أطلقت الدورة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب الفرصة مجدداً للقاء مع الكِتاب وملايين العناوين لأحدث إصدارات المكتبة العربية، ضمن فضاء شاسع من النقاش الفكري والمعرفي والثقافي، ينعش ليالي العاصمة السعودية، بمشاركة ناشرين ومثقفين وصنّاع محتوى من مختلف دول العالم.
ومنذ الساعات الأولى لانطلاق هذه التظاهرة الثقافية السعودية، توافَدَ الناس للاطلاع على أحدث الإصدارات، ومتابعة العناوين والكتب في مختلف المجالات، والاستمتاع ببرنامج ثقافي يلبّي الاهتمامات، هو الأكبر عربياً في تنوّعه واستيعابه للموضوعات الفكرية والفنية والعلمية.
محفل الثقافة.. ووجهة المعرفة يفتح الآفاق لروّاده في يومه الأول #معرض_الرياض_الدولي_للكتاب_2023#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/oh9tH3NpBl
— وزارة الثقافة (@MOCSaudi) September 28, 2023
واكتظّت أروقة المعرض بالحضور، بعدما أتاح موقعه الجديد في جامعة الملك سعود، إقامته على مساحة تزيد على 50 ألف متر مربع، يسّرت للزوار التنقّل بسهولة وانسيابية بين 1800 دار تشارك من 32 دولة، وتعرض ملايين العناوين، وسط التدفُّق نحو القاعات ورش التدريب ومنصات الأمسيات الحوارية والفنية للاستمتاع بأمسيات تتناول مختلف قضايا الحراك الفكري وموضوعات الإبداع العربي، وتشهد على ازدهار فصول الثقافة ضمن منصة الرياض للكتاب.
جناح عُمان... تاريخ وفن
في موقع بارز من المعرض، تلفت الحضور فرقة فلكلور عُمانية تقدّم فنوناً شعبية تعكس تنوّع البلاد وثراء تراثها، حيث تحلّ سلطنة عُمان ضيفة شرف هذه الدورة، ويعرض جناحها جوانب من الفكر والثقافة والأدب والفنّ والتراث، إلى ندوات فكرية وأمسيات شعرية وعروض فنية، بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين العمانيين.
وقال مهنا القمشوعي، من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عُمان، إنّ روّاد المعرض تدفّقوا على الجناح منذ الساعات الأولى، للاطلاع على تفاصيله التي تضمّ معرضاً للمخطوطات العُمانية النادرة، ومعرضاً للفنون التشكيلية، والعروض الفنية والموسيقية، وعروضاً بتقنية «في آي آر» عن السلطنة، ومجلساً لتقديم الضيافة العُمانية تزينه لوحات نادرة. كما تُقدَّم في الجناح أصناف من الحلوى العمانية الشهيرة.
وأضاف القمشوعي أنّ الجناح يضمّ مجموعة من نوادر المخطوطات التي تعكس التاريخ الثقافي العماني ودوره في المشهد العربي، والصلات بين دول المنطقة العربية وشعوبها عبر التاريخ، ودورها الحضاري في تنمية الإنسان وخدمة الأغراض العلمية والثقافية المختلفة.
وفي الجناح، يتوافد الزوار لتأمل نوادر المخطوطات، من بينها مخطوطة «مجموع في السير والجوابات»، وهي من أقدم المخطوطات المعروفة في عمان حتى الآن؛ نُسِخت عام 1137. كما يتزيّن الجناح بجدارية مستوحاة من حصن جبرين الذي بناه بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي عام 1670 في عمان.
الساحة الخارجية... قهوة وكتاب
في الباحة الخارجية للمعرض، يلتقط الزائر أنفاسه لاستئناف جولته بين الكتب ودور النشر، حيث تنتشر المقاهي وتدور النقاشات بين الضيوف والمثقفين.
أما في الساحة، فتُقدَّم عروض مسرحية ارتجالية وفنون أدائية سعودية وعُمانية، يجتمع حولها الضيوف ويستمتعون بأجواء ثقافية تعكس تاريخية العلاقة بين الإنسان والكتاب، ومحورية الأدب في حياة العرب، ورموز الثقافة والفكر والشعر العربي عبر العصور.
ويكشف مهنا المقشوعي، أنّ الحضور على موعد مع الأوركسترا العمانية التي ستحضر خلال أيام المعرض، وتُشارك الجمهور السعودي إبداعاتها في عزف المقطوعات الموسيقية، امتداداً لحضور التجربة الثقافية العمانية في رحاب السعودية.