كشفت نتائج دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، عن أن استئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث، مع أو من دون استئصال الرحم، قد يسبب مزيداً من الحالات الطبية المزمنة وانخفاض الوظائف الجسدية في فترة الشيخوخة.
ووفق الدراسة المنشورة في دورية «ذا منيبوذ سوسيتي»، المعنية بدراسة تأثير انقطاع الطمث على الحالة الصحية للنساء، تسببت المخاوف المتزايدة بشأن الآثار الضارة المحتملة على المدى الطويل لاستئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث، في انخفاض عدد النساء اللاتي اخترن إزالة كلا المبيضين بشكل استباقي كإجراء وقائي للحماية من سرطان المبيض.
وحدّدت الدراسة حالات طبية مزمنة ضمن التأثيرات السلبية لهذا الإجراء، مثل الإصابة بالربو والتهاب المفاصل. تقول الدكتورة ستيفاني فوبيون، المدير الطبي لجمعية انقطاع الطمث، من «مايوكلينيك»: «تسلّط هذه النتائج الضوء على الآثار السلبية المحتملة طويلة المدى لاستئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث، وهي عملية وقائية مهمة بالنسبة للنساء المعرضات لخطر متوسط للإصابة بسرطان المبيض، عند الموازنة بين مخاطر وفوائد استئصال المبيض الثنائي مع أو من دون استئصال الرحم قبل انقطاع الطمث».
تاريخياً، خضع ما يقدر بنحو 23 في المائة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و44 عاماً إلى عملية استئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث في وقت استئصال الرحم للوقاية من سرطان المبيض لاحقاً، وكذلك الحال بالنسبة لـ45 في المائة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و59 عاماً؛ حيث تم اعتبار العديد من هؤلاء النساء في خطر متوسط للإصابة بسرطان المبيض.
ويعد استئصال الرحم ثاني أكثر العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها للنساء بعد الولادة القيصرية.
وتشير الدراسات الحديثة المتعلقة بالآثار السلبية المحتملة لتلك العملية إلى أن المخاطر الإضافية قد لا تعوض دائماً الفوائد المحتملة، خاصة عند النساء اللاتي لديهن خطر أساسي متوسط للإصابة بسرطان المبيض. ونتيجة لذلك، فإن معدلات هذه العملية آخذة في الانخفاض في بعض المناطق الجغرافية.
بالإضافة إلى وظيفته الإنجابية، يؤثر المبيض أيضاً على أعضاء وأنظمة متعددة في جميع أنحاء الجسم، نظراً لأنه يفرز الهرمونات قبل انقطاع الطمث وبعده، لذا فإن إزالة المبيضين يمكن أن تسبب اضطراباً في الغدد الصماء في العديد من الأنسجة والأعضاء، بما في ذلك الدماغ والعضلات والعظام والأوعية الدموية والقلب والجهاز الهضمي، وفق نتائج الدراسة.
واقترحت بعض الأبحاث السابقة أيضاً أنه قد يكون هناك ارتباط بأمراض القلب والأوعية الدموية أو ضعف الإدراك أو الخرف. كما لاحظت معظم هذه الدراسات أن الخطر كان أكبر بالنسبة للنساء اللاتي خضعن لعملية استئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث قبل سن 46 عاماً.
في الدراسة الجديدة، التي شملت أكثر من 500 امرأة، أكثر من نصفهن بقليل خضعن لتلك العملية، تم الانتهاء من التقييمات الشخصية، في المتوسط، بعد 22 عاماً من العملية.
بالمقارنة مع النساء اللاتي لم يقمن باستئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث، فإن أولئك اللاتي خضعن لهذا الإجراء عندما كانت أعمارهن أقل من 46 عاماً كنّ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل والربو وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم وكسور العظام.
في حين أن النساء اللاتي لديهن تاريخ من استئصال المبيض الثنائي قبل انقطاع الطمث عندما تراوحت أعمارهن بين 46 و49 عاماً كان لديهن خطر متزايد للإصابة بالتهاب المفاصل وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. ولم يتم تحديد فروق ذات دلالة إحصائية في الحالة المعرفية بين المجموعتين من النساء.