استوكهولم تستضيف «المدينة الخشبية» الكبرى في العالم

مجمعات بيئية بآلاف المكاتب والوحدات السكنية

استوكهولم تستضيف «المدينة الخشبية» الكبرى في العالم
TT
20

استوكهولم تستضيف «المدينة الخشبية» الكبرى في العالم

استوكهولم تستضيف «المدينة الخشبية» الكبرى في العالم

في منطقة صناعية مليئة بالمصانع القديمة الخارجة عن الخدمة، ومساحات ركن السيارات في العاصمة السويدية (استوكهولم)، يخطّط مطوّرون لبناء «مدينة خشبية» ستكون الأكبر من نوعها في العالم، بثلاثين مبنى خشبياً تتوزّع على 25 مجمّعاً.

تقول أنيكا آنياس، الرئيس التنفيذي لشركة «أتريوم ليونبورغ» صاحبة المشروع: «نريد أن نُري الجميعَ الممكنَ الذي يمكننا فعله اليوم». يقي الخشب الصناعي - من ألواح وحزم مصنوعة من طبقات من الخشب المرصوص لتعزيز المتانة - من البصمة الكربونية الهائلة التي تنتجها عادةً مواد البناء التقليدية مثل الخرسانة والفولاذ. ويشهد عدد الأبنية التي تستخدم هذه المادّة نموّاً سريعاً، ولكنّ هذا النوع من المشروعات ينفّذ عادةً كل مبنى على حدة.

وتشرح آنياس أنّ «استراتيجية شركتها الرئيسية تقوم على تطوير مناطق واسعة متصلة فيما بينها. بهذه الطريقة، يمكننا ابتكار أماكن مليئة بالتنوّع يستمتع بها النّاس ويرغبون بالعيش فيها».

يضمّ المشروع 7 آلاف مكتب جديد، وألفي وحدة سكنية، إلى جانب مطاعم ومتاجر. تحتوي المنطقة المحيطة بالمشروع على مشروعات سكنية أكثر من المكاتب، ما يعني أنّ المشروع سيسهم في تقليص مسافات المواصلات بإضافة مساحات مكتبية جديدة. ترى آنياس أنّ «استوكهولم غير متوازنة، على اعتبار أنّ نصف سكّانها تقريباً يعيشون جنوب وسطي المدينة، ولكنّ الغالبية الساحقة من المساحات المكتبية موجودة شمالي الوسط».

علاوة على ذلك، ستشهد المنطقة افتتاح خطّ قطارات جديد، أيّ أنّ المشروع سيكون على بعد رحلة قطار صغيرة من وسط المدينة. ولكن بإضافته المزيد من الأحياء الفورية، يسعى المشروع لدعم فكرة مدينة الـ15 دقيقة، حيث يستطيع الناس الوصول إلى أيّ مكان يريدونه في يومٍ عاديّ سيراً على الأقدام أو من خلال الدراجة الهوائية. وتقول آنياس إنّ «المشروع الجديد سيؤسس منطقة مدنية خضراء بمبادئ دائرية ومستدامة مطبّقة في كامل المحيط».

ينطوي البناء بالخشب الصناعي على مكاسب كثيرة تتجاوز الحفاظ على البيئة، بحسب آنياس، أبرزها سرعة وهدوء عملية البناء مقارنة بالبناء التقليدي. كما وجدت إحدى الدراسات أنّ العيش والعمل حول الأخشاب يساعد على تحسين الرفاهية، وأنّ رؤية الأخشاب من شأنها أن تقلّل التوتر وتحسّن التركيز.

ينطلق المشروع في عام 2025، على أن تكتمل الأبنية الأولى في 2027. من المقرّر أن يكتمل البناء على مراحل، لذا تتوقّع الشركة تعلّم المزيد عن تقنيات البناء بالخشب الصناعي طوال فترة المشروع. وأخيراً، تختم آنياس: «سنتعلّم كثيراً من تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع».

* "فاست كومباني" ، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«كاوست»: «الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

بيئة أدى تراجع الأمطار قبل 6 آلاف عام إلى تحوّل المنطقة مجدداً لبيئة قاحلة (واس)

«كاوست»: «الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

كشفت دراسة بحثية علمية حديثة أن «الربع الخالي»، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم لم تكن في الماضي كما نعرفها اليوم أرضاً جافة وقاحلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الظبي الرملي من الأنواع الأصيلة في السعودية المعرضة للانقراض (واس)

ولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025 في السعودية

احتفت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية بولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025، ليصل بذلك إجمالي عدد الظباء الرملية التي وُلدت في المحمية إلى 94 مولوداً.

«الشرق الأوسط» (تبوك)
بيئة تضاعف معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى 30 عاماً حيث ارتفع مستواه عالمياً بمقدار 10 سنتيمترات منذ بدء تسجيل بيانات ارتفاع المحيطات عبر الأقمار الاصطناعية في عام 1993 (رويترز)

«ناسا»: مستويات سطح البحار ارتفعت أكثر من المتوقع عام 2024

ارتفعت مستويات سطح البحار على مستوى العالم في عام 2024 أكثر من المتوقع بسبب التمدد الحراري لمياه البحار وذوبان الصفائح والأنهار الجليدية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لي زيلدين مدير وكالة حماية البيئة الأميركية حالياً يظهر أمام لجنة البيئة والأشغال العامة في مجلس الشيوخ الأميركي في مبنى الكابيتول واشنطن 16 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وكالة الحماية البيئة الأميركية تلغي منحاً بقيمة 20 مليار دولار

ألغت وكالة حماية البيئة الأميركية اتفاقيات مِنح تعود إلى فترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قيمتها 20 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تستهدف السعودية زراعة أكثر من 100 مليون شجرة مانجروف (واس)

المانجروف والسواحل السعودية... جهود متواصلة لزراعة 100 مليون شجرة

برزت عدة حملات لزراعة أكثر من 10 آلاف شتلة على سواحل 5 مناطق في السعودية، تزامناً مع اليوم العالمي للأراضي الرطبة، بمشاركة لافتة من قبل المتطوعين.

غازي الحارثي (الرياض)

«تكريم» الجذور العربية في واشنطن احتفاءً بالقيادة الفكرية والتميُّز

للحفل طعم آخر هذا العام وسط غليان العالم (الجهة المُنظّمة)
للحفل طعم آخر هذا العام وسط غليان العالم (الجهة المُنظّمة)
TT
20

«تكريم» الجذور العربية في واشنطن احتفاءً بالقيادة الفكرية والتميُّز

للحفل طعم آخر هذا العام وسط غليان العالم (الجهة المُنظّمة)
للحفل طعم آخر هذا العام وسط غليان العالم (الجهة المُنظّمة)

أيامٌ أمضاها الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم يُلاحق تفاصيل أوصلت إلى النتيجة المطلوبة. في واشنطن، نظَّمت مؤسّسته «تكريم أميركا» ومبادرة «تَكْ مايندز» يوماً كاملاً من الفعاليات. وبعد ميامي عام 2022، ولوس أنجليس عام 2023، فبوسطن عام 2024، تستضيف الحدثَ لهذا العام العاصمةُ الأميركية.

بأنفاس المُنهَكين بوَصْل الليل مع النهار لضمان المستوى، يقول ريكاردو كرم لـ«الشرق الأوسط»: «لواشنطن رمزيتها. هي المطبخ الأساسي لسياسات العالم والقرارات الكبيرة. هنا، تُعقَد اللقاءات الأبرز؛ السياسية الاقتصادية المالية والأمنية».

يتحدّث عن «تكريم أميركا»: «مؤسّسة وُلدت من (تكريم) -المؤسّسة الأم التي أنشأتُها- ولها قوانينها ورؤيتها وأهدافها. إنها استمرار لسعينا المتواصل إلى بناء جسر بين بشر من خلفيات ودول، تجمعهم الأصول العربية. انغمسوا في مجتمعهم الجديد، وربما ذابوا، لكنّ رابط الانتماء لا يزال متوهّجاً».

يُدرك أنّ للحفل هذا العام طعماً آخر. يأتي وسط الغليان؛ فيتابع ريكاردو كرم: «نُقدّم الدورة الحالية بظروف قاسية. العالم بأسره ملبّد؛ قابع في الذعر، ولا وضوح في الرؤية على مستوى الغد والمستقبل. حاولنا أن يُشكّل الحدث نفحة أمل. حضره 500 شخص، ولم يكن ذلك سهلاً. (سولد آوت) وجميع المقاعد امتلأت. هذا من جهة. ومن أخرى، استقبلنا ضيوفاً من جميع الولايات الأميركية، ومن مدن في أميركا الجنوبية. وكرَّمنا أسماء مهمّة في اختصاصها، أتوقّفُ من بينها أمام مصمّمة الأزياء العالمية المرموقة اللبنانية ريم عكرا التي نالت جائزة الإبداع الثقافي. حين غادرتْ إلى أميركا، لم تملك أيَّ مال. استدانت. وراحتْ تعمل بجهد لحجز مقعدها في الصف الأمامي. نجحت من الصفر بصعودها السلّم درجةً درجةً رغم قسوة السوق الأميركية. وأذكُر أيضاً أستاذ هياكل الطائرات في جامعة ستانفورد البروفسور شربل فرحات. إنه أيقونة في عالم البحوث، كرّمناه على مستوى الإبداع العلمي والتكنولوجي».

يُشكّل الحدث نفحة أمل (الجهة المُنظّمة)
يُشكّل الحدث نفحة أمل (الجهة المُنظّمة)

راقب مزيج الدموع والاعتزاز بالجذور في عيون ضيوفه طوال السهرة: «استمعنا إلى القصص واختبرنا لحظات تأثُّر. رسالة الحفل ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر والتلاقي رغم الاختلاف. سعدتُ بأصداء عدّته أهم حدث يُكرّم العرب في أميركا».

وكانت العاصمة الأميركية قد شهدت يوماً طويلاً من الاحتفاء بالقيادة الفكرية والتميُّز، من خلال فعاليتين أضاءتا على التألُّق العربي في مجالات الابتكار والتأثير الثقافي. انطلقت الفعاليات الصباحية في متحف «ذا فيليبس كولكشن» مع منتدى «تَكْ مايندز» من تنظيم مؤسّسة «تكريم أميركا»؛ وفيه شاركت نخبة من الخبراء العالميين في السياسة والتكنولوجيا والثقافة والأعمال في جلسات حوارية ديناميكية، ومقابلات مباشرة، ونقاشات فردية. وتناولت الموضوعات قضايا آنيَّة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتغيُّر المناخي والقيادة.

افتُتح المنتدى بكلمة ترحيبية من مديرة مكتب قناة «العربية» في واشنطن ناديا البلبيسي. تضمّنت قائمة المتحدّثين: تيفاني سعادة من جامعة ستانفورد، والبروفسورة دعاء طه من جامعة هاريسبورغ، وسامية ملحم مُمثِّلةً مجموعة البنك الدولي، والمُبتكر الاجتماعي والمُدافع عن حقوق الإنسان حزامي برمدة، وناديا دار من منظمة العفو الدولية في أميركا، إلى جانب نخبة من الأسماء البارزة في القطاعين العام والخاص.

مساءً، توجّهت الأنظار إلى حفل توزيع جوائز «تكريم أميركا»؛ وهو حدث يُكرّم شخصيات ومؤسّسات عربية رائدة في مجالات الأعمال والعلوم والاستدامة والقيادة المؤسّسية والثقافة وإنجازات العمر. وأكد بيان صحافي صادر عن المناسبة أنّ الفائزين اختيروا من خلال «عملية ترشيح وتقييم دقيقة امتدّت لأشهر».

الفائزون اختيروا عبر «عملية ترشيح وتقييم دقيقة امتدّت لأشهر» (الجهة المُنظّمة)
الفائزون اختيروا عبر «عملية ترشيح وتقييم دقيقة امتدّت لأشهر» (الجهة المُنظّمة)

أدارت الحفل مقدّمة برنامج «واشنطن جورنال» عبر قناة «سي- سبان» الإعلامية ميمي جرجس، وتخلّلته فقرة لجمع التبرّعات دعماً لمبادرات «تكريم أميركا»، بحضور رعاة من بينهم سفارات الكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في واشنطن.

وبحضورٍ من جميع الولايات، تقدّمهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، شملت قائمة المكرَّمين لهذا العام، بالإضافة إلى ريم عكرا وشربل فرحات: الأستاذ المُشارك والعميد السابق لكلية الزراعة والعلوم الغذائية في الجامعة الأميركية ببيروت البروفسور ربيع المهتار، على مستوى القيادة في مجال البيئة. وفي مجال القيادة البارزة للأعمال، تسلَّم المدير التنفيذي السابق في شركة «شيفرون» جوزيف جعجع جائزته؛ لتذهب جائزة إنجازات العمر لـ5 شخصيات: مؤسِّسة ورئيسة مجلس إدارة شركة «إتش آي آي» للتمويل سامية فاروقي. ومؤسِّس ورئيس مجلس إدارة «ويستمارك إنتربرايز» ريتشارد ويستمارك. والأستاذة المُساعدة في الأشعة بجامعة «مركز تكساس للعلوم الصحية» الدكتورة كاي ويستمارك. والمهندس ورائد الأعمال مايكل كاردوش، والقائدة المجتمعية المدافعة عن الثقافة والتعليم العربي هدى كاردوش.