يعد فحص السرطان مهمًا للاكتشاف المبكر والعلاج الناجح للعديد من أنواعه. فالاكتشاف المبكر له والوقاية أمر بالغ الأهمية ويؤدي لتحسين نتائج العلاج وانخفاض معدلات الوفيات وإجراءات أقل عدوانية.
ويكتشف الفحص الأفراد المعرضين للخطر الشديد، ويتيح اتخاذ خطوات وقائية، كما يؤدي الاكتشاف المبكر إلى تقليل المشكلات وتقليل نفقات الرعاية الصحية وإجهاد المريض والنظام.
ومع التقدم التكنولوجي، تعمل حلول الصحة الرقمية على تغيير طرق فحص السرطان، ما يجعلها أكثر سهولة وكفاءة وفعالية. حيث تعمل هذه الأدوات المبتكرة على تمكين الأطباء والمرضى على حد سواء، ما يؤدي إلى تحسين نتائج الوقاية من السرطان وعلاجه، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
1. التطبيب والاستشارات عن بعد
لقد برز التطبيب عن بعد باعتباره أداة تغيير قواعد اللعبة في فحص السرطان. وتقول مانيشا كومار مديرة العمليات بمركز HCG للسرطان ببنغالور «من خلال الاستشارات الافتراضية، يمكن للأطباء الوصول عن بعد إلى أعراض المريض وتقديم توصيات شخصية وطلب الاختبارات اللازمة».
ويعتبر هذا النهج ذا قيمة خاصة للمرضى في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات، ما يزيل الحواجز الجغرافية التي تحول دون الوصول إلى الرعاية الجيدة.
2. تطبيقات الصحة المتنقلة (Apps)
تُحدث تطبيقات الصحة عبر الهاتف الجوال ثورة في كيفية إدارة الأفراد لصحتهم، بما في ذلك فحص السرطان.
ومن التطبيقات التي تتتبع الأعراض وعوامل الخطر إلى تلك التي تذكر المرضى بمواعيد الفحص، تعمل هذه الأدوات الرقمية على تمكين المرضى من القيام بدور استباقي في رحلة الرعاية الصحية الخاصة بهم.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح بعض التطبيقات التقييم الذاتي لبعض أنواع السرطان، ما يسهل الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب.
3. الذكاء الاصطناعي في التصوير
تُحدث الخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في مجال التصوير الطبي واكتشاف السرطان. فمن خلال التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية، مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية والأشعة المقطعية، بدقة لا مثيل لها.
وتوضح كومار «يمكن لهذه الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي اكتشاف التشوهات الدقيقة، ومساعدة أطباء الأشعة في تحديد الآفات السرطانية المحتملة في مرحلة مبكرة، وبالتالي تحسين دقة التشخيص بشكل عام.
4. الخزعات السائلة واختبار الحمض النووي للورم (ctDNA)
مكنت حلول الصحة الرقمية من تطوير الخزعات السائلة؛ وهي طريقة غير جراحية لفحص السرطان.
وتقوم هذه الاختبارات بتحليل الحمض النووي للورم في دم المريض، ما يسمح باكتشاف الطفرات الجينية الخاصة بالسرطان. إذ توفر الخزعات السائلة وسيلة واعدة للكشف المبكر عن السرطان، ومراقبة الاستجابة للعلاج، وتحديد الانتكاسات المحتملة.
5. تقييم المخاطر الشخصية
يمكن لأدوات الصحة الرقمية الاستفادة من مجموعات هائلة من البيانات والمعلومات الجينية لتوفير تقييمات شخصية لمخاطر الإصابة بالسرطان.
ومن خلال تحليل الفرد والتاريخ الصحي وعوامل نمط الحياة والاستعداد الوراثي، يمكن لهذه الحلول تحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية والذين قد يستفيدون من فحص السرطان المبكر والمتكرر .
6. تحسين تحليلات البيانات وإدارة صحة السكان
تمكن حلول الصحة الرقمية مقدمي الرعاية الصحية من جمع وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات من مصادر متنوعة.
وتسهل هذه المعلومات إدارة صحة السكان وتحديد الاتجاهات والأنماط المتعلقة بحدوث السرطان وعوامل الخطر والنتائج. كما يمكن لتحليلات البيانات المحسنة توجيه جهود الصحة العامة وتحسين برامج الفحص واستهداف المجموعات السكانية المعرضة للخطر من أجل التدخل.
ان حلول الصحة الرقمية تعمل على إعادة تعريف مشهد فحص السرطان ورعايته، وتمكين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء.
ومع استمرار تطور الصحة الرقمية، فإن التآزر بين التكنولوجيا والرعاية الصحية يمهد الطريق لمستقبل يصبح فيه السرطان أكثر قابلية للوقاية منه وإدارته وفي نهاية المطاف أكثر قابلية للتغلب عليه.
إن تبني هذه التطورات يمكن أن يؤدي إلى عالم ينخفض فيه معدل الوفيات المرتبطة بالسرطان ويحسن نوعية حياة الناجين منه.