جهاز يساعد الأطباء على سرعة اكتشاف العدوى بالجروح

يُشغَّل عبر تطبيق هاتف ذكي

التشخيص غير الدقيق لعدوى الجروح يمكنه إعاقة الشفاء (Public Domain)
التشخيص غير الدقيق لعدوى الجروح يمكنه إعاقة الشفاء (Public Domain)
TT

جهاز يساعد الأطباء على سرعة اكتشاف العدوى بالجروح

التشخيص غير الدقيق لعدوى الجروح يمكنه إعاقة الشفاء (Public Domain)
التشخيص غير الدقيق لعدوى الجروح يمكنه إعاقة الشفاء (Public Domain)

عادةً يصعب على الأطباء تحديد الجرح الذي أُصيب بالعدوى؛ لكون العلامات والأعراض السريرية غير دقيقة، وقد تستغرق طرق تحديد البكتيريا وقتاً طويلاً ويتعذّر الوصول إليها؛ لذلك يمكن أن يكون التشخيص ذاتياً ويعتمد على خبرة الطبيب.

لكن، يمكن للتشخيص غير الدقيق للعدوى إعاقة الشفاء أو نشر العدوى في الجسم إذا لم تعالَج بسرعة؛ مما يعرّض صحة المريض لخطر شديد. وفي محاولة لحلّ هذه المسألة، أعلن فريق بحثي دولي عن جهاز يُشغَّل عبر تطبيق هاتف ذكي أو جهاز لوحي يسمح بالتصوير المُتقدّم للجرح، لتحديد العدوى بدقة، وذلك ضمن دراسة نُشرت، اليوم الخميس، في دورية «Frontiers in Medicine.

طوّر العلماء الجهاز المُسمّى «Swift Ray 1»، والذي يمكن توصيله بهاتف ذكي عبر برنامج يُدعى «Swift Skin and Wound». وفي العادة، ولتحديد العدوى، يمكنهم التقاط صور طبية، وصور حرارية بالأشعة تحت الحمراء (تقيس حرارة الجسم)، وصور فلورية بكتيرية (تكشف عن البكتيريا باستخدام الضوء البنفسجي)، لكن لن تكون أي من هذه الصور كافية لتحديدها وحدها.

لذلك سعى العلماء إلى الجمع بين هذه الأساليب، للتوصّل إلى طريقة لا تحتاج لأجهزة متعدّدة باهظة الثمن، وتتغلّب على نقاط الضعف في كل طريقة تصوير، ويمكن أن توفر مقياساً موضوعياً لشفاء الجروح.

ولاختبار الجهاز، فحص الباحثون 66 مريضاً لم تظهر على جروحهم أية علامة على انتشار العدوى بشكل أكبر، فحدَّد 20 إصابة غير ملتهبة، و26 إصابة ملتهبة، و20 إصابة بالعدوى، ليتمكّن من التنبؤ بدقة بفئات الجروح الثلاث (المصابة بالعدوى، والملتهبة، وغير الملتهبة) بدقة 74 في المائة، وكان أداؤه أفضل على الجروح المصابة بالعدوى (حساسية 100 في المائة)، مقارنة بالجروح غير الملتهبة (حساسية 94 في المائة)، والجروح الملتهبة (حساسية 85 في المائة).

من جانبه، يقول الدكتور خوسيه راميريز غارسيا لونا، من المركز الصحي في «جامعة مكغيل» الكندية، والمؤلِّف الأول للدراسة: «عادة يُستخدم التقييم الميكروبيولوجي للجرح والمناطق المحيطة به لاستبعاد وجود الالتهابات؛ ومع ذلك فإن التقنيات الجزيئية وغيرها من وسائل التشخيص السائدة تستغرق وقتاً طويلاً، وأحياناً لا يمكن الوصول إليها؛ لكونها مكلفة».

ويضيف، لـ«الشرق الأوسط»: «نظراً لأنّ جهاز (Swift Ray 1) يسمح للأطباء بالجمع بين طرق متعدّدة لتحديد العدوى، فإنه يزيد من الأدوات المتاحة لهم، دون الحاجة إلى استخدام أجهزة باهظة الثمن، كما يوفر نظرة ثاقبة للتغيّرات الالتهابية التي تحدث تحت الجلد».

ويرى أن تمكين الأطباء من استخدام هذه التقنيات في نقاط الرعاية قد يسمح بالكشف المبكر عن العدوى، وربما يمنع التأخير في التئام الجروح ويقلّل من الأحداث الضارة، وهذا قد يسمح في المستقبل بتأمين تشخيص سريع ودقيق لعدوى الجروح، لكنه يشير إلى أن الدراسة تجريبية، ومن المقرّر إجراء دراسات متابعة على مجموعات أكبر من المرضى؛ للتحقّق من صحة النتائج.


مقالات ذات صلة

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية (جامعة ولاية بنسلفانيا)

الاستهلاك المفرط للزبادي بالفواكه قد يسرّع الشيخوخة

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين الإيطاليين أن الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية لدى البشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك رجل يمارس رياضة الركض أمام أحد الشواطئ (رويترز)

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة أن القيام بالنشاط البدني، مرتين في اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساعة السادسة مساء، قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11 %.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الزواج يقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
TT

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

عرف عصر المماليك في مصر صراعات دامية ونزاعات مريرة، ولكن في عالم التحف والآثار تتسم القطع الباقية من ذلك العصر بالجمال والأناقة والصنعة رفيعة المستوى بدءاً من النحاس إلى الزجاج وصولاً للمخطوطات.

نتوقف عند الزجاج الذي برع الصناع في ذلك العصر في نفخه وتشكيله وزخرفته، وتجلى ذلك في مصابيح المساجد المزخرفة بالمينا بكتابات بديعة التشكيل من آيات القرآن الكريم. لا يخلو متحف عالمي به قسم للفن الإسلامي من نسخة من تلك المصابيح سواء كانت صُنعت في عهد المماليك أو صنعت بالطراز نفسه لاحقاً في أوروبا، ويمكن القول إنَّه لا توجد قطع مماثلة خارج المتاحف حتى الآن. ولكن السوق الفنية ملأى بالمفاجآت، إذا تعرض «دار بونامز» في لندن في مزادها القادم مصباحاً أثرياً من ذلك العهد؛ فهو يحمل نَسباً تاريخياً يعود للأمير المملوكي سيف الدين صرغتمش الناصري، وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون. ما نعرفه عن تاريخ انتقال ملكية المصباح قليل، ولكن المعلومة الرئيسية هي أنه كان بحوزة عائلة نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر في العصر الحديث، وظل مع العائلة حتى يومنا هذا.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

نستكشف قصة المصباح مع نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز»، الذي يبدأ حديثه بالتأكيد على ندرة المصابيح المملوكية في السوق «في القرن الحالي لم تظهر سوى ثلاثة مصابيح مملوكية في الأسواق، فهو أمر نادر الحدوث لسبب بسيط، وهو أن غالبيتها تقبع في المتاحف مثل متحف الفن الإسلامي في القاهرة الذي يضم عدداً كبيراً منها». وإلى جانب عامل الندرة، هناك عامل آخر تحرص عليه دور المزادات، ويمنح القطع المعروضة أهمية مزدوجة، وهو وجود تاريخ وثيق من الملاك السابقين، وهو ما يتحدث عنه ساغراتشي.

تنقلات المصباح

لا نعرف الكثير عن المصباح وتنقلاته في السوق قبل القرن التاسع عشر؛ لهذا ستبدأ حكايته عند وصوله إلى يد دبلوماسي وجامع فنون فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر نشأ في باريس، ودرس العربية والتركية والفارسية. عُيّن شيفر مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843، وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825-1899) وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

بوغوص باشا ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825 - 1899)

يشير ساراغتشي إلى أن عائلة نوبار باشا الأرمينية الأصل كانت تقيم بين القاهرة وباريس، واستقرت في باريس بعد ثورة 1952. وتنقل المصباح مع العائلة حتى استقر في شقة بجنيف، «لم يكن أحدهم يعرف عن أهمية المصباح، ولا تاريخه ولا ندرته». بعد خروجه من مصر في القرن التاسع عشر ظل المصباح في أوروبا وبعد وفاة بوغوص باشا، ولم ينل المصباح اهتمام العائلة، وظل قابعاً في شقتهم في جنيف. من الملاحظ أن المصباح بحالة جيدة، ويرجع الخبير ذلك إلى أنه ظل في حوزة مالك واحد وعائلته «بشكل ما وجوده في مكان واحد ربما على مدى 100 عام حافظ على حالته، رغم ذلك يجب أن أقول إنه من النادر جداً أن نجد مصباحاً بهذه الحالة، لا يوجد به شروخ وحالة الزخارف جيدة والكتابات ما زالت معظمها موجودة». الأصل في عرض المصابيح الزجاجية القديمة كان تعليقها بواسطة حبال تتدلى من أسقف المساجد وقبابه، وهو أمر لا يمكن تخيل حدوثه اليوم، خصوصاً وأن المصابيح المتبقية من ذلك العصر قيّمة جداً، وفي حالة مصباح صرغتمش فسعره يقارب مليون جنيه إسترليني، بحسب الخبير.

جماليات وزخارف

هناك الكثير مما يميز المصابيح الزجاجية إلى جانب تاريخها وقصصها؛ فالجماليات فيها تعكس صناعة وحِرفة باهرة «الشيء الخاص جداً والمميز في المصابيح من هذا النوع هو صعوبة تنفيذ الزخارف والكتابات بالمينا على الزجاج. عندما ننظر إلى النماذج المصنوعة في أوروبا في الفترة نفسها نجد أن الصناعة كانت فقيرة وبدائية. ولهذا أن تكون هناك القدرة في القرن الرابع عشر على تنفيذ مثل هذه الكتابات متعددة الألوان والمزينة بالزخارف والأزهار مباشرة على الزجاج فهذا أمر مدهش، وقد برع فيه الصانع والحرفي المملوكي، واختفى بعد ذلك».

مدرسة الأمير صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة (بونامز)

الحديث عن الزخارف والألوان يأخذنا لحرفة عتيقة ومدهشة في آن واحد، أسأله عن الألوان المستخدمة التي حافظت على لمعانها وثباتها عبر القرون، يقول: «فعلاً، فهي من نوعية عالية الجودة، وكان الحرفي يكتب، ويلوّن على الزجاج في أثناء تشكيله مباشرة، فبينما كان الزجاج يتشكل بالنفخ كان الحرفي يضيف الألوان التي تكونت في العادة من الأحمر والذهبي والأزرق، وما نعرفه الآن أن كل لون كان يوضع في درجة حرارة معينة مناسبة له، كان أمراً صعباً، وليس بسهولة الرسم على القماش على سبيل المثال الذي يمكن تصحيحه».

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

نرى على الجزء العلوي من المصباح الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، كما تحمل اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكانت معلقة في مدرسة صرغتمش بالقاهرة. يقول ساراغتشي إن الأمير صرغتمش وهو أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون أسس مدرسة باسمه في حي السيدة زينب عام 757هـ/ 1356م، قد أمر بصنع المصباح ليضعه فيها. يعرض المصباح في «مزاد بونامز» للفن الإسلامي والهندي في لندن يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) بسعر تقديري يتراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني.