مصر: مسرح «السامر» يستأنف نشاطه بعد انقطاع 31 عاماً

أُغلق نتيجة تصدعات أحدثها زلزال 1992

مسرحية ابدأ حلمك (وزارة الثقافة المصرية)
مسرحية ابدأ حلمك (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر: مسرح «السامر» يستأنف نشاطه بعد انقطاع 31 عاماً

مسرحية ابدأ حلمك (وزارة الثقافة المصرية)
مسرحية ابدأ حلمك (وزارة الثقافة المصرية)

بعد مرور 31 عاماً على إغلاقه، أُعيد مساء الأحد إضاءة أنوار مسرح «السامر» في الجيزة، بعد ترميمه وتأهيله.

وخلال حفل إعادة افتتاحه كُرّم عدد من الفنانين من بينهم سعيد صديق، وجلال العشري، وماجدة منير، وقد سبق لهم التألق على خشبته قبل 3 عقود عبر عروض «منين أجيب ناس» و«عنترة»، و«ليالي الحصاد»، و«الغوري»، و«السلطان الأخير».

وقد استعد مسؤولو المسرح ببرنامج متخصص للعروض التراثية والشعبية لتقديمها للجمهور عقب الإعلان عن افتتاحه مجدداً أمامهم.

الفنان سعيد صديق أثناء تكريمه من وزيرة الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

يؤكد المخرج المسرحي أحمد طه، الذي تصدى لإخراج ليلة افتتاح مسرح السامر، أنه ركّز في الحفل على المشاعر اللحظية التي تولّدت لدى كل فنان وهو يصعد خشبة المسرح من جديد بعد غياب دام نحو 31 عاماً.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تركت كل واحد منهم سواء ماجدة منير أو جلال العشري أو سعيد توفيق ليستعيد ذكرياته، ويستشعر تاريخ وقفته الأولى على خشبته، وما قدمه من أدوار قبل إغلاق المسرح بسبب تداعيات زلزال عام 1992 المدمر».

وعن عرض «ابدأ حلمك»، الذي قدمته فرقة كفر الشيخ المسرحية يقول طه: «هو عرض له دلالة كبيرة كما يشير اسمه، فما نريده لـ(السامر) هو أن يفتح أبوابه لاستقبال فرق المسرح من أقاليم مصر المختلفة، ولعب دوره التاريخي في دعم الحركة المسرحية واحتضان فنانيها».

مشهد من مسرحية (ابدأ حلمك) خلال افتتاح مسرح (السامر)

وأضاف طه: «سيستقبل مسرح السامر بعض عروض المهرجان القومي للمسرح التي تبدأ يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، بالإضافة إلى عرض آخر يستعد المخرج مراد منير لتقديمه على خشبته، وهو (مغامرة رأس المملوك جابر)، وكان منير قد قدمه في المسرح القومي عام 2000 وهو من بطولة الفنان أحمد بدير، وسيعيد إخراجه برؤية جديدة، لفرقة السامر».

وقد شهد حفل افتتاح المسرح تكريم أسماء الفنانين الراحلين عبد الرحمن الشافعي، ومحمد أبو العلا السلاموني، وحسين العزبي، وعبد الستار الخضري، وأحمد خلف، فضلاً عن الفنان المخرج إميل جرجس، وعباس أحمد، وحمدي الوزير.

الفنانة ماجدة منير التي قدمت على خشبة السامر مشاهد من مسرحية «منين أجيب ناس» تأليف نجيب سرور، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن عودة السامر «كانت أملاً لنا بعد 31 سنة من هدمه، وستستمتع الأجيال الجديدة بالعمل عليه».

واعتبرت منير إعادة إحياء المسرح «حدثاً عظيماً»، وأوضحت: «نحن في أشد الاحتياج للثقافة وتنوير العقول، وسيقوم مسرح السامر، وغيره من قاعات المسرح الأخرى بذلك على أكمل وجه».

ماجدة منير وأشرف شكري بعد التكريم (وزارة الثقافة المصرية)

يقع المسرح على مساحة 1800 متر مربع، وبه صالة بمساحة 600 متر، تسع لـ‏‏350 مشاهداً، وكان في وضعه القديم عبارة عن مبنى مغطى بخيمة، وافتُتح في 9 سبتمبر (أيلول) 1970، وبعدها صدر قرار من ‏سعد الدين وهبة عام 1971 بتشكيل هيكل فرقة السامر، بقيادة عبد الرحمن الشافعي، وتوقف المسرح عام 1975 بعد تأثره بحريق خيمة مسرح البالون، وعاد مرة أخرى على يد الرئيس الراحل أنور السادات، وافتتحه عام 1978، ‏ليواصل نشاطه بعرض «عاشق المداحين» زكريا الحجاوي، واستمر حتى حدوث زلزال عام 1992، الذي ‏توقف بسبب بعض التصدّعات ما أدى لإخلائه.

تكريم الفنان حمدي الوزير (وزارة الثقافة المصرية)

ومن جانبه، قال الشاعر والناقد المسرحي وباحث التراث مسعود شومان لـ«الشرق الأوسط» إن استعادة مسرح السامر لنشاطه تمثل رئة جديدة ومهمة للمسرح المصري خصوصاً فرق الأقاليم المسرحية، كما أن (المسرح الجديد) يمكن أن يستعيد الاهتمام بالتراث والمأثور الشعبي، لارتباطه بعاشق المداحين زكريا الحجاوي، والفنان عبد الرحمن الشافعي، وتتأكد أهميته ليكون فضاءً جديداً لعروض الفنون الشعبية وفرقة النيل والمهرجانات التي تتسق مع دوره.


مقالات ذات صلة

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق التمرين على تقديم عروض يتواصل (مسرح شغل بيت)

«مسرح شغل بيت» يحتفل بـ8 سنوات على ولادته

تُعدّ الاحتفالية حصاد 8 سنوات من العمل والاجتهاد، خلالها قدّم «مسرح شغل بيت» نحو 40 عملاً توزّعت على أيام تلك السنوات عروضاً شهرية استمرت طوال أزمات لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)
الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)
TT

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)
الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

وتُشير دراسة أجراها باحثون من جامعة «كيوتو»، إلى أن «تأثير الجمهور» ليس سِمة بشرية فحسب؛ بل قد يكون متجذّراً بعمق في التطور الاجتماعي لأنواع الرئيسيات الكبرى؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «آي ساينس».

وعندما يتحلّى شخص ما بجمهور يشاهده خلال أدائه مهمّة معيّنة، قد يتأثر هذا الأداء سواء بالإيجاب أو السلب، وفق عوامل مثل صعوبة المهمّة ومستوى الخبرة.

ويُعرف هذا التغيير بـ«تأثير الجمهور»، ويشير إلى كيفية تأثير وجود الآخرين على أداء الشخص، إذ يمكن أن يشعر الشخص بمزيد من الدافع لتحسين أدائه، أو قد يتشتّت أو يتوتّر؛ ما يؤدّي إلى انخفاض مستوى هذا الأداء.

وفي بعض الحالات، يكون «تأثير الجمهور» إيجابياً، ويحفّز الشخص على الأداء بشكل أفضل، خصوصاً في المهمّات التي يتقنها، لكن في حالات أخرى، قد يؤدّي وجود الجمهور إلى زيادة الضغط أو التوتّر؛ ما يضعف الأداء، خصوصاً في المهمّات الجديدة أو المعقَّدة.

وسعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كان «تأثير الجمهور»، الذي يُعرف لدى البشر، يمكن أن يظهر أيضاً لدى القردة. فهم يدركون أنّ البشر يلاحظون مَن يراقبهم، حتى وإن كان ذلك بشكل غير واعٍ، ما يؤثّر في أدائهم، لكن لم يكن من الواضح مدى تأثر الشمبانزي بمراقبة الآخرين له.

وخلال الدراسة، راقب الفريق أداء الشمبانزي على مدى 6 سنوات، من خلال تحليل آلاف الجلسات التي شارك فيها قردة الشمبانزي في مهمّات باستخدام شاشات اللمس. وتضمّنت التجارب 3 أنواع من المهمّات العددية، ووجدوا أنّ الشمبانزي أدّى بشكل أفضل في المهّمات الأكثر صعوبة كلما زاد عدد الأشخاص الذين يشاهدونه.

ووفقاً للباحثين، تُشير نتائج الدراسة إلى أنّ اهتمام البشر بوجود جمهور قد لا يكون سمة خاصة بهم فقط؛ وإنما يمكن أن يكون جزءاً أساسياً من كيفية اعتماد المجتمعات على السمعة. وإذا كان الشمبانزي أيضاً يُظهر اهتماماً بوجود مشاهدين في أثناء أداء المهمّات، فذلك يشير إلى أنّ هذه الخصائص المرتبطة بالجمهور قد تطوّرت قبل ظهور المجتمعات القائمة على السمعة في سلالة الرئيسيات الكبرى.

ومع ذلك، أضاف الباحثون أنّ الآليات المحدّدة التي تؤدّي إلى هذا التأثير المرتبط بالجمهور غير واضحة حتى لدى البشر. ويعتقدون أنّ دراسة هذه الظاهرة لدى القردة العليا الأخرى قد تساعد في فهم كيفية تطور هذه السمة، ولماذا نشأت.