تنظم مؤسسة «الموكار» الدورة 16 لـ«موسم طانطان»، وهو تظاهرة تراثية وثقافية، تُقام كل عام وتلتقي فيها أكثر من 30 قبيلة من جنوب المغرب، إلى قبائل من بلدان أفريقية مجاورة، وذلك ما بين 7 و12 يوليو (تموز) المقبل.
وينعقد الموسم، هذا العام، تحت شعار «موسم طانطان تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة». وهو كان في الأصل عبارة عن لقاء عفوي يجمع الرُّحل قرب بئر، إلى أن اتّخذ طابعاً مُنتَظِماً، يستمر لمدة أسبوع ويُعقد مرة في العام، تحديداً خلال شهر مايو (أيار) الذي يصادف التقويم الزراعي الرعوي للبدو والرُّحل.
وبكونه جزءاً من حياة البدو، شكل «موسم طانطان» فرصة للمّ الشمل والتبادل التجاري، وأيضاً مناسبة لتنظيم مسابقات تربية الإبل والخيول. كما بات فضاءً حقيقياً للاحتفال بالأعراس وتبادل الزيارات وتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية وعقد الصلح بين الأفراد والجماعات. لذا، فهو تجمّع إنساني بقصد الاحتفال بمختلف أشكال التعبير الثقافي، من موسيقى وأغنيات شعبية وألعاب ومبارزات شعرية، وغيرها من التقاليد الشفوية الحسانية الزاخرة في المنطقة.
في المقابل، تساور بعض الرُّحل مخاوف في شأن المحافظة على نمط حياتهم العريق. فالتحوّلات الاقتصادية والتقنية في المنطقة، تُحدث تغييرات كبيرة في طرق عيش الرُّحل والبدو، مما يضطرهم إلى التوطين والاستقرار. كما أنّ التحضّر والهجرة القروية يساهمان في اندثار عدد من معالم الثقافة التقليدية، بخاصة الصناعة التقليدية والشعر، لذلك يعوّل البدو والرُّحل كثيراً على «موسم طانطان» لضمان استمرار نمط عيشهم وخبراتهم وتقاليدهم المتجذّرة.
يُذكر أنّ قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس، القاضي بإنشاء مؤسّسة تتولّى تنظيم الموسم، شكّل مبادرة عملية لإعادة إحيائه وإعطائه دفعاً قوياً في الوطن وخارجه؛ إذ تمتاز دورات الموسم بحضور شخصيات مغربية وأجنبية رفيعة المستوى، كما أنّ وجود عدد كبير من سفراء النيات الحسنة لـ«اليونيسكو» أعطى الموسم طابع التراث الثقافي العالمي، بكونه إرثاً يستحق الحفاظ عليه، لضمان استمرار إحياء هذه الثقافة وتمكين البدو والرُّحل من الغَرْف من عالم يسوده السلم والتسامح.
ويهدف هذا الموسم، وفق المنظمين، إلى الاحتفاء بالثقافة البدوية من خلال إبراز الأبعاد المختلفة للحياة اليومية للبدو والرُّحل والمحافظة عليها.
إشارة إلى أنّ «اليونيسكو» كانت ضمت «موسم طانطان» لقائمة التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية عام 2005.