أشعة الشمس قد تصيب المصطافين بالصدفية والأكزيما

يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
TT

أشعة الشمس قد تصيب المصطافين بالصدفية والأكزيما

يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مانشستر البريطانية أنّ تعرض المصطافين للشمس يؤثر بشكل كبير على تنوع «ميكروبيوتا» بشرة الجسم وتكوينها.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة (الثلاثاء) في دورية «فورنتير إن ايجينغ» أن تطور سمرة الجلد يرتبط بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة بعد قضاء العطلات الصيفية مباشرة.

وينبه الباحثون إلى أن الأكثر إثارة للقلق هو أن التغيير السريع في تنوع الكائنات الحية الدقيقة قد رُبط ببعض الحالات المرضية. فانخفاض الثراء البكتيري للجلد على سبيل المثال كان مرتبطاً سابقاً بالتهاب الجلد، كما أن التقلبات في تنوع البكتيريا على وجه التحديد ارتبطت بمشكلات جلدية مثل الأكزيما والصدفية.

في حين، يرتبط التعرض المطول للأشعة فوق البنفسجية بتلف الحمض النووي في خلايا الجلد، وتكون الالتهابات، وشيخوخة الجلد المبكرة.

قال أبيجيل لانغتون، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة مانشستر في بيان صحافي صادر (الثلاثاء): «تُظهر نتائجنا أن تعرض المصطافين للشمس يؤثر بشكل كبير على تنوع ميكروبيوتا البشرة وتكوينها». وأضاف: «ومع ذلك، تعافت الكائنات الحية الدقيقة لجميع المصطافين بعد أسابيع قليلة من توقفهم عن قضاء فترات طويلة في الشمس».

ويعدّ الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، وهو موطن لمجموعة واسعة من البكتيريا والفطريات والفيروسات الدقيقة المفيدة المكونة لـ«ميكروبيوتا الجلد»، التى تحمي من مسببات الأمراض.

في هذه الدراسة، درس الباحثون بالمملكة المتحدة، آثار سلوكيات تعرض المصطافين للشمس على تكوين الكائنات الحية الدقيقة للجلد، حيث حلل الباحثون بشرة المشاركين، قبل القيام بالإجازات إلى وجهات مشمسة، لمدد زمنية بلغت سبعة أيام على الأقل قبل القيام بالعطلة، ومن ثَمّ في الأيام الأولى و28 و84 بعد العطلة، حيث قُيّمت الجراثيم الجلدية للمشاركين مرة أخرى.

أوضح الباحث توماس ويلموت، من جامعة مانشستر، وأحد باحثي الدراسة: «حتى قضاء فترة مشمسة قصيرة نسبياً قد يؤدي لانخفاض حاد في وفرة البكتيريا، مما يقلل من تنوع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في الجلد».

وعلى الرغم من الانخفاض السريع في البكتيريا والتحول المصاحب في تنوع الجراثيم الجلدية، تعافت بنية المجتمع البكتيري بعد 28 يوماً من عودة الأفراد من العطلة.

قال ويلموت: «يشير هذا إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية أثناء العطلات له تأثير حاد على بكتيريا الجلد، ولكن التعافي سريع نسبياً بمجرد عودة الشخص إلى مناخ مشمس أقل».

وأوصى الباحثون بضرورة قيام الدراسات المستقبلية ببحث، لماذا تبدو البكتيريا البروتينية حساسة بشكل خاص للأشعة فوق البنفسجية، وكيف يؤثر هذا التغيير في التنوع على صحة الجلد على المدى الطويل؟


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
TT

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الدوائر العصبية التي تتحكم في حركة أذرع الأخطبوطات مجزأة، مما يمنح هذه المخلوقات تحكماً دقيقاً واستثنائياً عبر جميع أذرعها الثماني، وعبر مئات الممصات الموجودة على طول هذه الأذرع، لاستكشاف بيئتها والإمساك بالأشياء والتقاط الفرائس.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، تحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على نظام عصبي ضخم، مع وجود عدد أكبر من الخلايا العصبية مجتمعة عبر الأذرع الثماني، مقارنة بدماغ الحيوان.

وتتركز هذه الخلايا العصبية في الحبل العصبي المحوري الكبير (ANC)، والذي يتعرج ذهاباً وإياباً أثناء انتقاله من الدماغ إلى أسفل الذراع.

وتتحرك أذرع الأخطبوط ببراعة لا تصدق، فتنحني وتلتف وتتراجع بدرجات لا نهائية من الدقة والحرية تقريباً.

وقال كليفتون راجسديل، أستاذ علم الأعصاب في جامعة شيكاغو والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيان صادر الأربعاء: «نعتقد أنها سمة تطورت على وجه التحديد في رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو مع الممصات للقيام بهذه الحركات الشبيهة بحركات الديدان».

ويمكن للأخطبوطات أن تتحرك وتغير شكل ممصاتها بشكل مستقل. كما أن الممصات مليئة بمستقبلات حسية تسمح للأخطبوط بتذوق وشم الأشياء التي يلمسها -مثل الجمع بين اليد واللسان والأنف.

درست كاسادي أولسون، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأعصاب الحاسوبي والتي قادت الدراسة، بنية الحبل العصبي المحوري واتصالاته بالعضلات في أذرع الأخطبوط ذي البقعتين الكاليفورني (Octopus bimaculoides)، وهو نوع صغير موطنه المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.

وكانت هي والباحثة المشاركة بالدراسة جريس شولتز، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأحياء التنموي والتجديدي والخلايا الجذعية، تحاولان النظر إلى المقاطع العرضية الدائرية الرقيقة للأذرع تحت المجهر، لكن العينات استمرت في السقوط من الشرائح. لقد جربوا شرائح طولية من الذراعين وكان حظهم أفضل، مما أدى إلى اكتشاف غير متوقع.

تمتلك الأخطبوطات ثماني أذرع ومئات الممصات على طول هذه الأذرع (جامعة شيكاغو)

وباستخدام العلامات الخلوية وأدوات التصوير لتتبع البنية والاتصالات بين أجزاء الحبل العصبي المحوري الكبير، رأوا أن أجسام الخلايا العصبية كانت معبأة في أعمدة تشكل أجزاء، مثل الأنبوب المموج. يتم فصل هذه الأجزاء عن طريق فجوات تسمى الحواجز، حيث تخرج الأعصاب والأوعية الدموية إلى العضلات القريبة. وتتصل الأعصاب من أجزاء متعددة بمناطق مختلفة من العضلات، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء تعمل معاً في وحدة واحدة متسقة للتحكم في الحركة.

قالت أولسون: «بالنظر إلى هذا من منظور دراسات النمذجة الحاسوبية، فإن أفضل طريقة لإعداد نظام تحكم لهذه الذراع الطويلة والمرنة للغاية هي تقسيمها إلى أجزاء أصغر».

وأوضحت: «ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الاتصال بين الأجزاء، مما يساعد في تنعيم أداء تلك الحركات بهذا الشكل الفريد».

وتشير النتائج إلى أن «الجهاز العصبي ينشئ خريطة مكانية أو طبوغرافية لكل ممص». ويعتقد الباحثون أن هذه «الخريطة الماصة»، كما أطلقوا عليها، «تسهل هذه القدرة الحسية الحركية المعقدة».

ولمعرفة ما إذا كان هذا النوع من البنية شائعاً بين رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو الأخرى، درسوا أيضاً نوعاً آخر شائعاً في المحيط الأطلسي من أنواع الحبار الساحلي طويل الزعانف، والذي يحتوي على ثماني أذرع ذات عضلات وممصات مثل الأخطبوط.

وفي حين انفصلت الأخطبوطات والحبار عن بعضهما البعض منذ أكثر من 270 مليون سنة، وفق نتائج دراسات التطور، فإن التشابهات في كيفية تحكمهما في أجزاء من أطرافهما باستخدام الممصات -والاختلافات في الأجزاء التي لا تفعل ذلك- تُظهر كيف يمكن التطور دائماً من إيجاد أفضل الحلول.

وهو ما علق عليه راجسديل: «إن الكائنات الحية التي تمتلك هذه الزوائد الممتلئة بالممصات والتي تتحرك مثل الديدان تحتاج إلى نوع مناسب من الجهاز العصبي. وقد تطورت لرأسيات الأرجل بنية مقطعية تختلف تفاصيلها وفقاً لمتطلبات بيئاتها».