«تلك» لمنظمة سيناريو يشارك في «الأفلام اللبنانية المستقلة»

نافس على جائزة «أفضل فيلم وثائقي محلي»

ينقل الفيلم مشاهد واقعية عن حياة النساء الخمس (ميريام جعجع)
ينقل الفيلم مشاهد واقعية عن حياة النساء الخمس (ميريام جعجع)
TT

«تلك» لمنظمة سيناريو يشارك في «الأفلام اللبنانية المستقلة»

ينقل الفيلم مشاهد واقعية عن حياة النساء الخمس (ميريام جعجع)
ينقل الفيلم مشاهد واقعية عن حياة النساء الخمس (ميريام جعجع)

لأول مرة ستشارك مؤسسة سيناريو المتخصصة بالمسرح التشاركي في مهرجان سينمائي عن فيلم وثائقي من إنتاجها بعنوان «تلك».

وهذه المشاركة ستحضر في مهرجان «الأفلام اللبنانية المستقلة». ويقام المهرجان من 21 لغاية 24 سبتمبر (أيلول) الحالي في بيروت. وسينافس الفيلم على جائزة أفضل وثائقي محلي طويل.

فيلم «تلك» يشارك في مهرجان لبناني وآخر بريطاني (ميريام جعجع)

وتحكي قصة الفيلم عن 5 نساء ينقلن تجاربهن في خضم الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان. وضمن شريط وقعته المخرجة ميريام جعجع يتابع مشاهده قصص «تيما ونجاح وفاطمة وفداء ورانيا». ويتعرف على التجربة التي عاشتها البطلات خلال إقامة فنية في الجبال خارج بيروت. فهناك يقررن تأليف مسرحية مستوحاة من تجاربهن اليومية. ويلتقيهن المشاهد كنساء يناضلن ضد الصعاب من أجل حقوقهن.

ومن المتوقع أن يشارك هذا الفيلم إلى جانب «الأفلام اللبنانية المستقلة» في مهرجان «كامبريدج للسينما» في لندن. وهو ما يخول السيناريو إعطاء صورة حية عن نموذج من النساء العربيات وتغلبهن على تحديات شخصية يواجهنها، مما يجعل هذا الشريط الذي تقدمه جعجع بوصفه أولى تجاربها السينمائية، شهادة حية عن القوة التغييرية التي يحدثها الفن للتعبير عن الذات.

مشهد من فيلم «تلك» ومدته 56 دقيقة (ميريام جعجع)

المشاركات في الفيلم يتألفن من 3 جنسيات مختلفة: اثنتان منهن من لبنان واثنتان أخريان لاجئتان من سوريا، فيما الخامسة هي سيدة إثيوبية حاصلة على الجنسية اللبنانية.

وتخبر المخرجة ميريام جعجع «الشرق الأوسط» كيفية ولادة هذا الفيلم: «لقد كانت النساء الخمس يقمن بورشة عمل فنية في بيت حمانا للفن. وهناك جاءتنا الفكرة كي نقوم بتصويرهن خلال قيامهن بأداء التمارين على مسرحية يحضرن لها».

التقطت جعجع مشاهد للنساء الخمس تتراوح بين تمارينهن الفنية والتمثيلية وكيفية وضعهن أفكار المسرحية التي ينوين تقديمها. «لقد كانت تحمل نفس عنوان الفيلم اليوم (تلك).

وكي نزود هذه اللقطات التي أخذناها في (بيت حمانا الفني) بخصوصية تصلح لفيلم وثائقي، قررنا تصوير كل منهن في منزلها. وهناك راحت فاطمة كما تيما ونجاح وفداء ورانيا يبحن بتجاربهن والتحديات اليومية التي يواجهنها. مما ألف سيناريو فيلم وثائقي على المستوى المطلوب».

بعيداً عن التصنع والتمثيل جلست كل واحدة من النساء الخمس أمام كاميرا ميريام جعجع تتحدث عن أفكارها وهواجسها وهمومها. وتراوحت الموضوعات الأساسية لقصصهن حول الانتماء للوطن والهوية. فترجمن الضياع الذي يعشن في ظله باحثات عن أرض واستقرار وأمان.

تيما امرأة أثيوبية عانت الأمرين من كيفية معاملتها في لبنان (ميريام جعجع)

«ما يجمع هؤلاء النساء هو تشابه تجاربهن مع الحياة». توضح ميريام لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «فالمرأتان السوريتان تعيشان في مخيم للاجئين بعد أن هربتا من الحرب في بلديهما. وتشعران بالضياع وبعدم الشعور بالانتماء للأرض التي تعيشان عليها.

أما اللبنانيتان (رانيا وفاطمة) فعاشتا تجربة مختلفة ضمن أحد دور الأيتام. فنقلتا بدوريهما ذكرياتهما هناك حيث صورتهما. أما السيدة الإثيوبية وفي صور التقطتها لها على الطريق العامة وفي سيارة أجرة تخبرنا عن المعاملة المختلفة التي تلاقيها من الناس. فهي رغم حصولها على الجنسية اللبنانية إثر زواجها من لبناني، تعاني من تمييزها عن غيرها بأساليب تفتقد إلى الإنسانية».

تقول ميريام إن مجرد مشاركة الفيلم في مهرجان «اللبنانية المستقلة» تشعرها بالرضى. «أعد هذا الأمر بمثابة فوز للفيلم فيحمسني لتقديم أفلام أخرى في هذا النطاق. لا أتوقع فوز الفيلم أو فشله، بل سأنتظر ردود فعل الناس وأتفرج على ملامح وجوههم عند انتهاء عرضه. فمنها سأستشف مدى تأثرهم بمحتواه وعما إذا سيحبه أيضاً رواد مهرجان (كامبريدج للسينما). فبعد كل التعب الذي تكبدناه لتنفيذه أشعر بالرضى بالفعل كونه يشارك في مهرجانين أحدهما لبناني والثاني بريطاني».

ميريام جعجع في كواليس تصوير الفيلم (ميريام جعجع)

لم تواجه ميريام صعوبات تذكر خلال تنفيذها فيلم «تلك». وترى أن هذه التجربة اكتسبت منها الكثير على الصعيدين المهني والإنساني. «لقد كانت تجربة غنية بالعلاقات الإنسانية، فالأمر لم يقتصر فقط على تعاون بين مخرجة وبطلات عمل. لا بل حمل في طياته جوانب كثيرة إيجابية تعلم منها الطرفان دروساً كثيرة. وأنا شخصياً تزودت بتجربة مكتملة فتحت ذهني على أمور مختلفة تخولني الارتقاء بأفكاري إلى الأفضل».

وتختم ميريام معتبرة أن النساء الخمس مارسن مهمتهن على أكمل وجه. فكن بالفعل نماذج حية نسائية يمثلن الكثير غيرهن من النساء. «إنهن لسن ممثلات ولم يهتممن بالشهرة والكاميرا والأضواء. فكنا متحدات وباحثات عمّا يظلل قلوبهن بالصفاء والسلام. فلكل مشروع أخوضه حيثياته وجوانبه التي تنعكس إيجاباً علي شخصياً. وفيلم (تلك) مدَّني أيضاً بتجربة فريدة من نوعها لن أنساها».


مقالات ذات صلة

مهرجان برلين السينمائي 75 وليلة افتتاح لم تخلُ من السياسة

يوميات الشرق تيلدا سوينتون عند تسلُّمها جائزة مهرجان برلين الشرفية (أ.ف.ب)

مهرجان برلين السينمائي 75 وليلة افتتاح لم تخلُ من السياسة

شهد مهرجان برلين افتتاحاً مثيراً للجدل يوم الخميس، الثالث عشر من هذا الشهر، وذلك احتفاء بدورته الجديدة (الخامسة والسبعين) التي تدوم حتى الثالث والعشرين من هذا…

محمد رُضا (لندن)
سينما «الضوء» فيلم الافتتاح (إيه آر پي)‬

خطوات حذرة لـ«مهرجان برلين الدولي» الـ74

تتسلم تريشيا تاتَل، مديرة «مهرجان برلين الدولي» الجديدة مهاماً صعبة العام الحالي، بعضها إداريٌّ وبعضها سياسيٌّ. وقد بدأ المهرجان دورته الـ74 مساء يوم الخميس.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق فيلم «يونان» للمخرج أمير فخر الدين ينافس على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي (إنستغرام)

«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» تعزّز حضورها في مهرجان برلين بـ9 أفلام

تعزّز «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها في الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي عبر تسعة أفلام مدعومة من المؤسسة، من بينها فيلم ينافس في المسابقة الرسمية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق المخرجة سيلفي باليو تتسلم جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل (إدارة المهرجان)

لبنان يقتنص جوائز «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

اقتنصت السينما اللبنانية أهم جائزتين في مهرجان «الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر.

انتصار دردير (الإسماعيلية (مصر))
ثقافة وفنون الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسة الحوار مع ألطاف المطيري ضمن فعاليات مهرجان القرين (كونا)

الغذامي: أعيش في «بيت من نساء» ولا أحملُ ضغينة لأدونيس

تحدث المفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسةٍ بمهرجان «القرين الثقافي» في الكويت، عن مسيرته في عالم النقد والأدب وبداياته في التعمق والبحث العلمي.

ميرزا الخويلدي (الكويت)

أيقونة «عيد الحب» تزيّن المتحف القبطي في مصر

مشاهد الحب زيّنت المقابر المصرية (وزارة السياحة والآثار)
مشاهد الحب زيّنت المقابر المصرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

أيقونة «عيد الحب» تزيّن المتحف القبطي في مصر

مشاهد الحب زيّنت المقابر المصرية (وزارة السياحة والآثار)
مشاهد الحب زيّنت المقابر المصرية (وزارة السياحة والآثار)

احتفل عدد من المتاحف المصرية بـ«عيد الحب»، الجمعة، عبر إبراز قطع أثرية تعبّر عن هذه المناسبة، اختارتها «قطعة الشهر»، من بينها تمثال أفروديت الذي زيّن معروضات المتحف القبطي في القاهرة، بالإضافة إلى لوحة بمتحف الحضارة، وجدارية عن الحب نشرتها وزارة السياحة والآثار المصرية، ودبوس ملكي من العصر الحديث.

واختار المتحف القبطي في القاهرة قطعة الشهر تمثالاً من الحجر الجيري لأفروديت (معبودة الحب والجمال) تظهر مرتدية قلادة ضخمة، تعود إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي، من مدينة أهناسيا.

تمثال أفروديت في المتحف القبطي بالقاهرة (صفحة المتحف على «فيسبوك»)

وأشار المتحف إلى أنه في 14 فبراير (شباط) من كل عام، يحتفل العالم بـ«عيد الحب»، ويُسمّى هذا اليوم «فالنتين»، وفالنتين هو اسم كاهن مسيحي من روما، ويرجع تاريخ الاحتفال بالعيد إلى يوم إعدامه، حيث إنه كان يزوّج الجنود بمحبوباتهم في السر، بسبب حظر الإمبراطور كلوديوس الثاني الزواج على الجنود.

ويحتفل المتحف القبطي هذا العام بمرور 115 سنة على إنشائه، حيث أسّسه مرقص سميكة باشا عام 1910، ليساعد على دراسة تاريخ المسيحية في مصر، وهو عبارة عن حجرتَيْن في الكنيسة المعلقة، داخل حصن بابليون، وتمّ افتتاحه وتجديده أكثر من مرة كان أحدثها عام 2006.

ويضم المتحف نحو 16 ألف مقتنى من العصور المسيحية المختلفة، تمّ ترتيبها وفقاً للترتيب الزمني في 12 قسماً داخل المتحف، حسب «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر.

ومن الجداريات اللافتة ضمن الاحتفال بـ«عيد الحب» أيضاً، ما نشرته وزارة السياحة والآثار على صفحتها، وهي جدارية من مقبرة مصرية قديمة تتضمّن زوجين تتشابك أيديهما، وكتبت تعليقاً على اللوحة الجدارية: «خلّد الفن المصري القديم مشاعر الودّ بين الأزواج، مجسّداً حبهم في مشاهد أبدية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مشهد من مقبرة إنحركاو وزوجته وابيت في دير المدينة، حيث يظهران وهما يمسكان بأيدي بعضهما بأصابع متشابكة»، مشيرة إلى أن «هذا الرابط العاطفي، المحفور في الحجر، يعكس قوة الحب والوفاء في مصر القديمة، حيث كانت الحياة الآخرة امتداداً للعلاقات الدنيوية».

إحدى القطع الأثرية في متحف الحضارة بمناسبة «عيد الحب» (متحف الحضارة المصرية)

ونشر متحف الحضارة المصرية لوحة جدارية من الحضارة المصرية القديمة بمناسبة «عيد الحب»، وهي منظر يعود إلى الأسرة السادسة التي حكمت مصر بين عامي 2345 و2181 قبل الميلاد، للمدعو «من إيحي» تقف زوجته بجواره تشدّ من أزره، وقد أطلق عليها كما ورد بالنص زوجته حبيبته «نفرت».

وعلّق المتحف على الجدارية بنصيحة من نصائح الحكيم بتاح حتب: «اتخذ لنفسك زوجة تكون سيدة قلبك».

الدبوس الملكي في زفاف الملك فاروق والملكة فريدة (متحف الإسكندرية القومي)

ومن العصور القديمة إلى العصر الحديث اختار متحف الإسكندرية القومي قطعة دبوس زفاف الملك فاروق الأول والملكة فريدة، وهو عبارة عن دعوة زفاف يتم إهداؤها إلى كبار المدعوين للزفاف الملكي، وهو دبوس الزفاف المطلي بالذهب، وتتوسطه صورة للملك فاروق الأول والملكة فريدة، ويعلوه التاج الملكى ويحمل تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) عام 1938.