تحقيق إداري يحدد مصير مسرحية «سيد درويش»

بعد تبادل الاتهامات بـ«الضرب» و«تصفية الحسابات» بين بطلَي العرض

محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
TT

تحقيق إداري يحدد مصير مسرحية «سيد درويش»

محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)
محمد عادل ولقاء سويدان في لقطة من العرض (الشرق الأوسط)

شهدت كواليس العرض المسرحي «سيد درويش» مساء السبت، مشادة كلامية حادة واتهامات متبادلة بـ«الضرب» و«تصفية الحسابات» بين بطلي العرض: لقاء سويدان، ومحمد عادل الشهير بميدو عادل، حسب وسائل إعلام مصرية، وذلك عقب انتهاء آخر ليلة عرض، احتفالاً بمئوية «فنان الشعب» سيد درويش.

من جانبه، كتب مؤلف المسرحية السيد إبراهيم، عبر حسابه الشخصي في موقع «فيسبوك»، تعليقاً عمّا حدث: «قالت لي (جليلة) -اسم شخصية بطلة العرض لقاء سويدان- في الليلة السابقة، وكان معي الفنان ياسين الضو، إنها ستغلق عرض سيد درويش. لم أتوقع أن تنفّذ نيتها المبيتة وتفعلها في الليلة الأخيرة، وتفسد فرحة الجميع، وتشوّه نجاح ومجهود 4 سنوات، ولا تحافظ عليه، ولا تخرج لتحية الجمهور».

واتهم لقاء سويدان بـ«التربص بالفنان ميدو عادل في الكواليس، لصفعه على وجهه، وعلى الرغم من هذا تمالك أعصابه وخرج احتراماً لفنه وجمهوره والعمل الذي أحبه»، وفق تعبيره.

الفنان محمد عادل في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش» (الشرق الأوسط)

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال السيد إبراهيم إن «الموضوع قيد التحقيق أمام النيابة الإدارية، وكذلك أمام نقابة الممثلين، ولا مجال للحديث عمّا حدث في الكواليس قبل انتهاء التحقيق، والوقوف على جميع التفاصيل بين الطرفين».

مسرحية «سيد درويش» بطولة محمد عادل، ولقاء سويدان، ورشا سامي، وسيد جبر، وماهر عبيد، ومن تأليف السيد إبراهيم، وإخراج أشرف عزب. وتستعرض سيرة «فنان الشعب» في المرحلة العمرية من سن 16 حتى رحيله في سن 31 عاماً.

وتعليقاً على الحادثة، قال الفنان أشرف عزب، المخرج المصري وأحد المشاركين في العرض، إن ما حدث في الكواليس يجري التحقيق فيه بالوقت الحالي، بناء على المذكرة التي رُفعت من فريق الإخراج؛ موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن بطلَي العرض موظفان في الدولة، وسيخضعان للتحقيق عبر الجهات الرسمية والمنوطة بالتحقيق، وهما نقابة الممثلين والنيابة الإدارية.

وسعت «الشرق الأوسط» للحصول على رد سريع من طرفَي الأزمة؛ لكن لم يتم الرد.

وفي حوار سابق لـ«الشرق الأوسط» قال عادل الذي قدم عرض «سيد درويش» على مدار 4 سنوات: «إن حلمه الفني يتمثل في تقديم السيرة الذاتية لدرويش درامياً، وإنه متيم به». موضحاً أن المرحلة العمرية التي يمر بها حالياً ملائمة لتقديم الشخصية، وأنه يحضّر لعمل درامي بالفعل من 14 حلقة.

الفنان محمد عادل (حسابه على فيسبوك)

وتعليقاً على الواقعة، كتبت الفنانة المصرية لقاء سويدان التي تقدم شخصية «جليلة»، عبر حسابها الشخصي في موقع «فيسبوك»: «أرفض الحديث عن مشكلة تُعرض أمام الشؤون القانونية منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، وكذلك أمام النيابة الإدارية، ولن أرد على منشورات بها تجاوز إلا بالقانون». وتابعت: «لا أرغب في الدخول بمهاترات وتصفية حسابات وحوارات يراد بها انتقام شخصي»، حسب وصفها.

وخلال الأيام القليلة الماضية، احتفت مؤسسات مصرية بمئوية رحيل سيد درويش، من بينها وزارة الثقافة، من خلال قطاعاتها المختلفة.

ولم يكن خلاف أبطال المسرحية الأول من نوعه خلال السنوات الأخيرة، فقد شهد العرض المسرحي «الحفيد» مطلع العام الحالي، تبادل اتهامات بـ«الاعتداء بالضرب والسب والقذف»، ما أدى إلى تعليق العرض.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.