أين اختفت «عشيقة» بوتين؟ ولماذا توارت عن الأنظار؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال مأدبة في الكرملين بروسيا في 4 نوفمبر 2004 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال مأدبة في الكرملين بروسيا في 4 نوفمبر 2004 (أ.ب)
TT

أين اختفت «عشيقة» بوتين؟ ولماذا توارت عن الأنظار؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال مأدبة في الكرملين بروسيا في 4 نوفمبر 2004 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال مأدبة في الكرملين بروسيا في 4 نوفمبر 2004 (أ.ب)

رفعت ألينا كاباييفا، البطلة السابقة بألعاب الجمباز، اسم روسيا عالياً، متوجة بعدد من الميداليات الذهبية. وبعد أن كانت امرأة شابة مشرقة وجذابة، ويمكن التواصل معها، باتت متوارية عن الظهور منذ أصبحت عشيقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السرية، حسبما أفادت الصحافية ولاعبة الجمباز السابقة سيلين نوني، في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

أصبحت هذه المرأة الأربعينية التي تصغر بوتين بثلاثين عاماً، رفيقة فلاديمير بوتين منذ عام 2008، وتعيش اليوم منعزلة في مقر رئاسي، مع الأطفال - لا أحد يعرف عددهم - اللذين أنجباهما معاً. قصتهما التي لم يتم تأكيدها أبداً، تغذي كل التخيلات، وكذلك المصير الرومانسي لرياضية عظيمة أصبحت شبح امرأة.

أحدثت لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا ثورة في هذه الرياضة من خلال مرونتها الجسدية وإنجازاتها؛ حازت الميدالية الذهبية الأولمبية عام 2004، وحصلت أيضاً على الألقاب العالمية والأوروبية والوطنية، وكانت عضواً في مجلس الدوما في البرلمان الروسي، وبما أن الرياضة مرتبطة بشكل وثيق بصورة روسيا، باتت كاباييفا أيقونة في بلادها.

العلاقة مع بوتين

«علاقتها مع بوتين سر من أسرار الدولة الروسية»، تقول الصحافية سيلين نوني، مضيفة: «نحن نعرف فقط عن اجتماعاتهما الرسمية، في سياق رياضي أو سياسي. لكن عندما ظهر المقال الأول عن علاقتهما في عام 2008، لم يتفاجأ أحد في مجتمع الجمباز، حيث كانت الإشاعة متداولة منذ فترة».

تحصل كاباييفا على راتب كبير مديرةً للمجموعة الوطنية للإعلام (NMG)، وهي شركة تلفزيونية قابضة، لكن هذا لا يفسر كل الشقق والرحلات والدعوات التي تستمتع بها هي أو عائلتها. وتتساءل سيلين نوني: «كيف يمكننا تفسير حقيقة أن ألينا كاباييفا تعيش في منزل بُني لها داخل المقر الرئاسي الروسي في فالداي؟».

لم يتباه فلاديمير بوتين بحياته الخاصة، لأنه يعدُّ أن ذلك من شأنه أن يشوش على السياسة. كان متزوجاً من ليودميلا في عام 1983، وطلق في عام 2013، هذا كل شيء متداول لا أكثر. ويرجع ذلك أيضاً إلى ماضيه عميلاً سابقاً في جهاز «الكا جي بي» السوفياتي الذي جعله يفصل كلياً بين السياسة والحياة الخاصة. ظلت زوجته دائماً في الظل، تماماً مثل ابنتيه، اللتين لا تحملان أيضاً اسمه. ومنذ طلاقه أصبح رسمياً رجلاً بلا زوجة.

حياة ألينا كاباييفا اليوم هي حياة امرأة لا تفعل الكثير، ولم تعد قادرة على السفر بسبب العقوبات المفروضة على الساسة وأصحاب النفوذ الروس وأقاربهم منذ الحرب في أوكرانيا. والدتها وأختها وجدتها يدفعن الثمن أيضاً. ومنذ عام 2014، لم يعد أحد يرى كاباييفا.

ألينا كاباييفا في مجلس الدوما بالعاصمة الروسية موسكو في 13 يناير 2012 (أ.ب)

امرأة مختفية

تقول سيلين نوني: «أحب المواطنون ألينا كاباييفا لكرمها، وبساطتها، وابتسامتها الساحرة والجذابة. تشعر البلاد بأكملها بالقرب منها، وترغب في الاطلاع على مصيرها».

طبيعية دائماً، لم تكن ألينا قد لعبت أي دور قبل مسيرتها الأولمبية، حتى لو كانت تحلم بمستقبل هوليوودي. كانت مستعدة لفعل الكثير لتحقيق ذلك. بعد أن توجت للتو بطلة أولمبية في أثينا (عام 2004)، تنقلت من دعوة إلى أخرى، مستمتعة بنجاحها، مستغلة الفرص.

خاضت قبل ذلك تجربة سينمائية في فيلم ياباني عام 2001، لم تكن ناجحة. لكن الشابة أكثرت من الظهور في البرامج التلفزيونية وصفحات وأغلفة المجلات. حتى أن حبيبة الروس خاطرت بتشويه صورتها من خلال الظهور في مجلة «مكسيم» المثيرة. وروى المصور ميخائيل كورولوف الجلسة. في ذلك الوقت، أحبت كاباييفا الحياة تماماً. ولكن في عام 2008، في وقت انتخابها لعضوية مجلس الدوما، كان الكشف عن علاقتها المفترضة مع فلاديمير بوتين بمثابة نقطة تحول. وأصبح التحول راديكالياً عندما تخلت عن مقعدها في الدوما عام 2014. وقعت بعد ذلك في عالم سري.

تقول سيلين نوني: «أصبح ظهور كاباييفا أكثر ندرة، وبالكاد تستمر في رؤية أصدقائها. لم تعد ألينا تشبه نفسها، فمن خلال الانغماس في أسرار القوة، اختارت عالماً غامضاً».

في عام 2012، استقبلت ألينا لاعبات جمباز معتزلات سابقات مثلها في موسكو، وسألتهن عن أمومتهن. ثم أسرت لإحدى هؤلاء الصديقات بأنها أصبحت أماً، معربة عن سعادتها الكبرى. في اليوم الذي ظهرت فيه مع طفل صغير بين ذراعيها، أصيبت كاباييفا بالذعر وحاولت درء الشائعات من خلال التظاهر بأنه ابن أخيها. بعد أربع سنوات، قالت إيرينا تشاتشينا (لاعبة جمباز سابقة) خلال حوار غير رسمي، أن ألينا لديها طفلان. معلومة تؤكدها راقصة الجليد السابقة التي لا تزال تتردد عليها. وكان من المفترض أن يولد هذا الطفل الثاني في عام 2015 في عيادة سانتانا، في سورينغو بالقرب من لوغانو في سويسرا. وظهرت ألينا على خشبة المسرح خلال حفل، ولم يترك فستانها الأحمر الكبير أي شك في حملها الثالث.

في عام 2019، تتساءل سيلين نوني: «ألم تكن طبيبة توليد في موسكو تشرف على عملية إنجاب طفل ألينا كاباييفا في مركز مستشفى كولاكوف، الذي تم إخلاء الطابق الرابع منه لمدة 3 أسابيع ومراقبته من قبل جهاز خدمة الحراسة الاتحادية، المسؤول عن حماية كبار المسؤولين الروس؟». وأضافت: «في فبراير 2023، بثت وسيلة الإعلام الروسية المستقلة (برويكت) (Proekt) على الإنترنت فيلماً وثائقياً مخصصاً للزوجين كاباييفا وبوتين، وكشفت، مع الصور الداعمة، عن اسم الطبيبة النسائية هذه: ناتاليا ثيبود كوندراتيفا. وبعد أربعة أيام من هذا الإعلان، عُثر على هذه المرأة الستينية ميتة في منزلها في تيتشينو بسويسرا».


مقالات ذات صلة

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب فصل دراسي بمدرسة في جمهورية توفا الروسية بمناسبة يوم المعرفة (رويترز)

بوتين يتوعّد «قطّاع الطرق» الأوكرانيين في كورسك

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الاثنين)، أنه «سيتولى أمر» الجنود الأوكرانيين المنخرطين في الهجوم على منطقة كورسك الحدودية منذ مطلع أغسطس (آب)، بينما…

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

بوتين: الغرب يضطهد الصحافيين الروس «لإخفاء الحقائق المزعجة»

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يضطهد الصحافيين الروس علانية، وذلك بعد أيام من منع موسكو عشرات الصحافيين الأميركيين من دخول البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا ضرر لحق بأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافه بمسيرة أوكرانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوستن لأوميروف: لن نتنازل عن دعم أوكرانيا حرة وذات سيادة

بدا أن «الضغوط» التي تتوالى على واشنطن قد تنجح أخيراً في إقناع إدارة الرئيس جو بايدن برفع القيود على استخدام أوكرانيا لأسلحتها الصاروخية.

إيلي يوسف (واشنطن) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية
TT

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

موجة اتهامات بالاعتداء الجنسي تهز سينما «موليوود» الهندية

لا يغيب عن ذاكرة الممثلة الهندية سريليخا ميترا أيّ من تفاصيل ذلك اليوم الذي تحصنت فيه داخل غرفتها في الفندق للاحتماء، كما تروي، من تحرش مخرج مرموق.

هذه الحادثة تندرج ضمن سلسلة طويلة من الاتهامات التي هزت صناعة السينما في ولاية كيرالا الهندية المعروفة باسم «موليوود»، منذ نشر تقرير رسمي قبل 3 أسابيع عن انتشار العنف الجنسي.

تتذكر سريليخا ميترا حدثاً أقيم في عام 2009 في منزل رئيس أكاديمية السينما المحلية، رانجيث بالاكريشنان، عندما كان عمرها 36 عاماً. وتقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مضيفها دعاها إلى عزل نفسها للتحدث هاتفياً مع أحد المخرجين حول دور في فيلمه المقبل.

وتصف الممثلة ما حصل حينها قائلة: «لقد بدأ يلعب بشعري ورقبتي (...) كنت أعلم أنني إذا لم أتصرف، كان سيقحم يديه في أجزاء أخرى من جسمي». وتضيف: «كانت نواياه واضحة تماماً، لقد شعرتُ بالرعب».

طوال هذه السنوات، لم تخبر سريليخا ميترا سوى صديق مقرب بالحادثة. وقد أقنعها نشر تقرير لجنة هيما، على اسم القاضي السابق ك. هيما الذي أشرف عليه، بالتحدث علناً وتقديم شكوى.

في 19 أغسطس (آب)، حرّكت نتائج التحقيق المياه الراكدة في هذا المجال؛ إذ كشفت عن ممارسات واسعة النطاق مرتبطة بالعنف الجنسي والتحرش ترتكبها مجموعة صغيرة من الرجال، من منتجين أو مخرجين أو ممثلين يتولون مناصب رئيسية في قطاع السينما المحلية.

سريليخا ميترا (إكس)

بعيداً عن الأفلام الزاخرة بالموسيقى والاستعراضات الملونة باللغة الهندية بتوقيع عمالقة «بوليوود» في بومباي (غرب)، صنعت استوديوهات كيرالا سمعتها بأفلام تتسم بطابع أقل فلكلورية، تتناول مواضيع أكثر جدلية، باللغة المالايالامية.

وباتت «موليوود» تنتج ما يصل إلى 200 فيلم سنوياً، وهي تحظى بشعبية لدى 37 مليون هندي يتحدثون هذه اللغة، وأيضاً على نحو متزايد لدى بقية الفئات في الدولة الأكثر تعداداً بالسكان على هذا الكوكب.

في عام 1999، منح الفيلم الساخر «مارانا سيمهاسانام» (عرش الموت)، للمخرج مورالي ناير، لهذه السينما مكاناً على الساحة الدولية بفوزه بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وهذا العام، حقق فيلم الإثارة «مانجوميل بويز» (Manjummel Boys) نجاحاً تجارياً كبيراً لسينما كيرالا مع إيرادات بلغت 29 مليون دولار.

لكن عمل لجنة هيما شوّه سمعة صناعة الفن السابع المحلية.

وقد أُطلقت هذه اللجنة في عام 2017، بعد القبض على ممثل بتهمة الاعتداء الجنسي على ممثلة شهيرة. وبعد أن سُجن لـ3 أشهر، لا يزال غوبالاكريشنان بادمانابهان تحت الإشراف القضائي حتى يومنا هذا في انتظار المحاكمة.

وقد أتت استنتاجات اللجنة واضحة ومباشرة. فبالإضافة إلى حالات عنف عدة، يوصّف تقرير اللجنة نظاماً يفرضه نافذون في القطاع يصلون إلى حد «تهديد» الضحايا وعائلاتهم بـ«القتل» في حال بلّغوا عن الانتهاكات.

وسارعت الممثلة بارفاثي ثيروفوثو إلى وصف التقرير بأنه «ثورة».

وتوضح الممثلة، البالغة 36 عاماً، الحائزة جوائز كثيرة، الناشطة حالياً في مجموعة تحمل اسم «جمعية نساء السينما»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» منذ زمن بعيد: «تسود فكرة بأنّ النساء العاملات في هذه الصناعة يجب أن يشعرن بالامتنان للرجال الذين منحوهن الفرصة».

وليست اتهامات العنف الجنسي بجديدة في السينما الهندية. ففي أعقاب حركة «مي تو» التي انطلقت عام 2017 في الولايات المتحدة مع انكشاف فضائح المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين، تكشفت بعض الحالات المشابهة في بوليوود.

بالنسبة لبارفاثي ثيروفوثو، فإن الموجة التي أحدثها تقرير هيما لها أثر مغاير. وتقول: «هذا يغيّر كل شيء؛ إذ إنه يتجاوز بعض الحالات الفردية، ليستهدف منظومة أضرت بالنساء».

منذ 19أغسطس، واجه الكثير من الممثلين اتهامات في هذا الإطار. وقد حُلت جمعية فناني السينما المالايالامية بعد استقالة رئيسها الذي طالته اتهامات أيضاً.

كما ترك المعتدي المفترض على سريليخا ميترا، رانجيث بالاكريشنان (59 عاماً) رئاسة أكاديمية السينما المحلية. وفتحت الشرطة تحقيقاً ضده بتهمة هتك العرض، وهي اتهامات نفاها علناً.

لكن بارفاثي ثيروفوثو ترى أن عصر الصمت انتهى. وتقول: «لا تستمع إلى أولئك الذين يطلبون منك تغيير وظيفتك إذا كان الأمر صعباً عليك»، فـ«لديك مكانك في هذه الصناعة. تجرأ على رفع الصوت».