المسلسلات التركية على الشاشات اللبنانية بدل عن ضائع؟

ورد الخال تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن «اجتياح مرفوض»

وجوه الدراما التركية تملأ شاشات لبنان (مواقع التواصل)
وجوه الدراما التركية تملأ شاشات لبنان (مواقع التواصل)
TT

المسلسلات التركية على الشاشات اللبنانية بدل عن ضائع؟

وجوه الدراما التركية تملأ شاشات لبنان (مواقع التواصل)
وجوه الدراما التركية تملأ شاشات لبنان (مواقع التواصل)

على «إنستغرام ستوريز»، أطلقت ورد الخال موقفاً حاداً تجاه طوفان المسلسلات التركية على الشاشات اللبنانية. وبما يُشبه اتّهام المحطات بالإفلاس وإعلان أسى الأحوال، فجّرت الممثلة غضباً حيال إحالة المسلسل اللبناني على المصير المجهول. اتصلنا؛ ليتبيّن أنّ الزعل يؤجّج الغضب، فتلفحها الغيرة على مهنة تتغيّر مساراتها.

المسلسل التركي للبعض، هو جزء من أمسيات. محقّة مديرة البرامج في «إل بي سي آي» جوسلين بلال حين تقول لـ«الشرق الأوسط»: «إننا شعب عاطفي»، قاصدة التعلّق بقصص الحب وسحر الأبطال. المسألة مختلفة بالنسبة إلى ورد الخال التي ترى أنّ غياب شيء يتيح حضور شيء آخر. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تبحث الشاشات عما يملأ الفراغ، فتُعوّد الجمهور على صنف واحد تقدّمه على مائدتها. البداية بمسلسل أو مسلسلين تركيَيْن، جرَّ إلى غزو الصنف».

الممثلة اللبنانية ورد الخال تعترض على «الاجتياح المرفوض» (حسابها الشخصي)

تُلمح إلى «ضعف تسبَّب بإفساح هذا المجال»، وهي تتحدّث عن تفاوت في المستوى: «بعض الأعمال التركية جيد وبعضها أقل جودة. كُثر يردّدون ذلك مُرفَقاً بعبارة مؤسِفة: (نشاهد لأنْ لا خيار آخر. هذا الموجود). تغزو المسلسلات التركية الشاشات لضآلة الخيار».

لا تُشهر سخطها على كلّ الآتي من تركيا إلى التلفزيون اللبناني، بل تُميّز بين ما يستحق العرض وبين «تعبئة الهواء». تعتب على المحطات: «أيها يهتم بما يريده المُشاهد؟ إنْ ملَّ التركي، أين البديل؟ إنْ ضجر من الوجوه المكرّرة، هل تكترث؟». تبلغ حد القول إنّ في الأمر محاولة لـ«تغيير الثقافات. هذا مخطط عالمي يُمارَس على الشعوب بالإكراه في شتّى أنواع الفنون».

لكنها تدرك أنّ استيراد المسلسلات التركية يتأتّى من كون الصناعة متفوّقة وعابرة للحدود: «الإنتاج القوي يفرض نفسه؛ ونحن ضعفاء»، تعترف بالواقع وتتساءل: «ما البديل؟ لا أدري. لكنني أرفض (الإكستريم). على جميع الأصناف الحضور، اللبناني والسوري والمصري والخليجي، ومعها التركي. الاجتياح مرفوض».

مسلسل «التفاح الحرام» تحوّل رفيق أمسيات جزء من اللبنانيين (مواقع التواصل)

تستغرب منافَسة المحطات اللبنانية لبعضها بعضاً بالمسلسلات التركية: «محزن أين أصبحنا». وإن كان الانهيار الاقتصادي سبباً أول لسطوة التركي، وفق مديري البرامج في «إل بي سي آي» جوسلين بلال، و«إم تي في» كريستيان الجميّل، و«الجديد» تانيا وزان؛ فإنّ ورد الخال لا تتنكّر للقسوة المالية المتمادية. يعمّ الشحّ، فتقول: «أين نحن من أضخم إنتاجات الترفيه؟ كنا رواد الإبهار، واليوم ميزانيات مخفّضة. هذا يحتّم عرض المسلسلات التركية منذ وقت الظهيرة حتى الليل».

تفسّر هجرة الناس من الشاشة إلى المنصّة، وفق ما تقدَّم. برأيها، «ثمة تعطُّش للمسلسلات اللبنانية؛ وأينما حللتُ أُسأل: (أين أنتم؟ مشتاقون). كأننا نحن مَن نشاء الغياب! أدرك أنّ النية موجودة، لكنّ الواقع يُكبّل».

تكلفة باهظة ونتيجة غير مضمونة

يرفض كريستيان الجميّل مفردة «غزو» في التوصيف: «قبل الأزمة، لم يكن المشهد على حاله». يتحدّث عن تكلفة صناعة المسلسل اللبناني: «السعر زاد نحو 60 في المائة عما كان عليه قبل الأزمة، في حين المدخول قلَّ بنحو 80 في المائة». يخشى «النتيجة غير المضمونة»، إن أنتجت «إم تي في» مسلسلاً لبنانياً متوسط الجودة، «عكس التركي الذي يلقى استحساناً، مُنطلقه القصة والنجوم واللوكايشن».

في «الجديد»، تتحدّث تانيا وزان عن «قصة جيدة وعدد حلقات وافر وأماكن تصوير جميلة وممثلين جاذبين»، لتقول لـ«الشرق الأوسط»: «المشاهد يطلب التركي، ويزداد طلبه مع السنوات». برأيها، «ليس لكون هذا الإنتاج أقلّ تكلفة على التلفزيون اللبناني، بل لأنّ خياراته متوافرة في السوق؛ مما يعطي المحطات شيئاً من السعي إلى انتقاء الأفضل».

وبينما تؤكد وزان أنّ «موضة المسلسلات التركية تتوهّج، رغم أنّ نسبة المشاهدة تقلّ عادة خلال الصيف»، ترى جوسلين بلال أنّ تغييرات طرأت على شكل الإعلان أثّرت في الواقع الإنتاجي. تشرح: «يروّج المُعلن لمنتجه من خلال وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، بعدما ظلّ التلفزيون الملاذ الأول للمعلنين طوال الفترة الماضية. هذا يصعّب الإنتاج لضخامة التكلفة وتقلُّص المدخول. نحو 30 ألف دولار تكلّفها الحلقة الواحدة من مسلسل لبناني متوسط الجودة، قد يُرضي المُشاهد وغالباً لن يروقه. المسلسلات التركية ناجحة وقصصها مطلوبة».

بطل مسلسل «مرارة الحب» الذي تحوّل حالة في لبنان (مواقع التواصل)

يتقاطع إقرار بلال والجميّل بـ«أهمية المحاولة»، وعَدّ الدراما اللبنانية «مسألة ضرورية علينا العمل من أجلها». وفي حين الأولى تضرب مثلاً بمسلسل «حريم السلطان» الذي حقّق أرقاماً قياسية وتحوّل ظاهرة صاخبة، يُذكّر الثاني بما فعلته مسلسلات عرضتها «إم تي في»، منها «مرارة الحب» و«التفاح الحرام» و«أخوتي» بالمزاج العام. أعمال مثل «البحر الأسود» و«حب أبيض وأسود»، عرضتها «الجديد»، تؤكد وزان أنها حطّمت الأرقام وتصدّرت حتى خلال رمضان.

كانت «إل بي سي آي» سبّاقة في احتضان المسلسل اللبناني طوال العام؛ ولسنوات، رافقت أعمالٌ على شاشتها ذاكرة اللبنانيين وصنعت سلوى أوقاتهم. من هنا، تشعر بلال بـ«هَم إعادة ألق هذه الدراما، بالتعاون بين المحطة والمنتج»، لكنها الظروف. برأيها، «كما لا يستغني المُشاهد عن نشرة الأخبار، لن يفرّط بالدراما اللبنانية».

حاولت «إم تي في» الإنتاج واصطدمت بالتعثّر. أولويتها المسلسل اللبناني، يؤكد كريستيان الجميّل، «لكن عملاً منه يكلّف بقيمته 5 مسلسلات تركية».


مقالات ذات صلة

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

يوميات الشرق برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

«يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند)».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.