ما فُرص إعادة تنظيم حفل ترافيس سكوت في مصر بعد إلغائه؟

نقابة الموسيقيين تُعيد الكرة مجدداً إلى ملعب الجهات الأمنية

حفل سكوت المرتقب أثار جدلاً واسعاً في مصر (حسابه على إنستغرام)
حفل سكوت المرتقب أثار جدلاً واسعاً في مصر (حسابه على إنستغرام)
TT

ما فُرص إعادة تنظيم حفل ترافيس سكوت في مصر بعد إلغائه؟

حفل سكوت المرتقب أثار جدلاً واسعاً في مصر (حسابه على إنستغرام)
حفل سكوت المرتقب أثار جدلاً واسعاً في مصر (حسابه على إنستغرام)

لا تزال تداعيات حفل الرابر الأميركي الشهير ترافيس سكوت، تلقي بظلالها على الأوساط الفنية والثقافية في مصر، خصوصاً بعد اعتراض عدد من الفنانين والمثقفين المصريين على قرار نقابة المهن الموسيقية بإلغاء الحفل الذي كان مقرراً إقامته في 28 يوليو (تموز) الحالي في منطقة أهرامات الجيزة، خوفاً من «ممارسة الفنان الأميركي طقوساً غريبة في حفله».

وأشارت نقابة المهن الموسيقية إلى أن قرار الإلغاء جاء بالاتفاق بين النقابة ووزارة الثقافة وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والجهات الأمنية، بعد دراسة كل ما كُتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على أن الإلغاء جاء بعد تأكدها من أن «الحفل لا يتماشى مع شروط النقابة الموضوعة وضوابطها لضمان عدم المساس بالعادات والتقاليد الموروثة للشعب المصري، وتأكدها من تقديم الرابر الأميركي أدواته في الحفل بإقامة طقوس تتنافى وتقاليد مجتمعنا».

وعلى الرغم من تأكيد النقابة على إلغائها حفل ترافيس في مصر، فإن ديفيد سترومبرغ، مدير أعمال الفنان الأميركي، نفى تماماً الأخبار المنتشرة حول إلغاء الحفل مؤكداً أنه قائم في موعده دون تأجيل أو إلغاء.

مسؤولية الجهات الأمنية

محمد عبد الله، عضو مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية والمتحدث الإعلامي باسم المجلس، كشف عن تطورات موقف الحفل، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «من أجل إقامة أي حفل غنائي لمطرب غير مصري على أرضنا، عليه أن يحصل على 3 تصاريح؛ الأول من وزارة الثقافة، والثاني من وزارة الهجرة، والثالث والأهم هو تصريح نقابة المهن الموسيقية المنوطة بتلك الأحداث الفنية، ففي البداية لم يكن لدى النقابة موقف رافض للحفل، وحصّلت الرسوم، وشرعت في استخراج التصريح، كعادتنا مع أي حفل غنائي، لكن بعد الحملات التي شُنت ضد الفنان الأميركي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، درسنا ملف المطرب، وجدنا أنه مثير للشغب في حفلاته، ويطلب من جمهوره أن يتسلقوا جوانب الحفلات، وأن يفتعلوا المشاكل مع الأمن الموجود في الحفل، وهناك بلاغ مقدّم ضده في بلاده يتهمه بـ(إثارة الشغب)، لذلك رأينا من أجل الحفاظ على سلامة الجمهور المصري منع إقامة الحفل».

تضارب حول تنظيم حفل سكوت بأهرامات الجيزة (حسابه على إنستغرام)

وبسؤاله عن إمكانية إقامة الحفل بعد رفض «الموسيقيين» إصدار التصريح، قال إن «الجهات الأمنية هي المسؤولة عن تأمين أي حدث في مصر، ولو اتخذت قراراً بتنظيم الحفل، سندعمها فيه، وسيقام الحفل في موعده، لأنها صاحبة القرار الأول والأخير، ولكن نحن النقابة أعلنا موقفنا للتأكيد على أننا نرفض أسلوبه الذي لا يتماشى مع العادات والتقاليد المصرية والعربية».

كان قرار إلغاء حفل ترافيس سكوت قد أحدث سجالاً عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بين نقيب الموسيقيين مصطفى كامل وعدد من المثقفين والفنانين، دخل على أثرها كامل في مشادة كلامية مع الشاعر خالد تاج الدين، الذي سخر من قرار «الموسيقيين»، حين قال إن «مصر بلد سياحي». كما وصف الفنان عمرو سعد قرار «الموسيقيين» بـ«الخطأ الفادح» عبر صفحته في موقع «فيسبوك»، قائلاً: «إلغاء ترخيص حفل ترافيس سكوت في مصر خطأ فادح وليس من حق أي أحد أن يأخذ قرارات للمصريين أو يتحدث باسمهم، وأنا فنان مصري أعتذر لهذا المغني العالمي ولنجوم العالم ومتابعيهم الذين قد يرون المصريين بشكل سلبي».

قرارات متسرعة

يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن نقابة الموسيقيين المصرية أصبحت متسرعة ومتعسفة في قراراتها بالفترة الأخيرة، قائلاً: «لا أفهم لماذا يتسرع الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين في إصدار القرارات والبيانات من دون دراستها بعناية، فالنقابة لا بدّ أن تحمي فنها وفنانيها، مثلما حدث مؤخراً حين طلبت من الفنان أحمد سعد الاعتذار عن إهانة المرأة التونسية، وفي النهاية اعتذرت النقابة التونسية لأحمد سعد».

نقابة الموسيقيين المصرية أعلنت إلغاء حفل الرابر الأميركي (حسابه على إنستغرام)

وطالب الشناوي بإقامة حفل الرابر الأميركي ترافيس سكوت في موعده: «حفل ترافيس سكوت حفل عالمي تتجه إليه جميع أنظار العالم، لا ينبغي أن تحركنا مواقع التواصل الاجتماعي، فأي فنان عالمي حينما يحيي حفلاً غنائياً في دولة ما، يسير على قوانينها ونظامها، لو أخطأ في حفله يعاقب بقانون البلد الذي أحيا فيه حفله، أنا ضد فكرة المصادرة من دون تفكير، كما أن هذا الرابر نفى في مقابلاته التلفزيونية تماماً إلحاده وأكد إيمانه بالله أي أنه لا يعبد الشيطان، كما يقال، في حفله».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

تظل منطقة وسط البلد في القاهرة المكان الأكثر زخماً بتفاصيلها العمرانية ونماذجها البشرية، ما يظهر في أعمال فنانين تشبَّعوا بروح المكان، وأفاضوا في إعادة صياغته.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)

منشآت على «نيل القاهرة» مهدَّدة بالإزالة بعد إلغاء حق الانتفاع

اتّسعت دائرة المنشآت الموجودة على «نيل القاهرة» المهدَّدة بالإزالة بعد أيام من إعلان بعض الفنانين عن مخطّط لإزالة «المسرح العائم» بجزيرة الروضة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تابوت «إيدي» بأسيوط (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم أسيوط خلال عصر سنوسرت الأول

اكتشفت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية المشتركة بين جامعتَي سوهاج وبرلين، حجرة الدفن الخاصة بسيدة تدعى «إيدي» التي كانت الابنة الوحيدة لحاكم إقليم أسيوط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الأراجوز والماريونت والحرف اليدوية في يوم مصري - نيبالي

جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

الأراجوز والماريونت والحرف اليدوية في يوم مصري - نيبالي

جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)

بفنون استعراضية متنوعة وأزياء تقليدية شعبية، وعروض لمسرح العرائس من الأراجوز والماريونت، أطلقت مصر، الاثنين، احتفالية بعنوان «يوم مصري - نيبالي» في حديقة الطفل بحي السيدة زينب وسط القاهرة.

الاحتفالية التي جرى تنظيمها بالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية وسفارة نيبال في القاهرة، تضمنت كثيراً من الفعاليات والأنشطة مثل حفلات غنائية وموسيقية وورش الحكي والورش الفنية.

وأشار أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر، الدكتور أشرف العزازي، إلى روابط الصداقة القوية بين مصر ونيبال، ورحب بالسفير النيبالي في القاهرة، سوشيل كمار لاسيل، معتبراً أن يوم الصداقة المصري - النيبالي فرصة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين اللذين يعتزان بإرثِهما الحضاري العريق وثرائهما الثقافي. وفق بيان لوزارة الثقافة، الاثنين.

وشهد اليوم مسابقات في الرسم وفن الأركيت والتصوير الفوتوغرافي، وتجربة الزي النيبالي التقليدي. وأعقب الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية مثل عرض استعراضي لفرقة «بنات وبس»، وعرض لفريق «بنكمل بعض» لذوي الهمم، وعرض عرائس ماريونت. وعرض الأراجوز، وورشة حكي عن نيبال.

معرض مصري - نيبالي في القاهرة (الشرق الأوسط)

وعلى هامش اليوم أُقيم كثير من المعارض الفنية، من بينها معرض «رسومات نيبال في عيون أطفال مصر»، ومعرض «اللعبة اليدوية»، ومعرض «أشغال يدوية»، بالإضافة إلى معرض لأحدث إصدارات المركز القومي لثقافة الطفل، ومعرض «أركت»، ومعرض تراثي من سفارة نيبال، ومعرض الحرفي الصغير (الرسم على الزجاج - صناعة الشمع)، وكذلك معرض الحرف البيئية.

وقال رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، أحمد عبد العليم، إن «المركز حرص على تنظيم احتفالية مميزة بمناسبة يوم الصداقة بالتعاون مع سفارة نيبال»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الاحتفالية بهدف تعزيز قيم السلام والمحبة بين الشعوب، وقد شهدت حضوراً واسعاً من الأطفال وأسرهم».

وأوضح أن برنامج الاحتفالية تضمّن فقرات ثقافية وفنية تعكس التراثين المصري والنيبالي، إلى جانب أنشطة تفاعلية تُعزز روح التعاون والتفاهم بين الأجيال. وتؤكد أهمية دور الثقافة في بناء جسور التواصل بين الشعوب، خصوصاً بين الأطفال بوصفهم صناع المستقبل، كما تأتي هذه الاحتفالية تأكيداً لالتزام المركز القومي لثقافة الطفل بنشر قيم التسامح والسلام، وفق قوله.

كانت سفارة نيبال بالقاهرة قد نظمت من قبل معرضاً جماعياً فنياً بعنوان «المنحنيات والأسلاك» تشمن لوحات لوجوه آسيوية تبدو وافدة من عالم الأساطير، عبر رؤية 18 فناناً شاركوا في المعرض الذي استهدف تصوير الفنانين المصريين للوجوه النيبالية، وصرح منسق المعرض وقتها بأن هذا المعرض كان فرصة للتعرف على الثقافة النيبالية من خلال وجوه رموزها من المشاهير في كثير من المجالات.

فيما شهدت الحديقة الثقافية بالسيدة زينب كثيراً من الأنشطة السابقة، من بينها الملتقى السادس للأراجوز وخيال الظل والعرائس التقليدية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بهدف حماية هذه العرائس من الاندثار، بوصفها من فنون الفرجة الشعبية بمصر.