العُلا تجذب العالم بمتاحف الفن المعاصر وطريق البخور

الإعلان عن المعماريين المكلفين التصميم ولمحات عن الخطط الفنية

تمثل طبيعة العلا إلهاماً لتصميم المتاحف المقبلة (واس)
تمثل طبيعة العلا إلهاماً لتصميم المتاحف المقبلة (واس)
TT

العُلا تجذب العالم بمتاحف الفن المعاصر وطريق البخور

تمثل طبيعة العلا إلهاماً لتصميم المتاحف المقبلة (واس)
تمثل طبيعة العلا إلهاماً لتصميم المتاحف المقبلة (واس)

في مدينة فينيسيا العريقة وعلى هامش بينالي العمارة المنعقد حالياً، أعلنت الهيئة الملكة لمحافظة العُلا عن أسماء المعماريين المكلفين تصميم أحدث المنشآت الثقافية في العُلا، وهما متحف الفن المعاصر ومتحف طريق البخور. وفي نهار صيفي بامتياز، اجتمع عدد كبير من العاملين بالفنون في الشرق الأوسط لمقابلة المعماري آصف خان، المكلف تصميم متحف طريق البخور، والمعمارية لينا غوتمة، المكلفة تصميم متحف الفن المعاصر، وهما من ضمن 15 مركزاً ثقافياً جديداً في طور التطوير، وفقاً لما حددته الرؤية التصميمية لمخطط رحلة عبر الزمن.

وتم اختيار المعماريين عن طريق مسابقة دولية، تكونت من الأطراف المعنية الرئيسية ومتخصصين في الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية وعلم المتاحف، مدعومة من لجنة فنية يرأسها الدكتور خالد عزام، عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا مهندس مخطط رحلة العُلا عبر الزمن.

وخلال جلسة حوارية ثرية أدارتها إيوانا بلازويك، مستشارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا فى مجال برمجة الفنون المعاصرة، تعرفنا أكثر على لينا غوتمة وآصف خان. تعد لينا غوتمة، أحد أبرز المعماريين، حيث حصلت على جوائز عالمية عديدة، وتجمع مختلف أعمالها بين الفن والهندسة المعمارية والتصميم. وتطور عملها المعماري في إطار البحث التاريخي للمواقع، وإبرازه عبر ابتكارات تصميمية تتناغم مع الطبيعة.

أما آصف خان، الحائز رتبة الإمبراطورية البريطانية في الهندسة المعمارية، فيشتهر بأعماله التي تدمج التاريخ مع تطورات المستقبل، وتبرز تصاميمه على أساس مراعاة البيئة والسياق الاجتماعي التاريخي، ويعمل حالياً على تجديد مركز باربيكان ومتحف لندن الجديد.

متحف الفن المعاصر يتواءم مع الطبيعة

تحدثت بلازويك عن متحف الفن المعاصر قائلة إنه سيكون مختلفاً في تصوره وتنفيذه عن المعتاد، فهو لن يكون مكوناً من مبنى وحيد يتميز بطراز معماري خاص، بل الرؤية لمثل هذا المتحف وفي هذا المكان العبق بالتاريخ سيكون مثل شبكة من قاعات العرض تتناغم وتتواءم مع الطبيعة المحيطة بها. لا تنسى بروزيك التأكيد على الموقع الفريد للعُلا بوصفها ملتقى للحضارات وأيضاً بتضاريسها وآثارها، ترى فيه «توجهاً معمارياً يحتضن البيئة والتراث والمكان». بالنسبة لمحتوى العرض، تفصح قليلاً عن الخطط القائمة «نقوم ببناء ثلاث مجموعات فنية، أطلقنا عليها مسمى (البحار الثلاثة)، وهي البحر الأحمر وشرق المتوسط والخليج العربي، كل المناطق التي تربط بين البحار الثلاثة تلتقي وتتلاقح ثقافياً».

لا تفصح بلازويك كثيراً عن محتويات المجموعات الفنية، وتكتفي بالقول «سنضع الأعمال في حوار مع العالم».

إيونا بلازويك (فنون العلا)

ضمن الخطة إلقاء الضوء على الأعمال الفنية من مناطق أخرى من العالم مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، لكن نصيب الأسد من الاهتمام والضوء (وهو مستحق) سيكون من نصيب مدينة العُلا بصحرائها ووديانها «سنقدم مجموعة فنية ترتبط بالفن المحفور على الصخور وفي الجبال حولنا، أعترف بأني لم أذهب إلى مكان فائق مثل العُلا، المساحات التي تحتلها الأودية والرمال الذهبية، إضافة إلى الفن الصخري المنتشر حولنا، والرياح وهي أعظم النحاتين في حالة عمل مستمرة، أعتقد أنه أمر مدهش لأي فنان أن ينفذ عمله في هذا المكان».

أسألها «عندما قابلتك أثناء الإعلان عن مشروع (وادي الفن) في العُلا تحدثت عن الطبيعة الطاغية حولنا وتفاعل الفنان معها، أعود لنفس السؤال ولكن بخصوص المتحف، كيف سيتعامل متحف الفن المعاصر مع ما حوله من الطبيعة؟»، ترشف من كوب «كابتشينو» أمامها وتقول «عبر أجنحة عدة بأحجام مختلفة نستطيع خلق تجربة ملحمية أو حميمية وخاصة، وهذا ما يسيء الكثير من المعماريين فهمه؛ فالكثير من المتاحف في العالم بلا جدران، نجد أنفسنا ضمن مساحات هائلة مفتوحة قد لا تسمح بعرض لوحة صغيرة أو منمنمة. ولهذا؛ عملنا على أن يكون هناك مساحات مختلفة وأن تكون محايدة بأكبر قدر. من ناحية المعروضات، سيكون لدينا مجموعات من الأعمال الفنية، سنقوم بإعادة تعليقها (تغييرها) كل 3 أعوام، حيث إن المقتنيات ستتزايد، نريد أن يكون العرض ديناميكياً وحياً».

تستطرد في شرح تصورها للمتحف «ما أطمح له في الحقيقة أن تكون الحوائط مسامية، بحيث تضم فتحات تربط قاعات المتحف بالطبيعة في الواحة. من الأشياء الأخرى التي سيضمها المتحف حديقة فسيفسائية بين القاعات (حديقة الفنانين)، وهي الأولى من نوعها في العالم».

خطة العرض متشعبة وطموحة أيضاً «نريد أن نعرض للعالم مجموعة واضحة ومحددة من الأعمال الفنية من شمال أفريقيا ومن الخليج وجنوب شرق آسيا، والشام وإيران وحتى تركيا، وهو ما يمثل هلالاً يجمع الحضارات المتعاقبة التي مرت على العُلا منذ آلاف السنين».

البلدة القديمة في العلا وتاريخ اجتماعي حافل يدخل في قصة طريق البخور (الشرق الأوسط)

أسألها طامعة في معلومات جديدة «ما الذي سيميّز المتحف عن غيره إضافة إلى ما ذكرتِه؟» تقول «أعتقد يجب علينا أن نتذكر أن المتحف يقع في فضاء مفتوح وبعيد، لكي تذهب إلى هناك سيكون عليك التخطيط لذلك، وأن تكون رحلتك بغرض زيارة المتحف تحديداً وقضاء وقت طويل هناك». تشير أيضاً إلى أن المتحف سيهدف لتقديم المنح الفنية وإنشاء مكتبة «نريد أن يكون لدينا مكتبة، ونريد أن يأتي الناس لقضاء وقت عميق في المتحف وليس كما نفعل في متاحف المدن الكبرى، حيث نجري من متحف لآخر غير بعيد عنه، أمر غير ممكن هنا (تضحك)».

لينا غوتمة والعودة للجذور

في حديثها تعلق المصممة المعمارية لينا غوتمة على تكليفها تصميم مبنى متحف الفن المعاصر بالعُلا، قائلة «متحمسة جداً لتصميم هذا المتحف بحيث يتناغم مع الطبيعة، مهم أن نعود لجذورنا ونستكشف كيف يمكننا غزل علاقتنا مع الطبيعة، خاصة في هذا الزمن حيث يصبح أمر العيش سوياً تحدياً كبيراً. في هذا الموقع تتخذ الطبيعة أوجهاً مختلفة، فلدينا الزراعة ومدى ارتباط المجتمع المحلي بها وللأرض، الوجه الطبيعي الجميل، كل ذلك أمر ملهم في الحقيقة يجعلنا نفطر في طرق جديدة للتصميم المعماري».

لينا غوثمة (لوك والكر - الهيئة الملكية للعلا)

تعلق بلازويك قائلة «أستطيع الادعاء الآن أن هذين المتحفين سيكونان أجمل متحفين في العالم، ويعود ذلك للموقع الفريد، فمن الشرق تحدهما حدائق خضراوات ومن الغرب مزارع نخيل، إلى الشمال هناك جبال وإلى الجنوب مستعمرة سكانية عريقة في القدم بنيت من الطين وسعف النخل، حيث عاش الناس من دون كهرباء حتى الثمانيات». وتلقي بسؤال للمصممة غوتمة «ما الذي يمكن أن نتعلمه من أساليب البناء القديمة هنا؟». تجيب المصممة قائلة «علينا التعاون مع الطبيعة، وإذا نظرنا أيضاً إلى كيف قام النبطيون بالحفر في الصخور ومدى دقة أي بناء في تاريخ هذه المنطقة، ذلك كله يجعلنا نحس بالتواضع ونفكر بشكل آخر بخصوص التصميم المعماري، فيصبح ليس فقط كبناء نضعه في منطقة ما، بل كمساحة تنبثق من تلك المنطقة معتمدة على التحاور مع المجتمع المحلي والبيئة حولها».

متحف طريق البخور... غامر وحسي وتاريخي

ينتقل الحديث إلى الدكتورة هيلين ماغوران، رئيسة متحف طريق البخور، تتحدث عن التاريخ، عن طريق البخور والسلع الغالية التي مرّت عبره، تشير إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية للبخور في الحضارات القديمة، وأيضاً في الزمن الحالي، خاصة في منطقة الجزيرة العربية والخليج. ترى في البخور أبعد من التجارة والتاريخ «يظهر البخور في القصص القديمة ويرتبط ببعض الشخصيات الشهيرة في التاريخ، بداية من حتشبسوت الفرعونية المصرية إلى الإسكندر المقدوني، ونيرون والإمبراطور الروماني فيليب الأول. ولكنه ليس فقط عملية نقل البضائع المبتغاة التي سهّلها طريق البخور، بل هناك الأهم، وهو تاريخ تلاقي تجارب وأفكار إنسانية. وبهذا المفهوم نرى العُلا؛ فهي في مركز هذا الحوار الحضاري».

د. هيلين ماغوران مع إيونا برازويك في أثناء الندوة (فنون العلا)

يتميز المتحف بموقعه أيضاً «نحن أول متحف مخصص لقصة طريق البخور في موقع على طريق البخور».

آصف خان واستكشاف لغة المكان

بالنسبة للمعماري آصف خان، يقول من جانبه إن رؤيته لتصميم متحف طريق البخور تنطلق من التراث غير المادي للموقع «في هذا المكان (العُلا) لدينا تراث غير مادي نحاول إعادة تركيبه، موقع (الحجر) هو جزء من القصة، ونتخيل أننا مخبرون نقوم بجمع قصاصات القصة لتكوينها كاملة وبث الحياة فيها عبر البخور والرائحة والقطع الأثرية المادية».

يقول خان إن الإحساس بالمكان كان من أولوياته «أول ما فعلته عندما ذهبت للعُلا هو أن خلعت حذائي ومشيت حافياً لأحس بالمكان، ملمسه وتغير درجة الحرارة ما بين الواحة وخارجها والظل. يمكننا تخيل أن الناس الذين عاشوا هنا منذ آلاف السنين مثلت الطبيعة وجوداً دائماً في معجمهم الجمالي، أريد كمعماري استكشاف تلك اللغة والإضافة لها، والإحساس بأن هنا فصلاً جديداً في هذا الكتاب ينتظر الكتابة».

يقول رداً على سؤال حول ما يعنيه المتحف بالنسبة له «طريق البخور هو المشروع المثالي لي؛ لأنه يدور حول تكوين العلاقات عبر العالم، وبشكل شخصي أرى أنه يمنحني الفرصة لاستكشاف موروثي الثقافي الخاص، وإذا فعلت ذلك بشكل شخصي فربما يكون ذلك الحال مع الزائر لهذا المكان».

آصف خان (لوك والكر - الهيئة الملكية للعلا)

في تصوره للمتحف يقول «في متحفنا يقوم الزائر بالتواصل مع المكان المحيط به أولاً عبر الحواس الإنسانية، خاصة حاسة الشم، نعرف كلنا عندما نشم شيئاً يذكّرنا بطفولتنا وتأخذك لذكريات معينة. لكن هناك أيضاً نظريات حديثة حول الشم وتحوله إلى ذاكرة جينية، هذه الفكرة تعني أنه قد تشم رائحة لا تعرفها ولكنها حسب الكود الجيني ترتبط بأسلافك، بشكل ما فإن بداخلك آلة للسفر عبر الزمن، ونحن هنا نحاول إيقاظها، والأمر ليس فقط عن المتحف والقطع فيه، بل أيضاً بالمتحف داخلك، أعتقد أنها مساحة مثيرة للاهتمام والعمارة نفسها يمكن أن تصبح منصة لكل التجارب المختلفة».



محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.