«أفريقيا الأرض والشعوب» يسرد الروابط الإنسانية وتنوُّع الطبيعة

معرض فوتوغرافي يضمّ 150 صورة لـ65 فناناً

عمل للفنان محمد نجيب نصر تحاكي مسألة النازحين الصوماليين (الشرق الأوسط)
عمل للفنان محمد نجيب نصر تحاكي مسألة النازحين الصوماليين (الشرق الأوسط)
TT

«أفريقيا الأرض والشعوب» يسرد الروابط الإنسانية وتنوُّع الطبيعة

عمل للفنان محمد نجيب نصر تحاكي مسألة النازحين الصوماليين (الشرق الأوسط)
عمل للفنان محمد نجيب نصر تحاكي مسألة النازحين الصوماليين (الشرق الأوسط)

سحر وغموض الحياة البرّية، وخصوصية الثقافة الغنية بعناصرها المدهشة، فضلاً عن المناظر الطبيعية الخلابة؛ هي بعض ما يقدّمه لزوّاره معرض التصوير الفوتوغرافي «أفريقيا: الأرض والشعوب»، الذي تقيمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع «نادي عدسة» في «عروس البحر المتوسط».

عمل للفنان المصري وائل أونسي (مكتبة الإسكندرية)

يتضمّن المعرض المستمر في المكتبة حتى الخميس، مجموعة كبيرة من المشروعات الفنية والصور الفوتوغرافية لفنانين محترفين وثَّقوا مظاهر الطبيعة وتفاعُل الإنسان مع البيئة في أفريقيا، إلى عادات الشعوب والقبائل المختلفة وتقاليدها. يتخلّل الحدث لقاءات مع مصوّرين يسردون تجاربهم للجمهور، ويتحدّثون عن مشروعاتهم الفوتوغرافية داخل المعرض وما واجههم من مغامرات مليئة بالإثارة والثراء الثقافي والإنساني أثناء تنفيذها.

صورة للفنان تامر سليم تبرز ثقافة الشعوب وعاداتها (الشرق الأوسط)

يشارك في الفعالية 65 مصوراً يقدّمون نحو 150 صورة فوتوغرافية مختلفة الأحجام والرؤى والتقنيات الفنية، التُقِطت في 30 دولة أفريقية، وفق ممثّل «نادي عدسة» وأحد مسؤولي تنظيم المعرض علاء الباشا الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يضيء الحدث على أفريقيا عبر محاور عدّة، أبرزها يدور حول الثيمة الأساسية وهي الأرض والشعوب، تعزيزاً لمفهوم أنّ الأرض تجمعنا في مكان واحد، وهي المصدر الأم لكل الدول التي تحتضنها القارة السمراء».

يتابع: «نعيش على الأرض عينها، لكننا قد لا نعرف بعضنا البعض كما ينبغي. من المؤكد أنّ العالم لا يعرفنا كذلك بقدر كافٍ، ولا تصله الصورة الصحيحة عن ثقافتنا وجذورنا وغنى بيئتنا. من هنا، يساهم المعرض في التواصل والتحاور بين الشعوب بشكل فني مختلف».

وفي السياق عينه، تركز مشروعات المعرض على محاور فرعية تروي حكايات وحقائق عن هذه الدول، مثل الطبيعة والحياة البرّية، والعمارة والثقافة والغذاء والعادات والإرث الاجتماعي والحضاري، وفق الباشا. يضيف: «تراوحت مشاركة الفنان الواحد ما بين صورتين إلى 25 صورة؛ فقدَّم كل فنان لمحة عن الروابط الأساسية بين الدول الأفريقية بأسلوب إبداعي يجمع الفن والتوثيق والسرد».

ثقافة الشعوب في صورة لتامر سليم (الشرق الأوسط)

اللافت أنّ بعض المشروعات تدور حول قصص في دولة أفريقية هي ليست الوطن الأم للفنان. فعلى سبيل المثال، لم تتطرّق مجموعة من الفنانين المصريين إلى الحياة في مصر، منهم المعماري المصري وائل أنسي الذي قدَّم مشروعاً حول العمارة في تونس.

صورة من مشروع النازحين للفنان محمد نجيب نصر عن النازحين في الصومال (الشرق الأوسط)

وكشفت مشاركة ضيف الشرف حسام دياب عن كثير مما يخصّ دول حوض النيل، من المنبع إلى المصبّ، بينما ركّز الفنان المصري المقيم في قطر محمد نجيب نصر على النازحين في الصومال، وهو الموضوع عينه الذي تناوله الزميل عبد الفتاح فرج في عمله، فشارك بصورة عن الأطفال السودانيين النازحين من الخرطوم إلى القاهرة عبر أبو سمبل.

كذلك قدّمت مجموعة من الفنانين المغاربة أعمالاً عن كينيا وتنزانيا ومصر؛ وعن ذلك يعلق الباشا: «رحّبنا بالأمر وقصدناه، إلى حد ما، عند انتقاء الأعمال المُشاركة في المعرض»، مؤكداً: «لا نربط جنسية الفنان بالمشروع. يعنينا إبراز أوجه التشابه بين الدول الأفريقية وسرد حكايات عن القارة. وقد تتفوّق عدسة فنان لا ينتمي إلى بلد ما، بملاحظة والتقاط ما يتميّز به هذا البلد أكثر من أبنائه؛ لكونه بالنسبة إليه أكثر دهشة وتسبباً بالتفاعل».

عمل للفنان المصري حسام دياب في إطار مشروعه عن دول المصبّ (الشرق الأوسط)

بدورها، عبَّرت مشاركة الفنان فادي قدسي عن تفرُّد وتنوُّع العمارة في وسط القاهرة المعروفة باسم وسط البلد؛ فأبرَزَ الطراز المختلف للبنايات السكنية وبعض المباني الإدارية فيها، منها الطرازان الأوروبي والكلاسيكي في شارعَي شريف وطلعت حرب، فضلاً عن «باب اللوق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أضأتُ في مشروعي على العلاقة بين الإنسان والعمارة، وكيفية تأثُّر الأمكنة بالثقافات والناس، والعكس أيضاً. منطقة وسط البلد في العاصمة المصرية من أكثر النماذج المعبِّرة عن هذه العلاقة التبادلية».


مقالات ذات صلة

نور الكوّا تقدّم مجموعة لوحات «كوكب الشرق»

يوميات الشرق نور الكوّا أمام مجموعة من لوحاتها (خاص الفنانة)

نور الكوّا تقدّم مجموعة لوحات «كوكب الشرق»

ممسكةً محرمتها الشهيرة تصوّر الكوّا أُم كلثوم واقفة على المسرح تشدو بصوتها وكأنها تحيي حفلها الغنائي في اللحظة نفسها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق هل يكون توقُّف النبض هو نهاية كل شيء؟ (دليل المعرض) 

معرض باريسي عن أساطير ما وراء الموت

المعرض صغير وشيّق؛ يبحث في تاريخ الأساطير وحفريات التربة والاكتشافات العلمية والثقافات الشعبية التقليدية وكذلك في الصور التي قدمتها السينما الهوليوودية للزومبي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق جانب من توافد الزوّار على المعرض الفني الخاص وأركان المعرض الأخرى (الشرق الأوسط) play-circle 00:50

رموز التراث السعودي في 30 لوحة بـ«معرض الصقور والصيد» الدولي

إلى جانب لوحة تحمل صورة الشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن، وعدداً من الشخصيات الأخرى،عرضت الفنانة السعودية ميساء الرويشد مجموعة من اللوحات والأعمال الفنية.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق رسوم تمثيلية للجزء الخارجي من التصميم الفائز من تقديم «استوديو إيست للهندسة المعمارية» بالتعاون مع الفنان ريان تابت وشركة الهندسة «AKT II» (استوديو إيست للهندسة المعمارية)

«مؤسسة بينالي الدرعية» تكشف عن الفائز بجائزة المصلى في «بينالي الفنون الإسلامية 2025»

أعلنت «مؤسسة بينالي الدرعية» عن الفائز بجائزة المصلى لعام 2024، وهي مسابقة معمارية دولية لتصميم مصلى بمساحة نموذجية للصلاة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض «قوة الطفل» للفنان سهل عبد الرحمن (الشرق الأوسط)

معرض فوتوغرافي مصري يوثق «عمالة الأطفال» في الريف

في معرضه الفردي الأول «قوة الطفل» اجتذب المصور المصري سهل عبد الرحمن، الجمهور إلى خبايا قضية عمالة الصغار في الريف بمصر.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
TT

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)

جدد إطلاق الشركة المنتجة لفيلم «دراكو رع» التيلر الدعائي عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على الكوميديا الفانتازية في دور العرض المصرية والعربية، مع الإعلان عن طرحه نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

الفيلم بطولة ثنائية للفنانين خالد منصور وشادي ألفونس، اللذين شاركا في كتابته أيضاً مع محمود الفار، ومينا خزام، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم مروان يونس، وإسماعيل فرغلي، وملك بدوي، ويارا عزمي، ونور قدري، والفنانة اللبنانية داليدا خليل، ومن إنتاج محمد عبد الوهاب ومحمد خير زعيتر وإخراج كريم أبو زيد.

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي فانتازي حول قصة «مصاصي الدماء» الأخوين «أحمس» و«رمسيس»، اللذين يظهران بعد سنوات طويلة من اختبائهما، لكن يجب عليهما تجنب «أشعة الشمس»، وتناول «دم بشري» من أجل الحفاظ على حياتيهما، وذلك بسبب لعنة قديمة لملك قبيلة «دراكو»، لكنهما يتعثران في الحصول على «الدم البشري»، ويتعرضان لمواقف كوميدية خلال رحلة البحث الطريفة.

خالد منصور وشادي ألفونس على الملصق الدعائي للفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

ونشر الفنان خالد منصور الإعلانين الترويجيين الأول والثاني للفيلم عبر حسابه بموقع «فيسبوك» وكتب: «الدم عمره ما يبقى ميه»، و«مستعد لمواجهة عالم كله غموض وتشويق وضحك»، كما نشر البوستر الرسمي للفيلم وكتب «الدراكوه مش بيهزروا».

من جانبه، قال كريم أبو زيد مخرج الفيلم إن قصة العمل عبثية وجادة في الوقت نفسه، وتعتمد على كوميديا الموقف ولا مجال للإفيهات، وأضاف أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أن «السيناريو المختلف هو ما حمّسه لتقديم العمل».

وأوضح أنه رأى «القصة جديدة ومشوقة ولم يتم التطرق لها من قبل في أعمال فنية محلية أو عالمية»، كما كشف أنه استخدم تقنيات حديثة في التصوير، واستعان بعناصر حقيقية فرعونية، وقام بالتصوير في معبد «أبو سمبل» في مدينة أسوان، «جنوب مصر»، كما قام بتغيير الكثير من سمات «مصاصي الدماء» المعروفة.

خالد منصور وشادي ألفونس خلال كواليس الفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

وذكر أبو زيد أن «الفيلم هو أول عمل فني يصور في معبد أبو سمبل»، كما صوّر المخرج المصري بعض المشاهد في المتحف المصري بالعاصمة القاهرة، واستعان بالديكور لاستكمال مشاهد لم يستطع تصويرها في أماكن حقيقية، وفق قوله.

وذكر أبو زيد أنه من أنصار الواقعية في التصوير، لافتاً إلى أن «أحداث الفيلم كانت تتطلب الوجود بهذه الأماكن»، كما أشار إلى أن هذه النوعية من الأفلام لها جمهور كبير في العالم العربي، خصوصاً أنه يعتمد على «كوميديا الموقف» التي تروق للكثيرين.

وعن حكاية الفيلم قال أبو زيد: «(أحمس) و(رمسيس)، مصاصا دماء يعيشان منذ أيام الفراعنة وعمرهما 3222 عاماً، ومرت عليهما سنوات طويلة و(لا صحة لوفاتهما ورجوعهما) مثلما كتب البعض، لكن موقفاً ما حدث عام 1920 اضطرهما للعيش في بدروم، حتى خرجا مرة أخرى عام 2023. كل هذه المواقف في إطار كوميدي جدي عبر أحداث ومفارقات طريفة».

وكشف أبو زيد أن اسمي البطلين «أحمس» و«رمسيس»، ليس لهما علاقة بملوك الفراعنة، بل هما اسمان اعتمد عليهما لشهرتهما، وخصوصاً أنهما «مصاصا دماء» من أيام الفراعنة.

وعن الاستعانة بالعنصر النسائي في البطولة وإسناد العمل للفنانتين يارا عزمي وملك بدوي، قال أبو زيد إن «ذلك كان مقصوداً من أجل إظهار وجوه جديدة لتقديم الكوميديا بشكل مختلف ومفاجئ للناس».

ويعدّ «دراكو رع» هو التجربة الثانية في مشوار المخرج، بعد فيلم «11:11»، كما أوضح أبو زيد أنه «حالياً في مرحلة المونتاج لتجربته السينمائية الثالثة عبر الفيلم المصري السعودي التركي (محمول مكفول)».