ياسمينا صبّاح لـ«الشرق الأوسط»: حب قيادة الأوركسترا ناداني فلبيت النداء

تمسك المايسترا بعصا القائدة الموسيقية

قادت في «إكسبو 2020» أوركسترا تتألف من 23 عازفة (ياسمينا صبّاح)
قادت في «إكسبو 2020» أوركسترا تتألف من 23 عازفة (ياسمينا صبّاح)
TT
20

ياسمينا صبّاح لـ«الشرق الأوسط»: حب قيادة الأوركسترا ناداني فلبيت النداء

قادت في «إكسبو 2020» أوركسترا تتألف من 23 عازفة (ياسمينا صبّاح)
قادت في «إكسبو 2020» أوركسترا تتألف من 23 عازفة (ياسمينا صبّاح)

لأول مرة يبرز في لبنان اسم قائدة أوركسترا فيلهارمونية؛ فياسمينا صبّاح تقف على المسرح وتطلق صفارة الإنذار لبدء العرض.

تمسك صبّاح بالعصا وتعد واحد.. اثنان.. وثلاثة.. معلنة انطلاق الرحلة الموسيقية. أحدث حفل أحيته كان في الجامعة الأميركية بالعاصمة بيروت. وقبله قدمت حفلات في جامعات لبنانية أخرى وفي مراكز ثقافية خارج لبنان. كما شاركت في «إكسبو دبي 2020» حين قادت أوركسترا «فردوس» المؤلفة من نساء عازفات حصراً.

فما هي طبيعة مشاعرها عندما قامت بمهمتها لأول مرة؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «امتلكني شعور جميل جداً. فالموسيقي يمضي أشهراً في درس المقطوعة ليتمكن من عزفها، ويتخيّل المشهدية ويصدح صوت الموسيقى فقط في مخيلته. ولكن عندما وقفت على المسرح وخرج صوت الآلات على أرض الواقع تأثرت. فكل ما حضّرت وعملت له في الخيال، أصبح حقيقة بلحظات. كان الأمر رائعاً ولا يمكنني أن أنساه».

«حقيقة لم أخطط لقيادة أوركسترا، فكل شيء حدث على التوالي. وشعرت بأن دعوتي في الحياة أن أكون قائدة أوركسترا. شعور انتابني مذ كنت صغيرة. هناك شيء ما تحرك داخلي، ناداني ولبيت النداء من دون تردد».

المايسترا ياسمينا صبّاح

تخصّصت ياسمينا بدايةً في التصميم الغرافيكي، ودرست الموسيقى بموازاته. شغفها للجوقات الموسيقية وللموسيقى الكلاسيكيّة دفعها للسفر إلى المملكة المتّحدة، حيث تخصّصت في إدارة الجوقات الموسيقيّة في جامعة كامبريدج. عادت بعد تخرّجها إلى لبنان وقررت تقديم الموسيقى الكلاسيكيّة وتعريفها إلى العامّة.

«حقيقة لم أخطط لقيادة أوركسترا، فكل شيء حدث على التوالي. وشعرت بأن دعوتي في الحياة أن أكون قائدة أوركسترا. شعور انتابني مذ كنت صغيرة. هناك شيء ما تحرك داخلي، ناداني ولبيت النداء من دون تردد».

شغفها بالموسيقى حولها إلى «مايسترا» (ياسمينا صبّاح)
شغفها بالموسيقى حولها إلى «مايسترا» (ياسمينا صبّاح)

بداياتها مع القيادة استهلتها مع جوقات الكورال بمعية الأطفال والمراهقين. واكتشفت أنها تحب هذا النوع من القيادة. «أردت أن أطور من نفسي وبعد دراستي في كامبردج رحت أؤسس فرقتي. كنت أحلم بقيادة حفل من ألفه حتى يائه. وكنت أتولى برمجة الحفل والموسيقى وتحديد التمرينات وصولاً إلى موعد العرض». تقول ياسمينا إن والدتها وهي أستاذة موسيقى في مدرسة «إنترناشيونال كولدج» في بيروت ساندتها. «كانت إلى جانبي تشجعني وتحفّزني على الانخراط في عالم الموسيقى. وربتني في أجواء لا تفرق بين الرجل والمرأة، لأكتشف بعد ذلك أن الأمر هذا لا يشبه الواقع في لبنان، فالتعامل بين الجنسين على الأرض مختلف تماماً، والكلمة الأولى والأخيرة للرجل».

حقائق

23 عازفة

تفتخر بقيادة أوركسترا «فردوس» معهنّ في «إكسبو دبي»، وهنّ من مختلف الدول العربية.

تحيي ياسمينا سنوياً نحو 6 حفلات موسيقية بين لبنان وخارجه. وتفتخر بقيادتها أوركسترا «فردوس» في «إكسبو دبي» المؤلفة من 23 عازفة من مختلف الدول العربية. «لقد وجدنا مشقة لإيجاد نساء في عالمنا العربي يعزفن على آلات معينة كالترومبيت والترومبون».

تهدف ياسمينا صبّاح إلى توسيع انتشار فريقها، بحيث تقيم الحفلات الموسيقية مع أوركسترا أجنبية وعربية ومحلية. ولكن ما الذي يميزها بصفتها امرأة تقود أوركسترا؟ توضح: «لكل من الجنسين أسلوبه في التعاطي مع قيادة أوركسترا عامة. أحياناً نلمس عند المايسترو أو (المايسترا) القوة، ومرات أخرى النعومة والسلاسة. فلا أحب التعميم في هذا الموضوع، أو أن أحصر الأساليب بواحد فقط، فلكل امرأة أو رجل شخصيته في هذا المضمار. وبالنسبة لي فمشاعري هي التي تلعب الدور الأبرز في قيادتي الأوركسترا. فأغوص فيها ويصبح أدائي مرتبطاً بها».

معجبة بقائد الأوركسترا البريطاني جون إليوت غاردنر (ياسمينا صبّاح)
معجبة بقائد الأوركسترا البريطاني جون إليوت غاردنر (ياسمينا صبّاح)

لم تتأثر المايسترا ياسمينا بموسيقيين معينين، فهي تحب الاستماع إلى الجميع. ولكنها تميل أكثر نحو الموسيقى «المودرن»، كذلك إلى الكلاسيكية. تهوى تطوير كل صوت جديد ترغب في إبرازه بموسيقاها.

صحيح أن ياسمينا متخصصة بموسيقى «الوسترن»، بيد أن العربية منها تسكنها لا شعورياً. وتتابع: «أحب الدّمج بين النوعين ليولد هذا الصوت الذي يسترعي انتباهنا تلقائياً». وعن أكثر الآلات العربية التي تلفتها في عمليات الدمج مع الموسيقى الغربية تقول: «أحب آلة القانون كثيراً، فهي تستحدث مزيجاً ينعكس إيجاباً».

وعمّا إذا لا تزال المرأة بعيدة إلى حد ما عن تسلم مهام قيادة أوركسترا ترد: «لا أرى الساحة من هذا المنظار بالذات. ولكن في الفترة الأخيرة زاد عدد النساء القائدات لأوركسترا. وأنا شخصياً معجبة بالمايسترا الكندية باربرا هانيغان، وتلفتني حريتها في التعبير. ومن الرجال أستمتع بقيادة البريطاني جون إليوت غاردنر وله أسلوبه الخاص في إدارة الأوركسترا».

وللغد أحلامه عند ياسمينا: «أتمنى أن أحقق أحلامي خصوصاً أني أحب العمل على (ريبيرتوارات) مختلفة. كما أني أشجع المواهب اللبنانية وأطمح لمشاركتها معي في حفلات عالمية. ليتعرف العالم على هذه القدرات الكبيرة التي نتمتع بها في مجال الفنون الموسيقية».


مقالات ذات صلة

فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية تنفي دعم «حماس» و«حزب الله»

أوروبا أعضاء فرقة «نيكاب» يظهرون على السجادة الحمراء في دبلن بآيرلندا (رويترز)

فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية تنفي دعم «حماس» و«حزب الله»

بعد الضجة التي أثاروها إثر نشرهم رسائل مؤيدة للفلسطينيين خلال مشاركتهم بمهرجان «كوتشيلا»، أكد أعضاء فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية أنهم «لم يدعموا (حماس)».

«الشرق الأوسط» (دبلن)
يوميات الشرق عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

قامت «نقابة الموسيقيين» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة موسعة ضد «تجاوزات» أغنيات المهرجانات بالحفلات والإصدارات الخاصة، خصوصاً بعد رصد عدد منها.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

ما تصنعه «بنت مبارح» هو «خريطة مؤدّاة»، لا تُقرأ في الكتب، ولا تُرسم على الورق، وإنما تنبض في الذاكرة، ونَفَس العيش...

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق المايسترو العليا متواصلاً مع الجمهور (الشرق الأوسط)

«غولدن نايت» للمايسترو إيلي العليا تكرّس الجمهور نجماً لها

على طريقة «ما يطلبه المستمعون» أحيا المايسترو إيلي العليا حفله الموسيقي «غولدن نايت». لبّى رغبات الحضور الذي احتشد بالمئات في صالة مسرح «كازينو لبنان».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

خلال سنوات دراستها وعيشها في بريطانيا، تلمّست خيطاً ناعماً يربط الشعوب، فيتجاوز الصوت واللغة إلى المعنى. هو المعنى الذي يبحث عنه الجميع، مهما اختلفت الجغرافيا.

فاطمة عبد الله (الشارقة)

فيلم «روج» يمثل السعودية في «أسوان السينمائي»

فيلم «روج» السعودي يشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
فيلم «روج» السعودي يشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
TT
20

فيلم «روج» يمثل السعودية في «أسوان السينمائي»

فيلم «روج» السعودي يشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
فيلم «روج» السعودي يشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

يشارك فيلم «روج» السعودي الروائي القصير في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وينافس ضمن مسابقة الأفلام القصيرة التي تضم 20 فيلماً، فيما يشارك بالمهرجان الذي تُفتتح فعالياته، الجمعة، ويستمر حتى 7 مايو (أيار) الجاري، 61 فيلماً من 32 دولة.

ويتناول فيلم «روج» قصة المذيعة السعودية الرائدة دانة، التي تفاجأ في عيد ميلادها الـ39 بأنها لم يبقَ لها سوى عام واحد في وظيفتها، فتقرر الخضوع لجراحة تجميلية لإنقاذ ومتابعة حياتها المهنية، وتواجه العديد من العواقب غير المتوقعة لهذا القرار.

الفيلم من إخراج سماهر موصلي، سيناريو محمد حسن وسماهر موصلي، ومن إنتاج محمد الزبيدي ومعن عبد الرحمن وسيفرين تيبي، وتمثيل دانة القصيبي ورهف إبراهيم وخالد يسلم ونور الخضراء.

وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان قرطاج السينمائي، وتم تصنيفه كأحد اختيارات سوق الأفلام القصيرة في مهرجان كليرمونت السينمائي بفرنسا.

32 دولة تشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
32 دولة تشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

وقال رئيس المهرجان، السيناريست محمد عبد الخالق، إن الدورة التاسعة لمهرجان أسوان تخرج عن الإطار المعتاد بعرض الأفلام والفعاليات في أماكن محددة بمدينة أسوان، لينطلق إلى أماكن متعددة للتفاعل مع الجمهور وأهالي أسوان.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان استحدث موقعين لفعالياته لزيادة التفاعل والتواصل مع الجمهور، من خلال مسرح العرينة بمكتبة مصر العامة، ومسرح آخر تم إعداده خصوصاً في حديقة عامة أمام مبنى المحافظة سيشهد تقديم فقرات من السيرك وفقرات غنائية من التراث الأسواني المتنوع مثل النوبي وغيره، كما سيتم عقد مناقشات وحوارات مع مثقفين، وقضايا حضور المرأة في السينما العربية خلال الفترة الأخيرة».

ويضم المهرجان 10 أفلام طويلة هي «الفراشات» من فنلندا، و«مونولوج جماعي» من الأرجنتين والمملكة المتحدة، و«تواصل» من الإمارات، و«ميلانو» من بلجيكا وهولندا، و«قمر» من النمسا، و«أفضل ما لدي، أقل ما لديك» من كوريا الجنوبية، و«أشجار صامتة» من بولندا وألمانيا، و«أسطورة ملكة لاجوس التائهة» إنتاج مشترك بين نيجيريا وألمانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، و«العصفور في المدخنة» من سويسرا، بالإضافة إلى فيلم «سودان يا غالي» إنتاج فرنسا وتونس وقطر.

أفلام الرسوم المتحركة ضمن المهرجان (إدارة المهرجان)
أفلام الرسوم المتحركة ضمن المهرجان (إدارة المهرجان)

ويلفت عبد الخالق إلى أنه من ضمن البرامج الجديدة بالمهرجان «مسابقة أفلام الجنوب للمرة الأولى، وتضم أفلاماً صنعها شباب محافظات جنوب مصر أو صنعت عن قضايا الجنوب».

يترأس لجنة تحكيم مسابقة أفلام الجنوب الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون بمصر، والروائي أحمد أبو خنيجر والمخرج والمنتج شريف مندور، ويتنافس فيها 15 فيلماً من بينها «صورة 4×6» للمخرج محمود عبد الرحيم، و«نص ونص» للمخرجة راندا ضياء الدين، و«بيت ع النيل» من إخراج مريم نادي» و«شجرة مغروسة» من إخراج ليزا كمال عطية، و«بين محطتين» من إخراج هدى سمير، و«فقاعات» من إخراج سارة حسين.

ولفت رئيس المهرجان إلى برنامج جديد أيضاً يقدمه المهرجان وهو أفلام مهرجان لندن بيريز، ويضم أفلاماً عن قضايا المرأة أو من صناعتها في دول الكومونولث، ووقع الاختيار على 10 أفلام من الأعمال التي عرضت خلال الدورة الماضية.

المهرجان يضم أفلاماً تناقش قضايا المرأة (إدارة المهرجان)
المهرجان يضم أفلاماً تناقش قضايا المرأة (إدارة المهرجان)

ويكرّم المهرجان في دورته التاسعة، التي تحمل اسم «كوكب الشرق» أم كلثوم، الفنانة المصرية لبلبة والفنانة السورية كندة علوش والمخرجة الهولندية إليزابيث فرانيه، والمخرجة الإسبانية آنا بتروس.