لم يسبق أن شاهد محبو إليسا فنانتهم بالصورة التي رسمتها لها المخرجة أنجي جمال في أغنيتها «أنا بتمايل على الـBeat»، فوضعتها في قالب الـ«ديفا» العالمية التي لم يصعب عليها تقديم اللوحة الاستعراضية التي تشبهها. لأول مرة تمايلت إليسا على أنغام أغنية ألبومها الجديد. رقصت وغنّت ونظرت بعينيها الثاقبتين إلى الكاميرا كأنها تتوجه لمشاهدها بالقول: «التحدي شغفي»، فنجحت في لفت نظره منذ اللحظة الأولى لمرور كليب يمكن وصفه بولادة جديدة لصاحبة لقب «ملكة الإحساس».
إليسا تتولى للمرّة الأولى إنتاج ألبومها الجديد... خطوة لا تُحسد عليها لما يتخللها من تحديات
المخرجة أنجي جمال
تقول أنجي جمال إن الكليب هذا لا يشبه غيره، فكّرتْ به ورسمته في خيالها كتحدٍّ جديد تخوضه، تمسك قلبها لأنها تجرّأت وأخرجت إليسا عن المألوف. «الأمر كان بمثابة مجازفة خفت منها بداية. بحثت وفتشت عمّا يمكن أن يتضمنه لأنه مناسبة احتفالية بحد ذاته. إليسا تتولى للمرّة الأولى إنتاج ألبومها الجديد. خطوة لا تُحسد عليها لما يتخللها من تحديات، ولكن انطلاقاً من هذه الخطوة، وهي تقف وحدها في منتصف المشوار فكرت بالتجديد. فالمرحلة في حد ذاتها جديدة عند إليسا، وهو ما حاولت الإشارة إليه في الكليب، فهي تعلن من خلاله ولادتها الجديدة».
- وانا فـ مكان تاني معاك ياحبيبي انا فـ مكان تاني#بتمايل_على_الBeat ، @elissakh pic.twitter.com/clll6Jgi03
— Reema|اليسا️. (@reema_elissa) July 16, 2023
بالفعل استطاعت أنجي جمال أن تحقق هدفها لا سيما أن مُشاهد الكليب وللوهلة الأولى يتساءل عن هوية الفنانة التي تحييه. فإليسا خلعت عنها كل ما لبسته من قبل من ألقاب وعذابات ونجاحات، وأبرزت في هذه الأغنية المصورة صلابة امرأة تخطت مصاعب حياة بالجملة. صحيح أن الكليب يذكّرنا باستعراضات عالمية تأخذنا إلى برودواي وأغاني بيونسيه وتايلور سويفت ومايلي سايرز. ولكن إليسا طبعته بهويتها الخاصة وخاطبت جمهورها الشبابي من دون استئذان، فسرقت منه الاهتمام بالأغاني العربية وهو الذي يميل إلى الغربية.
أن ترقص إليسا مع الحفاظ على هويتها الفنية ويصدقها الناس بأنها تعرف كيف تتمايل على الإيقاع، لم يكن أمراً سهلاً. «بالفعل لأن الفنان في حال فشل في ذلك يصبح محط سخرية مع الأسف. ولكنّي تحملت المسؤولية كاملة، لا سيما أن عبارة إليسا (أنا أثق بعملك) كانت جديرة بأن تدفعني للتحليق عالياً بأفكاري».
صداقة قوية تربط بين إليسا وأنجي وقد تشكل عاملاً أساسياً لتعرف هذه الأخيرة كيف تبرز إليسا بكاميرتها. «أعرف كواليس حياتها وتفاصيلها الدقيقة. ولذلك أحرص دائماً على أن أتعامل معها من دون أن أتسبب لها بأي ضرر. وهي اليوم ترقص بالفعل في عالم خاص بها. لم أفلسف الأمور بل قدمتها كما هي على طبيعتها فترجمت حالة تقف فيها إليسا اليوم».
أبدت إليسا إعجابها بالفكرة وراحت تتمرن على الرقص لأسبوعين متتاليين. «الكوريغراف المسؤول عن خطواتها الراقصة هو الفرنسي الشهير جوناثان شيفران. فهو مَن صمّم لوحات الرقص في برنامج (ذا فويس) بنسخته الفرنسية. وقد نصحني به صديقي بيار خضرا، فأسهم في إبراز فن إليسا في الرقص، الذي تمارسه على طريقتها وهي تغني على المسرح».
صُوّرت الأغنية في منطقة البترون. «استغرق تصويرها نحو 20 ساعة متتالية، ولسعادتنا وفرحتنا لم نشعر بالتعب. فإليسا التي تعاني من آلام في القدمين بسبب علاجها من مرض السرطان، في كل مرة كانت تطل على مقاطع مصورة تشعر بالقوة لتكمل من جديد».
لإليسا تعاون سابق مع أنجي في أغنيتي «يا مرايتي» و«إلى كل اللي بحبوني». حينها أيضاً، صفق الناس لأنجي المبدعة التي أوصلت رسائل إنسانية من رحم أوجاع إليسا. وتعلق جمّال: «في (بتمايل على الـBeat) عمق إنساني أيضاً. رغبت إليسا في أن تكون المتحدثة الرسمية عن حياتها اليوم، ولكن بأسلوبي وطريقتي. فكانت بحاجة إلى هذه الولادة وأنا دعمتها فيها بصفتي امرأة».
يحضر الرجل في حياة إليسا، والمحبون يحيطون بها. ولكنها كغيرها من فنانات كثر واجهت صعوبات فيما يخص حقوقها المادية والمهنية، فتم احتكارها في كثير من الأحيان كغيرها من الفنانات. «إنها اليوم تستحدث خطاً جديداً وتنتج أعمالها من خلال شركتها (آي ريكوردز)، وتتطلع إلى دعم المواهب الفنية وإنتاج أعمال لهم. لا ضغينة عندها ضد الشركات التي سبق وتعاونت معها بالتأكيد، ولكنها في المقابل عرفت حدودها وكيف تكمل في عالم الـ(بزنس)، لأن الذكاء يلزمه، وهو ما تتمتع به».
تتحدث أنجي عن إليسا الفنانة والإنسانة، تقول إن كل الفنانين الذين تتعامل معهم تمارس عليهم نوعاً من علم السيكولوجيا. «أجواء التصوير لا بدّ أن ترخي بظلالها على صاحب الأغنية ليستريح ويعطي بشكل أفضل، ينعكس على ملامح وجهه ولغة جسده وعلى الكليب ككل. ومع إليسا كنت حريصة على تأمين هذه الأجواء. أعرف ما يمكن أن يُغضبها ويثير عصبيتها، وأحرص على أن يكون الفريق العامل متماهياً معها. لا تحب انتظار أحد لأنها تعمل بدقة وتأتي دائماً في الوقت المحدد. حتى الشوكولاته التي تحب، أفتكرها لأنها ترغب بتناولها في أوقات محددة».
ترى أنجي جمال أن الثقة هي مفتاح سحري يساعدها على تقديم الأفضل. «هذا هو السر الذي يعنون علاقتي بإليسا. وفي كل مرة تقول لي: أنا أثق بعملك، تحمّلني مسؤولية أكبر، ولكنها تُحدث عندي حرية أستمتع بها. الثقة هي روح كل شيء وبإمكانها إحياء الجمود أو حلّ مشكلات مستعصية».