دراسة: سرّ وراثي ينتقل من الأم دون الأب إلى الأولاد!

دراسة: سرّ وراثي ينتقل من الأم دون الأب إلى الأولاد!
TT

دراسة: سرّ وراثي ينتقل من الأم دون الأب إلى الأولاد!

دراسة: سرّ وراثي ينتقل من الأم دون الأب إلى الأولاد!

يتم توليد الطاقة في جزء من الخلية المعروفة باسم الميتوكوندريا (عضيات خلوية تولّد معظم الطاقة الكيميائية اللازمة لتشغيل التفاعلات الكيميائية الحيوية في الخلية)، التي تصنع من وصفة وراثية موجودة في الحمض النووي للأم.

إذ يبدو أن الحمض النووي للميتوكوندريا الخاص بالأب، أو mtDNA، لا يلعب أي دور. ومع ذلك، فإن النقطة الدقيقة التي يتم فيها تنشيط جينات الميتوكوندريا لدى الأب ليست قصة واضحة المعالم، حيث تدعم دراسات مختلفة انهيار سيتوبلازم البويضة (المادة الوراثية للخلية في خلايا بدائيات النوى)، وتعديلا شديدا في الحيوانات المنوية أثناء تكوينها. فلم تتمكن دراسة حديثة قامت بسلسلة الجينات في خلايا الحيوانات المنوية البشرية، من الكشف عن عدم وجود DNA mtDNA سليم قبل الإخصاب.

وفي حين أن كل خلية منوية تحتوي على حوالى 100 ميتوكوندريا خاصة بها، لم يجد باحثون من الولايات المتحدة وإسبانيا أي أثر لحمض الميتوكوندريا الذكري داخل الميتوكوندريا. كما افتقرت الحيوانات المنوية إلى عوامل النسخ اللازمة للحفاظ على الحمض النووي الميتوكوندري، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن «نيتشر جينيتكس».

وتوصل الباحثون الى «أن الحيوانات المنوية البشرية الناضجة خالية أساسا من الحمض النووي الميتوكوندري، وهو ما يتوافق مع وراثة الأم لجينوم الميتوكوندريا في الثدييات».

وبطبيعة الحال، لا تزال الخلايا الجنسية الذكرية تساهم بالحمض النووي في نسلها، والجينوم النووي البشري أكبر بمليارات المرات من جينوم الميتوكوندريا. لكن، مع ذلك، فإن الطفرات في الجينوم الأخير ترتبط بمجموعة متنوعة من الأمراض وعمليات الشيخوخة، ما يشير إلى أنها مهمة جدا للصحة والوظيفة.

لماذا ينتقل الحمض النووي الميتوكوندري الخاص بالأم فقط؟

تتعلق إحدى الفرضيات بمعدل الطفرة المرتفع نسبيا لجينوم الميتوكوندريا مقارنة بالجينوم النووي. وتحتوي كل خلية في الجسم على العديد من الميتوكوندريا، والتي تنقسم إلى خلايا وليدة.

وتعد الطريقة التي يحدث بها هذا الانقسام غير منظمة إلى حد ما، مع أخذ كل الأمور في الاعتبار، ما يعني أن الخلايا الوليدة لا تحصل على ما يكفي من الميتوكوندريا لتلبية احتياجاتها، في بعض الأحيان.

ونظرا لاستهلاك خلايا الحيوانات المنوية طاقتها بسرعة في محاولة للوصول إلى بويضة بشرية للتخصيب، فمن المحتمل أن يؤدي الحمض النووي الميتوكوندري الخاص بها (إذا كان موجودا) إلى تكديس مجموعة من الطفرات.

من ناحية أخرى، لا تعتمد خلية البويضة على الميتوكوندريا الخاصة بها للحصول على الطاقة. وبدلا من ذلك، تمتص الطاقة من الميتوكوندريا الموجودة في الخلايا المجاورة.

وقد تساعد النتائج على فهم بعض اضطرابات الخصوبة بشكل أفضل، والتي يمكن أن تنتقل عبر البويضات أو الحيوانات المنوية.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في إيجاد طرق لاستهداف طفرات معينة في الحمض النووي للميتوكوندريا لوقف توريثها.

وفي هذا الاطار، خلص معدو الدراسة إلى أن «توريث الأم لـmtDNA هو نموذج رئيسي يوجه وجود وتطور الغالبية العظمى من الأنواع، ومع ذلك، ظل الأساس الجزيئي لهذه الظاهرة وفوائدها غير واضح».


مقالات ذات صلة

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

أوروبا المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي؛ لأنه غير آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تطوير خلايا الدم يأتي وسط توقع حدوث نقص في الدم بالمرافق الطبية (رويترز)

اليابان: بدء التجارب على خلايا الدم الاصطناعية في مارس

من المقرر أن تبدأ في اليابان في شهر مارس المقبل دراسة سريرية لخلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يمكن تخزينها لعمليات نقل الدم في أوقات الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.