الأمير ويليام: الخسارة غير المتوقعة لشخص عزيز «من الصعب معالجتها»

وريث العرش يقول إن الفجيعة المفاجئة قد تظل مؤلمة «حتى مع مرور الوقت»

الأمير البريطاني ويليام (أ.ب)
الأمير البريطاني ويليام (أ.ب)
TT

الأمير ويليام: الخسارة غير المتوقعة لشخص عزيز «من الصعب معالجتها»

الأمير البريطاني ويليام (أ.ب)
الأمير البريطاني ويليام (أ.ب)

قال الأمير البريطاني ويليام إن الخسارة المفاجئة لأحد أفراد الأسرة أو لشخص عزيز قد تكون حدثاً «صعب المعالجة»، في مقدمة لكُتيّب عن الفجيعة.

وكتب وريث العرش - وهو مستجيب أول سابق لدى الإسعاف الجوي بشرق أنجليان، والذي توفيت والدته ديانا أميرة ويلز في حادث سيارة عام 1997 - أنه يمكن العثور على «بعض العزاء» في تبادل الخبرات والتجارب، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

وفي مقدمته للكتاب الذي نشرته خدمة الإسعاف الجوي الخيرية في لندن، والتي يرعاها، قال الأمير: «لا توجد تجربتان من الفجيعة متماثلتان على الإطلاق. قد يكون من الصعب للغاية معالجة الخسارة المفاجئة وغير المتوقعة في كثير من الأحيان لشخص عزيز، حتى مع مرور الوقت».

قال أمير ويلز إن الفترة التي قضاها كطيار إسعاف جوي، بين مارس (آذار) 2015 ويوليو (تموز) 2017، أثرت بشكل كبير على تركيزه في الدعوة إلى مبادرات الصحة العقلية الخيرية.

كان أول استدعاء له كطيار هو ضمن حدث انتحار شاب، والذي كشف لاحقاً أنه دفعه إلى التفكير بشكل أعمق حول ضغوط الصحة العقلية على الأفراد.

يجمع كتيب الفجيعة تجارب 12 عائلة تشارك ما كان عليه الأمر بالنسبة لهم عندما فقدوا أحد أحبائهم بشكل غير متوقع.

والغرض من الكتاب هو أن يكون بمثابة تحية لعشرات الأفراد الذين فقدوا حياتهم، بالإضافة إلى كونه مورداً مفيداً للأشخاص الذين قد يجدون أنفسهم يتنقلون في الألم المفاجئ لخسارة غير متوقعة.

وأوضحت جمعية الإسعاف الجوي الخيرية في لندن أن الكتيب سيتم تقديمه مجاناً لأي شخص قد يستفيد منه.

توفر المؤسسة الخيرية الرعاية على مستوى المستشفى في الدقائق الحرجة بعد الإصابة الخطيرة، فضلاً عن تقديم الدعم للمرضى وعائلاتهم.

«هشاشة الحياة»

أفادت الدكتورة آنا دوبي، كبيرة الأطباء في الإسعاف الجوي بلندن: «إن طبيعة العمل الذي نقوم به تعني أنه على الرغم من أننا نرى في كثير من الأحيان الكثير من المرضى الذين يتعافون من الإصابات الأكثر تدميراً، فإنه للأسف يتضمن أيضاً مشاهدة المرضى الذين، على الرغم من بذل قصارى جهدنا، يموتون».

وأضافت: «إنه تذكير بهشاشة الحياة وأهمية الرعاية الرحيمة والمتعاطفة في نهاية الحياة. يسمح لنا هذا الكتيب بتوسيع نطاق الرعاية التي نقدمها لهؤلاء المرضى لمحاولة دعم أسرهم التي يتعين عليها التغلب على الألم الذي لا يمكن تصوره لفقدان شخص عزيز فجأة وبشكل غير متوقع».

وقال الأمير ويليام إن العائلات شاركت «أثمن الذكريات والأفكار والمشاعر» في الكتيب.

وكتب: «أود أن أشكرهم على الانفتاح والسماح لنا بالخوض في رحلتهم الشخصية للغاية... آمل أن يوفر هذا الكتيب بعض الراحة والدعم».

أطلق أمير ويلز مؤخراً استراتيجية للصحة العقلية لدوقية كورنوال ولا يزال يقود مبادرة Heads Together مع زوجته كيت، والتي تعالج وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية من خلال خدمات جديدة وجمع التبرعات.


مقالات ذات صلة

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تقف كيت أميرة ويلز البريطانية على شرفة أثناء الخدمة الوطنية لإحياء الذكرى في النصب التذكاري بلندن (أ.ب)

الأميرة كيت تستضيف أول فعالية ضخمة بعد التشخيص بالسرطان

تعود كيت أميرة ويلز البريطانية بأبرز ظهور لها في الفعاليات الملكية، الشهر المقبل، في حين تتحسن حالة ملكة بريطانيا بعد عدوى في الصدر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الملكة الراحلة إليزابيث الثانية مع بوريس جونسون (رويترز)

«هذا الأحمق لن ينظم جنازتي»... هكذا مزحت الملكة إليزابيث من استقالة جونسون

كشف كتاب جديد أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية علّقت على استقالة بوريس جونسون من منصب رئيس الوزراء، بسخرية حيث قالت: «على الأقل هذا الأحمق لن ينظم جنازتي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».