دورة رابعة وجديدة من «ملتقى النقد السينمائي» تنطلق، الخميس المقبل، في السعودية؛ لاستئناف الحوارات الحيوية في دعم قطاع السينما، وتعزيز مفهوم النقد، وتيسير لقاء المتخصصين والمشتغلين في القطاع السينمائي من النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومُحبي السينما.
وتُنظم «هيئة الأفلام السعودية»، في مدينة تبوك السعودية، الجولة الرابعة من «ملتقى النقد السينمائي»، تحت شعار «التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم»، ويتناول الفرص التقنية الواعدة، ويبحث عن مجالات وتقنيات تطوير تجربة مشاهدة الأفلام في السعودية، وتحتفي هذه الدورة من «ملتقى النقد السينمائي» بالأفلام وصُنّاعها، وبدورهم في توظيف مكاسبهم المعرفية والمهارية، وحدسهم الفني في اكتشاف منعطفات المستقبل، من خلال التوقعات السينمائية والفتوح التقنية التي مهّدت الطريق لما جاء بعدها، وتركِّز على اللحظات المفصلية لابتكارات السينما التي أوصلت القطاع إلى ما هو عليه اليوم من تقدم وتطور، بدءاً بعدسة 35 ملم، ووصولاً إلى الواقع الافتراضي، فيما باب التطلّع مفتوح على مصراعيه بشأن المستقبل المتغيّر على الدوام.
آفاق الدور التقني وحدوده
ودَعَت «هيئة الأفلام السعودية» الراغبين في المشاركة بالملتقى والمساهمة في إثراء الحوارات التي تنطلق في جلساته ومداولاته حول الأدوار المتوقعة للذكاء الاصطناعي، والتقنيات الفائقة التقدم في لعب وظيفة محورية بصناعة الأفلام، وتولّي مسؤوليات فنية وإجراءات كانت حقاً حصرياً لطواقم بشرية مدرَّبة وذات خبرة ومهارة، في حين تبحث الدورة المقبلة من «ملتقى تبوك السينمائي» آثار التقدم التقني المتسارع في إغناء الصناعة.
نواصل رحلة #ملتقى_النقد_السينمائي عبر جولته الرابعة في تبوك، بأجندة مُثرية وبمشاركة نخبة من النّقاد السينمائيين والمختصين بمجال السينما.سجّل الآن: https://t.co/kH85kQspOd#هيئة_الأفلام pic.twitter.com/2oQ4M2FKqv
— هيئة الأفلام (@FilmMOC) September 3, 2023
واستعرض الموقع الرسمي للملتقى، في نسخته المقبلة، سرداً تاريخياً حول التطور المحموم الذي شهدته التقنيات المستخدمة في الإنتاج منذ اختراع الصور المتحركة والتقنيات المرتبطة بها قبل قرن ونصف القرن، وحتى ظهور تقنية الـ«4K»، مروراً بالأفلام التي صُوّرت بكاميرات 35 ملم، و16 ملم، و8 ملم، التي تراجعت قدرة الأجيال المعاصرة عن فهم تفاصيلها الفنية، واستيعاب برمجاتها التقليدية للإنتاجات العتيقة، الأمر الذي ينتهي بتلك المنتجات السينمائية مكدسةً في المخازن ومتاجر الخردوات وحاويات النفايات، في حين لم يتخيّل مستخدمو الهواتف النقالة العادية عن وعد المستقبل بإمكانية تصوير أفلام باستخدام الهواتف الذكية.
رحلة لمواكبة تطورات القطاع
وأوضح المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأفلام السعودية»، أن رحلة «ملتقى النقد السينمائي» مستمرة، وتحطّ رحالها، هذا الأسبوع، في تبوك؛ لمناقشة التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم، مشيراً إلى أن الجلسات النقدية السينمائية والفعاليات المتخصصة ستكون موجهة لصُناع الأفلام ومُحبي السينما، داعياً جمهور السينما في منطقة تبوك إلى الحضور والمشاركة.
ويشارك في المهرجان مجموعة من الفاعلين في قطاع السينما من المحليين والدوليين، ووفقاً للسير الذاتية للمشاركين في الملتقى، تتنوع خبراتهم بين التجربتين التقنية والفيلمية، حيث تجتمع الأطروحات وتلتئم في «ملتقى النقد السينمائي» السعودية لتطوير وجهات نظر ومقاربات تعالج أدوار التقنية ومستقبلها في الصناعة.
كما يحظى الملتقى بمجموعة من ورش العمل الفنية التي يقدمها متخصصون عالميون، وعروض تقديمية، وجلسات حوارية حول موضوعات سينمائية متعددة.
وتسلِّط جولات «ملتقى النقد السينمائي» التي مرّت بمدن سعودية عدة، الضوء على التجربة السينمائية السعودية التي تشهد نمواً وتحظى بخطوات جادة لتطويرها بهوية مستقلة ومتميزة، ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السعودية الرياض، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، «مؤتمر النقد السينمائي»، الذي يعزّز سعي قطاع الأفلام بالسعودية في تسهيل الفرص وتوفير القدرات لخدمة الصناعة وتحقيق نقلة احترافية في مستوى الإنتاج والتأثير والانتشار.