550 فعالية فنية في احتفال مصر باليوبيل الذهبي لـ«حرب أكتوبر»

تشمل عروضاً تشكيلية ومسرحية وسينمائية وغنائية

ملصق حفل علي الحجار بالإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق حفل علي الحجار بالإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

550 فعالية فنية في احتفال مصر باليوبيل الذهبي لـ«حرب أكتوبر»

ملصق حفل علي الحجار بالإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق حفل علي الحجار بالإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

تحتفل مصر باليوبيل الذهبي «لحرب أكتوبر» عبر 550 فعالية فنية متنوعة، تشمل عروضاً غنائية ومسرحية وسينمائية وتشكيلية في مختلف المدن والأقاليم.

وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة في بيان (الأحد): إن «الوزارة من خلال قطاعاتها المختلفة، أعدت برنامجاً فنياً وثقافياً يليق بهذا الحدث، سيمتد إلى كل شبر من أرض مصر بعروض فنية ومسرحية، وندوات ثقافية، وشهادات لأبطال الحرب».

ويُقيم قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، برئاسة المخرج خالد جلال، احتفالية كبرى على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، كما يُنظم القطاع من خلال البيوت الفنية والمراكز التابعة له، مجموعة من الندوات الفكرية والثقافية.

ويُنظم البيت الفني للمسرح عدداً من العروض المسرحية على المسارح التابعة له، ويقدم «مسرح القاهرة للعرائس» احتفالية فنية تُشارك فيها أشهر العرائس التي قُدّمت من خلال أيقونات العروض المسرحية العرائسية، وهي تحتفي بنصر أكتوبر وتروي للمشاهدين البطولات النادرة التي شهدتها الحرب، ويُشارك «المسرح القومي للأطفال» في هذه المناسبة من خلال العرض المسرحي «أرض الشهداء».

جانب من إعلان دار الأوبرا المصرية عن حفلها ضمن برنامج وزارة الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

حرب «السادس من أكتوبر» 1973 أو حرب «العاشر من رمضان» كما تُعرف في مصر، وحرب «الغفران» كما تُعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها مصر وسوريا على إسرائيل بشكل مباغت، وتمكّن الجيش المصري خلالها من اجتياز قناة السويس، والعبور إلى الضفة الشرقية، وتحرير بعض النقاط في سيناء، وإلحاق خسائر مادية وبشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وتعد حرب «أكتوبر» رابعة الحروب العربية - الإسرائيلية بعد حرب النكبة 1948، وحرب السويس 1956، وحرب النكسة (حرب الأيام الستة) في يونيو (حزيران) 1967.

ويُقيم البيت الفني للفنون الشعبية، يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حفلاً فنياً بمناسبة النصر على مسرح البالون، بمشاركة فرقة «أنغام الشباب» و«الفرقة القومية للموسيقى الشعبية»، كما يُشارك «المركز القومي للمسرح»، بحفل غنائي يضم فقرات غنائية وموسيقية عدة لأشهر الأعمال الفنية الوطنية.

ويعرض «المركز القومي للسينما» عدداً من الأفلام السينمائية الوثائقية والروائية القصيرة التي تُخلد ذكرى النصر، حيث يُعرض فيلم «المحارب» للمخرج عاطف شكري، يوم 4 أكتوبر، وفيلم «معركة الوعي» للمخرج مختار علي، يوم 11 أكتوبر، وفيلم «صائد الدبابات» للمخرج خيري بشارة، يوم 18 أكتوبر.

في السياق نفسه، تستضيف الإسماعيلية (شرق القاهرة) التي كانت شاهدة على عبور القوات المسلحة المصرية إلى سيناء خلال حرب أكتوبر، حفلاً فنياً للفنان علي الحجار، يوم 4 أكتوبر، وتبدأ الاحتفالية بعرض فيلم من إنتاج الإدارة العامة للثقافة السينمائية عن العبور، إلى جانب تقديم أوبريت فني لـ«فرقة النيل» للغناء الشعبي، بالاشتراك مع فرق سوهاج والعريش وأسوان والإسكندرية للفنون الشعبية.

وتُنظم دار الأوبرا المصرية عدداً من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، إذ تُقدم فرقة الموسيقى العربية حفلاً فنياً، مساء الخميس 5 أكتوبر، على مسرح أوبرا دمنهور، يضم نُخبة من المؤلفات الوطنية، كما يقام يوم الجمعة 6 أكتوبر، حفل للفرقة القومية العربية للموسيقى على المسرح الكبير بالقاهرة، يتضمن باقة مختارة من الأعمال الغنائية بمشاركة الفنان الشاب أحمد جمال.

بوستر حفل المطرب أحمد جمال (وزارة الثقافة المصرية)

وتشكيلياً؛ ستُنظم الدورة الثامنة من «ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي» تحت عنوان «الخط والنصر»، بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية، والجمعية المصرية العامة للخط العربي، خلال الفترة من 10 حتى 20 أكتوبر، في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، وكذلك سيتم تنظيم معرض لأعمال الفنانين المصريين ممن تناولوا هذه الحقبة من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، ومعرض استيعادي للفنان الراحل سعيد العدوي، بمناسبة مرور 50 عاماً على وفاته في قصر عائشة فهمي بالزمالك.

ويُنظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، عدداً من الفعاليات في المواقع التابعة له، حيث يُنظم «مركز إبداع بيت السحيمي» حفلاً لفرقة «صحبة السمسمية»، بقيادة الفنان أحمد عشري، يوم 5 أكتوبر، ويُنظم قصر الأمير طاز، أمسية فنية مع الفنان والملحن الكبير إبراهيم نصير، ويُقدم مجموعة من الأغاني الوطنية، بالتعاون مع كورال قصر الأمير طاز، وكورال مركز طلعت حرب الثقافي.

إلى ذلك، تُنظم دار الكتب والوثائق القومية، احتفالية إطلاق المشروع القومي لتوثيق حرب أكتوبر، ولتوثيق شهادات مَن حضروا الحرب.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».