مقطوعات يمنية بحفلة أوركسترالية في باريس

بمشاركة 70 عازفاً يقودهم المايسترو محمد القحوم

تهدف الحفلات السيمفونية التراثية إلى التعريف باليمن وثقافته (جمعية حضرموت الثقافية)
تهدف الحفلات السيمفونية التراثية إلى التعريف باليمن وثقافته (جمعية حضرموت الثقافية)
TT

مقطوعات يمنية بحفلة أوركسترالية في باريس

تهدف الحفلات السيمفونية التراثية إلى التعريف باليمن وثقافته (جمعية حضرموت الثقافية)
تهدف الحفلات السيمفونية التراثية إلى التعريف باليمن وثقافته (جمعية حضرموت الثقافية)

تتهيأ العاصمة الفرنسية باريس، مساء الاثنين، لاحتضان حفلة يمنية فنية هي الأولى من نوعها في أوروبا، بمشاركة 70 عازفاً يمنياً ومن جنسيات أخرى، بقيادة المايسترو اليمني محمد القحوم؛ وذلك تواصلاً لحفلتين سابقتين جرى تنظيمهما في كوالالمبور وفي القاهرة.

الحفلة التي يُنظر إليها على أنها إضافة يمنية في زمن الحرب التي تعيشها البلاد منذ تسع سنوات، تقيمها «مؤسسة حضرموت للثقافة»، ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية، والسفارة اليمنية في باريس، تحت عنوان «نغم يمني في باريس»، ضمن مشروع السيمفونيات التراثية.

جانب من حفلة يمنية سابقة (جمعية حضرموت للثقافة)

وستقام الحفلة الأوركسترالية على خشبة مسرح موغادور العريق، ويشارك في الأوركسترا أكثر من 70 عازفاً من اليمن وجنسيات أخرى، إضافة إلى أوركسترا فرنسية، وسيجري تقديم عشر مقطوعات موسيقية مستوحاة من الفنون الغنائية والموسيقية اليمنية، بما في ذلك مقطوعة تجمع بين الألوان اليمنية والفرنسية.

تُعدّ حفلة «نغم يمني في باريس» هي الثالثة من نوعها، بعد حفلتي الأوركسترا الحضرمية، في ماليزيا، و«نغم يمني على ضفاف النيل» في مصر، وذلك ضمن مشروع السيمفونيات التراثية الذي تتبناه «مؤسسة حضرموت للثقافة»، والذي يهدف إلى تقديم الفنون التراثية بأسلوب أوركسترالي، وإبرازها على المسارح العالمية.

ويقوم بتأليف المقطوعات وقيادة الأوركسترا المؤلف الموسيقي محمد القحوم، الذي لفت الأنظار إليه بعد النجاح الذي حققه في حفلتيْ ماليزيا ومصر.

يشار إلى أن «مؤسسة حضرموت للثقافة» جرى تأسيسها في عام 2021 وهي تتبنى مفهوماً للثقافة بوصفها منظومة من المعارف، والموروث الثقافي، والآداب، والفنون، والأخلاق، ضمن إطار ثقافي وطني إنساني، يحفظ القيم التي ترسّخها الآداب والفنون، وتركز في مرحلتها الأولى على الأدب والموسيقى والمسرح. ويرأس مجلس مؤسسي المؤسسة الشيخ المهندس عبد الله بقشان.

رقصة شعبية يمنية خلال حفلة سابقة ضمن مشروع السيمفونيات (جمعية حضرموت للثقافة)

الحفلة الموسيقية سوف تصحبها أيضاً عروض فولكلورية يمنية خارجية، حيث تؤدي الفرقة التراثية خلالها رقصات شعبية يمنية متنوعة للجمهور، كما سيتم عرض برنامج تلفزيوني بعنوان «نغم يمني في باريس»، يغطي أحداث الحفلة ومختلف مراحلها، كما تستضيف الحفلة فنانين وشخصيات ذات صلة ومعلومات تهدف إلى رفع الوعين الفني والثقافي.

إنجاز مستمر

كان مشروع السيمفونيات التراثية قد بدأ في عام 2019م بحفلة «الأوركسترا الحضرمية»، في دار الأوبرا الماليزية، بالعاصمة كوالالمبور، حيث قُدم خلالها ست مقطوعات موسيقية من التراث الحضرمي بأسلوب أوركسترالي، قدّمها أكثر من 80 عازفاً من اليمن وجنسيات أخرى.

المايسترو والمؤلف الموسيقي اليمني محمد القحوم (جمعية حضرموت للثقافة)

لحق ذلك حفلة «نغم يمني على ضفاف النيل»، في عام 2022، في دار الأوبرا المصرية، بالعاصمة القاهرة، حيث قُدم خلالها تسع مقطوعات موسيقية مستوحاة من فنون يمنية متنوعة، منها مقطوعة يمنية مصرية، قدّمها 120 عازفاً من اليمن وجنسيات أخرى.

ويتطلع المشروع، الذي تنفذه «مؤسسة حضرموت للثقافة»، إلى تسليط الضوء على الفنون اليمنية وإبراز صورة جمالية مختلفة عن البلاد التي يطلع أهلها إلى السلام وطيّ صفحة الحرب والصراع.


مقالات ذات صلة

شكاوى من تصاعد السرقات في مناطق سيطرة الحوثيين

العالم العربي عناصر حوثيون في أحد شوارع صنعاء (الشرق الأوسط)

شكاوى من تصاعد السرقات في مناطق سيطرة الحوثيين

شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية ارتفاعاً في منسوب جرائم السرقة بمختلف أنواعها، في ظل اتهامات بالتقاعس الأمني

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مجلس الوزراء اليمني يكافح للسيطرة على تدهور سعر العملة المحلية (سبأ)

الحكومة اليمنية تشدد على تدابير حازمة لردع المضاربة بالعملة

شددت الحكومة اليمنية على اتخاذ تدابير حازمة لردع المضاربة بالعملة في ظل استمرار تهاوي الريال اليمني، وشح الموارد بسبب توقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي لليمن بنسبة 1% هذا العام (البنك الدولي)

البنك الدولي: توقف تصدير النفط في اليمن فاقم تدهور الأمن الغذائي

أفاد البنك الدولي بأن الحصار الذي يفرضه الحوثيون على تصدير النفط أوصل تدهور الأمن الغذائي في اليمن إلى مستويات غير مسبوقة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي نقص التمويل والأزمة الاقتصادية يضاعفان من معاناة ملايين اليمنيين (الأمم المتحدة)

عشرات آلاف اليمنيين يسقطون من قوائم المساعدات الأممية

مع تزايد الحرمان الغذائي طالب عشرات الآلاف من المستحقين للمساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية بإعادة النظر في قرار إسقاط أسمائهم من قوائم المستحقين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر: اكتشاف «أول» مقبرة أثرية من عصر الدولة الوسطى

بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)
بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: اكتشاف «أول» مقبرة أثرية من عصر الدولة الوسطى

بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)
بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف أول مقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى بجبانة العساسيف في الأقصر (جنوب مصر)، ما يضيف «تاريخاً جديداً» للجبانة الأثرية، التي أكدت الوزارة استمرار الحفائر بها «لكشف ما تخفيه من أسرار».

وأوضحت الوزارة، في بيان صحافي، أن البعثة الأثرية المصرية - الأميركية المشتركة، العاملة بمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف، خلال تنفيذها أعمال التنظيف الأثري للرديم في الجزء الجنوبي من سطح مقبرة كاراباسكن (TT 391) من الأسرة الـ25، «عثرت على مقبرة تضم مجموعة من الدفنات المغلقة، التي لم تفتح من قبل، إضافة إلى لقى أثرية فريدة»، مشيرةً إلى أن هذه هي «أول مقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى يُعثر عليها في العساسيف».

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، إلى «أهمية الكشف» باعتباره «يغير تاريخ جبانة العساسيف ويجعلها ضمن الجبانة الكبرى للدولة الوسطى في طيبة». وقال خالد إن «الكشف سيسهم في فهم الممارسات وطقوس الدفن في جبانة طيبة خلال الدولة الوسطى».

وتعد الدولة الوسطى إحدى فترات «الازدهار» في مصر القديمة، وتمتد من الأسرة الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة، وفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار. وأسسها الملك نب حبت رع منتوحتب (2004 - 2055 قبل الميلاد).

بعض القطع الأثرية وجدت سليمة (وزارة السياحة والآثار)

وعثرت البعثة الأثرية على «11 دفنة تضم هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال»، مما يشير إلى أنها «مقبرة عائلية كانت تستخدم لأجيال عدة خلال الأسرة الثانية عشرة وبداية الأسرة الثالثة عشرة»، كما عثرت البعثة أيضاً على «العديد من المجوهرات الفريدة في دفنات النساء، ومجموعة من اللقى الأثرية، من المرجح أنها ترجع إلى أوائل الأسرة الثانية عشرة».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن «معظم الدفنات التي عثر عليها في المقبرة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات التي دمرت أخشاب التوابيت وأقمشة الكتان»، لكنه أشار إلى أن «بعض المحتويات المصنوعة من مواد أقل عرضة للتلف، لا تزال بحالة جيدة».

أشكال متنوعة من الحلي والمرايا وجدت بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ومن بين أبرز اللقى الأثرية التي تم العثور عليها في المقبرة، «قلادة فريدة مكونة من 30 خرزة أسطوانية الشكل من حجر الأماتيست مع خرزتين أسطوانيتين من العقيق تحيطان بتميمة على شكل رأس فرس النهر»، حسب الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار.

وأوضح الليثي أنه «تم العثور أيضاً على مجموعة من القلادات والأساور والسلاسل والخواتم والأحزمة المصنوعة من العقيق الأحمر والخزف المطعم باللون الأزرق والأخضر وحجر الفاينس المطلي، زينت بتمائم على شكل رؤوس أفراس النهر وصقور، ورأس ثعبان وغيرها»، مؤكداً أن «جميعها في حالة جيدة من الحفظ».

وذكرت الدكتورة كاثرين بلاكني، رئيس البعثة الأثرية من الجانب الأميركي، أنه «تم العثور داخل اثنتين من الدفنات على مرايا من النحاس، إحداها ذات مقبض على شكل زهرة اللوتس، وأخرى بتصميم نادر لوجه المعبودة حتحور بأربعة وجوه تظهرها كامرأة ذات ملامح صارمة».

أحد العقود التي وُجدت في مقبرة العساسيف (وزارة السياحة والآثار)

وقالت في البيان: «تم العثور على عدد من سبائك النحاس، وتمثال صغير للخصوبة من حجر الفاينس الأزرق والأخضر أرجله مقطوعة، ومصمم بشكل جيد ومزين بمجموعة متنوعة من المجوهرات، وشعره مطلي باللون الأسود، وعُثر بجوار التمثال الصغير على ما يقرب من 4000 خرزة طينية تشكل الشعر الأصلي».

وعثرت البعثة أيضاً على مائدة قرابين مربعة الشكل مع حافة منخفضة وقناة مياه في المنتصف محاطة بنقوش بارزة لرأس ثور ورغيف خبز وقرابين أخرى.

بدوره، أكد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير، «أهمية الكشف». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «جبانة العساسيف جزء من طيبة، ومعظم المقابر بها تعود لعصر الدولة الحديثة»، مضيفاً أن «اكتشاف مقبرة من عصر الدولة الوسطى يضيف بعداً جديداً للجبانة، ويلقي الضوء على دور المنطقة في دعم توحيد الدولة بعد فترة انقسام شهدتها مصر بعد عصر الدولة القديمة».

وتقع منطقة العساسيف في البر الغربي بالأقصر، على مقربة من معبد حتشبسوت بالدير البحري، جنوب جبانة «ذراع أبو النجا» ضمن مجموعة «جبانة طيبة»، وتضم عدداً من مقابر الأفراد التي يرجع تاريخ أغلبها إلى الفترة من عصر الأسرة الثامنة عشرة، وحتى الأسرتين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين.

وخلال الأعوام الماضية أُعلن عن اكتشافات عدة بجبانة العساسيف، كان أبرزها عام 2019، إذ أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف «خبيئة توابيت أثرية تعود لعصر الأسرة 22»، قبل نحو 3000 سنة.