المخرج أبو بكر شوقي: «هجَان» قصيدة حب للصحراء

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم كشف عن أماكن تصوير رائعة بالسعودية

جانب من تصوير فيلم «هجان»
جانب من تصوير فيلم «هجان»
TT

المخرج أبو بكر شوقي: «هجَان» قصيدة حب للصحراء

جانب من تصوير فيلم «هجان»
جانب من تصوير فيلم «هجان»

قال المخرج المصري أبو بكر شوقي إن الفيلم السعودي «هجان» يمثل تحدياً جديداً له، حيث يخوض من خلاله تجربة مثيرة في عالم سباق الهجن، وعبّر شوقي لـ«الشرق الأوسط» عن فخره بهذا العمل وسعادته بأن يكون عرضه العالمي الأول عبر مهرجان «تورونتو» السينمائي.

أبو بكر خلال تصوير العمل (الشرق الأوسط)

ويواصل أبو بكر شوقي وضع لمساته الأخيرة على فيلم «هجَان» الذي يشهد مهرجان «تورونتو» السينمائي بكندا عرضه العالمي الأول بقسم «ديسكفري» الذي يهتم بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين على مستوى العالم، ويمثل «هجَان» أحد ثلاثة أفلام تمثل السينما السعودية بالمهرجان مع فيلمي «مندوب الليل» و«ناقة» خلال دورته الـ48 التي تقام خلال الفترة «من 7 إلى 17 سبتمبر (أيلول) المقبل»، ويعد الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين مركز الملك عبد العزيز الثقافي «إثراء» برئاسة ماجد السمَان الذي انطلقت فكرة الفيلم من خلاله، وشركة «فيلم كلينك» للمنتج المصري محمد حفظي.

أبو بكر يشارك في مهرجان تورونتو بثاني أفلامه الروائية الطويلة (الشرق الأوسط)

وقال شوقي أثناء وجوده بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» إنه تحمس لهذا العمل منذ عرضه عليه المنتج محمد حفظي، مضيفاً: «جذبتني فكرة تقديم فيلم عن سباق الهجن، وهي رياضة غير مشهورة خارج المنطقة العربية، ولم أشاهد أفلاماً عنها، وتحمست لها لأنها انطوت على تحديات بالنسبة لي، تمثلت في تقديم فيلم درامي أكشن عنها، وأن أخوض عالماً جديداً لا أعرفه لكنني تحمست لتقديمه بشكل سينمائي، مثلما حدث مع فيلمي الأول (يوم الدين)».

وحول طريقة اختيار الممثلين للمشاركة في الفيلم، قال: «أجرينا اختبارات أداء للعثور على صبي لا يزيد عمره على 15 عاماً، وبحثنا في منطقة تبوك، والتقينا عدة مرشحين، كان الطفل (عمر) من بينهم، وشعرنا أنه أكثر من يليق بهذا الدور، أما بقية الممثلين فكانوا من المحترفين المعروفين بالسعودية والوطن العربي، وكنت أعرفهم مثل عبد المحسن النمر وإبراهيم الحساوي، فقد شاهدتهما في أعمال سابقة، ورأيت أنهما الأنسب لدوريهما، ولم تكن هناك مشكلة في اختيار بقية الممثلين».

وبشأن فترة التصوير، يقول: «التصوير لم يستغرق فعلياً سوى 36 يوماً، لكننا نعمل على الفيلم منذ سنتين ما بين الكتابة والتحضير والتصوير، كما أن ظروف التصوير لم تكن سهلة لأن الصحراء بها معطيات عديدة، وقد كنا نصور في فصل الشتاء، حيث عدد ساعات النهار محدود، والأجواء شديدة البرودة في الليل، لكنني لم أرها صعبة بقدر ما رأيتها تحدياً آخر بالفيلم الذي تضمن عدداً كبيراً من المجاميع ومشاهد مضمار السباق».

وأضاف: «لقد صورنا في أماكن جديدة رائعة بالسعودية لم يصور بها أحد من قبل، والفيلم أعتبره قصيدة حب للصحراء، وعالم البدو وسباقات الهجن».

وأشاد المخرج أبو بكر شوقي بالتعاون «السعودي - المصري» في الفيلم الذي عدَه مرحلة جيدة لتوسيع آفاق السينما العربية.

من كواليس تصوير الفيلم بالسعودية (الشرق الأوسط)

ورأى شوقي في عرض «هجان» بمهرجان «تورونتو» فرصة جيدة جداً لأن يكون عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان كبير مثل «تورونتو».

وكشف المخرج المصري - النمساوي أنه كان مشغولاً بتحضير فيلم آخر عمل عليه طويلاً، لكن تأخر تصويره ليكون فيلم «هجّان» ثاني أفلامه الطويلة بعد فيلم «يوم الدين» الذي أخرجه عام 2018، وكان الفيلم قد شارك بمهرجان كان السينمائي خلال دورته الـ71، حيث نال جائزة «فرنسوا تشاليز»، كما حصد عشرات الجوائز من مهرجانات كبرى، من بينها «التانيت الفضي» من مهرجان قرطاج، وجائزتي أفضل فيلم عربي، و«سينما من أجل الإنسانية» بمهرجان الجونة السينمائي، كما اختارت مجلة «فاريتي» الأميركية أبو بكر شوقي أفضل مخرج عربي.

يذكر أن فيلم «هجَان» يشارك في بطولته الشيماء الطيب، وعزام النمر، وعمر العطاوي، وتولين بربود، وتدور أحداثه حول صبي صغير يدعى مطر يحاول الانتقام لشقيقه الذي توفي في حلبة سباق الهجن، ويصبح فارساً مثله، ليجد نفسه متورطاً في معركة من أجل حريته.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.