«صلب وطائر»... متحف الفن الحديث في إسطنبول بحلّة عصريةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4443841-%C2%AB%D8%B5%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%C2%BB-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A8%D8%AD%D9%84%D9%91%D8%A9-%D8%B9%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9
«صلب وطائر»... متحف الفن الحديث في إسطنبول بحلّة عصرية
تصميمه مستوحى من مياه البوسفور المتلألئة
زوار يتأملون عملاً فنياً في متحف إسطنبول (صفحته في «فيسبوك»)
إسطنبول:«الشرق الأوسط»
TT
إسطنبول:«الشرق الأوسط»
TT
«صلب وطائر»... متحف الفن الحديث في إسطنبول بحلّة عصرية
زوار يتأملون عملاً فنياً في متحف إسطنبول (صفحته في «فيسبوك»)
شهد متحف إسطنبول للفن الحديث عملية إعادة تأهيل بحلّة عصرية، ابتدعها المهندس المعماري الذي صمّم ناطحة السحاب «شارد» في لندن و«مركز بومبيدو» في باريس؛ ليعود الثلاثاء إلى مبناه على ضفاف البوسفور؛ ويستعيد بعد أربع سنوات من الغياب، مقراً بات يعكس جانباً أكثر حداثة على ضفاف إسطنبول حيث تتراصف القصور الإمبراطورية والمساجد.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، افتُتح متحف إسطنبول الحديث عام 2004، لكن القائمين على الموقع نقلوه عام 2018 من مقرّه الأساسي التابع أساساً لسلطات الجمارك، للسماح بتجديده.
ثم أطلقت المدينة مشروع إعادة إعمار للقطاع بأكمله، يشمل ميناء غلطة للرحلات البحرية الرامي إلى تعزيز السياحة الفاخرة في تركيا، علماً أنّ المبنى الذي جُدِّد يتكوّن من ثلاث طبقات ومدخل زجاجي متّصل بميناء الرحلات البحرية، كما يضمّ مطاعم وحانات ومتاجر فاخرة، ويرتكز على أعمدة خرسانية مدعَّمة بالفولاذ، ومن المفترض أنها مقاومة للزلازل.
وقال المهندس المعماري رينزو بيانو، الذي تشمل قائمة تصاميمه الهندسية «متحف ويتني» في نيويورك، إنّ تصميمه مستوحى من مياه البوسفور المتلألئة، موضحاً أنّ «بناء هذا المتحف يشبه مخلوقاً بحرياً يخرج من مياه البوسفور».
وأضاف للصحافيين: «كلما كان لديك جدول مائي، من الجيد أن تبني مبنى هناك، لأنّ المياه تُضفي مزيداً من الجمال على الأشياء (...) إسطنبول مكان مائي، فالمياه موجودة في كل مكان فيها».
وفي التفاصيل، فإنّ المتحف يغطي مساحة 10500 متر مربع، ويستضيف معارض وعروضاً لأفلام ومجموعة دائمة تضم أكثر من 280 عملاً لأهم الأسماء في مجال الفن الحديث والمعاصر في تركيا.
تُعرض حالياً أعمال نوري بيلج جيلان، المصوّر والمخرج الذي فاز فيلمه «وينتر سليب» بالسعفة الذهبية في «مهرجان كان السينمائي» عام 2014. كما يقدّم المعرض 22 صورة كبيرة رسمها جيلان خلال رحلاته في دول مثل الهند وجورجيا والصين وروسيا.
وبينما يؤكد بيانو أنه على دراية بتأثير المبنى على المدينة، يقول: «على الناس أن يفهموا أنه فن عام. العمارة مختلفة عن أنواع الفن الأخرى»، إذ إنه يدوم «إلى الأبد، خصوصاً عندما تبني متحفاً».
ويعتقد أنّ الهندسة المعمارية تقوم على إنشاء هياكل دائمة: «انظر إلى المبنى، إنه مبنيّ بقوة، والصلابة جزء من تعبيره الدلالي: صلب وطائر».
على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…
عبير مشخص (لندن)
عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085293-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%85
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.
على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.
«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»
السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.
قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».
أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.
ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».
«وجدتُ العلاج في السعودية»
بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».
«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».
وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».
عُماني فخور بالسعودية
أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».
الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».
الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».
المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».