الوظيفة «موعداً غرامياً»... كيف يمكنك تصيّد ما يناسبك؟

تعامل مع الوظيفة الجديدة كما لو انها موعدا غراميا (رويترز)
تعامل مع الوظيفة الجديدة كما لو انها موعدا غراميا (رويترز)
TT

الوظيفة «موعداً غرامياً»... كيف يمكنك تصيّد ما يناسبك؟

تعامل مع الوظيفة الجديدة كما لو انها موعدا غراميا (رويترز)
تعامل مع الوظيفة الجديدة كما لو انها موعدا غراميا (رويترز)

وفقاً لتقرير حديث أجرته مؤسسة «غالوب»، فإن عدم انخراط الموظفين في العمل يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 8.8 تريليون دولار.

وبحسب ما قال عالم النفس التنظيمي أندريه مارتن لشبكة «سي إن بي سي»، فإن السبب الذي يجعل 23 في المائة فقط من الموظفين يعتبرون أنفسهم مزدهرين في العمل، هو أن معظم الأشخاص ليسوا في الوظائف المناسبة بكل بساطة.

قال مؤلف كتاب «Wrong Fit, Right Fit» للشبكة: «عندما تكون في حالة غير مناسبة، يجب أن تذهب طاقتك إلى أشياء أخرى، مثل تعديل السلوك أو المشاعر السلبية».

وأكد ضرورة أن يكتشف الشخص طرقاً لتحقيق النجاح داخل النظام، وأضاف: «لا يعني ذلك أنك لا تملك الطاقة للانخراط في العمل، بل تشير فقط إلى أشياء أخرى، وهو أمر محزن».

ووفقاً له، فإن التأكد من أن الوظيفة مناسبة تماماً تبدأ بالمقابلة. وقد وجد مارتن أن الموظفين غالباً ما يلاحظون أموراً لا تعجبهم حتى قبل أن يبدأوا الوظيفة.

وتابع: «ما يحدث هو أننا متحمسون لرغبتنا في الحصول على هذه الوظيفة... فنحن نميل إلى الاهتمام فقط بالمعلومات التي ستؤكد اختيارنا للانضمام إلى الشركة، ويلعب التحيز التأكيدي دوراً».

البحث عن عمل يشبه المواعدة

شبه مارتن عملية البحث عن العمل بالموعد الغرامي، وشرح أنه من الصعب معرفة ما إذا كنت أنت وصاحب العمل المحتمل ستشكلان ثنائياً رائعاً في الموعد الأول - ولكن هناك أسئلة يمكنك طرحها للحصول على أكثر من مجرد انطباعات أولية إيجابية.

كما فسّر أن «المقابلات الوظيفية لم يتم إعدادها لنتمكن من التعرف على بعضنا بعضاً على مستوى عميق. لذلك يجب أن تكون خبيراً في طرح الأسئلة، ويجب أن تظهر أفضل مهاراتك الصحافية الاستقصائية أثناء مقابلة العمل»

وبحسب مارتن، يأتي الرضا الوظيفي عندما تتوافق توقعاتك للمجالات الثلاثة التالية مع ما يمكن أن تقدمه الوظيفة الجديدة.

طرق العمل

لكي تكون الوظيفة مناسبة، أول شيء يجب أن يكون متوافقاً هو التوقعات حول كيفية إنجاز العمل يومياً. وهذا يعني أن تسأل نفسك السؤال الأساسي: «كيف أحب العمل؟».

وأعطى مارتن مثالاً أنه «عندما يضطر شخص موهوب حقاً بالقيام بأعمال إبداعية عبر (باور بوينت) إلى استخدام المذكرات في (أمازون) – هنا يصبح الشعور شبيهاً بالكتابة بيدك اليسرى».

وأضاف: «الأمر لا يتعلق بالقيم أو البيانات الطموحة الكبيرة. يتعلق الأمر بكيفية وضع استراتيجيات الشركة وتعاونها. كيف يديرون الصراع؟ كيف يطورون الناس ويدمجون الأفكار؟ ما علاقتهم بالزمن؟».

أحد الأشياء الأساسية التي يجب اكتشافها أثناء المقابلة هو الملف الشخصي للشخص الذي ينجح في مكان العمل هذا. على سبيل المثال، ما هي الصفات التي يتمتعون بها، والمهارات التي يعرضونها، ومقدار الوقت الذي يقضونه في العمل، وفقاً لمارتن.

وأوضح أن طرح أسئلة علنية حول كيفية إنجاز العمل ومن ينجح يمكن أن يكون طريقة لطيفة حقاً لقياس موقعك الحالي.

قم بتعريف قائدك المثالي

وجد استطلاع آخر أجرته مؤسسة غالوب عام 2020 أن 70 في المائة من مشاركة الموظفين في الشركة تتأثر بالمديرين. وقال مارتن: «لهذا السبب عليك التأكد من أنك تعمل لصالح قائدك أو مديرك المثالي».

في كتابه، شجع مارتن الباحثين عن عمل على بناء «ملف تعريف القائد المثالي»، الذي يحدد الخطوط العريضة، مثل: القيم، أسلوب القيادة، نهج الفريق، نهج التنمية، الشخصية والصفات الشخصية.

أحد الأسئلة التي يمكنك طرحها على مديرك المحتمل في المقابلة هو: ما هو أحدث تعليق إيجابي تلقيته من فريقك حول أسلوبك الإداري، وفقا لمارتن.

يمكنك أيضًا أن تسأل القائمين على المقابلة الآخرين عن مدير التوظيف الخاص بك، على وجه التحديد، «ما هي سمعة الفريق الذي سأنضم إليه؟ ما الذي يجعله عظيماً؟».

نصيحة أخيرة قدمها مارتن، هي «قضاء أكبر وقت ممكن مع هذا الشخص أثناء المقابلة وقبل تاريخ البدء».

لا تهتم بالوصف الوظيفي بأكمله

عادةً ما تكون الأوصاف الوظيفية المدرجة في القوائم عبارة عن قائمة تضم جميع الأشياء التي يمكنك القيام بها في الوظيفة.

ولكن وفقاً لمارتن، يجب أن تدور المعاينة الواقعية للوظيفة حول اثنين أو ثلاثة من أهم الإنجازات التي يمكن إنجازها خلال الأشهر الستة المقبلة. وبعد ذلك يمكنك أن تسأل نفسك، هل تتوافق تلك الإنجازات على المدى القريب مع قوتي الخارقة أو نقاط قوتي؟.

وأشار إلى أن التأكد حقاً من قدرتك على التفوق في الوظيفة خلال التسعين يوماً الأولى يعد أيضاً طريقة جيدة لتجنب الحاجة إلى تبديل الوظائف.


مقالات ذات صلة

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

يوميات الشرق سهى نعيمة تستقبل الزوار وتروي الذكريات (الشرق الأوسط)

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

تعنى سهى حداد بإرث ميخائيل نعيمة، برموش العين. تعيش مع أغراضه كأنه لا يزال حياً، تحيط نفسها بلوحاته وصوره وكتبه ومخطوطاته ورسومه وأقلامه، وتستقبل زواره وتحدثهم.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مارك أبو ضاهر يحمل مجموعات من ملصقات يطبعها على دفاتر (الشرق الأوسط)

مارك أبو ضاهر... لبناني يوثّق الفن الجميل في دفاتر الذكريات

يملك مارك أبو ضاهر مجموعة كبيرة من الملصقات القديمة، بينها ما يعود إلى ملصقات (بوستر أفلام)، وبطلها الممثل اللبناني صلاح تيزاني المشهور بـ«أبو سليم».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارين ميلر نسل ضحية جاك السفاح كاثرين أيدوس (نورث نيوز)

أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في بريطانيا يطالبون بتحقيق جديد

رغم مرور أكثر من 130 عاماً على أحداث هذه القضية الغامضة في بريطانيا، يأمل أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في أن يتمكنوا أخيراً من كشف الحقيقة بشأن واحدة من أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية (أرشيفية - رويترز)

علماء يتوصلون لطريقة لـ«محو الذكريات السيئة»

وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية بحسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي

«الشرق الأوسط» (لندن)

الإمارات تنجح في إطلاق قمر اصطناعي لرصد الأرض

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
TT

الإمارات تنجح في إطلاق قمر اصطناعي لرصد الأرض

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.

أعلنت الإمارات عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي، الذي قالت إنه يتميز بقدرات متطورة لرصد الأرض، بما في ذلك التقاط صور بدقة مضاعفة وزيادة إنتاج الصور بمعدل 10 أضعاف، مشيرة إلى أن القمر الاصطناعي يعد نقلة نوعية في قطاع الفضاء الإماراتي، حيث تم تطوير القمر بالكامل بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء.

وبحسب المعلومات الصادرة يتميز القمر الاصطناعي الذي أطلق عليه اسم «محمد بن زايد سات» بوزن 750 كيلوغراماً وأبعاد تصل إلى 3×5 أمتار، مع نظام تصوير يعد من الأكثر تطوراً عالمياً حسب وصف المعلومات، ويتيح نقل الصور خلال ساعتين فقط من التقاطها.

كما يدعم مجالات حيوية مثل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث، مما يوفر بيانات دقيقة تساهم في اتخاذ قرارات مستنيرة.

تعاون واسع

وشهد المشروع تعاوناً واسعاً مع شركات إماراتية، حيث تم تصنيع 90 في المائة من الهياكل الميكانيكية داخل الدولة، بمشاركة شركات مثل ستراتا وهالكون والإمارات العالمية للألمنيوم، ويعزز هذا التعاون قدرات الدولة في مجال تكنولوجيا الفضاء ويُثري الكفاءات الوطنية بالمهارات والمعرفة.

وقال الفريق طلال بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «نجاح مهمة جديدة تتمثل في إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، ستكون خير بداية لعام جديد مليء بالإنجازات الواعدة في مركز محمد بن راشد للفضاء».

وأبان أن «هذا الإنجاز ليس مجرد دليل على كفاءاتنا، بل هو مؤشر لما يحمله المستقبل لدولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء. فكل مهمة جديدة تمهد الطريق لإنجازات ريادية تُرسّخ مكانة الإمارات كقوة رائدة في تشكيل مستقبل علوم وتكنولوجيا الفضاء».

السباق الفضائي العالمي

من جهته، قال حمد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «يعكس اطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الدولة في السباق الفضائي العالمي، نحن نواصل العمل بجد على تعزيز قدراتنا الفضائية، بما يساهم في تحقيق رؤية القيادة الهادفة إلى نقل دولة الإمارات إلى آفاق جديدة في مجالات الفضاء والابتكار».

وتم إطلاق القمر من قاعدة فاندنبرغ الجوية بكاليفورنيا.

بدوره، قال سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «تم تطوير القمر الاصطناعي وفقاً لأعلى المعايير العالمية وبمشاركة جهود إماراتية متميزة من جانب الشركات الإماراتية المحلية، القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات ليس مجرد مشروع تقني، بل هو منصة لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في تحسين نوعية الحياة، ومواكبة تطلعاتنا الكبيرة في خدمة الإنسانية».

نتاج جهد جماعي

بدوره، أشار عامر الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات، إلى أن «القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات هو نتاج جهد جماعي مستمر من فريق من المهندسين الإماراتيين، نؤمن بأن هذا القمر الاصطناعي سيشكل علامة فارقة في العديد من المجالات الحيوية، مثل مراقبة البيئة، وتطوير حلول للبنية التحتية، بالإضافة إلى دعم عمليات الإغاثة في حالات الكوارث».

وأضاف: «القمر الاصطناعي يمثل أيضاً خطوة مهمة نحو توظيف تقنيات الفضاء المتطورة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات، ويجسد التزامنا المستمر بتقديم حلول تكنولوجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز رفاهية الإنسانية».

وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.