«تاج» تامر حسني... خلطة أكشن وكوميديا وسط أجواء فانتازية

النجم المصري يؤدّي دور «البطل الخارق» للمرة الأولى

دويتو الحب والقوة (الشركة المنتجة)
دويتو الحب والقوة (الشركة المنتجة)
TT

«تاج» تامر حسني... خلطة أكشن وكوميديا وسط أجواء فانتازية

دويتو الحب والقوة (الشركة المنتجة)
دويتو الحب والقوة (الشركة المنتجة)

تنطوي فكرة «البطل الخارق» على جاذبية سينمائية تجعل الجمهور يتفاعل بكثافة مع الشاب الوسيم في الفيلم وهو يمتلك قدرات أسطورية تجعله يطير في الهواء، ويتنفس تحت الماء، ويطيح بالسيارات والقطارات كأنها علبة كبريت بحجم الكف.

لسنوات، كاد أن يكون هذا الصنف من التشويق حكراً على السينما الأميركية من خلال نماذج شهيرة تواجه أعداء من الفضاء الخارجي يغزون كوكب الأرض، أو أعداء داخليين ينشرون الفساد ويتّصفون بالجشع والدموية، فتجب مواجهتهم بحسم تحقيقاً للعدالة.

هكذا، وصلت شخصيات مثل «سوبرمان» الذي ظهر في فيلم بهذا الاسم عام 1978، و«كابتن أميركا»، و«الرجل الوطواط»، و«الرجل العنكبوت»، و«الرجل الحديدي»، إلى العالمية.

ومن فرط تأثير هذه الأفلام وانتشارها، عارضت أصوات نسوية فكرة اقتصار القوة على الذكر، فظهر فيلم «المرأة القطة» (2004) من بطولة هالي بيري، وفيلم «الفهد الأسود» (2018) من بطولة ممثل ملوَّن هو تشادويك بوزمان تأكيداً على قيم التنوّع والتعدّد الثقافي.

يأتي فيلم «تاج»، من بطولة تامر حسني (يُعرض حالياً في مصر)، بسياق محاولات مصرية بدأت خجولة قديماً لكسر الاحتكار الأميركي لهذا الصنف، وتقديم نسخة عربية من «البطل الخارق» بمواصفات محلّية تستفيد من أحدث التقنيات العالمية.

الأطفال يحلمون بنموذج البطل الخارق (الشركة المنتجة)

تقوم الحبكة الأساسية على شخص يتّسم بالطيبة والمرح، يعمل اختصاصياً اجتماعياً في مدرسة، ويُغرم بشابة جميلة تبحث عن نموذج مختلف في الرجل، جسّدت شخصيتها الفنانة دينا الشربيني.

يكتسب المدرّس فجأة قدرات خارقة من دون قصد منه، تجعله قادراً على الإطاحة بأضخم الأشياء بأقل جهد ومن دون أن يتعمّد ذلك، حتى إنه عندما «يعطس» تتطاير جدران المنازل!

كما الحال في النماذج الأميركية، يواجه «البطل الخارق» تحدياً كبيراً يتمثّل بوجود عدو يوازيه قوة، لكنه يستخدم قدراته في الشرّ. يجسد الدور الأخ التوأم لـ«تاج» (أدّى الشخصية تامر حسني أيضاً)، فتحمل المواجهة بينهما بُعداً عاطفياً.

يوازي خطَّ التشويق القائم على الفانتازيا والحركة، خطٌّ درامي آخر مبني على كوميديا الموقف النابعة من سلسلة مفارقات في حياة البطل، وتحوّله من شخص مسالم إلى خارق يشاء إبهار حبيبته بقدراته الجديدة وسعيه إلى إنصاف المظلومين، ومواجهة الأشرار في النصف الثاني من الأحداث. أما الكوميديا التي انتقدها البعض، فهي «الإفيهات» التي لا تنبع من الموقف الدرامي عينه، وتحمل إيحاءات تتعارض وفكرة الفيلم الذي يصلح للمشاهدة العائلية.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

أضفى أداء الفنان عمرو عبد الجليل جواً من البهجة وخفّة الظل، لا سيما فيما يتعلق بالمقارنة بين الجيل القديم ونظيره الجديد على مستوى الجرأة والقدرات، فيما اتّسم أداء هالة فاخر بالبساطة والتلقائية.

ويضمّ أرشيف السينما المصرية محاولات قديمة لتقديم نموذج «الرجل الخارق» بشكل مبكر، كما في فيلم «العتبة جزاز» لفؤاد المهندس وشويكار، من إخراج نيازي مصطفى (إنتاج عام 1969)، حيث يمتلك شخص بسيط قدرات خاصة بمجرّد سماعه إحدى الأغنيات الشعبية. وكان لافتاً ظهور فؤاد المهندس مرتدياً بزّة شبيهة بتلك التي ظهر بها أبطال سلسلة أفلام «الرجل الوطواط» لاحقاً (الجزء الأول في عام 1989).

وقبل هذا التاريخ، تحديداً عام 1959، ظهر فيلم «سر طاقية الإخفاء» من بطولة عبد المنعم إبراهيم، حيث تجعل «طاقية سحرية» مَن يرتديها يتوارى عن الأنظار. وحديثاً، ثمة على سبيل المثال، فيلم «موسى» (إنتاج 2021)، من بطولة كريم محمود عبد العزيز، إذ ينجح شاب في صنع إنسان آلي على هيئة بزّة حديد تحتوي على قدرات فائقة يرتديها ليحارب الأشرار.

بوستر الفيلم

ووفق الناقد الفني طارق الشناوي، فإنّ «تامر حسني يمتلك جاذبية المطرب الشهير مع موهبة التمثيل. فهو ليس مطرباً دخيلاً على صناعة الفيلم، كما أنّ تجاربه السينمائية التي بلغت حتى الآن نحو 12 فيلماً، تؤكد أنه أكثر مطرب لديه مشروع سينمائي بعد عبد الحليم حافظ».

ويلفت إلى أنه «لا يزال لديه متّسع من الوقت لتقديم فيلم كل عام، فهو لا يتعامل مع السينما بمنطق النزوة العابرة، بل بمنطق المشروع المتكامل».

وعن الانتقادات التي تُوجَّه لحسني مع كل عمل جديد بأنه يمثّل ويغنّي ويؤلّف القصة ويكتب السيناريو والحوار، وأحياناً يكون هو المخرج، يوضح الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «من الأفضل أن يدع الفرصة لعين أخرى في التأليف والإخراج، ويكتفي بتوظيف خبراته وفهمه كسيناريست ومخرج في تجويد أدائه التمثيلي»، ضارباً المثل بالفنان الراحل نور الشريف: «بينما كان يعشق فن الإخراج ويوظّفه في التمثيل، فإنه حين أقدم على تجربته الإخراجية لم تكن النتيجة في صالحه».

كذلك يتناول اتهام أفلام حسني بأنها ذات طابع تجاري تراهن على جمهوره من المراهقين، فيقول: «الفيلم التجاري ليس عيباً، ومن حق حسني صناعة فيلم خفيف على مقاس الجمهور الذي يتمحور سنّه حول العشرين»، مضيفاً: «طالما أنّ الفيلم يحقق إيرادات عالية، فهو ناجح، وليس المطلوب من تامر أن يكون أحمد زكي ويقدّم لنا أفلاماً من نوعية (البريء) أو (أرض الخوف)».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

من النجوم الذين تضررت منازلهم مع انتشار حرائق لوس أنجليس؟

مراسل يعمل أمام منزل محترق في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
مراسل يعمل أمام منزل محترق في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

من النجوم الذين تضررت منازلهم مع انتشار حرائق لوس أنجليس؟

مراسل يعمل أمام منزل محترق في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
مراسل يعمل أمام منزل محترق في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

تتواصل الحرائق في الاشتعال والتوسع في لوس أنجليس التي غطى سماءها دخان كثيف، إذ لا تزال النيران خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، حاصدة ما لا يقل عن عشرة قتلى.

وحتى مساء الخميس بالتوقيت المحلي لم تنجح فرق الإطفاء بعد في احتواء الحريق الذي يلتهم حي باسيفيك باليسايدس الراقي الواقع بين ماليبو وسانتا مونيكا، شمال غرب ثاني كبرى المدن الأميركية. وأرسلت إلى المنطقة مروحيات لرش المياه مع تراجع مؤقت في حدة الرياح التي تؤجج النيران.

كذلك، لا يزال الحريق المستعر في ألتادينا متواصلا مع أن انتشاره «لجم بشكل واسع» خلال الليل الماضي بحسب فرق الإطفاء.

ولا تزال أوامر الإخلاء تشمل 180 ألف شخص. ويقدر عدد الأبنية المنهارة أو المتضررة بالآلاف، فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى عشرة على الأقل على ما أعلنت السلطات.

وكانت منازل نجوم السينما والمشاهير من بين ما التهمته النيران التي أتت على بعض من أفخم العقارات في العالم، أما حريق هوليوود هيلز، فقد أتى على معالم بارزة في عالم الترفيه.

وتسببت النيران في إلغاء أحداث عدة في هوليوود بينها حفلة جوائز باذخة وعرض أول لفيلم باميلا أندرسون، بينما يكافح عناصر الإطفاء النيران وسط رياح قوية.

ودُمرت مئات المنازل في منطقة باسيفيك باليساديس الفارهة، وهو حي مفضل لدى المشاهير يضم منازل فخمة بملايين الدولارات على سفوح التلال الجميلة، بينما اشتعلت حرائق أخرى في مختلف أنحاء شمال المدينة.

وأخبرت ماندي مور، المغنية والممثلة في فيلم «ذيس إيز آس»، متابعيها على «إنستغرام» أنها فرت مع أطفالها وحيواناتها الأليفة من حريق ترك حي ألتادينا حيث تقيم في حال «دمار».

وكتبت في تعليق على لقطات الدمار: «منزلي الجميل. أنا مدمرة ومحطمة لأولئك منّا الذين فقدوا الكثير. أشعر بأني مخدّرة بالكامل».

وقال نجم السينما بيلي كريستال وزوجته جانيس إن منزلهما في باسيفيك باليساديس الذي عاشا فيه منذ عام 1979 التهمته النيران، وأضاف: «قلوبنا منفطرة بالطبع، لكن بفضل حب الأطفال والأصدقاء سنتمكن من تجاوز هذا».

وأوضحت الممثلة باريس هيلتون: «انفطار قلبي تعجز عن تصويره الكلمات»، بعد أن شاهدت منزلها على شاطئ البحر في ماليبو «والنيران تأتي عليه تماما في بث تلفزيوني مباشر».

وقال الممثل جيمس وودز وهو يحكي في مقابلة تلفزيونية عن فراره من النيران: «في يوم تسبح في حوض السباحة، وفي اليوم التالي يختفي كل شيء».

من جانبه، أخبر نجم أفلام «حرب النجوم» مارك هاميل متابعيه على «إنستغرام» أنه فر من منزله في ماليبو مع زوجته وكلبه الأليف، واضطر للهرب على طريق محاط بألسنة النيران.

كما اضطرت الممثلة الحائزة جائزة الأوسكار جيمي لي كورتيس إلى الإخلاء، وكتبت لاحقا على «إنستغرام»: «حيُّنا الحبيب لم يعد موجودا. منزلنا آمن. لكنّ كثيرين فقدوا كل شيء».

وقالت ماريا شريفر وهي صحافية كانت متزوجة حاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر، إن الدمار الذي لحق بالحي الراقي كارثي.

وكتبت على منصة «إكس» يوم الأربعاء: «راح كل شيء. حيُنا ومطاعمنا... بذل رجال الإطفاء قصارى جهدهم، لكن هذا الحريق هائل وخرج عن السيطرة».

ويبلغ متوسط سعر المنازل في حي باسيفيك باليساديس 4.5 مليون دولار. ومن بين النجوم الآخرين الذين يمتلكون منازل في المنطقة آدم ساندلر وبن أفليك وتوم هانكس وستيفن سبيلبرغ.

احتراق هوليوود

اندلع حريق في هوليوود هيلز مساء يوم الأربعاء وسرعان ما اتسع نطاقه مما أدى إلى زيادة عمليات الإخلاء في منطقة مشهورة بقطاع الترفيه.

ويقع مسرح «دولبي»، الذي يقام فيه حفل توزيع جوائز الأوسكار، في هذه المنطقة. وقال المنظمون إن إعلان ترشيحات الأوسكار الأسبوع المقبل تأجل بالفعل لمدة يومين بسبب الحريق.

وقال المنظمون إن حفل توزيع جوائز اختيار النقاد الذي كان مقررا هذا الأسبوع تأجل أيضا لمدة أسبوعين.