الكشف عن سر تحمّل أسماك القطب الجنوبي البرد

إحدى الأسماك الجليدية بالقطب الجنوبي (شاترستوك)
إحدى الأسماك الجليدية بالقطب الجنوبي (شاترستوك)
TT

الكشف عن سر تحمّل أسماك القطب الجنوبي البرد

إحدى الأسماك الجليدية بالقطب الجنوبي (شاترستوك)
إحدى الأسماك الجليدية بالقطب الجنوبي (شاترستوك)

توصل فريق بحثي دولي إلى كشف الأسرار الجينية التي تمكن الأسماك في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، من البقاء في درجة حرارة تحت الصفر.

وخلال الداسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن» هذا الأسبوع، قام الباحثون من جامعة كمبردج ومعهد ويلكوم سانجر في المملكة المتحدة وجامعة أوسلو في النرويج، وكذلك معاهد في هولندا وسويسرا والولايات المتحدة، بتسلسل جينومات 24 نوعاً من الأسماك ذات الشحوم السائلة أو ما يعرف أيضاً بـ«الأسماك الجليدية»، التي تعيش هناك، ووجدوا أنها طورت بروتينات مضادة للتجمد تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في درجات حرارة الماء، والتي يمكن أن تصل إلى «-2 درجة مئوية»، وهي بيئة معادية لمعظم الأنواع، ووجدوا أنها فقدت بروتينات الهيموجلوبين المرتبطة بالأكسجين؛ مما يجعلها الفقاريات الوحيدة المعروفة بعدم احتوائها على خلايا الدم الحمراء.

وتم إنشاء بيانات الجينوم، باستخدام أحدث التقنيات التي مكّنت الفريق البحثي من تحديد تسلسل المناطق المعقدة والمتكررة من الحمض النووي في الجينوم، والتي لم يكن من الممكن في السابق فك شفرتها، وباستخدام هذه البيانات الجديدة، استكشف الباحثون التاريخ التطوري للآليات التي تدعم التكيف مع البرد القارس، وأظهروا أن السلالات المقاومة للبرد انفصلت عن الأنواع الأخرى منذ نحو 10.7 مليون سنة، وهو أحدث مما كان يعتقد سابقاً، وبدأت العديد من الأنواع الجديدة في التطور بسرعة منذ نحو 5 ملايين سنة.

وتقول إليانا بيستا، من معهد ويلكوم سانجر بالمملكة المتحدة، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الأحد الموقع الإلكتروني للمعهد: «يتطلب البقاء في مثل هذه البيئة القاسية تعويضات إضافية للكائن الحي، وقد طورت هذه الأسماك بروتينات خاصة تعمل مضاداً للتجمد لمنعها من التجمد، وهذه الأسماك هي الفقاريات الوحيدة المعروفة بفقدها الهيموجلوبين تماماً، ودمها يبدو أبيض اللون، وهذا أمر رائع؛ لأن الهيموجلوبين ضروري لنقل الأكسجين عبر الجسم، وفقدانها في الأسماك الجليدية مطلوب؛ لأن الأكسجين يذوب بشكل أفضل في الماء عند درجة حرارة عالية جداً، بينما درجات حرارة المنخفضة، كانت تتطلب تكيفات جينومية وفسيولوجية إضافية».

وتضيف أن «هذه النتائج هي مثال رائع على كيفية إحداث ثورة في فهم التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم باستخدام علم الجينوم».


مقالات ذات صلة

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

العالم الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز «كايسيد» للحوار، على أهمية الحوار البنّاء في دفع عجلة التقدم العالمي، ودور المجتمعات الدينية للتصدي لتحديات تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد صورة جماعية في الاجتماع الدوري الـ35 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بجدة (الشرق الأوسط)

مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط»: مشروعات مشتركة جديدة مع السعودية لتحقيق الاستدامة البيئية

يعيش العراق حالة انتعاش في المسارات كافة؛ منها قطاع البيئة الذي يعيش طفرة نوعية في المشروعات، وتحسين البنية التحتية، وفقاً لما أورده الدكتور جاسم الفلاح.

سعيد الأبيض (جدة)
آسيا بلغ الضباب الدخاني الملوّث مستويات قياسية في مدينة لاهور الباكستانية (أ.ب)

لاهور تغلق المدارس الابتدائية بسبب مستويات تلوث قياسية

قررت سلطات لاهور، ثانية كبرى مدن باكستان، إغلاق دور الحضانة والمدارس الابتدائية سعياً إلى تجنيب ملايين الأطفال الضباب الدخاني الملوّث الذي بلغ مستويات قياسية.

«الشرق الأوسط» (لاهور (باكستان))
الاقتصاد السعودية تستعد لاستضافة المؤتمر في بداية ديسمبر المقبل (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو العالم لمواجهة تحديات تدهور الأراضي في «كوب 16»

وجّهت الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف (كوب 16) القادم في الرياض، نداءً إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قوية بشأن التصدي لتهديدات الجفاف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تتميّز السواحل السعودية على البحر الأحمر بجمال الشُّعب المرجانية (صور المؤسّسة)

رئيس مؤسّسة الحفاظ على الشُّعب المرجانية: تمتدّ لـ2600 كيلومتر في السواحل السعودية

من خليج العقبة شمالاً، إلى حدود السعودية مع اليمن جنوباً، وعلى طول سواحل 2600 كيلومتر، تتراءى الشُّعب المرجانية على شكل شريط ممتد.

سعيد الأبيض (جدة)

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
TT

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

أكدت السعودية، الجمعة، التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة، بعدّها قوةً دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل.

جاء ذلك في كلمة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، التي ألقاها نيابةً عنه المهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية، خلال الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين بمدينة سلفادور البرازيلية.

وقال الكنعان إن الثقافة تُمثِّل أولوية رئيسية في «رؤية 2030»، وتؤمن السعودية بدورها في ربط ماضينا، وإثراء حاضرنا، وصنع مستقبلنا المشترك، مشيراً إلى أن قطاعاتها تحظى بدعمٍ غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الثقافة تُمثّل أولوية رئيسية في «رؤية السعودية 2030» (واس)

وأضاف أن السعودية تعتز بمبادرتها لعقد الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين على هامش رئاستها في عام 2020 تحت شعار «نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذج جديد»، لافتاً إلى أن ذلك «يعكس إيماننا المشترك بالثقافة كمنفعة عالمية عامة»، ومُنوهاً بالجهود الدولية الساعية لاستمرارية اجتماع المسار الثقافي كهدفٍ مشترك.

ونقل الكنعان تقدير السعودية لجهود الرئاسة البرازيلية في مواصلة ترسيخ الثقافة بالمجموعة تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، ودعمها الأولويات الثقافية، والمتضمنة دعم الاندماج الاجتماعي، والاستفادة من البيئة الرقمية مع حماية حقوق النشر، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لتحقيق النمو المستدام، وحماية التراث الثقافي.

وأشار إلى أن السعودية قدّمت مبادرات نوعيّة في هذا السياق، منها إطلاق مركز عالمي متخصص في إدارة التراث الثقافي المغمور تحت مياه البحر الأحمر والخليج العربي، واستعادته والحفاظ عليه، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية.