ما حقيقة افتتاح متجر في أحد مباني قصر عابدين بالقاهرة؟

الصورة التي أثارت ضجة عبر مواقع التواصل (فيسبوك)
الصورة التي أثارت ضجة عبر مواقع التواصل (فيسبوك)
TT

ما حقيقة افتتاح متجر في أحد مباني قصر عابدين بالقاهرة؟

الصورة التي أثارت ضجة عبر مواقع التواصل (فيسبوك)
الصورة التي أثارت ضجة عبر مواقع التواصل (فيسبوك)

أثارت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، قيل إنها لمتجر افتُتح في مبنى ملحق بقصر عابدين الأثري، ضجة واسعة خلال الساعات الماضية.

وفي حين انتقد متابعون فتحه بقصر تاريخي شهير في وسط القاهرة، قال مصدر في وزارة السياحة والآثار المصرية في تعليق لـ«الشرق الأوسط» إن «البناية حيث افتُتح المتجر ليست ملحقة بالقصر ولا تابعة له»، موضحاً أنها «مستقلة لكنّها على مقربة من القصر الرئاسي».

وأمام الانتقادات نشر متابعون من بينهم إيمان عبد الله تصحيحاً قالت فيه إن «المبنى الذي يظهر في الصور لا يتبع قصر عابدين»، موضحة أن «المبنى المشار إليه عادي يضم مكتب بريد ونقطة دفاع مدني، ومتاجر أخرى لكن يبدو من صورته أنه أثري».

ويعود تاريخ قصر عابدين إلى عام 1863، وقد أنشأه الخديو إسماعيل، وكان مقراً لحكم مصر حتى اندلاع ثورة يوليو (تموز) 1952، وقد سكنه عدد كبير من حكام مصر من الأسرة العلوية، منهم الخديو محمد توفيق، والخديو عباس حلمي الثاني، والسلطان حسين كامل، والملك فؤاد، ويعد القصر أحد أشهر قصور مصر الرئاسية، ويضم 500 غرفة، و5 قاعات كبرى للاحتفالات، ومسرحاً، ومنطقة «الحرملك» وكانت مخصصة للنساء.

وفي حديث مقتضب لـ«الشرق الأوسط»، قال ناجي الحنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بإدارة القاهرة التاريخية التابعة لوزارة السياحة والآثار إن «البناية التي تظهر في الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وبها واجهة متجر، لا تتبع القاهرة التاريخية ولا وزارة السياحة والآثار، ولا قصر عابدين».

ويضم القصر التاريخي عدداً من المتاحف، منها المتحف الحربي، وفيه بضع قاعات تحتوي على مجموعات نادرة من الأسلحة، ومتحف النياشين والأوسمة، ومتحف الفضيات، وبهما العديد من الأوسمة والنياشين الخاصة بالأسرة الملكية، ومتحف الوثائق التاريخية، الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق النادرة التي تحكي قصة تطور مصر تاريخياً منذ تولي محمد علي باشا الحكم في عام 1805 حتى نهاية حكم فاروق الأول في عام 1952.

ومن جانبه، علّق الدكتور محمد إسماعيل، مدرس نظم المعلومات الأثرية والتراثية في جامعة عين شمس المصرية، بكلمة لـ«الشرق الأوسط» موضحاً أن «المبنى ليس ملحقاً بقصر عابدين ولا تابعاً له، فلا يمكن القيام بهذه الأمور في القصر لأنه يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، لكنه مبني على مقربة من القصر الرئاسي في شارع الشيخ ريحان، ولا نعرف حتى الآن لمن تؤول ملكيته، وما إذا كان مسجلاً كمبنى أثري أم لا».

«البناية التي تظهر في الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وبها واجهة متجر، لا تتبع القاهرة التاريخية ولا وزارة السياحة والآثار، ولا قصر عابدين».

ناجي الحنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بإدارة القاهرة التاريخية التابعة لوزارة السياحة والآثار


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
TT

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)

يسجّل الشاعر سمير نخلة حالة خاصة بكلام الأغاني التي يكتبها. يتعرّف سامعها بسرعة على أنه هو موقّعها. تعاون مع أهم النجوم في لبنان والعالم العربي. حقق نجاحات متتالية مع فنانين مشهورين أمثال عاصي الحلاني، ونانسي عجرم، ووائل كفوري، ونجوى كرم، وراغب علامة وغيرهم.

كتب «بزعل منّك» لديانا حداد و«أنا هيفا» لهيفاء وهبي و«كلما غابت شمس» لملحم زين، فشكّلت مجموعة أغنيات من فئة العمر المديد. وفي «لون عيونك غرامي» لنانسي عجرم حقق نجاحاً هائلاً. فهو لا يزال يحصد صدى أعماله تلك حتى اليوم.

مع الفنان الراحل وديع الصافي (سمير نخلة)

وكما في الأغنية الرومانسية كذلك في الأعمال الوطنية استطاع سمير نخلة أن يحفر في ذاكرة اللبنانيين، ولعلّ أغنية جوزيف عطيّة «الحق ما بموت» من أشهر ما قدّمه في هذا الإطار.

فقلّة من الأغاني الوطنية التي تستطيع أن تحقق الانتشار الواسع على مدى سنوات طويلة. عمرها الذي ناهز الـ15 عاماً لم يقهره الزمن، وتُعدّ اليوم بمثابة نشيد وطني يتفاعل معه اللبنانيون في كلّ مرّة يستمعون إليها.

يقول الشاعر سمير نخلة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن للأغنية الوطنية صفات خاصة كي تنجح. وإن كلاماً كثيراً اختصرته أغنيات وطنية لم تحقق هدفها.

ويتابع: «لا بدّ أن تنبع من الروح فلا تكون مجرّد صفّ كلام»، وهذا ما يفعله في كلمات أغنياته الوطنية وغيرها. وتابع: «لذا تصل إلى قلوب الناس بسرعة. فما ينبع من القلب لا يمكن أن يخطئ. كما أن التركيبة الثلاثية للأغنية من شاعر وملحن ومغنٍّ، تلعب دوراً مهماً».

يتشارك نخلة ملاحظات العمل مع الملحن والمغني، يقول: «أحياناً تُعدّل عبارة أو نوتة موسيقية أو أسلوب أداء. فالأمر يتطلّب اجتماع الركائز الثلاث على قاعدة الانسجام».

أغنية «الحق ما بموت» التي لحّنها هشام بولس وكتبها سمير نخلة وغناها جوزيف عطية نجحت في الامتحان. وهي اليوم تعدّ من ريبرتوار الأغاني الوطنية الأشهر في لبنان. ونسأل الشاعر نخلة عن سبب الوقت الطويل الذي يفصل بين أغنية وطنية ناجحة وأخرى مثلها، يوضح: «الأغنية الوطنية صعبة الولادة وعندما كتبت (الحق ما بموت) استلهمتها من حلم يراودني. كنت حينها أحلم بلبنان ينتفض من كبوته ويستعيد دوره الريادي في العالم العربي. كل هذا الحب والشغف تجاه وطني فرّغته في كلمات هذه الأغنية. وهذه الأحاسيس الدفينة والعميقة لا يمكن أن تحضر بسهولة».

الشاعر سمير نخلة يرى أن ولادة الأغنية الوطنية صعبة (سمير نخلة)

وإذا ما تصفّحنا مشهدية الأغنيات الوطنية في لبنان، لاحظنا أن الرحابنة كانوا الأشهر فيها. وقد استطاعوا أن يُنتجوا كثيراً منها بصوت فيروز. ويعلّق نخلة: «كانت مسرحيات الرحابنة لا تخلو من الأغاني الوطنية. ويعدّونها أساسية بحيث تؤلّف مساحة لا يستهان بها من باقي الأعمال الغنائية المغناة بصوت فيروز. وأنا شخصياً معجب بعدد كبير من تلك الأغنيات. ومن بينها (رُدّني إلى بلادي) و(بحبك يا لبنان) و(وطني) وغيرها».

ولكن، ما ينقص الساحة اليوم لتوليد أغنيات بهذا المستوى؟ يقول: «زمن اليوم تبدّل عن الماضي، وأصبح العمل الرديء يطغى. ولكن لا شيء يمكن أن يمحو الأصالة. وعلى هذا الأساس نلحظ موت تلك الأغنيات بسرعة. ولكن ولحسن الحظ لا يزال لبنان ولّاداً لشعراء أصحاب أقلام جيدة. فإضافة إلى مخضرمين مثلي تلوح على الساحة أسماء جيل شاب يمكن التّعويل على الكلام الذي يكتبونه».

حالياً يعيش لبنان حالة حرب قاسية، فهل ألهمته كتابة أغنية وطنية؟ يردّ في سياق حديثه: «ما نعيشه اليوم مليء بالمآسي. ولا أستطيع شخصياً أن أكتب في هذه الأجواء. أميل أكثر إلى كتابة الكلام المفعم بالأمل وقيامة لبنان».

عادة ما يحصد المغني شهرة أغنية معينة، ويغيّب - إلى حدّ ما - اسم كلّ من ملحنها وكاتبها. يعلّق الشاعر سمير نخلة: «الكلمة في الأغنية هي الأساس، وهناك ألحان جميلة لم تلفت النظر بسبب ضعف الكلمة المغناة. وبشكل عام الملحن والشاعر لا يُسلّط الضوء عليهما. بعض الأحيان، نلاحظ أن الملحن يحاول الترويج لعمله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك بالكاد تبقى مكانته محفوظة في الأغنية».

يعتب نخلة على المطرب الذي لا يذكر اسم ملحن وشاعر أغنية يقدّمها، «لا أتوانى عن التدخل مباشرة إذا ما لاحظت هذا الأمر. أتصل بالمغني وأصارحه بأنه نسي ذكر اسمي شاعراً، فأنا متابع جيد لعملي. وأحياناً، عندما يُكتب اسم شاعر آخر بدل اسمي على قناة تلفزيونية ألفت نظرهم إلى ضرورة تصحيح الخطأ».

يعاني الشعراء في لبنان من عدم حصولهم على حقوق الملكية لمؤلفاتهم، «هل تعرفين أنه على المغني دفع نسبة 8 في المائة من أرباح حفلاته للملحّن والشاعر. وهذا بند مدرج ضمن نص حقوق الملكية الفكرية في لبنان، ولكنه لا يُطبّق. في الدول الأجنبية الأمر طبيعي. وأركان العمل الغنائي تصلهم حقوقهم بلا أي معاناة. ولكن مع الأسف حقوقنا في لبنان مهدورة ولا أحد يهتمّ بها».