منظّم حفل عمرو دياب ببيروت يؤكّد إقامته في موعده

ربيع مقبل لـ«الشرق الأوسط»: لا غبار علينا قانونياً

الفنان المصري عمرو دياب (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)
الفنان المصري عمرو دياب (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)
TT

منظّم حفل عمرو دياب ببيروت يؤكّد إقامته في موعده

الفنان المصري عمرو دياب (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)
الفنان المصري عمرو دياب (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)

أحدث حفل عمرو دياب، المقرر إقامته في 19 أغسطس (آب) الحالي، جدلاً، واستحوذت أخباره على اهتمام اللبنانيين، وخرجت أصوات تؤكد أنه أُلغي لأسباب قانونية عالقة بين عائلة الراحل جان صليبا وعمرو دياب. في حين علت أصوات أخرى تنتقد ارتفاع أسعار البطاقات الخاصة للحفل، والمبلغ الكبير الذي سيتقاضاه النجم المصري مقابل الحفل الذي قد يلامس الـ750 ألف دولار.

إنه حدث الموسم، سيّما أن عمرو دياب لم يغنِّ في بيروت منذ 12 عاماً. ولذلك جُهّزت الواجهة البحرية على ساحل العاصمة اللبنانية لاستضافة حفله.

ربيع مقبل يؤكد أن الحفل سيُقام في موعده (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يرى اللبناني ربيع مقبل، متعهد الحفل وصاحب فكرة استقدام عمرو دياب إلى بيروت، أن كل ما دار ويدور من شائعات حول الحدث كان مغرضاً ولا أساس له من الصحة. ويتابع: «لم يكن عمرو دياب ليوافق على الحفل لو كان هناك أي مشكلة فيه. الموضوع هو أن ورثة الملحن صليبا حاولوا الاصطياد في الماء العكر، واختاروا المحامي أشرف الموسوي لتحصيل حقوقهم المادية كما أشيع. ولكن على أرض الواقع لا إشكالات قانونية من هذا القبيل. وجميع الأطراف حصلت على حقوقها المادية والمعنوية. ونُشر إسقاط حقٍّ عبر محطة (إم تي في) اللبنانية، كان الراحل صليبا قد وقّعه لعمرو دياب. وكان هذا الأخير قد حصل على قرار عدم محاكمة على الأراضي اللبنانية منذ نحو 7 سنوات».

وكانت بطاقات الحفل قد طُرحت في الأسواق على دفعات. «في البداية، بعنا نحو 15 ألف بطاقة، وتركنا 3 آلاف أخرى أنزلناها أيضاً على دفعتين، وتركنا ألف بطاقة تُتداول اليوم على موقع (احجز) كي يتسنى للجميع حضور الحفل. ونمنع في الوقت نفسه تداولها في السوق السوداء في اللحظات الأخيرة».

وعن صحة المبلغ الذي سيحصل عليه عمرو دياب، يوضح مقبل: «الرقم ليس دقيقاً، ولكنه يفوق النصف مليون دولار بكل الأحوال. فصاحب لقب (الهضبة) يحيي هذا الحفل بعد غياب عن بيروت. وله كامل الحرية ليطلب المبلغ الذي يراه مناسباً. فهو صديق مقرب لي وما يربطني به ليس مجرد عمل بل علاقة وطيدة عمرها سنوات طويلة».

عمرو دياب يحيي حفله في بيروت في 19 الشهر الحالي (فيسبوك عمرو دياب وربيع مقبل)

ويشير مقبل إلى أن فكرة إقامة حفل لعمرو دياب في لبنان تراوده منذ سنوات عدّة، يقول: «كل ما رغبت به هو المساهمة في إحياء الموسم السياحي اللبناني والمشاركة في إعادة لبنان الثقافة والفن إلى الواجهة. فالربح الذي سأحصده يكاد لا يذكر، مقابل تكاليف باهظة تكبدتها من أجل إقامة الحفل مهما كلف الأمر».

وعن التفاصيل الخاصة بالحفل يخبرنا ربيع مقبل بأن عمرو دياب سيغني لنحو ساعتين من الوقت، مع فرقة موسيقية تتألف من نحو 37 عازفاً.

وعن مدى حماس عمرو دياب لإقامة حفله في لبنان، يقول مقبل: «إنه يحب لبنان كثيراً، وكان يتمنى أن يزوره ويقيم حفلاً فيه قبل سنوات. ولكن الظروف المضطربة التي شهدها البلد في السنوات الثلاث الأخيرة حالت دون ذلك. وعندما أخبرناه بأن لبنان يشهد موسماً سياحياً مزدهراً، وافق من دون تردد».


مقالات ذات صلة

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

يوميات الشرق المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

تصدرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما «تريند» موقع «يوتيوب».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

بعد أن كان نجوم الغناء يُرمَون بالورود خلال حفلاتهم، باتوا يُرشَقون بالأغراض المؤذية التي تنتج عنها إصابات. ما خلفيَّة هذه الظاهرة المستجدة؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)

علي الحجار يستعيد ألحان شقيقه في «100 سنة غنا»

استعاد المطرب المصري علي الحجار ألحان شقيقه الملحن الراحل أحمد الحجار في احتفالية، الأحد، ضمن مشروع «100 سنة غنا» الذي يقدمه بدار الأوبرا المصرية.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)

مصر تستقبل العام الجديد باحتفالات «مبهرة»

لم يتصور الشاب الأربعيني عمرو رضوان (موظف بأحد البنوك) أنه سيواجه زحاماً شديداً في ميدان الكوربة بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، حين قرر أن يصطحب أسرته للسهرة.

محمد الكفراوي (القاهرة)

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك
TT

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

قليلاً ما يتحول حفل تكريم مبدع كبير إلى احتفاءٍ بكل الحلقة الخلاّقة التي تحيط به. هذا يتطلب رقياً من المكرّم والمنظمين، يعكس حالةً من التسامي باتت نادرة، إن لم تكن مفقودة.

فمن جماليات حفل تكريم الشاعر الفذّ طلال حيدر على «مسرح كركلا»، برعاية وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري وحضوره، الأحد الماضي، هذا التحلق اللافت لجمع من الشعراء وأهل الفكر والثقافة والفنانين والإعلاميين، حول شاعرهم الذي رفد الأغنية اللبنانية بأجمل القصائد، وأغنى الشعر بصوره المدهشة وتعابيره المتفجرة.

طلال حيدر قبل التكريم مع الفنان عبد الحليم كركلا ووزير الإعلام زياد المكاري

طربيه ودور البطل

قدم الحفل الممثل القدير رفعت طربيه الذي هو نفسه قيمة فنية، معتبراً أن حيدر «كان دائماً البطل الأول على (مسرح كركلا). فهو ابن الأرض، وابن بعلبك، لكنه في الوقت عينه واكب الشعر العالمي ودخل الحداثة فكراً وصورةً وإيقاعاً، راكباً صهيل الخيل». فليس شائعاً أن يترجم شاعر بالعامية إلى لغات أجنبية كما هي دواوين المكرّم وقصائده.

عبد الحليم كركلا مع الشاعر نزار فرنسيس (خاص - الشرق الأوسط)

ومن أرشيف المايسترو عبد الحليم كركلا، شاهد الحضور فيلماً قصيراً بديعاً، عن طلال حيدر، رفيق طفولته ودربه طوال 75 عاماً. قال كركلا: «لقاؤنا في طفولتنا كان خُرافياً كَأَسَاطِيرِ الزَمَان، غامضاً ساحراً خارجاً عن المألوف، حَصَدنَا مَواسم التراث معاً، لنَتَكَامل مع بعضنا البعض في كل عمل نبدعه».

فيلم للتاريخ

«طلال حيدر عطية من عطايا الله» عنوان موفق لشريط، يظهر كم أن جيل الستينات الذي صنع زهو لبنان ومجده، كان متآلفاً متعاوناً.

نرى طلال حيدر إلى جانبه كركلا، يقرآن قصيدة للأول، ويرسمان ترجمتها حركةً على المسرح. مارسيل خليفة يدندن نغمة لقصيدة كتبها طلال وهو إلى جانبه، وهما يحضّران لإحدى المسرحيات.

لقطات أثيرة لهذه الورشات الإبداعية، التي تسبق مسرحيات كركلا. نمرّ على مجموعة العمل وقد انضم إليها سعيد عقل، ينشد إحدى قصائده التي ستتحول إلى أغنية، والعبقري زكي ناصيف يجلس معه أيضاً.

عن سعيد عقل يقول حيدر: «كنا في أول الطريق، إن كان كركلا أو أنا، وكان سعيد عقل يرينا القوى الكامنة فينا... كان يحلم ويوسّع حلمه، وهو علّمنا كيف نوسّع الحلم».

في أحد المشاهد طلال حيدر وصباح في قلعة بعلبك، يخبرها بظروف كتابته لأغنيتها الشهيرة «روحي يا صيفية»، بعد أن دندن فيلمون وهبي لحناً أمامه، ودعاه لأن يضع له كلمات، فكانت «روحي يا صيفية، وتعي يا صيفية، يا حبيبي خدني مشوار بشي سفرة بحرية. أنا بعرف مش رح بتروح بس ضحاك عليي».

في نهاية الحوار تقول له صباح: «الله ما هذه الكلمات العظيمة!»، فيجيبها بكل حب: «الله، ما هذا الصوت!» حقاً ما هذا اللطف والتشجيع المتبادل، بين المبدعين!

كبار يساندون بعضهم

في لقطة أخرى، وديع الصافي يغني قصيدة حيدر التي سمعناها من مارسيل خليفة: «لبسوا الكفافي ومشوا ما عرفت مينن هن»، ويصرخ طرباً: «آه يا طلال!» وجوه صنعت واجهة الثقافة اللبنانية في النصف الثاني من القرن العشرين، تتآلف وتتعاضد، تشتغل وتنحت، الكلمة بالموسيقى مع الرقصة والصورة. شريط للتاريخ، صيغ من كنوز أرشيف عبد الحليم كركلا.

المقطع الأخير جوهرة الفيلم، طلال حيدر يرتجل رقصة، ويترجم بجسده، ما كتبه في قصيدته ومعه راقصو فرقة كركلا، ونرى عبد الحليم كركلا، أشهر مصمم رقص عربي، يرقص أمامنا، هذه المرة، وهو ما لم نره من قبل.

عبد الحليم كركلا يلقي كلمته (خاص - الشرق الأوسط)

روح الألفة الفنية هي التي تصنع الإبداع. يقول حيدر عن تعاونه مع كركلا: «أقرأه جيداً، قرأنا معاً أول ضوء نحن وصغار. قبل أن أصل إلى الهدف، يعرف إلى أين سأصل، فيسبقني. هو يرسم الحركة التصويرية للغة الأجساد وأكون أنا أنسج اللغة التي ترسم طريق هذه الأجساد وما ستذهب إليه. كأن واحدنا يشتغل مع حاله».

طلال حيدر نجم التكريم، هو بالفعل بطل على مسرح كركلا، سواء في صوغ الأغنيات أو بعض الحوارات، تنشد قصائده هدى حداد، وجوزف عازار، وليس أشهر من قصيدته «وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان» التي غنتها فيروز بصوتها الملائكي.

أعلن رئيساً لجمهورية الخيال

طالب الشاعر شوقي بزيع، في كلمته، بأن ينصّب حيدر «رئيساً لجمهورية الخيال الشعري في دولة لبنان الكبير» بصرف النظر عمن سيتربع على عرش السياسة. ورغم أن لبنان كبير في «الإبداعوغرافيا»، كما قال الشاعر هنري زغيب، فإن طلال حيدر «يبقى الكلام عنه ضئيلاً أمام شعره. فهو لم يكن يقول الشعر لأنه هو الشعر».

وقال عنه كركلا: «إنه عمر الخيام في زمانه»، و«أسطورة بعلبك التي سكبت في عينيه نوراً منها، وجعلت من هيبة معابدها حصناً دفيناً لشعره». وعدَّه بطلاً من أبطال الحضارة الناطقين بالجمال والإبداع. سيعيش دوماً في ذاكرة الأجيال، شعلةً مُضيئةً في تاريخ لبنان.

الفنان مارسيل خليفة الذي تلا كلمته رفعت طربيه لتعذّر حضوره بداعي السفر، قال إن «شعره مأخوذ من المتسكعين والباعة المتجولين والعاملين في الحقول الغامرة بالخير والبركة». ووصفه بأنه «بطل وصعلوك في آن، حرّ حتى الانتحار والجنون، جاهليّ بدويّ فولكلوريّ خرافيّ، هجّاء، مدّاح، جاء إلى الحياة فتدبّر أمره».

وزير الإعلام المكاري في كلمته توجه إلى الشاعر: «أقول: طلال حيدر (بيكفّي). اسمُك أهمّ من كلّ لقب وتسمية ونعت. اسمُك هو اللقب والتسمية والنعت. تقول: كبروا اللي بدهن يكبروا، ما عندي وقت إكبر. وأنا أقول أنتَ وُلِدْتَ كبيراً»، وقال عنه إنه أحد أعمدة قلعة بعلبك.

أما المحامي محمد مطر، فركزّ على أن «طلال حيدر اختار الحرية دوماً، وحقق في حياته وشعره هذه الحرية حتى ضاقت به، لذا أراه كشاعر فيلسوف ناشداً للحرية وللتحرر في اشتباكه الدائم مع تجليات الزمان والمكان».

الحضور في أثناء التكريم (خاص - الشرق الأوسط)

وفي الختام كانت كلمة للمحتفى به ألقاها نجله علي حيدر، جاءت تكريماً لمكرميه واحداً واحداً، ثم خاطب الحضور: «من يظن أن الشعر ترف فكري أو مساحة جمالية عابرة، إنما لا يدرك إلا القشور... الشعر شريك في تغيير العالم وإعادة تكوين المستقبل».