قد تسبب رائحة الفم الكريهة الإزعاج والإحراج للشخص أمام الآخرين، خصوصاً إذا كانت بسبب تناول أطعمة تحتوي على رائحة نفاذة مثل الثوم.
وللتخلص من رائحة الثوم المُزعجة، أظهرت دراسة أميركية، أن الزبادي العادي كامل الدسم قد يكون له فائدة لم تكن معروفة من قبل، وهي التخلص من روائح الثوم في الفم.
واختبر الباحثون عبر الدراسة المنشورة، الثلاثاء، في دورية «موليكيولز»، قدرة الزبادي ومكوناته من الماء والدهون والبروتين على إزالة الروائح الكريهة من الثوم.
وفي كل تجربة، وضع الباحثون كميات متساوية من الثوم الخام في عبوات زجاجية، وأكدوا أن مجموعة المواد المتطايرة من الثوم القائمة على الكبريت تم إطلاقها بتركيزات يمكن اكتشافها بواسطة الأنف البشري. واستخدموا تقنية القياس الطيفي الكتلي، لقياس مستويات الجزيئات المتطايرة، وأظهرت النتائج أن الزبادي وحده يقلل بنسبة 99 في المائة من المواد المتطايرة الرئيسية للثوم الخام المسببة للرائحة، وكان ذلك على الأرجح بسبب قدرة مكونات الزبادي من الدهون والبروتين على احتجاز الجزيئات المتطايرة قبل انبعاثها في الهواء.
وكان كل من الدهون والبروتين فعالين في احتجاز روائح الثوم، مما دفع العلماء إلى اقتراح أن الأطعمة الغنية بالبروتين قد يتم تصنيعها يوماً ما خصيصاً لمحاربة رائحة الثوم.
ثم قام الباحثون باختبار تأثير إزالة الروائح الكريهة باستخدام الزبادي ومكوناته المنفصلة على الثوم المقلي أيضاً، وفي هذه العملية، اكتشفوا أن قلي الثوم وحده يقلل بشكل كبير من معظم المركبات المتطايرة المسببة للرائحة في الثوم.
وافترض الباحثون أن الزبادي ومكوناته الفردية تعادل نسبة أقل من المركبات المتطايرة في الثوم المقلي، مقارنة بالثوم الخام، ربما بسبب وجود عدد أقل من المواد المتطايرة التي يمكن احتجازها مقارنة بالفصوص الخام.
وتقول الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة شيريل بارينغر، أستاذة علوم وتكنولوجيا الأغذية في جامعة ولاية أوهايو الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أثبتت النتائج أن الزبادي العادي كامل الدسم يمنع تقريباً جميع المركبات المتطايرة المسؤولة عن رائحة الثوم النفاذة من الهروب إلى الهواء».
وأضافت أن «الفريق اختبر قدرة الزبادي ومكوناته من الماء والدهون والبروتين على إزالة الروائح الكريهة الناتجة عن الثوم، لنرى كيف يتحمل كل منها الرائحة الكريهة. وكان كل من الدهون والبروتين فعالين بشكل خاص في محاصرة روائح الثوم». ولتحقيق نتيجة أفضل، نصحت «بارينغر» بتناول الزبادي على الفور بعد تناول الثوم الخام.
وأشارت إلى أن النتائج تشكل أساساً جيداً للدراسات المستقبلية التي تحلل مجموعة متنوعة من البروتينات التي يمكن صياغتها في منتج مثالي لتقليل رائحة الفم الكريهة بالثوم والسعي للتحقق من قدرة الزبادي على كبح رائحة الثوم الفعلية لدى الأشخاص، وقد يتم في يوم من الأيام اعتماد الأطعمة الغنية بالبروتين خصيصاً لمحاربة رائحة الثوم.