حجر رشيد يعود للوطن... رقمياً

مجموعة من المصممين تسعى لإعادة الكنوز المنهوبة من خلال العالم الافتراضي

جانب من عرض مجموعة «لوتي» في بينالي فينيسيا للعمارة ()Andrea Avezzù, via Venice Biennale
جانب من عرض مجموعة «لوتي» في بينالي فينيسيا للعمارة ()Andrea Avezzù, via Venice Biennale
TT

حجر رشيد يعود للوطن... رقمياً

جانب من عرض مجموعة «لوتي» في بينالي فينيسيا للعمارة ()Andrea Avezzù, via Venice Biennale
جانب من عرض مجموعة «لوتي» في بينالي فينيسيا للعمارة ()Andrea Avezzù, via Venice Biennale

يمثل حجر رشيد للمتحف البريطاني ما تمثله لوحة الموناليزا لمتحف اللوفر. وكل يوم، تتدفق طوابير من الزائرين على المتحف المقام في لندن، ويستعينون بهواتفهم الذكية لالتقاط صور لحجر أسود جرى جلبه من مصر منذ أكثر عن 200 عام، ولم يعد قط منذ ذلك الحين. ومع ذلك، من المنتظر أن يعود حجر رشيد للوطن، الشهر المقبل ـ بصورة ما.

داخل قلعة قايتباي في رشيد، المطلة على الساحل الشمالي لمصر، سيتمكن الزائرون قريباً من الوقوف عند النقطة التي يعتقد أنه عثر عندها على حجر رشيد، ليركزوا هواتفهم الذكية على كود «كيو آر»، لتتاح لهم مشاهدة صورة الحجر تظهر على شاشات هواتفهم في إطار مشروع للواقع المعزز. وبذلك، تجري استعادة الحجر «رقمياً» من خلال جهود «لوتي»، مجموعة من المصممين المقيمين في لندن، والذين يعملون، حسب وصفهم، على إعادة الأعمال الفنية الموجودة بالمتاحف الغربية إلى أماكنها الأصلية التي سلبت منها أثناء الحقبة الاستعمارية.

تشيديريم نواوباني أحد مؤسسي مجموعة «لوتي» (Looty)

تأسست مجموعة «لوتي» عام 2021، على يدي تشيديريم نواوباني وأحمد أبوكور، واستوحيا الاسم من اسم كلب الملكة فيكتوريا الذي انتُشل من داخل أحد القصور الصينية المنهوبة. وتسعى المجموعة لأن تمنح الناس من أبناء المستعمرات السابقة والذين ليس بمقدورهم السفر إلى الغرب، فرصة الاطلاع على صورة ثلاثية الأبعاد ومعلومات عن كنوزهم المسروقة. ويهدفون من وراء ذلك لإنهاء احتكار المتاحف الغربية على السرد المتعلق بمثل هذه القطع، وإعطاء الجمهور العام صورة أوسع.

استعادة رقمية

مساء أحد الأيام القريبة، وقف نواوباني، الذي كان قد عاد لتوه من القلعة في رشيد، أمام حجر رشد البالغ عمره 2200 عام في لندن. وقال مشيراً إلى الحجر والتماثيل المحيطة به داخل قاعة عرض المنحوتات المصرية في المتحف البريطاني. وقال: «هذه القطع تذكرنا بغنائم الحرب والهزيمة والاستعمار».

وأضاف أن المتحف قدم وصفاً غير كامل للقطع الأثرية التي يجري عرضها داخل جوانبه، ولا يطرحها بالصورة التي كان من المفترض في الأصل عرضها بها. وأوضح أن هذه كانت في الغالب قطعاً ملكية أو دينية أو شعائرية، والتي لم يكن مقصوداً لها قط أن تعرض داخل صندوق عرض زجاجي. وعن أصحاب الأصول الأفريقية أمثاله، قال: «من الخطأ ألا تملك القوة لأن تروي قصتك».

واستطرد موضحاً أن: «ما تمكنت من فعله هو استقطاع جزء من هذه القوة».

ومن المقرر أن يتيح تركيب الواقع المعزز في رشيد للزائرين صورة عالية الدقة للحجر، مع وصف مفصل بالعربية والإنجليزية، وترجمة للنقوش التي يحملها الحجر، وشرح للكيفية التي خرج بها من مصر.

ومن خلال صنع نسخ رقمية للكنوز المنهوبة، سعى نواوباني لتحويل بعض الانتباه باتجاه المساحة الرقمية، وذلك بوصفها «فضاءً جديداً»، وفق قوله: «لم تلحق به القوانين بعد. لم يستعمر أحد الفضاء الرقمي، لذا يبدو فضاءً حراً».

سيعود حجر رشيد إلى مكانه الأصلي في قلعة قايتباي بمدينة رشيد المصرية عبر الواقع المعزز (Looty)

تعد «لوتي» جزءاً من مجموعة من نشطاء وفنانين وأكاديميين شباب من جذور أفريقية، عقدوا العزم على إعادة الأعمال الفنية المنهوبة من خلال صنع نسخ رقمية من تراثهم وعرض هذه النسخ عبر الميتافيرس، وفي إطار معارض دولية ـ مثل معرض حالي تنظمه «لوتي» داخل «بينالي فنيسيا للعمارة» ـ داخل الدول التي جاءت منها هذه القطع.

في هذا الصدد، قال دان هيكس، بروفيسور علم الآثار المعاصر بجامعة أوكسفورد: «يدور كل الحديث عن استعادة القطع الأثرية حول ما سيحدث لاحقاً، وثمة جيل جديد، على ما يبدو، ليس على استعداد للانتظار حتى تتحرك تروس المتاحف بالسرعة شديدة البطء التي غالباً ما تعمل بها».

وأضاف أن مجموعة «لوتي» عمدت إلى تحدي سيطرة المتاحف الغربية على الكنوز الأثرية والسرد المحيط بها، وتعمد إلى استغلال الإعلام الرقمي لإظهار أن القطع الأثرية «لم تمت»، وإنما مستمرة في كونها جزءاً حياً من ثقافتنا.

حجر رشيد

أما أحدث القطع الأثرية التي انصب عليها اهتمام «لوتي»، فهو حجر رشيد، وهو شظية حجرية يبلغ حجمها 3 أقدام و8 بوصات تضم النص ذاته منقوشاً بثلاث كتابات مختلفة، منها الهيروغليفية. وكانت هذه الشظية العنصر الوحيد الذي مكن العلماء من فك شفرة اللغة الهيروغليفية، ليولد من رحم هذه الجهود علم المصريات.

يرجع تاريخ اكتشاف الحجر إلى عام 1799، بعد عام من غزو نابليون بونابرت لمصر. وفي الوقت الذي كانت القوات الفرنسية منهمكة في بناء تحصينات لها، استعداداً لمعركة حاسمة، من المعتقد أنهم عثروا على الحجر داخل الجدار الخارجي لقلعة قايتباي المحطمة. وجرى إرسال الحجر إلى علماء في القاهرة، وبعد ذلك نقل إلى الإسكندرية عام 1801.

ومن ناحية أخرى، بدأت عملية الاستعادة الرقمية في مارس (آذار). صباح أحد الأيام، بعد أن فتح المتحف البريطاني أبوابه بقليل، توجه نواوباني وأبوكور وعالمة المصريات مونيكا حنا نحو الصندوق الزجاجي الذي يضم حجر رشيد، وأحاطوا بأجهزة آيباد، وتولوا عمل مسح له ثلاثي الأبعاد من جميع الزوايا. وكانوا يرتدون سترات سوداء وأقنعة «هوكي»، ويحملون حقائب متشابهة. وعندما اقترب منهم أفراد الحرس وسألوهم إذا كانوا في مهمة احتجاجية، أجابوا أنهم يتولون تصوير الحجر فحسب، ولا يقترفون أي شيء غير قانوني. وبالفعل، تركهم الحرس لحالهم.

تعمل حنا بروفيسور مساعد بكلية الآثار والتراث الحضاري، التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في أسوان بمصر. وقالت إن عمل مجموعة «لوتي» يأتي في إطار جهود دعم استعادة حجر رشيد، التي تحث رئيس الوزراء المصري على المطالبة باستعادة حجر رشيد، الذي وصفته بأنه كان غنيمة حرب، ودخل في حيازة بريطانيا بشكل غير قانوني. (في بيان له، أعلن المتحف البريطاني أن حجر رشيد جرى تسليمه لهم بوصفه «هدية دبلوماسية»).

وقالت حنا إن حجر رشيد «أيقونة التراث المصري والهوية المصرية، لكنه يمثل كذلك كيف فقدت هذه الهوية».

منحوتات بنين البرونزية

في الواقع، الفقدان كان ما عايشه نواوباني عندما كان طفلاً ولد ببريطانيا من أبوين نيجيريين. وأثناء فترة ترعرعه داخل وحول لندن، لطالما تميز بروح الابتكار، وانغمس في ممارسة هواية الرسم.

بمرور السنوات، أصبح نواوباني مصمم محتوى رقمي، يعمل بالتعاون مع علامات تجارية كبرى مثل «بيربري». عام 2020، قرر استخدام مهاراته في مجال التكنولوجيا الرقمية كي «يسترد» أعمال بنين البرونزية، وهي عبارة عن منحوتات تعود إلى مملكة بنين القديمة (نيجيريا اليوم)، والتي تنتشر في الوقت الحاضر عبر مختلف أرجاء متاحف الغرب.

جانب من عرض مجموعة «لوتي» في بينالي فينيسيا للعمارة ()Andrea Avezzù, via Venice Biennale

وتسعى مشاركة المجموعة في «بينالي فنيسيا» لطرح أعمال بنين البرونزية في إطارها الأصلي: داخل القصر الملكي بمدينة بنين الذي تعرض للنهب من جانب غارة عسكرية بريطانية عام 1897. وثمة صور ثلاثية الأبعاد وهولوغرام ونسخ بتكنولوجيا الواقع المعزز لآلاف القطع البرونزية. وشرح أبوكور أنه نظراً لوجود هذه القطع البرونزية في الكثير من المتاحف الغربية، «فإنه قد توجد 10 قطع هنا و15 هناك»، فإنه يصعب على الزائرين إدراك حجم النهب الذي حدث. وعليه، فإن هدف «لوتي» «سرد القصة بصرياً».

* خدمة نيويورك تايمز


مقالات ذات صلة

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

يوميات الشرق جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق التابوت العائد إلى مصر من بلجيكا (وزارة السياحة والآثار)

جهود مصرية مكثفة لاستعادة الآثار «المنهوبة»

تكثف مصر جهودها لاسترداد آثارها المهربة إلى الخارج، عبر قنواتها الدبلوماسية والقانونية، فضلاً عن الحملات والمطالبات الأهلية التي نشطت في هذا الصدد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين (رئاسة مجلس الوزراء)

«التجلي الأعظم» في سيناء يحصد جائزة أفضل منظر طبيعي بالشرق الأوسط

حصد مشروع «التجلي الأعظم» بمدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء بمصر، الجائزة الأولى في مؤتمر ومعرض «الشرق الأوسط للاند سكيب 2025».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تراث وعادات مدينة القصير في متحف الحضارة (متحف الحضارة المصرية)

مصر: متحف الحضارة يحتفي بـ«القصير... مدينة البحر والتاريخ»

احتفى المتحف القومي للحضارة المصرية بتراث وعادات وتقاليد مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، في فعالية حملت عنوان: «القصير... مدينة البحر والتاريخ»

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
ثقافة وفنون فخار مليحة

فخار مليحة

تقع منطقة مليحة في إمارة الشارقة، على بعد 50 كيلومتراً شرق العاصمة، وتُعدّ من أهم المواقع الأثرية في جنوب شرق الجزيرة العربيَّة.

محمود الزيباوي

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.