قضية اختفاء 5 أصدقاء تطارد بلدة لاغوس دي مورينو في المكسيك

صورة تظهر خمسة شبان مفقودين يُعتقد أنهم قُتلوا على نصب تذكاري مؤقت خارج كنيسة تيمبلو دي لا ميرسيد في لاغوس دي مورينو بولاية خاليسكو بالمكسيك في 30 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
صورة تظهر خمسة شبان مفقودين يُعتقد أنهم قُتلوا على نصب تذكاري مؤقت خارج كنيسة تيمبلو دي لا ميرسيد في لاغوس دي مورينو بولاية خاليسكو بالمكسيك في 30 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
TT

قضية اختفاء 5 أصدقاء تطارد بلدة لاغوس دي مورينو في المكسيك

صورة تظهر خمسة شبان مفقودين يُعتقد أنهم قُتلوا على نصب تذكاري مؤقت خارج كنيسة تيمبلو دي لا ميرسيد في لاغوس دي مورينو بولاية خاليسكو بالمكسيك في 30 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
صورة تظهر خمسة شبان مفقودين يُعتقد أنهم قُتلوا على نصب تذكاري مؤقت خارج كنيسة تيمبلو دي لا ميرسيد في لاغوس دي مورينو بولاية خاليسكو بالمكسيك في 30 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

تقدم آثار دماء لأياد على جدران منزل مهجور في بلدة لاغوس دي مورينو في غرب المكسيك دليلا على مصير خمسة شبان يعتقد أنهم تعرضوا للتعذيب والقتل على أيدي عصابة لتجارة المخدرات، ما تسبب بصدمة في مجتمعهم، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضيف أصدقاء الطفولة دانتي ودييغو وخايمي وروبرتو كارلوس وأورييل إلى قائمة المفقودين التي تضم 111,200 شخص في بلد يتوقع أن يكون فيه انعدام الأمن أحد المواضيع الأساسية للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. ومثل آلاف آخرين، لا تستطيع عائلاتهم أن تبدأ حدادها لأن الجثث مفقودة. في لاغوس دي مورينو وحدها، اختفى 404 أشخاص منذ عام 2009. وانتهى الأمر بكثير منهم في مقابر جماعية سرية وأفران وخزانات حمض. وقال أرماندو أولميدا، والد روبرتو كارلوس: «ما زلنا نأمل في أن يعيدوا الجثة إلينا لدفنها بمراسم مسيحية». وكان روبرتو كارلوس (20 عاما) الذي سمّي تيمنا بالنجم البرازيلي السابق لكرة القدم روبرتو كارلوس، طالبا في الهندسة الصناعية. كان يحب الملاكمة ويسعى للهجرة إلى كندا. التقى روبرتو كارلوس أصدقاءه الأربعة دانتي ودييغو وخايمي وأورييل مساء الجمعة 11 أغسطس (آب) في حي سان ميغيل الذي تسكنه الطبقة العاملة

ترهيب

اختُطف الشباب الخمسة واقتيدوا إلى منزل مهجور بعيدا عن المنطقة. وبعدها، أثار مقطع فيديو نشره الخاطفون على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهد توثق مقتل المخطوفين غضبا في كل أنحاء البلاد. ويظهر الضحايا في الصور راكعين على ركبهم مقيدي الأيدي ومكممي الأفواه. ويبدو أحدهم يهاجم أحد أصدقائه، ربما تحت ضغط من المجرمين، فيما تظهر جثتان ملقاتين على الأرض. وقالت أنا مارتينيس، شقيقة خايمي، وهو عامل بناء يبلغ 21 عاما: «كان أخي في المكان الخطأ في الوقت الخطأ». في لاغوس دي مورينو، تؤرق قضية المفقودين الخمسة الشباب. وقال أحد الطلاب: «أن تكون شابا في لاغوس وتخرج ليلا كأنك تضع مسدسا في فمك. لا أعرف إذا كنت سأعود». من جهته، اشتكى تاجر محلي من «الغياب الواضح» للشرطة، مشيرا إلى تراجع مبيعاته. وبعد الجريمة، أوقفت السلطات 85 شخصا يشتبه في تورطهم في جرائم مثل اختفاء الأشخاص، وفق ما قال منسق الأمن في ولاية خاليسكو ريكاردو سانشيس لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». على جدران المنزل المهجور حيث تعرض الشباب الخمسة للتعذيب قرب آثار الدماء، تقول غرافيتي «Bienvenidos MZ» في إشارة إلى إسماعيل «مايو» زامبادا، أحد زعماء كارتل سينالوا الذي يخوض حربا مع كارتل خاليسكو نويفا خينيراسيون. ماذا قد يكون دافع هذه الجريمة؟ التجنيد القسري أو استعراض قوة، وفق الأب ماوريسيو خيمينيس، وهو كاهن في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 112 ألف نسمة. اليونيسكو ونستله

لاغوس دي مورينو هي مدينة مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. ويعتمد اقتصادها المحلي على وجود مصنع نستله. وتعد أيضا نقطة وصل استراتيجية بين ولايات خاليسكو وغواناخواتو وزاكاتيكاس التي يتنافس عليها الكارتيلان الرئيسيان في البلاد. تقع لاغوس دي مورينو في خاليسكو، الولاية التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المفقودين في المكسيك (نحو 15 ألفا). وقد خطف معظمهم عندما قام الرئيس السابق فيليبي كالديرون بعسكرة الحرب ضد المخدرات. وتنديدا بتقاعس السلطات، قام أقارب المفقودين بنبش الأرض بمعاول ومجارف. ومن بين هؤلاء خوسيه سيرفين الذي يبحث عن ابنه خوسيه المفقود منذ عام 2018، عبر غرز قضيب في الأرض وشمه ليرى ما إذا كانت رائحته تشبه رائحة جثة. يقود سيرفين عملية البحث اليائسة في ضاحية غوادالاخارا عاصمة خاليسكو، ثانية مدن المكسيك، في تلاخومولكو، حيث عثر على أكثر من 200 جثة هذا العام وحده. يتحدى الأب الشجاع السلطات التي علّقت عمليات البحث في يوليو (تموز)، عندما أودى هجوم بحياة أربعة شرطيين ومدنييْن في هذه المدينة. في لاغوس دي مورينو، توقظ المأساة الأخيرة جروحا قديمة في نفوس أهالي مفقودين مثل آنا التي قُتل ابنها ووُضع في خزان حمض مع شباب آخرين عام 2013. لم تتلق آنا إلا عظمة فقط لتحديد جثة ابنها الذي كان يبلغ 19 عاما من خلال أدلة الحمض النووي، وقالت: «إنه جرح يمزقني كل ساعة». من جهته، يأمل والد روبرتو كارلوس أن تبدأ جراحه في الالتئام عندما يجتمع مع ابنه «بطريقة أو بأخرى». وتابع قائلا: «سنواصل العمل، نحن نحتاج إلى مواصلة العيش وتخفيف الألم».


مقالات ذات صلة

«المافيا» تهدد على طريقة فيلم «العراب»... رأس حصان وبقرة ممزقة يرعبان صقلية

أوروبا منظر عام لجزيرة صقلية (وسائل إعلام إيطالية)

«المافيا» تهدد على طريقة فيلم «العراب»... رأس حصان وبقرة ممزقة يرعبان صقلية

هزَّ العثور على رأس حصان مقطوع، وبقرة حامل ممزقة وعجلها الميت بداخلها ملطخين بالدماء، جزيرة صقلية، إذ تعاملت السلطات مع الحادث باعتباره تهديداً من قبل المافيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الشرطة ألقت القبض على سارات رانجسيوثابورن في بانكوك عام 2023 (إ.ب.أ)

مدينة لهم بالمال... الإعدام لتايلاندية متهمة بقتل 14 من أصدقائها بـ«السيانيد»

حُكم على امرأة في تايلاند بالإعدام، بعدما اتُّهمت بقتل 14 من أصدقائها بمادة السيانيد.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا ماريوس بورغ هويبي نجل ولية العهد النرويجية الأميرة ميته ماريت (أ.ف.ب)

توقيف نجل أميرة النرويج بشبهة الاغتصاب

أعلنت الشرطة النرويجية، الثلاثاء، توقيف نجل ولية العهد الأميرة ميته ماريت للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتصاب.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا شرطيان إيطاليان (رويترز - أرشيفية)

توقيفات ومصادرة 520 مليون يورو في تحقيق أوروبي بشأن المافيا والتهرب الضريبي

ألقت الشرطة في أنحاء أوروبا القبض على 43 شخصاً وصادرت 520 مليون يورو، في تحقيق أوروبي بمؤامرة إجرامية للتهرب من ضريبة القيمة المضافة.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».