خبيرة تكشف عن قاعدة «غير شعبية» لتربية أطفال ناجحين

عندما تثق بقدرة الأطفال على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم يبدأون في الشعور بمزيد من المشاركة والثقة (رويترز)
عندما تثق بقدرة الأطفال على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم يبدأون في الشعور بمزيد من المشاركة والثقة (رويترز)
TT

خبيرة تكشف عن قاعدة «غير شعبية» لتربية أطفال ناجحين

عندما تثق بقدرة الأطفال على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم يبدأون في الشعور بمزيد من المشاركة والثقة (رويترز)
عندما تثق بقدرة الأطفال على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم يبدأون في الشعور بمزيد من المشاركة والثقة (رويترز)

يعمل الكثير من الآباء على تلبية حاجات أطفالهم العاطفية والمادية بشكل شبه يومي. وهذا يرتبط مباشرة بـ«التربية المروحية»، حيث نقوم بإزالة العقبات باستمرار حتى لا يضطر أطفالنا إلى التعامل مع التحديات.

وقالت إستير وجسيكي، مُعلمة وصحافية ومؤلفة كتاب «كيفية تربية الأشخاص الناجحين»، الذي حقق مبيعات عالية، في تقرير نشره موقع «سي إن بي سي»: «كان هناك العديد من قواعد التربية غير الشعبية التي اتبعتها بصفتي أماً شابة. لكن قراري الأول كان: لا تفعل لأطفالك أي شيء يمكنهم القيام به بأنفسهم».

وتابعت: «لقد نجح ذلك مع بناتي. نشأن ليصبحن ناجحات للغاية: سوزان هي الرئيس التنفيذي لشركة (يوتيوب)، وجانيت طبيبة، وآن هي المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة (23 آند مي)... لقد صعدن إلى قمة المهن التنافسية التي يهيمن عليها الذكور».

التوقف عن تدليل الأطفال

كلما زادت ثقتك بقدرة أطفالك على القيام بالأشياء بأنفسهم، زاد تمكينهم. المفتاح هو البدء بالممارسة الموجهة: طريقة «أنا أفعل، نحن نفعل، أنت تفعل»، وفقاً لوجسيكي.

يمكنك تجربة ذلك من خلال جميع أنواع الإجراءات اليومية البسيطة:

الاستيقاظ: اطلب منهم ضبط المنبه الخاص بهم.

ارتداء الملابس: دعهم يختارون ملابسهم بأنفسهم.

الإفطار/الغداء/العشاء: أعطهم مهام بسيطة مثل تحريك عجينة الفطائر وتنظيف صندوق الغداء وإعداد الطاولة.

تجهيز حقيبة الظهر الخاصة بهم: اطلب منهم الاطلاع على قائمة بما يحتاجون إلى إحضاره في ذلك اليوم.

وضع الخطط: اسمح لهم بالتفكير في أنشطة نهاية الأسبوع أو أنشطة ما بعد المدرسة.

التحقق من الواجبات المنزلية: لا بأس إذا لم يحصلوا على إجابات صحيحة بنسبة 100 في المائة، عليهم التعلم من الأخطاء.

وقالت وجسيكي: «الأعمال المنزلية لها أهمية خاصة. كان غسل الأطباق أمراً كبيراً في منزلنا. وقفت جميع بناتي على كرسي صغير عند الحوض وغسلن الأطباق بعد العشاء. وعندما ذهبنا لشراء البقالة، كنت أطلب منهن الحصول على التفاح. كان عليهن اختيار التفاح الجيد».

وتابعت: «إذا تجاوزنا ميزانية البقالة لدينا، كن يساعدن في تحديد ما يجب إعادته».

لا تقلق بشأن الكمال

أشارت وجسيكي إلى أنها كانت تتوقع أن تقوم بناتها بترتيب أسرتهن كل صباح. وتابعت: «يمكن أن يبدو السرير الذي يقوم الطفل بترتيبه وكأنه لا يزال نائماً فيه. لكنني لم أغضب... وطالما قمن بذلك، كنت أشعر بالسعادة». وتقول إن الإتقان يعني القيام بشيء ما مرات عدة بقدر ما يلزم لإنجازه بشكل صحيح، «لقد كان التعلم والعمل الجاد هو ما أردت مكافأته، وليس القيام بالأمر بشكل صحيح في المرة الأولى».

الأطفال أذكى مما تعتقد

توضح وجسيكي: «لا أقول أنه يجب عليك أن تجعل أطفالك يفعلون أشياء لا يفهمونها أو لا يستطيعون القيام بها، ولا أقول أنه يجب عليك السماح لهم باللعب في الشارع إذا لم يكن الوضع آمناً، أو المشي إلى المتجر إذا كان الحي خطيراً».

وتابعت: «الفكرة هي تعليمهم كيفية التعامل مع ما تلقيه الحياة عليهم. أحد أهم الدروس التي علمتها لأطفالي هو أن الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو كيفية تفاعلك مع الأشياء».

وعندما تثق بقدرة الأطفال على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، يبدأون في الشعور بمزيد من المشاركة والثقة والتمكين. وبمجرد حدوث ذلك، لن يكون هناك حدود لما يمكنهم تحقيقه، وفقاً لوجسيكي.


مقالات ذات صلة

مخاوف يمنية من اتساع رقعة «الهزال الشديد» بين الأطفال

المشرق العربي يمنية تحمل طفلتها المريضة بمستشفى «السبعين» في صنعاء (أ.ف.ب)

مخاوف يمنية من اتساع رقعة «الهزال الشديد» بين الأطفال

أبدت مصادر طبية يمنية مخاوفها من تصاعد تفشي «الهزال الشديد» في أوساط الأطفال دون سن الخامسة في المناطق الخاضعة للحوثيين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طفل يجلس ممسكاً بالكعك في مخيم جباليا للنازحين الفلسطينيين شمال غزة (أ.ف.ب)

غزة: تسليم نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال

أعلن مسؤول في منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال تم تسليمها لقطاع غزة بالفعل قبل بدء حملة تطعيمات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي والدة الطفل عبد الرحمن أبو الجديان أول شخص يصاب بشلل الأطفال بغزة منذ 25 عاماً تعتني به في خيمتهم بدير البلح وسط القطاع (رويترز) play-circle 01:03

إسرائيل و«حماس» توافقان على هدن مؤقتة خلال حملة تطعيمات بغزة

قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن إسرائيل و«حماس» وافقتا على 3 هُدن منفصلة مؤقتة للقتال في أماكن محددة بغزة للسماح بتطعيم 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطيني يدفع عربة عليها طفله في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تقارير: «حماس» توافق على هدنة لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

وافقت حركة «حماس» على إقامة هدنة إنسانية لمدة 7 أيام في غزة لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وفقاً لما ذكره موقع «تايمز أوف إسرائيل».

«الشرق الأوسط»
يوميات الشرق طائرة تشهد ترويع البراءة (غيتي)

حبس طفلة في مرحاض طائرة لإسكات بكائها يُفجّر الغضب

أثار حادث حبس امرأتين طفلة كانت تبكي، في مرحاض طائرة، جدلاً على الإنترنت في الصين يتعلّق بكيفية التعامل مع الأطفال في الأماكن العامة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية
TT

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

لا يغيب عن ذاكرة الممثلة الهندية سريليخا ميترا أيّ من تفاصيل ذلك اليوم الذي تحصنت فيه داخل غرفتها في الفندق للاحتماء، كما تروي، من تحرش مخرج مرموق.

هذه الحادثة تندرج ضمن سلسلة طويلة من الاتهامات التي هزت صناعة السينما في ولاية كيرالا الهندية المعروفة باسم «موليوود»، منذ نشر تقرير رسمي قبل 3 أسابيع عن انتشار العنف الجنسي.

تتذكر سريليخا ميترا حدثاً أقيم في عام 2009 في منزل رئيس أكاديمية السينما المحلية، رانجيث بالاكريشنان، عندما كان عمرها 36 عاماً. وتقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مضيفها دعاها إلى عزل نفسها للتحدث هاتفياً مع أحد المخرجين حول دور في فيلمه المقبل.

وتصف الممثلة ما حصل حينها قائلة: «لقد بدأ يلعب بشعري ورقبتي (...) كنت أعلم أنني إذا لم أتصرف، كان سيقحم يديه في أجزاء أخرى من جسمي». وتضيف: «كانت نواياه واضحة تماماً، لقد شعرتُ بالرعب».

طوال هذه السنوات، لم تخبر سريليخا ميترا سوى صديق مقرب بالحادثة. وقد أقنعها نشر تقرير لجنة هيما، على اسم القاضي السابق ك. هيما الذي أشرف عليه، بالتحدث علناً وتقديم شكوى.

في 19 أغسطس (آب)، حرّكت نتائج التحقيق المياه الراكدة في هذا المجال؛ إذ كشفت عن ممارسات واسعة النطاق مرتبطة بالعنف الجنسي والتحرش ترتكبها مجموعة صغيرة من الرجال، من منتجين أو مخرجين أو ممثلين يتولون مناصب رئيسية في قطاع السينما المحلية.

سريليخا ميترا (إكس)

بعيداً عن الأفلام الزاخرة بالموسيقى والاستعراضات الملونة باللغة الهندية بتوقيع عمالقة «بوليوود» في بومباي (غرب)، صنعت استوديوهات كيرالا سمعتها بأفلام تتسم بطابع أقل فلكلورية، تتناول مواضيع أكثر جدلية، باللغة المالايالامية.

وباتت «موليوود» تنتج ما يصل إلى 200 فيلم سنوياً، وهي تحظى بشعبية لدى 37 مليون هندي يتحدثون هذه اللغة، وأيضاً على نحو متزايد لدى بقية الفئات في الدولة الأكثر تعداداً بالسكان على هذا الكوكب.

في عام 1999، منح الفيلم الساخر «مارانا سيمهاسانام» (عرش الموت)، للمخرج مورالي ناير، لهذه السينما مكاناً على الساحة الدولية بفوزه بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وهذا العام، حقق فيلم الإثارة «مانجوميل بويز» (Manjummel Boys) نجاحاً تجارياً كبيراً لسينما كيرالا مع إيرادات بلغت 29 مليون دولار.

لكن عمل لجنة هيما شوّه سمعة صناعة الفن السابع المحلية.

وقد أُطلقت هذه اللجنة في عام 2017، بعد القبض على ممثل بتهمة الاعتداء الجنسي على ممثلة شهيرة. وبعد أن سُجن لـ3 أشهر، لا يزال غوبالاكريشنان بادمانابهان تحت الإشراف القضائي حتى يومنا هذا في انتظار المحاكمة.

وقد أتت استنتاجات اللجنة واضحة ومباشرة. فبالإضافة إلى حالات عنف عدة، يوصّف تقرير اللجنة نظاماً يفرضه نافذون في القطاع يصلون إلى حد «تهديد» الضحايا وعائلاتهم بـ«القتل» في حال بلّغوا عن الانتهاكات.

وسارعت الممثلة بارفاثي ثيروفوثو إلى وصف التقرير بأنه «ثورة».

وتوضح الممثلة، البالغة 36 عاماً، الحائزة جوائز كثيرة، الناشطة حالياً في مجموعة تحمل اسم «جمعية نساء السينما»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» منذ زمن بعيد: «تسود فكرة بأنّ النساء العاملات في هذه الصناعة يجب أن يشعرن بالامتنان للرجال الذين منحوهن الفرصة».

وليست اتهامات العنف الجنسي بجديدة في السينما الهندية. ففي أعقاب حركة «مي تو» التي انطلقت عام 2017 في الولايات المتحدة مع انكشاف فضائح المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين، تكشفت بعض الحالات المشابهة في بوليوود.

بالنسبة لبارفاثي ثيروفوثو، فإن الموجة التي أحدثها تقرير هيما لها أثر مغاير. وتقول: «هذا يغيّر كل شيء؛ إذ إنه يتجاوز بعض الحالات الفردية، ليستهدف منظومة أضرت بالنساء».

منذ 19أغسطس، واجه الكثير من الممثلين اتهامات في هذا الإطار. وقد حُلت جمعية فناني السينما المالايالامية بعد استقالة رئيسها الذي طالته اتهامات أيضاً.

كما ترك المعتدي المفترض على سريليخا ميترا، رانجيث بالاكريشنان (59 عاماً) رئاسة أكاديمية السينما المحلية. وفتحت الشرطة تحقيقاً ضده بتهمة هتك العرض، وهي اتهامات نفاها علناً.

لكن بارفاثي ثيروفوثو ترى أن عصر الصمت انتهى. وتقول: «لا تستمع إلى أولئك الذين يطلبون منك تغيير وظيفتك إذا كان الأمر صعباً عليك»، فـ«لديك مكانك في هذه الصناعة. تجرأ على رفع الصوت».