراق الشجر

خلُص علماء إلى اعتقاد مفاده أنّ الضوء الاصطناعي قد يؤثر في البيئة الطبيعية للحياة النباتية عبر خَلْق عملية التمثيل الضوئي على مدار فترة ممتدّة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة الأمواج تتكسر على ساحل بلدة سانشا مع اقتراب الإعصار جايمي في نينغدي بمقاطعة فوجيان - الصين - 25 يوليو 2024 (رويترز)

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

قال علماء في بحث نُشر اليوم الجمعة إن تغير المناخ يُحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار حول العالم، وهو ما قد ينجم عنه أيضاً اشتداد قوة الأعاصير والعواصف المدارية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.