أسكوتلندا: أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس تعود بإطلاق عمليات بحث جديدة

تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة شكلاً غامضاً يقول بعض الناس إنه وحش بحيرة لوخ نيس في أسكوتلندا (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة شكلاً غامضاً يقول بعض الناس إنه وحش بحيرة لوخ نيس في أسكوتلندا (أ.ب)
TT

أسكوتلندا: أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس تعود بإطلاق عمليات بحث جديدة

تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة شكلاً غامضاً يقول بعض الناس إنه وحش بحيرة لوخ نيس في أسكوتلندا (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة شكلاً غامضاً يقول بعض الناس إنه وحش بحيرة لوخ نيس في أسكوتلندا (أ.ب)

تبدأ (السبت) في بحيرة لوخ نيس في شمال أسكوتلندا حملة هي الأكبر منذ 50 عاماً للبحث عن «وحش» يُروى أنه موجود في مياهها العكرة، ويُطلق عليه اسم «نيسي»، يشارك فيها باحثون وهواة شغوفون باللغز الأسطوري الذي أخفقت عمليات بحث دامت عقوداً في تبيان حقيقته، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

فمع مسيّرات مجهزة بأجهزة مسح حراري، وقوارب مزودة بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومكبرات صوت مائية... ستُجنّد الوسائل كلها لمحاولة كشف اللغز الذي أسر العالم بأسره لأجيال.

ويقول العضو في فريق البحث التطوعي لاستكشاف بحيرة لوخ نيس، آلان ماكينا، «كان هدفنا دائماً تسجيل ودراسة وتحليل جميع أنواع السلوكيات والظواهر الطبيعية التي يصعب تفسيرها». ويقع المركز في درومنادروكيت، وهي قرية صغيرة في شمال أسكوتلندا تقع على تخوم البحيرة.

ويعتقد الباحثون بأن الماسحات الضوئية الحرارية يمكنها رصد أي أجسام غريبة، بينما سيلتقط الهيدروفون صرخات غير عادية تحت الماء من البحيرة التي تبلغ مساحتها 56 كيلومتراً مربعاً، التي يبلغ عمقها 240 متراً.

بحيرة لوخ نيس مقصد للزوار (أ.ف.ب)

أساطير متوارثة عبر الأجيال

يتم تناقل روايات عن وجود وحش في بحيرة لوخ نيس منذ العصور القديمة، إذ إنّ المنحوتات الحجرية التي صنعها البيكتيون الذين عاشوا في المنطقة آنذاك (منذ أواخر العصر الحديدي حتى العصور الوسطى المبكرة) تصور وحشاً غامضاً بزعانف.

ويعود أول سجل مكتوب للمخلوق إلى عام 565 ميلادي، في سيرة الراهب الآيرلندي القديس كولومبا، مبشر أسكوتلندا في القرن السادس، الذي قال فيه إنه أمر الوحش بالتراجع.

وجرى الإبلاغ عن أول رؤية حديثة لنيسي في إحدى الصحف المحلية في مايو (أيار) 1933. وأفادت الرواية بأن رجل أعمال محلياً وزوجته كانا يتنقلان بسيارتهما على طول البحيرة عندما أذهلتهما «موجة ضخمة» في مياه البحيرة.

في ديسمبر (كانون الأول) 1933، استعانت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية بصياد مخضرم من جنوب أفريقيا، مارمادوك ويذريل، لتحديد مكان المخلوق. وهو وجد آثار أقدام كبيرة قال إنها تعود لحيوان يبلغ طوله نحو 6 أمتار.

لكنّ علماء من متحف التاريخ الطبيعي أوضحوا في وقت لاحق أن الآثار خُلّفت باستخدام حاملة مظلات أو مخلب زائف لفرس النهر.

وفي عام 1934، التقط الطبيب الإنجليزي روبرت ويلسون ما أصبح يعرف باسم «صورة الجرّاح»، وهي صورة تبدو أنها تصوّر رأس الوحش «نيسي» ورقبته الطويلة خارجة من الماء.

الصورة التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» زائفة، لكنها منحت وحش بحيرة لوخ نيس شهرة عالمية.

وبحسب مركز بحيرة لوخ نيس، سُجلت رسمياً أكثر من 1100 عملية رصد حتى الآن للوحش «نيسي» الذي يساهم بملايين الجنيهات الإسترلينية في الاقتصاد الأسكتلندي كل عام من خلال السياحة.

تُظهر صورة تم التقاطها في 6 يوليو 2023 هيكل «Spirit of Loch Ness» وهو يقطع مياه البحيرة التي تشهد مستوى مياه أقل من المتوسط (أ.ف.ب)

زواحف بحرية

وعلى مر السنين، حاول العلماء والهواة العثور على دليل على وجود سمكة كبيرة في أعماق البحيرة، بينما اقترح البعض أن الوحش يمكن أن يكون زاحفاً بحرياً من عصور ما قبل التاريخ بما يشبه كائنات البليزوصور.

في عام 1972، أجرى مكتب تحقيقات بحيرة لوخ نيس (Loch Ness Investigation Bureau) أكبر عملية بحث في البحيرة حتى الآن، لكن من دون جدوى.

في عام 1987، أثناء عملية «ديب سكان Deepscan»، نُشر السونار على كامل عرض البحيرة. ويزعم منظمو العملية أنهم عثروا على «جسم مجهول بحجم وقوة غير عادية» في الأعماق.

وفي عام 2018، أجرى باحثون دراسة بالحمض النووي لبحيرة لوخ نيس لتحديد الكائنات الحية التي تعيش في مياهها. ولم يتم العثور على شيء سوى كثير من الثعابين.

وقال بول نيكسون، الرئيس التنفيذي لمركز بحيرة لوخ نيس: «تتيح لنا عطلة نهاية الأسبوع الحالية فرصة للبحث في المياه بطريقة لم نشهدها من قبل، ونحن متشوقون لمعرفة ما سنجده».

وقد استعان المنظمون بمتطوعين لمراقبة أي حركة في الماء أو أي شيء آخر غير قابل للتفسير خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولكن بسبب «الطلب الهائل» من المتحمسين، أُغلقت أبواب الترشيحات أمام الراغبين في تولي هذه المهمة.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.