تقاعدت مادلين بالدو حديثاً عن عمر يناهز 100 سنة، حيث عملت لأكثر من 80 عاماً - من سن 18 إلى 99 عاماً. وتعتقد بالدو أن العمل كان مساهماً كبيراً في طول عمرها، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».
تقول بالدو عن وظيفتها السابقة: «لقد جعلني ذلك مشغولة، واستمتعت بالعمل... أما التقاعد، فلا أحبه كثيراً».
بدأت عائلة بالدو مشروعاً تجارياً في شيكاغو لإنتاج اللافتات الكهربائية، وكانت مادلين مسؤولة عن العمل المكتبي. غالباً ما كانت تتفاعل مع العملاء، وهو الجزء المفضل لديها من الوظيفة.
وقالت: «أحببت التفاعل مع الناس... وكنت الوحيدة في المكتب الذي قام بجميع الأعمال المكتبية، لذلك كان الأمر ممتعاً. أحببت الذهاب إلى العمل».
اكتشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد على مدار 85 عاماً أن العلاقات الإيجابية تجعل الناس أكثر سعادة، ويمكن أن تساعدهم على العيش لفترة أطول. لهذا السبب، ليس من المستغرب أن تركز بالدو بشدة على أهمية العائلة والأصدقاء.
تقول الدكتورة صوفيا ميلمان، الأستاذة المساعدة في الطب وعلم الوراثة ومديرة دراسات طول العمر البشري في معهد أبحاث الشيخوخة في كلية ألبرت أينشتاين للطب: «يتحدث الكثير من المعمرين عن أهمية العلاقات وأسرهم ومجتمعاتهم وأصدقائهم».
لا تزال بالدو تحافظ على لياقتها الاجتماعية في حين تبلغ من العمر 100 عام من خلال الخروج لتناول العشاء مع أبنائها، والذهاب إلى المناسبات العائلية. لقد حضرت أخيراً حفل زفاف في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أنها تستمتع بالذهاب إلى أحد فروع «Dunkin’ Donuts» كل يوم أحد مع ابنها للقاء الأصدقاء، وتقول: «أتطلع إلى ذلك كل أسبوع».
تؤكد بالدو أنها محظوظة بما فيه الكفاية؛ لأن لديها عدداً قليلاً من الأصدقاء الذين هم في نفس عمرها والذين يزورون منزلها بشكل متكرر لتناول طعام الغداء.
وتضيف: «يتصلون بي دائماً قائلين: سنأتي لتناول طعام الغداء يوم الأربعاء الساعة 12 ظهراً... نحن نمرح معاً... من دون أصدقائك، أعني أين تكون، أليس كذلك؟».
في حين أن الحفاظ على العلاقات الصحية التي تجعلنا سعداء يعد عاملاً مهماً في العيش لفترة أطول، فإن هناك عوامل أخرى من المحتمل أن تكون قد ساهمت في طول عمر بالدو.
بداية، تقول ميلمان: «بشكل عام، متوسط عمر المرأة أطول من عمر الرجل... ونحن نعتقد أن الجينات أيضاً لها علاقة كبيرة بطول العمر».
في الواقع، عاشت أخت بالدو الكبرى حتى سن 103 أعوام. وتقول: «لكن أنا وهي الوحيدتان اللتان عاشتا لأكثر من 100 عام»، في إشارة إلى والديها اللذين توفيا عن عمر يناهز 84 عاماً، وشقيقاتها اللواتي لم يعشن حياة طويلة جداً.
نشأت على نظام غذائي نباتي
تهدف بالدو إلى البقاء في حالة من النشاط، قائلة: «ما زلت أتجول بشكل جيد للغاية. أستطيع أن أصعد الدرج. لديّ طاقة؛ لذا فأنا في حالة جيدة جداً».
تحاول أيضاً تناول طعام صحي قدر الإمكان، وهو الأمر الذي بدأ بالنسبة لها خلال طفولتها، وتوضح: «عندما كنت طفلة، كان هناك سبعة أطفال في العائلة، وكان والدي يبني حديقة كبيرة، لذلك كنا نعيش على الخضار في الغالب. ليس هناك الكثير من اللحوم، ولم نتمكن من شراء اللحوم».
وتضيف: «أعتقد أن هذا ربما كان السبب وراء تناولي طعاماً صحياً». حالياً، لا تتناول الوجبات السريعة.
وتقول ميلمان إن المعمرين عادة ما يكونون أكثر تفاؤلاً، ويناسب بالدو هذا الوصف. وتفيد بأنه ليس من الواضح ما إذا كان المعمرون الذين تزيد أعمارهم على مائة عام يتمتعون دائماً بإيجابية، أو ما إذا كانوا قد طوروا نظرتهم الإيجابية مع تقدم العمر.
تقول بالدو إنها لا تشعر بالتوتر كثيراً؛ لأن «كل شيء يمكن حله». وتتابع: «أنا محظوظة جداً؛ لأنني وصلت إلى سن المائة، وأتمتع بصحة جيدة... لا أستطيع أن أشكو من صحتي. أمشي وأتحدث ولا أشعر بأي ألم».