المخرج عمر هلال يصافح السينما المصرية بفيلم «فوي فوي فوي»

في محاولة لعودة الأفلام الجادة إلى صالات العرض

المخرج عمر هلال (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
المخرج عمر هلال (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
TT

المخرج عمر هلال يصافح السينما المصرية بفيلم «فوي فوي فوي»

المخرج عمر هلال (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
المخرج عمر هلال (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

بدأت أحلامه من عمر الطفولة وكبرت تصوراته المستقبلية معه، حتى تمكن من تحقيقها بمهارة في عالم إخراج الإعلانات توجت جهوده تلك في حصوله على الكثير من الجوائز الدولية في هذا المجال، لكن مخرج الإعلانات عمر هلال، قرر مؤخراً السير خلف حلمه في إخراج الأفلام الطويلة، متمسكاً بمقولة أنطوان دوسانت من رواية الأمير الصغير «اجعل الحلم يلتهم حياتك، حتى لا تلتهم الحياة أحلامك»؛ ما دفعه إلى إخراج وتأليف أول فيلم سينمائي طويل «فوي فوي فوي» من بطولة محمد فراج ونيللي كريم.

في مستهل حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط» تحدث هلال باللهجة النجدية السعودية، التي أتقنها خلال فترة نشأته ودراسته في مدينة الرياض، قبل أن ينتقل إلى بلده الأم مصر، ومن ثم إيطاليا التي وصل إليها ليكمل مشوار حياته العائلية والفنية.

يقول هلال إن شغفه بعالم الإخراج بدأ في عمر 12 سنة، وظهر هذا الشغف جلياً عندما كان يصور والدته وأخاه عند برج إيفل في باريس، اكتشف حينها أنه يريد «حكي القصص المصورة»، كما قال لوالدته.

وأكد خريج الجامعة الأمريكية قسم صحافة وإعلام، خلال حديثه، أن السعودية كانت بمثابة نقطة التحول في حياته المهنية، حيث يقول: «بدأت مصوراً، ثم سافرت إلى إيطاليا وعملت مخرجاً في إحدى المحطات الفضائية العربية، ولكن في الحقيقة كنت أبحث عن السينما هناك، ثم عملت ككاتب بإحدى وكالات الإعلان العالمية في مصر، و جاءتني فرصة الانتقال إلى مكتب الوكالة في مدينة الرياض، ولكن بعد فترة من الزمن قررت أن أطارد حلمي في الإخراج فعدت إلى مصر، وفي يوم وليلة تحولت من كاتب إعلانات لمخرج إعلانات حاصل على الكثير من الجوائز من دول عدة، حيث تميزت تلك الإعلانات بأنها تحمل قصة تماماً كالأفلام القصيرة».

ولفت هلال إلى أن انتقاله من إخراج الإعلانات للسينما لم يكن صعباً، فهو اعتاد على التعامل مع المشاهير، ولكن التحدي كان في أن كتابة الفيلم وإخراجه، حيث يعدّ شيئاً أضخم أمام الإعلانات. فرغم أنه لم يدرس كتابة السيناريو والإخراج، فإن أعماله في الإعلانات كانت تتحدث من خلال إبداعها.

يقول هلال إن تجربته في إخراج أول أفلامه الطويلة «فوي فوي فوي» أتت متأخرة، حيث جاءت فكرة الفيلم الذي سيتم عرضه في مصر يوم 13 سبتمبر (أيلول)، وفي دول الخليج يوم 21 سبتمبر، بعدما قرأ في الإعلام المصري عن فضيحة فريق كرة الجرس للمكفوفين الذين سافروا إلى بولندا عام 2015 للمشاركة ببطولة دولية، ولكنهم هربوا ولم يعودوا إلى مصر، وتبيّن بعد ذلك أنهم مبصرون، الفيلم إنتاج مشترك بين «فيلم كلينيك» و«فوكس ستوديوز» و«أيمج نيشين أبوظبي».

وتابع هلال: «تحمست كثيراً لهذه القصة، ولكن لظروف شخصية أجّلت كتابة القصة والسيناريو لعام 2019، واتفقت مع المنتج حفظي على البدء في تصوير الفيلم، ولكن بسبب ظروف جائحة (كوفيد - 19)، والإجراءات الاحترازية التي فرضت في دول العالم كافة لمنع انتشار الفيروس تأخر البدء في العمل، ولم ننتهِ من تصويره إلا في أكتوبر (تشرين الأول) 2022».

هلال أراد أن يوصل رسالة لمشاهد فيلم «فوي فوي فوي» مفادها أن غريزة حب البقاء متأصلة في المواطن المصري بكل ما تحمله من مشاعر الخوف وتجربة الألم، وأن مهارات النجاة (الفهلوة المصرية) دمها خفيف وذكية، ودائماً تحمل عنصر المفاجأة، وقال: «هذه القصة إذا سمعها أي شخص من المؤكد أنه سيخمن أنها قادمة من مصر؛ لما فيها من ذكاء وخفة دم».

ووجّه هلال رسالته للشباب الراغبين في دخول مجال صناعة السينما، قائلاً: «إذا كان لديك شغف بالسينما ابدأ فوراً»، في حين طالب السينمائيين بالاجتهاد لعمل أفلام ذات معنى وهدف وقصة، والعودة بالأفلام المصرية إلى أمجادها، والمنافسة على الجوائز المحلية والعالمية لتخليد السينما المصرية ووضعها في مصاف السينمات العالمية.

وفي ختام حديثه، وصف هلال الحراك الفني الذي تشهده السعودية، بأنه انفجار إيجابي في كل المجالات، وقال: «السعودية قادمة في صناعة السينما، وعلى العالم العربي أن ينهض لعمل أفلام على مستويات عالمية».


مقالات ذات صلة

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

يوميات الشرق نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

قالت الفنانة المغربية نسرين الراضي إنها كانت تتطلع لتقديم شخصية «الشيخة» التي أدتها في فيلم «الجميع يحب تودا» منذ أن كانت طالبة تدرس الفنون.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
سينما المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

يُطرح في صالات السينما الفرنسية الأربعاء الوثائقي «لا أرض أخرى» الذي صوّر فيه ناشطون إسرائيليون وفلسطينيون لخمس سنوات عملية الاستيطان في مسافر يطا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق حمل المخرج هادي زكاك كاميرته وذهب يبحث عمّا تبقّى من سينما طرابلس (صوَر زكّاك)

«سيلَما»... روحٌ تائهة في صالات طرابلس المَنسيّة وبين ركامها

لم يبقَ من صالات السينما في طرابلس، والتي كانت 42 في الماضي، سوى واحدة. المخرج هادي زكّاك يقف على أطلال «سيلَما» من دون أن يحوّل فيلمه الوثائقي إلى مَرثيّة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

بعد تتويجه بجوائز دولية مرموقة يبدأ الفيلم الوثائقي المصري رحلته التجارية بالعرض في دور السينما المصرية.

انتصار دردير (القاهرة )

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
TT

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 التي تقام في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، وذلك بعد عقود من انحسار عروض الأفلام المشاركة في مسابقاته على صالات الأوبرا ومراكز وسط القاهرة.

وقال الناقد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في بيان وزعه المهرجان السبت، إن «القاهرة كبيرة جداً ومترامية الأطراف ولا تقتصر على وسط البلد، لكن لدينا الآن قاعات عرض في التجمع الخامس (شرق القاهرة) والشيخ زايد (غرب القاهرة) بالتعاون مع سينما فوكس».

وأكد أنه «تمت مراعاة أن تكون الأفلام المعروضة بهاتين المنطقتين جذابة جماهيرياً، أما أفلام المسرح الكبير في دار الأوبرا فتكون أقرب للحالة الاحتفائية والسجادة الحمراء، في حين أن أفلام المسرح الصغير وسينما الهناجر أفلام تميل إلى الفنية». مشيراً إلى أن إدارة المهرجان لديها خطط للتوسع في القاهرة ومدن أخرى خلال الدورات المقبلة.

الناقد عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (القاهرة السينمائي)

وعن التحديات المالية التي واجهت المهرجان قال زكريا: «عملنا على ترشيد النفقات من خلال إعادة النظر في كيفية توزيعها بطريقة غير تقليدية تحقق أقصى استفادة من الموارد دون التنازل عن مكانة المهرجان الدولي، مع عقد شراكات مهمة مع كبريات الصحف والمواقع والمنصات الدولية والإقليمية المتخصصة مثل (فارايتي)، و(فيلم فيرديكت) و(سكرين ديلي) و(فيستفال سكوب) بجانب زيادة الاعتماد على الخبرات المصرية».

ووفق مدير المهرجان فإنه تم اتباع سياسة مدروسة جداً في شراء حقوق عرض الأفلام تعتمد على تقليل النفقات من دون التنازل عن جودة الأفلام المختارة بعناية فائقة من خلال تعضيد فريق البرمجة من خلال الجمع بين نظام المبرمجين المتخصصين جغرافياً ونظام لجان المشاهدة.

ويرى زكريا أن العالم مليء بالأفلام الجيدة التي لا تحصل على فرص، لأن الجميع يتسابقون للحصول على عدد محدود من الأفلام فقط. مشدداً على أن برنامج أفلام مهرجان القاهرة هذا العام قوي جداً يجمع بين الجودة الفنية والقصص الإنسانية المؤثرة والمشوقة وهو مفتوح على ثقافات مختلفة وقصص قريبة من واقعنا.

لقطة من أحد الأفلام المشاركة في المهرجان (القاهرة السينمائي)

ولا يعتقد مدير مهرجان القاهرة أن المنافسة مع المهرجانات العربية الأخرى أثرت بالسلب على اختياراتهم: «بالعكس الأفلام العربية الجيدة كثيرة جداً».

وأحدث المهرجان هذا العام تغييرات مهمة فيما يتعلق بالجوائز المقدمة للسينما العربية، وفق زكريا الذي يقول: «هذه التغييرات حققت توازناً مستحقاً، ففي الدورات السابقة كانت هناك جائزة أفضل فيلم عربي تتنافس عليها كل الأفلام العربية المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى مسابقة آفاق السينما العربية، وهو أمر كان مربكاً وغير مفهوم. لكن هذا العام قررنا استحداث (جوائز السينما العربية) وهي جوائز مالية لأول مرة وتتنافس عليها كل الأفلام العربية الطويلة المشاركة في المهرجان سواء في المسابقة الدولية أو في (آفاق السينما العربية) الذي تحول إلى برنامج وليس مسابقة».

مهرجان القاهرة يعرض نحو مائتي فيلم في دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

ويعد اختيار فيلم مصري طويل معضلة سنوية لإدارة مهرجان القاهرة، حيث كان يتم تبرير الأمر بأن صناعة السينما المصرية تهتم بالأفلام التجارية على حساب الأعمال الفنية ما يجعل مشاركاتها ضعيفة في المهرجانات الدولية، لكن مدير مهرجان القاهرة لديه رأي آخر: «لا أرى أن كون المهرجان يحدث في مصر فإن عليه أن يولي عناية خاصة بعرض الفيلم المصري، فهو مهرجان دولي بالأساس. ويهمنا دعم الفيلم المصري لكن من خلال عرضه في مهرجانات أخرى خارج مصر».

ويولي مهرجان القاهرة هذا العام أهمية خاصة بالأفلام القصيرة من خلال برنامج جديد هو «بانوراما الفيلم القصير» الذي يضم عدداً كبيراً من الأفلام القصيرة لصناع أفلام مصريين لكن خارج المسابقة، فالمسابقة الدولية للأفلام القصيرة تقبل بطبيعة الحال عدداً محدوداً من الأفلام القصيرة المصرية.

وخصص المهرجان في دورته الجديدة مساحة لالتقاء المنتجين والموزعين والشركات وصناع الأفلام تحت اسم «سوق مهرجان القاهرة»، التي قد لا تكون سوقاً سينمائية بالمعنى المتعارف عليه في المهرجانات العالمية، لكنها توفر فرصة جيدة جداً للالتقاء والتفاعل والنقاش والاتفاق والبحث في مشروعات مشتركة مستقبلية.

المهرجان يحتفي بالأعمال القصيرة (القاهرة السينمائي)

ويحتفي مهرجان القاهرة السينمائي خلال دورته الـ45 بالسينما الفلسطينية بشكل لافت، حيث وقع اختيار إدارته على الفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ليكون فيلم افتتاح المهرجان، وهو واحد من بين 17 فيلماً تتنافس على جوائز المسابقة الدولية للمهرجان الذي يرأسه الفنان المصري حسين فهمي.

واستحدث المهرجان الذي يعرض في دورته المقبلة نحو مائتي فيلم عدداً من الجوائز؛ منها «جائزة الفيلم الفلسطيني» التي تضم لجنة تحكيمها كلاً من الإعلامي المصري عمرو الليثي والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر، بالإضافة إلى الممثل المصري مصطفى شعبان، بجانب لجنة لتحكيم «أفلام غزة» التي تضم في عضويتها المنتج المصري جابي خوري، والممثلة السورية كندة علوش، بالإضافة إلى الناقد المصري أحمد شوقي.

ويمثل الفيلم المصري «دخل الربيع يضحك» للمخرجة نهى عادل السينما المصرية في المسابقة الدولية، وهو الفيلم الذي يعتمد على مجموعة من الوجوه الجديدة، وتدور أحداثه خلال فصل الربيع من خلال أربع حكايات مختلفة، وسبق أن حصل على دعم من عدة مهرجانات سينمائية.

وتشهد المسابقة عروضاً عالمية أولى لعدد من الأفلام، منها الفيلم اللبناني «موندوف» للمخرج كريم قاسم، الذي تدور أحداثه في إحدى القرى اللبنانية، والفيلم التونسي «نوار عشية» للمخرجة خديجة لمكشر، والياباني «زهرة الثلج» للمخرج كوتا يوشيدا.

ويكرم المهرجان رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج وكاتب السيناريو البوسني دانيس تانوفيتش، فيما يمنح جائزة «فاتن حمامة للتميز» للممثل المصري أحمد عز، مع تكريم المخرج المصري يسري نصر الله بجائزة «الهرم الذهبي لإنجاز العمر».