بوادر إيجابية في المفاوضات بين كتّاب السيناريو والاستوديوهات الهوليوودية

مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
TT

بوادر إيجابية في المفاوضات بين كتّاب السيناريو والاستوديوهات الهوليوودية

مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)
مسيرة لكتاب وومثلين خارج استوديوهات شركة «باراماونت» في هوليوود يوم 14 يوليو الماضي (أ.ب)

تسارعت التطورات في هوليوود في شأن إضراب كتّاب السيناريو الذي يشلّ القطاع السينمائي والتلفزيوني منذ نحو خمسة أشهر، إذ أعلنت نقابتهم أنها ستواصل اليوم السبت المفاوضات مع الاستوديوهات، بعدما شهدت تقدماً يوحي برغبة في التوصل إلى اتفاق يضع حداً للتحرك المطلبي.

وأفادت «رايترز غيلد أوف أميركا» في رسالة وجهتها مساء الجمعة إلى 11500 كاتب سيناريو تمثّلهم أن المفاوضين من الطرفين «سيجتمعون مجدداً السبت». وأضافت أنها تُواصل «العمل للحصول على اتفاق يستحقه كتّاب السيناريو».

وكانت المحادثات بين شركات الإنتاج ونقابة كتّاب السيناريو في شأن تقاسم إيرادات البث التدفقي وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي استؤنفت الأربعاء بعد توقفها نحو شهر. ويؤمل أن تفضي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى نتيجة إيجابية إذ لاحظ مراقبون في القطاع بوادر تقدم فيها.

ومن هذه البوادر أن كبار مسؤولي «ديزني» (بوب آيغر) و«نتفليكس» (تيد ساراندوس) و«وورنر براذرز» (ديفيد زاسلاف) و«إن بي سي يونيفرسال» (دونا لانغلي) شاركوا فيها شخصياً خلال الايام الثلاثة المنصرمة، بحسب وسائل الإعلام الأميركية.

لافتات تحمل شعارات يستخكها المضربون في مسيراتهم وتجمعاتهم موضوعة خارج استوديوهات «ديزني» في بوربانك (رويترز)

ومن المؤشرات الإيجابية الأخرى أن بياناً مشتركاً صدر مساء الأربعاء عن نقابة الكتّاب «رايترز غيلد أوف أميركا» والشركات التي يمثلها تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية، أعلن فيه الطرفان تمديد المفاوضات.

ورأى أكثر من مُراقب أن هذه المقاربة غير المسبوقة للمفاوضات توحي بقُرب التوصل إلى اتفاق، أو أقلّه إلى أن الهوة ضاقت بين الطرفين، بعد 144 يوماً على بدء الإضراب الذي أدى إلى جمود شبه كليّ في القطاع.

ومنذ منتصف يوليو (يوليو)، بدأ الممثلون أيضاً إضراباً، مما أدى إلى شلّ الغالبية العظمى من إنتاجات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية في الولايات المتحدة.

ونشرت صحيفة «فاينانشل تايمز» الاقتصادية البريطانية مطلع سبتمبر (أيلول) دراسة أجراها معهد «ميلكن» قدّرت بنحو خمسة مليارات دولار التكلفة التي ترتّبها على اقتصاد ولاية كاليفورنيا هذه الحركة المطلبية المزدوجة التي لم تشهد هوليوود مثيلاً لها منذ 1960.

ويجتمع كتّاب السيناريو والممثلون على مطالب متماثلة، أبرزها تقاسم إيرادات البث التدفقي، إذ يريدون الحصول على أجور أكبر من أفلامهم أو مسلسلاتهم التي تحقق نجاحاً واسعاً على المنصات، بدلاً من تقاضي مبلغ مقطوع، يكون عادةً منخفضاً جداً، لا يأخذ في الاعتبار عدد المشاهدين الذين يستقطبهم العمل المعروض.

ويطالب الممثلون كما الكتّاب بضمانات في شأن استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يخشى الممثلون استنساخ صورهم أو أصواتهم، في حين يتخوف كتاب السيناريو من إمكان استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج النصوص والحصول تالياً على أجور أدنى، أو استعمال سيناريوهاتهم لتدريب الروبوتات.

وحتى في حال التوصل إلى اتفاق بين الاستوديوهات وكتّاب السيناريو، سيواصل الممثلون إضرابهم. ولم تتواصل نقابتهم «ساغ-افترا» مع الشركات منذ منتصف يوليو. لكنّ الصحافة المتخصصة توقعت أن يمهّد أي اتفاق مع كتّاب السيناريو الطريق لإنهاء إضراب الممثلين، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».