هبة طوجي: الأمومة حرّرتني ممّا كان يكبّلني

الفنانة اللبنانية تستعدّ لحفل في بترا وتعود قريباً إلى "نوتردام"

هبة طوجي وأسامة الرحباني يستعدّان لحفل بترا
0 seconds of 1 minute, 7 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:07
01:07
 
TT
20

هبة طوجي: الأمومة حرّرتني ممّا كان يكبّلني

الفنانة هبة طوجي والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني خلال افتتاحهما مهرجان بيبلوس منذ أسابيع (إنستغرام الفنانة)
الفنانة هبة طوجي والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني خلال افتتاحهما مهرجان بيبلوس منذ أسابيع (إنستغرام الفنانة)

كل ما يحيط بهبة طوجي هذه الفترة يحمل ألَق التجدّد وبريق العودة بعد غياب. يكفي أن يُذكر أمامها عنوان ألبومها الجديد «بعد سنين» حتى تلمع عيناها. يكفي أن يُلفَظ اسما طفلَيها «نائل» و«ريتا آية» كي تُطلق تنهيدة الامتنان والاكتفاء. وثمة كذلك ثوابت تدعو للامتنان، كأن تلتفت هبة إلى شريكها الفنّي المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني، فتدرك كم أنّ تلك الثنائيّة أخذتها إلى حيث حلمت.

تخبر الفنانة اللبنانية «الشرق الأوسط» كيف أنّ الأمومة أفردت جناحيها وحرّرتها من تفاصيل صغيرة كانت تكبّلها. «الأمومة حافز كبير. حتى أدائي على المسرح صار فيه شغف أكبر، وكأنّ ما أقوم به ليس لي وحدي، بل لتفتخر به عائلتي وولداي. كما لو أنني أريد أن أثبت لهم شيئاً. ما عدت أفكّر في التفاصيل التي كان يمكن أن تعثّرني سابقاً».

لا يتوقّف امتنان هبة طوجي عند حدود الألبوم الجديد والعائلة الصغيرة، بل يمتدّ إلى جمهورٍ كبير صفّق لها وغنّى معها ملء الحناجر في مهرجان «بيبلوس» بلبنان منذ 3 أسابيع. شاركتهم عبر الشاشة الخلفيّة لمحاتٍ عن يوميّاتها مع زوجها العازف العالمي إبراهيم معلوف وولدَيها، كما قدّمت أغنيتَين على قدرٍ عالٍ من الدفء العائلي هما «صار أحلى الكون» و«لا تؤاخذونا». تؤكد أنها فتحت نوافذ بيتها تلك الليلة، انطلاقاً من حرصها على العلاقة الوطيدة بجمهورها، وعلى حقّ المعجبين في الاطّلاع على بعضٍ من حياة الفنان ومشاركته مشاعره.

هبة طوجي في كواليس حفل بيبلوس (إنستغرام)
هبة طوجي في كواليس حفل بيبلوس (إنستغرام)

يتجدّد اللقاء مع الجمهور ليلة 25 أغسطس (آب) في بترا - الأردن. لهذا الموقع التاريخيّ المهيب، يعدّ الرحباني وهبة طوجي «برنامجاً دسماً» إلى جانب مجموعة كبيرة من العازفين والراقصين. «أينما ذهبنا، نحب أن نخصّ المكان الذي نغنّي فيه بلفتة مميّزة. حضّرنا برنامجاً يليق ببترا ويشبهها»، تقول هبة طوجي.

من الألبوم الجديد ومن زوّادةٍ موسيقيّة بلغت الـ16 من العمر، ستَغرف هبة طوجي لتغنّي في بترا. هكذا فعلت في بيبلوس حيث لفحتها الذكريات وهي تقف على مسرحٍ استقبل أولى إطلالاتها عام 2008 في مسرحيّة «عودة الفينيق». «كنت في الـ19 حينها، لكن عندما عدت إلى بيبلوس منذ أسابيع شعرت برهبة المرّة الأولى وبشوقٍ لا يوصف».

تعترف هبة طوجي بأنّ رهبة المسرح ما زالت تنتابها، لا بل هي تزداد وطأةً مع مرور السنوات. توضح أنها «الرهبة الإيجابية التي لا تسيطر عليك، بل تجعلك تركّزين أكثر وتعيشين اللحظة». ثمّ يأتي تفاعُل الجمهور ليخفّف منها، خصوصاً إذا كان جمهوراً عابراً للأجيال كذاك الذي استطاع الثنائي هبة طوجي - الرحباني أن يجمعه عبر السنوات.

هبة طوجي والرحباني ثنائية فنّية مستمرة منذ 16 عاماً (فيسبوك)
هبة طوجي والرحباني ثنائية فنّية مستمرة منذ 16 عاماً (فيسبوك)

تُحاكي أغاني هبة طوجي الفئات العمريّة كافّةً. تفسّر هذا الأمر بالقول: «الموسيقى التي نقدّم متنوّعة إلى درجةٍ أنّ كل شخص يجد نفسه فيها». وقد تَكرّس ذلك في ألبوم «بعد سنين»، الذي مزج بسلاسة بين الإيقاعات العصرية والنمط الكلاسيكي.

استغرق العمل على هذا الألبوم 3 سنوات واستلزم تنقّلات بين لبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. لكنّ النتيجة جاءت على قدر توقّعات هبة التي كانت بحاجة إلى عودةٍ بعد غياب، تُرضيها وتُرضي جمهورها. «بعد أن صارت هويّتي الموسيقيّة صلبة وواضحة المعالم، كان لا بدّ من التوجّه إلى مزيد من التجدّد والمخاطرة والجرأة. ظهرت في الألبوم نواحٍ جديدة من صوتي لم تكن قد استُكشفت في السابق. وقد أقبل الجيل الجديد عليه لما فيه من أغانٍ عصريّة».

قدّمت هبة طوجي أغنية «لو نبقى سوا» إلى جانب الفنان العالمي لويس فونسي، كما شرّعت أبوابها لرياحٍ شبابيّة من خلال التعاون مع «أنطوني أدونيس» في «حبيبي خلص»، و«نيس» في «بعد سنين». وفق هبة طوجي، فإنّ هذا النوع من التعاون سيتكرّر في الألبومات المقبلة، خصوصاً أنه شكّل عنصر إثراء للألبوم ومنحَه نفحة جديدة.

تقول إنها ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها الأغنية السريعة، لكنّ الضوء كان يُسلّط أكثر في الماضي على المحتوى الكلاسيكي. «أما اليوم ومع انضمامي إلى شركة يونيفرسال أرابيك ميوزيك، فقررنا أن نعمل على مخطّط جديد يركّز أكثر على الأغنية العصريّة شكلاً ومضموناً، لا سيّما أن التعاون متاح مع منتجين وفنانين من خارج العالم العربي، من دون أن يعني ذلك الابتعاد عن هويّتي الموسيقيّة الأصليّة».

في الألبوم الجديد أفردت هبة طوجي مساحة أكبر للأغنية العصرية السريعة (إنستغرام)
في الألبوم الجديد أفردت هبة طوجي مساحة أكبر للأغنية العصرية السريعة (إنستغرام)

عن أغنية «بعد سنين» التي لاقت رواجاً كبيراً خصوصاً في مصر، تقول هبة طوجي إنها علقت في رأسها وحفظتها ما إن سمعتها. ثمّ أتى الفيديو كليب الذي أخرجته ليلى كنعان ليضفي عليها مرحاً ودلعاً وأنوثة. تتمنّى الفنانة المتخصصة في الإخراج أن يجري تصوير مزيد من أغاني الألبوم على طريقة الفيديو كليب. من بينها تختار «خبّرني القصة» وتتخيّل عناصرها السينمائية من وجهة نظرها كمخرجة، مع العلم بأنّ طوجي تشارك في أفكار أعمالها المصوّرة، وتُشرف على المونتاج والتفاصيل حتى وإن لم تجلس على كرسي الإخراج.

عودةٌ من نوعٍ آخر بانتظار هبة طوجي، إنما هذه المرة على أحد أهم مسارح باريس ضمن استرجاعٍ لبطولتها مسرحيّة «Notre Dame de Paris» في قصر المؤتمرات في العاصمة الفرنسيّة، ابتداءً من منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى منتصف يناير (كانون الثاني) 2024.

وفي الأدراج كذلك مسرحيّة «نفرتيتي»، التي تنتظر أن تبصر الضوء؛ هذا النص الجاهز الذي يحلم له أسامة الرحباني بإنتاج ضخم يليق به، وبالإرث المسرحيّ الذي حمّله الكبير منصور الرحباني لأبنائه.

يرجع منصور إلى ذاكرة هبة أذُناً سمعت صوتها وقيّمَته قبل رؤية وجهها. كانت تتدرّب في منزله مع أسامة، وهو في مكتبه يؤلّف أو في غرفته يستريح. «كنت أشعر بوجوده من دون أن أراه، وعندما تعرّفت عليه اكتشفت كم أنّ عظمته لم تسلبه شيئاً من تواضعه.» اليوم عادت هبة طوجي لتشعر بوجوده من دون أن تراه، لكنها تغنّيه في كل ألبوم وحفلة، كطائرٍ راجعٍ من رماده.


مقالات ذات صلة

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

يوميات الشرق السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

خلال سنوات دراستها وعيشها في بريطانيا، تلمّست خيطاً ناعماً يربط الشعوب، فيتجاوز الصوت واللغة إلى المعنى. هو المعنى الذي يبحث عنه الجميع، مهما اختلفت الجغرافيا.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق كارول سماحة مع المخرج والممثل روي الخوري خلال التدريبات (فريق عمل المسرحية)

«كلو مسموح»... ميوزيكال عالمي يُبعَث باللهجة اللبنانية

تُعدّ هذه المُشاركة نقطة تحوّل في مسيرة كارول سماحة المسرحية، التي اشتهرت بأدوار الأميرات والملكات في الأعمال الرحبانية، وشاركت في «آخر أيام سقراط» و«المتنبي».

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق عمر خيرت في حفل عيد الربيع بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

عُمر خيرت يستعيد زخم حفلات الربيع في الأوبرا المصرية

«في هويد الليل» و«قضية عم أحمد» و«100 سنة سينما» و«ليلة القبض على فاطمة»، و«فيها حاجة حلوة»... مقطوعات موسيقية ترسخت في وجدان محبي الموسيقار المصري عمر خيرت.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية جينيفر حظيت بإعجاب الجماهير التي حضرت حفلتها الرائعة (جائزة السعودية الكبرى)

«جائزة السعودية الكبرى»: جينيفر لوبيز تلهب حماس الحاضرين بـ«أون ذا فلور» المثيرة

في واحدة من أبرز لحظات سباق «جائزة السعودية الكبرى» لـ«فورمولا 1»، خطفت النجمة العالمية جينيفر لوبيز الأضواء خلال زيارتها مدينة جدة، حيث حضرت بوصفها ضيفة شرف.

فاتن أبي فرج (جدة)
يوميات الشرق المغنية الأميركي كيتي بيري تظهر بعد الرحلة الفضائية في تكساس (إ.ب.أ)

بعد الرحلة الفضائية النسائية... كيتي بيري تصف العودة إلى «الواقع»

بعد أن سافرت إلى الفضاء ضمن طاقم شركة «بلو أوريجين» التابعة للملياردير جيف بيزوس - والذي ضمّ لورين سانشيز وجايل كينغ - عادت نجمة البوب كيتي بيري إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
TT
20

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)

حتى أقوى وأسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات تبدو صغيرة ومُحبِطة دون علاج؛ حيث تتراكم هذه العادات تدريجياً حتى تصبح فجأة لا تُطاق. وعندما تنتهي العلاقات بهذه الطريقة، غالباً ما يُفكر الأزواج السابقون في «القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتقول المُعالجة النفسية جوردان ترافرز التي عملت مع أكثر من 100 زوج، إنها رأت بنفسها كيف يُمكن لبعض السلوكيات غير المُنضبطة أن تُثير الخلاف بين الشريكين. ونقلت عنها شبكة «سي إن بي سي» الأميركية 5 عادات شائعة ومزعجة تُدمر العلاقات.

افتراض أن شريكك يستطيع قراءة أفكارك

بدلاً من التعبير عن احتياجاتهم بوضوح، يتوقع كثيرون أن يعرف شريكهم بالضبط ما يحتاجون إليه، وفي الوقت المناسب. ولكن هذه طريقة سهلة لتعريض نفسك لخيبة الأمل. يُطلِق علماء النفس على هذا «وَهْم الشفافية»، وهو «تحيز معرفي» يفترض فيه الناس أن مشاعرهم ورغباتهم واضحة للآخرين، بينما هي في الواقع ليست كذلك.

ووفقاً للدراسات، فإن المبالغة في تقدير مدى معرفة شريكك بأفكارك الداخلية قد تكون ضارة وتؤدي إلى الاستياء؛ لأن التواصل هو أساس علاقة قوية وصحية. وفي العلاقات الناجحة، يُهيئ كلا الشريكين مكاناً آمناً؛ حيث يُمكن لكل منهما التعبير عن احتياجاته ورغباته دون خوف أو خجل.

تسجيل قائمة الحسنات والمساوئ

يمكن للعلاقات الصحية أن تتدهور بسرعة عندما يبدأ الزوجان في حصر حسنات بعضهما بعضاً وأخطائهما. بمجرد أن «يُسجِّل» أحد الشريكين أو كلاهما حسنات بعضهما بعضاً، تتحول العلاقة في النهاية إلى منافسة. وللأسف، عادةً ما يفشل أحد الطرفين.

تُظهر البحوث أن تدوين ملاحظات حول مَن فعل ماذا في العلاقة -سواءً كانت أعمالاً منزلية أو خدمات أو تضحيات- يؤدي دائماً -تقريباً- إلى علاقة بين دائن ومديون، وهذا قد يُقلل من الامتنان. وغالباً ما تُؤدي عقلية «العين بالعين» هذه إلى ديناميكية قائمة على المعاملات؛ حيث يصبح اللطف وسيلة لتحقيق غاية، ويفقد كل مصداقيته. وفي الواقع، فإن العطاء دون انتظار مقابل هو أفضل طريقة لبناء شراكة متبادلة قائمة على المحبة.

السلوك السلبي العدواني

يُعدُّ السلوك السلبي العدواني وسيلة للتعبير عن عدم الرضا عن الشريك دون حل المشكلة فعلياً. تخيَّل أن شريكك منزعج منك ويختار التعبير عن ذلك بحجب المودة. ومع أنه ليس بالضرورة سلوكاً علنياً، فإن البحوث تُظهر أن السلوك السلبي العدواني غالباً ما يُشير إلى عدم الرضا والاستياء، وهو أمر لا ينبغي تجاهله في العلاقة العاطفية.

هذا السلوك ليس جارحاً ومربكاً فحسب؛ بل إنه أيضاً يُعيق الطرفين عن المضي قدماً. فمن دون حوار مباشر وصريح حول المشكلات، لا توجد فرصة لمعالجتها بطريقة بناءة.

التحكم في حياة الشريك

إن تلقِّي النصائح باستمرار حول كيفية إدارة عملك أو هواياتك أو حتى صداقاتك سيشعرك بالسيطرة والاستعلاء. لا أحد يحب النصائح أو الملاحظات السلبية دائماً، ولا أحد يرغب في الشعور بأنه تحت السيطرة؛ خصوصاً في علاقته العاطفية.

يتراجع الرضا عن العلاقة بشكل حاد بمجرد أن تبدأ العلاقة في التحول لما يشبه العلاقة بين الأبوين والأبناء. وانتبه؛ لأنه من السهل تجاوز الخط الفاصل بين الملاحظات البناءة والنقد العدائي. ووفقاً للدراسات، فإن الأخير قد يؤدي إلى انخفاض الرضا عن العلاقة.

أهم دور تلعبه بوصفك شريكاً هو معرفة متى تقدم رأيك، والأهم من ذلك، متى يكون من واجبك ببساطة تقديم الدعم.

الإنصات لمجرد الرد

من أكثر الأمور التي قد يفعلها شريكك والتي تعد مؤشراً على الإهمال هو الإنصات لمجرد التحضير للرد التالي، بدلاً من الإنصات الفعال. وإذا لم تستكشف أو تنغمس فيما يقوله شريكك حقاً، تشير البحوث إلى أنك ستبدو مغروراً، لا متعاوناً. وأسعد الأزواج يستمع بعضهم لبعض بهدف الفهم، وليس فقط لإبداء آرائهم.