الحياة في منازل المشاهير بآلاف الدولارات لليلة

تعرض عبر مواقع العقارات و«إير بي آند بي»

«إل بلادجو» فيلا المغني ستينغ في إيطاليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر (Il Palagio)
«إل بلادجو» فيلا المغني ستينغ في إيطاليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر (Il Palagio)
TT

الحياة في منازل المشاهير بآلاف الدولارات لليلة

«إل بلادجو» فيلا المغني ستينغ في إيطاليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر (Il Palagio)
«إل بلادجو» فيلا المغني ستينغ في إيطاليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر (Il Palagio)

يحلو للبعض تتبع المشاهير ورؤية تفاصيل من حياتهم اليومية، ولا تخلو المجلات والصحف الشعبية من لقطات لممثل أو مشهورة في لقطة عائلية أو أثناء التنزه مع الكلاب، وأحيانا كثيرة تدخل الكاميرات داخل منازل المشاهير ضمن تغطيات مجلات الديكور وغيرها.

فيما يبدو بدأ البعض من هؤلاء المشاهير في مشاركة مقتطفات من حياتهم الخاصة مع من يرغب في دفع المال عبر تأجير منازلهم لفترة من الوقت خلال مواسم العطلات.

النجمة سارة جيسيكا باركر (غيتي)

هل تريد قضاء أيام في منزل ليوناردو ديكابريو في بالم سبرينغز أو التمتع بالسباحة في حوض السباحة بقصر ريهانا في حي بيفرلي هيلز أو قضاء إجازة صيفية بامتياز في منزل السير ميك جاغر بجزيرة موستيك؟ كل ذلك متاح، ولكن لمن يعرف كيف يصل لمكاتب العقارات الخاصة والشركات الكبرى التي تتولى تأجير منازل المشاهير لفترات قصيرة بمبالغ قد تكون ضخمة، ولكن بريق المشاهير فيه التعويض الكافي لمن يرغب ويستطيع.

المغنية ريهانا تعرض أحد منازلها في بيفرلي هيلز للإيجار مقابل 2.666 دولار في الليلة (أ.ف.ب).

ليوناردو ديكابريو

في موقع العقارات «لاف بروبيرتي» Love Proerty. Com نجد قائمة ببعض المنازل المبهرة والفخمة التي تفتح أبوابها لقاء آلاف الدولارات في الليلة الواحدة. من النجوم المعروفين بتملك عدد من العقارات الغالية حول العالم، إلى جانب جزيرة كاملة، هو النجم ليوناردو ديكابريو الذي تبلغ قيمة استثماراته العقارية 300 مليون دولار. يشير الموقع إلى أن ديكابريو درج على تأجير بيوته ومنها بيته في بالم سبرينغز المعروض للإيجار بسعر 3,750 دولار في الليلة الواحدة. المنزل، الذي يوجد في 432 منطقة هيرموسا بليس، كان ملكاً في السابق لدينا شور، مغنية هوليوود الأسطورية، قبل أن يقوم ليوناردو بشرائه. ويضم المنزل ست غرف نوم، وسبعة حمامات كبيرة، وحماما صغيرا، وملعب تنس، وحوض سباحة ذا مياه ساخنة.

ديكابريو ابتاع المجمع السكني في مقابل 5.2 مليون دولار في 2014.

سارة جيسيكا باركر تعرض بيتها الصيفي في ذا هامبتون في نيويورك للإيجار مقابل 959 دولار لليلة الواحدة. (Sotheby's International Realty)

سارة جيسيكا باركر وهيو جاكمان

الممثلة سارة جيسيكا باركر تعرض بيتها الصيفي في ذا هامبتون في نيويورك للإيجار مقابل 959 دولارا لليلة الواحدة. ويعد المبلغ معقولا بالمقارنة مع إيجار منزل النجم هيو جاكمان أيضا في ذا هامبتون بنيويورك الذي يعرض للإيجار بسعر 5.555 دولار في الليلة. ووفق الموقع فإن هيو جاكمان وزوجته ديبورا لي فيرنس أعلنا أنهما سيعرضان المجمع السكني الذي يملكانه في ذا هامبتون للإيجار خلال أشهر الشتاء. ويتمتع العقار بواجهة بحرية وخمس غرف نوم وخمسة حمامات.

هيو جاكمان وزوجته (غيتي)

منزل النجم هيو جاكمان في ذا هامبتون بنيويورك الذي يعرض للإيجار بسعر 5.555 دولار في الليلة. (Corcoran)

منزل النجم هيو جاكمان في ذا هامبتون بنيويورك الذي يعرض للإيجار بسعر 5.555 دولار في الليلة (Corcoran)

ميك جاغر وريهانا

السير ميك جاغر عضو فريق «رولينغ ستونز» أيضا لحق بغيره من المشاهير في عرض فيلته المطلة على البحر في جزيرة موستيك مقابل 2,358 دولار في الليلة. والمعروف أن جاغر يمتلك عددا من العقارات في مدن عالمية من لوس أنجليس ونيويورك إلى بريطانيا تصل قيمتها لـ250 مليون دولار.

ميك جاغر عضو فريق «رولينغ ستونز» عرض فيلته المطلة على البحر في جزيرة موستيك مقابل 2,358 دولار في الليلة (رويترز)

أما المغنية ريهانا، التي تعتبر أغنى مغنية في العالم، بثروة تقدر بـ1.7 مليار دولار، فتعرض أحد منازلها في بيفرلي هيلز للإيجار مقابل 2.666 دولار في الليلة.

شير

يعرض موقع «إير بي آند بي» منزل المغنية شير في لوس أنجليس بإيجار مقبول نسبيا. كان هذا المنزل البديع، الذي يحمل طاقة منزل الشجرة، مملوكاً لشير وزوجها سوني خلال فترة السبعينات، وحافظ المالك الحالي له على الروح القديمة الأولى للمكان مع تجديده بكل الطرق التي يرغب فيها المرء. ويبلغ إيجار المنزل لليلة واحدة 600 دولار فقط.

فرنك ونانسي سيناترا

يعرض منزل المغني الراحل فرنك سيناترا في مدينة بالم سبرينغز للإيجار على موقع إلكتروني خاص به. لم يتم تحديد تكلفة الإقامة بالمنزل بعد، لكن من المتوقع أن يكون الإيجار كبيرا. ويعدّ المنزل متواضعاً مقارنة بالشكل الذي نتوقع أن يكون عليه منزل أحد المشاهير، حيث يتكون من أربع غرف نوم، وأربعة حمامات، لكنه يحمل بعض اللمسات الكلاسيكية، مثل استوديو تسجيل فرنك القديم، ووحدة ملحقة بحمام السباحة، وغرفة زينة قديمة. كذلك من المتاح إقامة حفلات زفاف به.

ستينغ

يبدو كل من المغني البريطاني ستينغ وزوجته ترودي، التي تزوجها منذ ثلاثين عاماً، زوجين مثيرين للاهتمام. على سبيل المثال، من غير المفاجئ أن يمتلكا فيلا إيطالية بديعة يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر، والتي يؤجرانها للزائرين مقابل حوالي 150 ألف دولار في الأسبوع. ويتكون منزل «إل بلادجو»، كما يُعرف، من ثلاثة منازل منفصلة، مع مساحة للاحتفال بالمناسبات يمكنها أن تتسع لنحو 400 ضيف، ويمكن حجزها من خلال الموقع الإلكتروني للمنزل.

ينتج المكان أيضاً عسلا وزيت زيتون متاحين للبيع بأسعار عادية غير مبالغ فيها.

«إل بلادجو» فيلا المغني ستينغ في إيطاليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس عشر (Il Palagio)

ستينغ وزوجته ترودي وابنته (غيتي)

أشتون كوتشر وميلا كونيس

بدلاً من عرض منزلهما للإيجار على أحد مواقع العقار قام الزوجان أشتون كوتشر وميلا كونيس بعقد شراكة مع موقع «إير بي إن بي» الإلكتروني لعرض منزل الضيوف الصغير القريب من البحر المملوك لهما في سانتا باربرا للإيجار لليلة واحدة فقط مجاناً، وذلك وفق تقرير لمجلة «ماري كلير». وأعلن الزوجان أنهما سوف يقيمان في منزلهما الأساسي أثناء زيارة ضيفهما.

ويعد منزل أشتون وميلا أحدث عرض مذهل على موقع «إير بي إن بي»، فقد نشرت غوينيث بالترو خلال الشهر الماضي منزل الضيوف الصغير المملوك لها في منطقة مونتيسيتو بكاليفورنيا على الموقع، وأشارت في مقطع مصور على موقع «إنستغرام»، بالتزامن مع الإعلان، إلى أن «الوحدة حالة إنسانية، لكن خلال السنوات القليلة الماضية، العزلة الزائدة عن الحد، وغياب الاتصال الإنساني، جعل حياتنا أكثر تمزقاً وتشرذماً».

قبل ذلك أقام موقع «إير بي إن بي» الإلكتروني شراكة مع شركة «وارنر براذرز» لعرض الإقامة في نسخة من ديكور منزل أحلام باربي المستخدم في تمثيل فيلم «باربي» في مدينة ماليبو الساحلية.


مقالات ذات صلة

انطلاق تخصيص أراضٍ سكنية مدعومة غداً في الرياض عبر منصة «التوازن العقاري»

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

انطلاق تخصيص أراضٍ سكنية مدعومة غداً في الرياض عبر منصة «التوازن العقاري»

من المقرر أن تعلن الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن انتهاء مرحلة تقديم الاعتراضات على نتائج أهلية الاستحقاق لشراء الأراضي السكنية عبر «منصة التوازن العقاري».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «بنك كوريا» على سطح مبناه في سيول (رويترز)

«بنك كوريا»: وفرة السيولة ليست سبب ضعف الوون وارتفاع العقارات

أكد البنك المركزي الكوري الجنوبي، يوم الثلاثاء، أن إرجاع ضعف الوون وارتفاع أسعار العقارات السكنية إلى وفرة السيولة في السوق المحلية يُعدّ مبالغة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد عقارات وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

شركة عقارية كبرى في الصين مهددة بخطر التخلف عن سداد الديون

أظهر إفصاح لهيئة مالية أن شركة «فانكي» العقارية الصينية فشلت في الحصول على موافقة حاملي السندات لتمديد موعد السداد لدفعة مستحقة الاثنين لمدة عام واحد

«الشرق الأوسط» (بكين)
خاص سيارات تسير في أحد شوارع الرياض (رويترز)

خاص السعودية تستعد للسماح بتملك الأجانب للعقار في يناير

تستعد السعودية لدخول مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي في قطاع العقارات، حيث من المقرر أن يبدأ سريان النظام المحدث لتملك غير السعوديين للعقار في يناير.

محمد المطيري (الرياض)
خاص مشاريع عقارية في الرياض (واس)

خاص العقار السعودي ينتقل من الانتعاش «الظرفي» إلى النضج التشغيلي

شهد القطاع العقاري المُدرج في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً استثنائياً وغير مسبوق في الربع الثالث من عام 2025.

محمد المطيري (الرياض)

مصر: الكثبان الرملية تحاصر واحة الخارجة وتهدّد مركز إنتاج الحرير

وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد توقعان بروتوكولاً لحماية إنتاج الحرير (وزارة الزراعة المصرية)
وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد توقعان بروتوكولاً لحماية إنتاج الحرير (وزارة الزراعة المصرية)
TT

مصر: الكثبان الرملية تحاصر واحة الخارجة وتهدّد مركز إنتاج الحرير

وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد توقعان بروتوكولاً لحماية إنتاج الحرير (وزارة الزراعة المصرية)
وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد توقعان بروتوكولاً لحماية إنتاج الحرير (وزارة الزراعة المصرية)

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تشهدها مناطق الصحراء الغربية بمصر، خصوصاً منخفض الخارجة، الذي تتقدم نحوه سلاسل من الكثبان الرملية تهدد الطرق والمنشآت والمساحات الزراعية، ومن بينها المنطقة التي يقع فيها مركز إنتاج الحرير، تم توقيع بروتوكول تعاون بين مركز بحوث الصحراء، ومحافظة الوادي الجديد، لتنفيذ مشروع «حماية المركز الإقليمي لإنتاج الحرير بواحة الخارجة من أخطار زحف الرمال».

ووفقاً للبروتوكول، تتولى محافظة الوادي الجديد تنفيذ عدد من الأعمال الأساسية الداعمة للمشروع، وتتضمن: «حفر بئر للري مجهزة بكامل مستلزماتها لتوفير المياه اللازمة لعمليات التثبيت والزراعة، وإنشاء شبكات ري متكاملة لخدمة الحواجز النباتية ومصدات الرياح، ضمن منظومة الحماية من زحف الرمال».

ويزرع في مركز إنتاج الحرير نحو 255 فداناً من شجر التوت، ويعد من أهم مشروعات التنمية الزراعية بمحافظة الوادي الجديد.

في المقابل، يتولى مركز بحوث الصحراء الجانب الفني والتنفيذي للمكونات العلمية والهندسية للمشروع، وتشمل: إنشاء الحواجز الأمامية في الاتجاهات الأكثر تعرضاً لحركة الكثبان الرملية للحد من سرعة الزحف، وإقامة الأحزمة الخضراء ومصدات الرياح حول مركز إنتاج الحرير، باستخدام أنواع نباتية مقاومة للجفاف، وذات قدرة عالية على التثبيت، وتدريب كوادر بمحافظة الوادي الجديد على إدارة منظومة الحماية، والتعامل مع التغيرات البيئية في المناطق الجافة، والإشراف الفني والصيانة والمتابعة الدورية لجميع الأعمال المنفذة؛ لضمان كفاءة وفاعلية منظومة الحماية طوال مدة المشروع»، وفق بيان لوزارة الزراعة المصرية، الثلاثاء.

وكان مجلس الوزراء المصري عقد اجتماعاً في مايو (أيار) الماضي، واستعرض خطة تستهدف توطين صناعة الحرير الطبيعي من خلال إقامة مراكز إنتاج الحرير في مختلف المحافظات.

وعرض اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الموقف التنفيذي لمبادرة إنتاج الحرير الطبيعي، حتى مايو 2025، موضحاً أن عدد المعامل المجهزة يصل إلى 32 معملاً، كما تصل المساحة المنزرعة إلى نحو 344 فداناً و14 صوبة زراعية، ويتم تنفيذ 25 مشروعاً في هذا الإطار، وفق بيان سابق لرئاسة مجلس الوزراء.

فيما أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، حرص الوزارة على دعم الجهود التنموية في محافظة الوادي الجديد، وتعزيز قدرات المناطق الصحراوية على مواجهة المخاطر البيئية، خصوصاً حركة الرمال التي تمثل أحد أبرز التحديات أمام التوسع الزراعي والتنمية المستدامة في واحة الخارجة.

وأشار إلى أن ذلك المشروع سيسهم في زيادة إنتاجية مركز إنتاج الحرير، فضلاً عن تحسين الحركة على الطرق المحيطة بالمركز والمهددة بزحف الرمال، لافتاً إلى تخطيط وتنفيذ وإدارة برامج مقاومة زحف الرمال، بما يسهم في الخطة الوطنية لمكافحة التصحر بالصحراء الغربية.

من جانبه، أكد محافظ الوادي الجديد التعاون الدائم والمثمر بين وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد، في العديد من المجالات المرتبطة بتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المحافظة، مشيراً إلى أن المشروع يستهدف حماية هذه المساحات من التناقص نتيجة زحف الرمال، وضمان استمرار الإنتاج ودعم استدامته.


مصر للاهتمام بـ«السياحة الأدبية» واستثمار «زخم» المتحف الكبير

نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)
نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)
TT

مصر للاهتمام بـ«السياحة الأدبية» واستثمار «زخم» المتحف الكبير

نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)
نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)

من مبنى ذي طابع تراثي بحي الجمالية، يحمل اسم أديب نوبل نجيب محفوظ، بدأ الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، في شرح طبيعة المكان بشوارعه ومبانيه التاريخية وحواريه وأزقته وشخوصه التي تبدو كأنها خارجة لتوها من إحدى الروايات الأدبية.

مجموعة السائحين الذين اصطحبهم الشماع إلى هذا المكان كانت لهم أسئلة «مثيرة للاهتمام»، وفق قوله لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «لقد سألوني عن تاريخ المكان وعن شخصيات في روايات نجيب محفوظ مثل شخصية (سي السيد) التي ظهرت في ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية)»، مؤكداً أنهم كان لديهم فضول لمعرفة المزيد عن هذه الأماكن.

وبعد الزخم الذي حققه المتحف المصري الكبير في جذب السائحين منذ افتتاحه، تسعى مصر إلى تسليط الضوء على نمط سياحي جديد، يتمثل في السياحة الأدبية. ويعتمد هذا النمط على ربط السائح بالأحياء والمواقع التي ذُكرت في الأعمال الأدبية ذات الشهرة الواسعة، مثل أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، وروايات إحسان عبد القدوس، وغيرهم من رموز الأدب العربي.

«كأنك تتجول بداخل رواية»، هكذا يصف الخبير السياحي المصري، محمد كارم، فكرة السياحة الأدبية التي يراها غير مستغلة في مصر بالقدر الكافي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر يحتاج إلى 3 خطوات ليأتي هذا النمط بالمستهدف منه، وهي أن يكون هناك اعتراف رسمي بالسياحة الأدبية كمنتج له مسارات وبرامج، والشراكة بين السياحة والثقافة والقطاع الخاص لتحويل الأماكن الروائية إلى تجرية حية، بالإضافة إلى تسويق ذكي دولياً يستهدف السائح المثقف خصوصاً في أوروبا وأميركا اللاتينية، وهو ما سيكون لها مردود سياحي كبير».

مشهد من حي الجمالية بالقاهرة الفاطمية (صفحة خريطة مشروعات مصر)

وتزخر مصر بالعديد من الأماكن الحيوية والتراثية التي تم ذكرها في روايات وأعمال أدبية متنوعة، كما توجد متاحف لأدباء كبار لهم شهرة عالمية مثل متحف نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة الفاطمية، ومتحف قسطنطين كفافيس في الإسكندرية، ومن قبلهما متحف أحمد شوقي «كرمة ابن هانئ» ومتحف طه حسين «رامتان» في الجيزة.

وتعمل وزارة السياحة والآثار على الترويج لهذا النمط السياحي خلال الفترة المقبلة، بعد أن ركزت عليه خلال منتدى نظمته بالشراكة مع منصة «TripAdvisor» العالمية، وعدّت نمط السياحة الأدبية، له مردود اقتصادي مهم وقادر على جذب أعداد كبيرة من الزائرين. وفق بيان للوزارة.

ولفت الشماع إلى أن الزخم الذي حققه المتحف المصري الكبير منذ افتتاحه يشجع على ترويج العديد من الأنماط السياحية الجديدة ومنها السياحة الأدبية، متوقعاً أن يسهم المتحف المصري الكبير بزيادة عدد السائحين الوافدين لمصر هذا العام لأكثر من 20 مليون سائح.

ووفق إحصاءات حكومية وتصريحات للمسؤولين، وصل متوسط عدد زوار المتحف الكبير في أول أيام افتتاحه إلى 19 ألف زائر يومياً، أكثر من القدرة الاستيعابية التي قُدرت من قبل بنحو 15 ألف زائر يومياً، وتستهدف مصر زيادة عدد السائحين إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2031، ومن المتوقع أن تحقق الحركة السياحية بنهاية هذا العام ما يقرب من 19 مليون سائح، وأن يزيد عائدها على 18 مليار دولار.

وتراهن مصر على التنوع في منتجاتها السياحية، وفق كارم، الذي يلفت إلى أن «الأماكن التي كتب عنها نجيب محفوظ مثل الجمالية والحسين وبين القصرين وخان الخليلي وزقاق المدق، يمكن أن تتحول لمسارات سياحية متكاملة تربط الروايات بالمكان»، مشيراً إلى «أهمية استغلال الزخم الذي حققه المتحف المصري الكبير في التأكيد على التنوع والابتكار في المنتجات والمقاصد السياحية المصرية».

وسبق أن أطلقت مصر حملة ترويجية لمقاصدها السياحية حملت عنوان «مصر... تنوع لا يضاهى» للتأكيد على تنوع المنتجات السياحية الموجودة بها مثل السياحة الثقافية والشاطئية والعلاجية والبيئية وسياحة السفاري والمغامرات وسياحة المؤتمرات... وغيرها.


رحيل أيقونة الغناء السوداني ونقيب الفنانين عبد القادر سالم

صورة أيقونية للراحل (صفحته على «فيسبوك»)
صورة أيقونية للراحل (صفحته على «فيسبوك»)
TT

رحيل أيقونة الغناء السوداني ونقيب الفنانين عبد القادر سالم

صورة أيقونية للراحل (صفحته على «فيسبوك»)
صورة أيقونية للراحل (صفحته على «فيسبوك»)

في مشهد غلبت عليه مشاعر الحزن والأسى، ودَّع السودانيون أحد أبرز وجوههم الثقافية والموسيقية، الدكتور عبد القادر سالم، الذي توفي في العاصمة الخرطوم بعد معاناة قصيرة مع المرض، عن عمر ناهز 77 عاماً.

وُلد الراحل في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان عام 1946، ويعد من أبرز الأصوات الغنائية التي عرَّفت السودان، خصوصاً غربه، على العالم، من خلال مشروع فني وغنائي، جمع بين الروح الشعبية والبناء الأكاديمي، والإبداع الموسيقي الممزوج بإرث غني من الإيقاعات والإحساس.

وتعبيراً عن الفقدان، قال الصحافي محمد الأسباط لـ«الشرق الأوسط»: «أفقت من نومي اليوم على خبر فاجع، أصابني بحزن عميم، كأنما فقدت شخصاً من العائلة، فعبد القادر سالم لم يكن مجرد فنان، بل أيقونة للغناء الكردفاني والسوداني، وخسارته خسارة كبيرة تضاف لخسائر الناس الذين أفنتهم مأساة الحرب».

من الدلنج إلى أوروبا

نشأ عبد القادر سالم في بيئة غنية بالتقاليد والموسيقى المحلية، حيث مثلت ولاية كردفان مخزوناً لا ينضب من الإيقاعات والمفردات الشعرية، وبدأ بالغناء في محيطه المحلي، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم، حيث أتيحت له فرص أوسع للظهور والانتشار».

بدأ مع الفرقة الغنائية الشهيرة «فرقة فنون كردفان»، وشارك معها في مهرجانات الثقافة أواخر الستينات، وهناك عرفه الجمهور السوداني بصوته المختلف.

عندما صدح سالم على خشبة المسرح القومي بـ«اللوري حل بي»، وهي الأغنية التي أصبحت لاحقاً من الأغنيات الخالدة في الوجدان السوداني، يقول صديقه الشاعر التجاني الحاج موسي لـ«الشرق الأوسط»: «كان صوت عبد القادر سالم جديداً في طبيعته، كان حضوره قوياً، ومليئاً بالدفء الإنساني».

نقل إيقاع «المردوم» إلى مسارح العالم

لم يكتفِ سالم بالغناء داخل السودان، بل حمل فنه إلى العواصم الأوروبية، مشاركاً في مهرجانات ومناسبات فنية وثقافية، عرَّف خلالها الجمهور الأجنبي على الإيقاعات السودانية، مثل: «المردوم، والنقارة، والكرن»، وهي إيقاعات ميَّزت تراث غرب السودان.

كان أول فنان سوداني تنتج له شركة بريطانية «أسطوانة»، وسجل عدداً من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الخارج.

وتعد أغنية «ليمون بارا» إحدى أشهر أغنيات سالم، فقد لاقت رواجاً كبيراً، حتى إن بعض المغنين الأوروبيين حاولوا تقليده، وأداءها وبعض أعماله بأساليبهم.

بين الفن والعلم

جمع سالم بين التعليم والفن منذ بداياته، فقد تخرج في معهد التربية بمدينة الدلنج، ثم عمل معلماً في عدد من مدارس كردفان، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم، ليلتحق بكلية الموسيقى والمسرح، ويتابع مسيرته الأكاديمية والفنية بالتوازي.

كما عمل مدرساً في دولة تشاد، وهناك أسس المدرسة السودانية الثانوية، مساهماً في نشر التعليم وسط الجالية السودانية.

حصل سالم على درجة الدكتوراه في مجال الفولكلور الشعبي، وكان أستاذاً مشاركاً في عدة جامعات، ودرَّس لأجيال من طلاب الموسيقى، الذين أصبح بعضهم اليوم نجوماً في الساحة الفنية.

يقول وزير الثقافة والإعلام السابق جراهام عبد القادر لـ«الشرق الأوسط» عن الرجل: «لم يكن عبد القادر سالم فناناً فقط، بل كان مشروعاً ثقافياً متكاملاً»، ويتابع: «كان رجلاً أكاديمياً، وموسيقياً، وباحثاً، ومعلماً».

تجديد الغناء السوداني

تميز أسلوب الراحل الموسيقي، بقدرته على الانتقال السلس بين السلم الخماسي التقليدي الذي تقوم عليه موسيقى الوسط والشمال، والسلم السباعي العالمي الذي تتغنى به الجماعات الثقافية في غرب البلاد، مما منح أعماله جاذبية خاصة، وجعلها قادرة على عبور الثقافات.

وأدخل الآلات الغربية دون أن يفرّط في أصالة موسيقاه، وكان حريصاً على أن يحافظ على الطابع السوداني في كل ما يقدمه، فكان بحق أحد المجددين الحقيقيين في الموسيقى السودانية الحديثة.

فنان ونقابي

لم يقتصر نشاط سالم على الغناء والتدريس، بل كان ناشطاً في العمل الثقافي العام، إذ شغل رئاسة اتحاد المهن الموسيقية لفترة طويلة -اتحاد الفنانين- وكان عضواً بارزاً في لجان المصنفات الأدبية والفنية، وداعماً لحقوق الفنانين وتنظيم العمل الموسيقي في البلاد.

شارك في عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية، الخاصة بحماية التراث الموسيقي والفولكلوري، وكان له حضور معتبر في مناقشات تطوير السياسات الثقافية.

حضور إنساني

في زمن الحرب والانقسامات، ظل عبد القادر سالم حاضراً إلى جانب الناس، لم يغادر الخرطوم رغم ما شهدته من دمار ومعاناة منذ اندلاع الحرب قبل زهاء ثلاث سنوات، متضامناً مع زملائه، ومشاركاً في دعمهم مادياً ومعنوياً، وأطلق عدداً من المبادرات لمساندة الفنانين المتضررين من الحرب.

يقول وزير الثقافة جراهام عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «في وقت اختار فيه كثيرون مغادرة الخرطوم، بقي عبد القادر سالم، مشاركاً في الحياة العامة، ومبادراً لدعم زملائه في المحنة».

إرث فني ووجداني

من أشهر أعماله التي لا تزال تتردد حتى اليوم: «مكتول هواك يا كردفان»، و«ليمون بارا»، و«غاب تومي»، و«بسامة»، وهي أغنيات تمثل وثائق وجدانية تحافظ على اللغة والمكان والوجدان السوداني، وتدرَّس اليوم في كليات الموسيقى بوصفها مراجع فنية وتراثية.

شارك بأعمال غنائية مع شعراء مرموقين، أبرزهم عبد الله الكاظم، وفصيلي جماع، وترك بصمته في مكتبة الإذاعة السودانية بعدد من الأعمال الخالدة.

نعي رسمي وشعبي

نعت الدولة الراحل رسمياً، وقال مجلس السيادة في بيان: «عبد القادر سالم كان من أبرز أعمدة الموسيقى في البلاد، وصوتاً شغوفاً بالتراث، حيث صال وجال في مختلف دول العالم معرِّفاً بالإرث السوداني، خصوصاً الكردفاني الأصيل»، وتابع البيان: «لقد شهدت له المسارح ودور الفنون بمثابرته واجتهاده، في البحث الأكاديمي المرتبط بالموسيقى».

لكن ما هو أبقى من النعي الرسمي، هو ما زرعه في وجدان الناس، حيث لا يزال صوته يتردد في البيوت، وعلى أجهزة المذياع القديمة، ومشغلات الصوت الحديثة، وفي الحفلات المدرسية، وجلسات الطرب، وذاكرة شعب بأكمله.

يقول محمد الأسباط: «لقد أطفأت الحرب الكثير من قناديل الفن، لكنّ منارات مثل عبد القادر سالم لا تنطفئ، إنها تبقى هادية، لمن يأتي بعده».