كشفت دراسة صينية حديثة عن الآثار السلبية للتدخين على خلايا الجسم، والتي تقود في النهاية إلى تسريع الشيخوخة. وكانت نتائج الدراسة قد عُرضت، الاثنين، أمام المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي في ميلانو بإيطاليا.
وأظهرت الدراسة أن التدخين يؤدي إلى تقصير الأجزاء النهائية من كروموسومات الحمض النووي (DNA)، في خلايا الدم البيضاء، في جهاز المناعة لدينا.
ووفق الدراسة، فإن طول هذه الأجزاء النهائية التي تسمى «التيلوميرات»، هو مؤشر على مدى سرعة تقدمنا في العمر، وقدرة خلايانا على الإصلاح والتجديد.
وتشبه «التيلوميرات» الأغلفة البلاستيكية أو المعدنية الموجودة في نهاية رباط الحذاء، والتي تمنع رباط الحذاء من الاهتراء. وفي كل مرة تنقسم فيها الخلية، تصبح «التيلوميرات» أقصر قليلاً، وفي النهاية تصبح قصيرة جداً، لدرجة أن الخلية لم تعد قادرة على الانقسام بنجاح، ومن ثم تموت، وهذا جزء من عملية الشيخوخة.
في السابق، تم ربط قِصَر طول «التيلومير» في خلايا الدم البيضاء في السابق بالتدخين، ولكن حتى الآن، لم يكن هناك سوى قليل من البحوث حول ما إذا كانت حالة التدخين هي التي تسببت بالفعل في ذلك.
للوصول إلى نتائج الدراسة، حلل الباحثون بيانات 472174 مشاركاً من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي تحتوي على معلومات وراثية وصحية من نصف مليون مشارك في بريطانيا.
ونظروا فيما إذا كان الشخص مدخناً حالياً أو مدخناً سابقاً أو لم يدخن أبداً، ومستوى الإدمان على التدخين، بالإضافة لمعلومات عن طول «التيلوميرات»، المأخوذة من اختبارات الدم.
واستخدموا طريقة تسمى التوزيع العشوائي المندلي، والتي تستخدم الاختلافات في الجينات الموروثة من آبائنا، لاستنتاج كيفية ارتباط التعرض لعامل بيئي قابل للتعديل مثل التدخين بمرض ما.
ووجد الفريق أن المدخنين الحاليين ظهر عليهم بشكل ملحوظ إحصائياً قصر طول «التيلومير» في خلايا الدم البيضاء، في حين أن المدخنين السابقين والأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً لم يظهر عليهم هذا التأثير بشكل ملحوظ.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة واضحة بين التدخين وانخفاض طول «التيلومير»، وإذا أصبحت «التيلوميرات» قصيرة، فلن تتمكن الخلايا من الانقسام بنجاح، وتموت.
وقالت الدكتورة سيو داي، الباحثة بكلية الطب السريري بجامعة هانغتشو الصينية، والباحثة الرئيسية للدراسة، في تصريحات نشرها موقع «بورك أليرت» (الاثنين): «بحثنا يضيف إلى الأدلة التي تشير إلى أن التدخين يسبب الشيخوخة، ويكشف أن الإقلاع عن التدخين قد يقلل بشكل كبير من المخاطر ذات الصلة».
وأضافت: «بما أن هناك فوائد صحية واضحة للإقلاع عن التدخين، فقد حان الوقت لإدراج دعم الإقلاع عن التدخين، وكذلك العلاج، في الإدارة السريرية اليومية لمساعدتنا على خلق بيئة خالية من التدخين للجيل المقبل».