كأس الشعر «فاض» في يد بدر العبد المحسن فأنشد «يذكرني القمر ظلك»

في أمسية استثنائية غصت بالحضور في معرض الكتاب

الأمير بدر بن عبد المحسن في الأمسية الحوارية بعنوان: «أسئلة الشعر والفن» على «مسرح الرياض» في معرض الكتاب
الأمير بدر بن عبد المحسن في الأمسية الحوارية بعنوان: «أسئلة الشعر والفن» على «مسرح الرياض» في معرض الكتاب
TT

كأس الشعر «فاض» في يد بدر العبد المحسن فأنشد «يذكرني القمر ظلك»

الأمير بدر بن عبد المحسن في الأمسية الحوارية بعنوان: «أسئلة الشعر والفن» على «مسرح الرياض» في معرض الكتاب
الأمير بدر بن عبد المحسن في الأمسية الحوارية بعنوان: «أسئلة الشعر والفن» على «مسرح الرياض» في معرض الكتاب

أشعل الأمير بدر بن عبد المحسن «مسرح الرياض» في معرض الكتاب، مساء الجمعة، في أمسية حوارية خصصت للحديث عن تجربته الشعرية، لكن كاس الشعر فاض وأسقى الحاضرين المتعطشين لسماعه، فكانت ليلة «استثنائية» كليالي «البدر» حيثما طلع.

الأمسية أدارها الشاعر محمد جبر الحربي، المولع بتجربة بدر العبد المحسن، وهو القائل:

«وأدركتُ فيها «البَدْرَ» مُكْتَمِلَ الرُّؤى /

على وَجْهِ مَاءِ الشّعْرِ ذَا مَا بَدَا لِيَا

أميراً لبَيْتِ الشعر أنَّى يُرِيدُهُ /

فكان مكان البَدْرِ حُراً وصَافيا».

بدر العبد المحسن: أكتب الشعر لأشعر بالحياة

وكعادة بدر العبد المحسن يقلّب أشكال الحروف ويراقص الكلمات ليرسم لوحة تعج بالصور الجمالية، ويعزف سيمفونية فريدة في تعابيرها وألحانها... مع قدرة على جعل المتلقي متعلقاً بالنصّ، ومنفعلاً بألوانه وصوره وتشكيلاته الفنية، ومحلقاً في فضائه الشعري، فقد تحدث بلغة شعرية عن تجربته، عن البدايات، وعلاقته بالنقد، والرسم، واستمتاعه بالكتابة التي رأى أنها وسيلته للشعور بالحياة، لكن الجمهور كان ينتظر منه أن يصدح بالشعر، كعادته، فكان ما توقعوه.

حملت الأمسية الحوارية عنوان: «أسئلة الشعر والفن»، وفي بدايتها تساءل الشاعر محمد جبر الحربي، لماذا تغافل النقاد والباحثون عن دراسة التجربة الشعرية لبدر العبد المحسن.

كما تساءل عن اختيار البدر لكتابة الشعر باللغة الفصحى، فأكد الأمير الشاعر أنها جاءت بغرض النشر، لكنه ظلّ على وفائه لكتابة الشعر باللغة العامية، لقناعته بأن «الكتابة بلغة تملكها وتتمكن منها هي الأفضل»، ولأن العامية هي المقربة والمحببة لديه.

وقال الأمير بدر، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، إن طموحه في هذا السن «هو الشعور بالحياة»، وأكمل قائلاً: إن الاستمرار في الكتابة يشكل جسر العبور لهذا الشعور. وأضاف أن كتابة نصّ أدبي قبل 30 عاماً قد لا يستغرق ليلة أو ليلتين، بينما يستغرق اليوم مراحل عدة.

لكن هل يضيق بدر العبد المحسن من النقد؟ ليجيب مفنداً هذا الرأي، حيث كان صدره يتسع للنقد والرأي المختلف عن قصائده طيلة تجربته الشعرية...

جمهور غفير غصّ بهم مسرح الرياض في معرض الكتاب للاستماع لبدر العبد المحسن

خلال

الأمسية ألقى بدر العبد المحسن نصوصاً شعرية طالما ألفها الجمهور ورددها، من بينها نصّ «يذكرني القمر ظلك»:

يذكرني القمر ظلك عجب ياللي ظلالك نور

أنا اللي ما عرفت الليل لولا عتمة أهدابك

حبستك في السما شمس وعلى وجه السحاب طيور

ونخيل باسق يشرب رضاك ويعطش عتابك

وجلست أناظرك ما رف لي جفن تقل مسحور

أقول إن الجمال انتي وكل العشق باسبابك

هقيت إني ملكتك ما دريت إن الأماني غرور

وإنك في يدي لين انتحابي الوقت وقفا بك

سقا الله يوم كان أكبر همومك خاطري المكسور

وكنت الضي في عينك وكنت السقم في ثيابك

سقا الله يوم كنتي الأرض أنهار وشجر وقصور

ديار نورها من طاقتك... وأحلامها بابك

عيوني يا شقى عيوني، من الجدب الموات البور

أراضي ما بها إلا ما ذوى وانهد في غيابك

أحبك كان لي قلب يجض من الجفا مقهور

وصار اليوم يفرح لو لقى له عذر يشقى بك



عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.