«جولة افتراضية» في أروقة المتحف الوطني السعودي

للتعريف بتراث المملكة وتاريخها

توفر المنصة الافتراضية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فرصة الاطلاع على هذه الحصيلة المعرفية الواسعة (واس)
توفر المنصة الافتراضية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فرصة الاطلاع على هذه الحصيلة المعرفية الواسعة (واس)
TT

«جولة افتراضية» في أروقة المتحف الوطني السعودي

توفر المنصة الافتراضية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فرصة الاطلاع على هذه الحصيلة المعرفية الواسعة (واس)
توفر المنصة الافتراضية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فرصة الاطلاع على هذه الحصيلة المعرفية الواسعة (واس)

عبر هاتف الجوال، يمكن أن يقضي المهتم جولة افتراضية غنيّة في أروقة المتحف الوطني السعودي، الذي افتتح قبل أكثر من عقدين، ويضمّ شواهد فنية وتاريخية، وحكايات آلاف القطع التراثية والتماثيل والمخطوطات والمنحوتات الفريدة.

وأعلن المتحف عن إضافة تحديثات جديدة لمنصة «الجولة الافتراضية للمتحف الوطني» وإضفاء لمسة جديدة على التجربة النوعية التي تمكّن الزائر من الاطّلاع على محتويات ومقتنيات المتحف عبر أقسامه الثمانية من زاوية 360 درجة.

وتعطي منصة «الجولة الافتراضية» التي طوّرها المتحف السعودي الفرصة لتوسيع دائرة الزائرين الإلكترونيين على كنوز وذخائر التراث الوطني وترويجه رقمياً على الصعيد المحلي، وذلك بعد زيادة عدد القطع الأثرية المتاحة للاطلاع، وتسهيل مشاركة محتويات المنصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحفيز الجمهور للتدفق إلى المنصة والوقوف من كثب على محتوياتها الثمينة. وتُمكّن تقنية ثلاثي الأبعاد «3D» الزائرين من الاستمتاع بتفاصيل المقتنيات التي يزخر بها المتحف، باستخدام أرقى معايير العرض المتحفية في العالم، وبأسلوب تفاعلي يحاكي الواقع.

يمتلك المتحف الوطني السعودي خزينة هائلة من المقتنيات والذخائر الأثرية (واس)

خزينة هائلة من المقتنيات والذخائر الأثرية

ويمتلك المتحف الوطني السعودي خزينة هائلة من المقتنيات والذخائر الأثرية، وحصيلة معرفية تنطق بروح التاريخ وحكاية العصور التي درجت على أرض الجزيرة العربية، وتتيح التقنيات الحديثة فرصة ثمينة لإعادة ربط المجتمع المحلي والعالمي مع هذا الإرث التاريخي الرصين. وعبر 8 أقسام مفعمة بروح التاريخ، تبدأ في قاعة الإنسان والكون، حيث نشأة الكون والمجموعة الشمسية، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تطوره منذ ملايين السنين، ومن ثَمَّ قاعة الممالك العربية القديمة وقصة الحضارات التي امتدت من الألف الرابعة قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعده، وأنماط الحياة الدينية والاجتماعية قبل الإسلام في قاعة العصر الجاهلي، وتتجلى سيرة النبي الكريم محمد في قاعة البعثة النبوية منذ نزول الوحي وحتى هجرته إلى المدينة المنورة، ليظهر بعدها تاريخ توحيد المملكة في فيلم وثائقي داخل قاعة «توحيد المملكة»، وتضمّ قاعة الحج والحرمين الشريفين، جوانب التطور العمراني للحرم المكي والنبوي. وتوفر المنصة الافتراضية على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية الفرصة للاطّلاع على هذه الحصيلة المعرفية الواسعة بمحاكاةٍ دقيقة لممرات وأقسام المتحف، فضلا عن محتوى صوتي يتضمن وصفاً للمقتنيات وعرضاً لمحتوى مرئيّ يتعلق بها، كما تُعدّ أول منصة عربية تتيح للمستخدم محتوى تفاعلياً يُسهّل إجراء التحويل الهجائي للكتابات العربية القديمة مع اللغة العربية. وتسعى المنصة إلى تقديم التراث الوطني وكنوزه وجمالياته التي يملكها المتحف إلى الجمهور من أنحاء العالم باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك من خلال المعلومات الغنية المُطعّمة بالصور والوثائق الثمينة، ومقاطع الصوت والفيديو.

تقود هيئة المتاحف السعودية رحلة تحوّل في قطاع المتاحف (واس)

تعزيز التجارب المتحفية السعودية

وتقود هيئة المتاحف السعودية رحلة تحوّل في قطاع المتاحف والترويج لها بوصفها مقامات ثقافية ملهمة، وركيزة أساسية في الترابط المجتمعي فيما بين المواطنين، والمقيمين، والزائرين، وتطوير التجارب المتحفية في السعودية، وحماية التراث السعودي والعالمي، والترويج له وتقديمه مادة وعنصراً للدراسة والتثقيف والترفيه، تعكس ما تزخر به المملكة من إمكانات سياحية ثقافية عالمية.

وأطلقت هيئة المتاحف السعودية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ممثلةً بوحدة التحوّل الرقمي، منصة «الجولة الافتراضية للمتحف الوطني» في شهر مايو (أيار) من عام 2021 في أثناء توقّف نشاط المتحف إبّان جائحة «كورونا»، قبل أن تعيد تطويره وتوفيره بشكله الجديد العام الحالي.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.