استرداد منحوتة لـ«الذئبة لوبا» بعد 5 عقود من سرقتها في ليبيا

منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» بعد العثور عليها (جهاز الشرطة السياحية)
منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» بعد العثور عليها (جهاز الشرطة السياحية)
TT

استرداد منحوتة لـ«الذئبة لوبا» بعد 5 عقود من سرقتها في ليبيا

منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» بعد العثور عليها (جهاز الشرطة السياحية)
منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» بعد العثور عليها (جهاز الشرطة السياحية)

نجحت السلطات الأمنية بشرق ليبيا في استرداد منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا»، بعد انتزاعها من موقعها خلال فترة السبعينات بالقرن الماضي.

و«الذئبة لوبا»، لها أكثر من منحوتة في ليبيا، وتعد إحدى أيقونات «مؤسسي روما»، وبحسب الأسطورة الرومانية فالذئبة أرضعت التوأم (رومولوس وريموس) اللذين أسسا روما سنة 753 قبل الميلاد.

أفراد الأمن في بنغازي يستعرضون منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» (جهاز الشرطة السياحية)

وأوضح جهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار في بنغازي، كيف توصّل لمكان المنحوتة، وقال في بيان مساء (الأحد) إنه تلقى بلاغاً من مراقبة آثار بنغازي بوجود «الذئبة لوبا كابتيولينا» في إحدى المزارع بسيدي فرج بمدينة.

وقال إن أفراد الشرطة داهموا المزرعة وعثروا على القطعة الأثرية التي كانت قد اختفت من مكانها قرب ميناء بنغازي في فترة السبعينات، كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة حيال الواقعة.

ووصف مصدر بمصلحة الآثار الليبية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عملية العثور على المنحوتة بأنها «خطوة مهمة، بالنظر إلى أهميتها»، لكنه لفت إلى ما يتعرض له التراث في البلاد من «سرقة ونهب منذ عقد كامل».

وسبق للسلطات الأمنية بطرابلس (غرب ليبيا) العثور في منتصف فبراير (شباط) الماضي، على منحوتة للذئبة بمنطقة الأصابعة بـ(الجبل الغربي) كانت قد سُرقت من متحف السرايا الحمراء (وسط العاصمة).

وكانت المنحوتة تعلو إحدى مسلتين أمام متحف السرايا الحمراء، وتم إنزالها ووضعها في المتحف عام 1963 قبل سرقتها.

وفي سياق قريب، أجرى وفد بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، مباحثات في العاصمة اليونانية أثينا، حول آفاق التعاون المستقبلي المتعلقة بحفظ الآثار وصيانتها.

واتفق الجانبان، بحسب بيان للحكومة اليوم (الاثنين)، على تشكيل بعثة أثرية مشتركة تعمل على الأرض وفق ما ينص عليه قانون الآثار الليبي، إلى جانب تبادل الزيارات العلمية والمعارض؛ بهدف تسليط الضوء على الإرث الثقافي في البلدين.

منحوتة لـ«الذئبة لوبا كابتيولينا» بعد العثور عليها (جهاز الشرطة السياحية)

وتضمن الاتفاق، التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية من خلال توقيع مذكرات تفاهم بالخصوص، وإرسال خبراء متخصصين في مجالات علم المتاحف لتقييم أوضاع المتاحف الليبية وتدريب العناصر الفنية بها.


مقالات ذات صلة

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

يوميات الشرق وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

تترقب مصر استقبال قطع آثار فرعونية «نادرة» أحبطت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها في القاهرة محاولات لبيعها أخيراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)

تقنية قديمة تكسب الروبوتات لمسات ناعمة

تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
TT

تقنية قديمة تكسب الروبوتات لمسات ناعمة

تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)

نجح فريق بحثي ياباني - أميركي مشترك، في تطوير تقنية قديمة تتميز بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية، لتصميم وإنتاج محركات هوائية من القماش تكسب الروبوتات قدراً أكبر من النعومة. وعلى عكس الأجزاء الروبوتية التقليدية الصلبة، يمكن للمحركات الهوائية الناعمة المصنوعة من القماش التفاعل بأمان مع البشر والأشياء الأخرى الأكثر حساسة.

ووفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في دورية «ساينتفيك روبروتس (Scientific Reports)»، استطاع الباحثون استخدام ما تُعرف بـ«أنماط تورينغ» لتطوير طريقة جديدة لتصميم وإنتاج تلك المحركات الهوائية الناعمة المصنوعة من القماش (FSPAs).

تألّف الفريق البحثي من الدكتور ماساتو تاناكا، والدكتور تسويوشي نومورا من مختبرات البحث والتطوير المركزية لشركة «تويوتا» في اليابان، والدكتور يويانغ سونغ من شركة «تويوتا لهندسة وتصنيع المحركات» في أميركا الشمالية في الولايات المتحدة.

قال تاناكا، في بيان صحافي، صادر السبت: «ينبع الدافع وراء هذا البحث من الحاجة إلى تصنيع روبوتات ناعمة يمكنها إجراء حركات محكومة باستخدام آليات بسيطة».

وأوضح نومورا: «كان هدفنا تطوير أنظمة (FSPA) بسيطة ومنخفضة التكلفة قادرة على تغيير شكلها». وأضاف سونغ: «استلهمنا من عمل آلان تورينغ طريقة لتطوير عملية تصميم الأغشية السطحية للأجهزة».

ووفق الدراسة تنتج «أنماط تورينغ» من أنظمة تحتوي على مكونات تتيح لها التفاعل والانتشار، حيث يمكن لمادتين متفاعلتين أن تعزز حركة إحداهما الأخرى، أو أن تقمع حركة إحداهما الأخرى. وتتكون المحركات الهوائية الناعمة من القماش المستخدَم في بناء المحرك الذي يؤدي تلك الحركات استجابةً للضغط عليه.

كانت الخطوة الأولى في طريقتهم هي تحسين عمليات توجيه تشكّل المادة عبر ترتيب ألياف القماش المرن على سطح المحرك، واعتماداً على أسس تلك الطريقة القديمة تمكّنوا من إنتاج أنماط معينة من المادة يتم التحكم فيها آلياً، إذ تضمن هذه الأنماط تشكل وتشوه المادة بالطريقة المرغوب فيها.

والمحركات الهوائية الناعمة القائمة على القماش هي أجهزة مرنة وناعمة يمكن أن تتشوه، متخذة كثيراً من الأشكال والأوضاع المختلفة أو تتحرك عند الضغط عليها، إذ تعمل عن طريق النفخ أو الانكماش، مما يجعل القماش ينحني أو يمتد أو يلتوي؛ مما يكسب هذه الأجهزة مزيداً من المرونة والنعومة.

وبفضل طبيعتها الناعمة وخفة وزنها، تعدّ تلك المحركات مناسبة للغاية لتطبيقات مثل الأجهزة القابلة للارتداء، وخيام القماش التي يأوي إليها المتنزهون والمغامرون في الأماكن النائية، والأيادي الروبوتية، وبعض الأجهزة المساعدة. وتكمن قيمتها في تكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية.

ومع ذلك، فإن تصميم وتصنيع هذا النوع من المحركات يشكلان تحدياً. وقد عالج فريق البحث هذا التحدي من خلال تطوير عمليات التصنيع، مرتكزاً على طريقة آلان تورينغ القديمة. «تستخدم الهياكل الهوائية التقليدية عادةً مواد ذات سمات هندسية محددة»، كما أوضح الدكتور تاناكا.

في حين تُعرف المواد الناعمة بخصائصها التي تتيح لها أن تنتفخ أو تنحني بشكل منتظم عند تطبيق الضغط عليها. ومع ذلك، فإن تصميم وتصنيع مادة تتشوه بطريقة محكومة ويمكن التنبؤ بها يتطلبان التجربة والخطأ، وقد يستغرقان وقتاً طويلاً.

كان هدف فريق البحث تجاوز هذه القيود من خلال أتمتة العمليات وتحسينها بصورة آلية، مما يؤدي إلى حركات أكثر تقدماً، ولكن مع ضمان التحكم في تطبيقاتها.

وكما أوضح نومورا: «يعالج بحثنا هذا التحدي من خلال الاستفادة من (أنماط تورينغ) في تطوير تصميم يرتكز على توجيه تشكل تلك المواد واستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاجها».