متاحف مصرية تحتفي بـ«يوم الأرشيف العالمي» بصور نادرة

بينها لقطة وثّقت لحظة إنزال العلم الإنجليزي من قلعة صلاح الدين

موقع حفائر في السويس عام 1930 (وزارة السياحة والآثار المصرية)
موقع حفائر في السويس عام 1930 (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

متاحف مصرية تحتفي بـ«يوم الأرشيف العالمي» بصور نادرة

موقع حفائر في السويس عام 1930 (وزارة السياحة والآثار المصرية)
موقع حفائر في السويس عام 1930 (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تحتفي متاحف مصرية بـ«يوم الأرشيف العالمي» عبر عرض مجموعات من الصور النادرة من أرشيفها، توثّق لقصص وحكايات وأحداث تاريخية في حقب مختلفة، بينها لقطة تستعيد لحظة إنزال العلم الإنجليزي من قلعة صلاح الدين في القاهرة.

والقطع المعروضة اختارها الجمهور عبر استفتاء عام على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن تقليد «قطعة الشهر» الذي يختار فيه المشاركون مقتنيات يُركَّز على عرضها لمدة شهر، وتضم مجموعة نادرة من الصور تُبرز دور الأرشيف المهم في حفظ ذاكرة الأمة وحضارتها.

ومن أبرز الصور، لقطة أرشيفية تُعرض في «متحف الشرطة القومي» بقلعة صلاح الدين، توثق لحظة إنزال العلم الإنجليزي من ساحة المتحف عام 1946 عقب معاهدة الجلاء بين الحكومة المصرية وبريطانيا عام 1936.

توثيق لحظة إنزال العلم الإنجليزي من أعلى قلعة صلاح الدين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويعرض «متحف السويس القومي» في غرب القاهرة صورة أرشيفية لموقع حفائر القلزم في السويس خلال الفترة من 1930 حتى عام 1933، وهو أحد أهم المواقع التي وردت منها مجموعات متحف السويس ومقتنياته.

ويحتفي العالم بـ«يوم الأرشيف العالمي» في 9 يونيو (حزيران) من كل عام، الذي أقره «المجلس الدولي للأرشيف» (ICA) ومنظمة «اليونيسكو» عام 2007، لـتعزيز الوعي حول أهمية الأرشيف والوثائق والمحفوظات، وتفعيل مبادرات الحفاظ عليها لكونها تمثل كنوزاً للنشاط الإنساني، ولأنها الشاهد الموثوق به في سرد أحداث الماضي وتعزيز هوية الشعوب.

في هذا السياق، أكد مدرّس نظم المعلومات الأثرية والتراثية في جامعة «عين شمس» المصرية محمد إسماعيل، لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إحياء (يوم الأرشيف العالمي) هو تذكير بأهميته لحفظ التراث والهوية، وتوثيق القصص والأحداث التاريخية بالوثائق أو الصور».

وتطرّق إلى أهمية الأرشيف وبخاصة البصري، بالقول: «يبرز في الحفاظ على المعالم الأثرية والتراثية، من خلال التوثيق لآثار ومبانٍ ربما لم تعد موجودة، كما يشكّل مرجعاً مهماً في حالات الترميم لإعادة الأثر إلى حالته وشكله الأصلي بالاستعانة بصوره التاريخية».

ويعرض «متحف آثار الإسماعيلية» في شمال شرقي مصر السجل الخاص بعالم الآثار الفرنسي جان كليدا، الذي يُعنى بتسجيل الآثار الخاصة بالمتحف وتوثيقها، فيما يعرض «متحف كفر الشيخ» في شمال البلاد لوحة من الحجر الرملي تصوّر انتصار «حورس» على «ست» في نهاية الأسطورة المصرية القديمة.

الأمير محمد علي توفيق أحد أمراء الأسرة العلوية مع أصدقائه (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تشكل الصور الشخصية والعائلية مكوّناً رئيسياً من مكونات الأرشيف، فهي ترتبط دائماً بشخصيات تاريخية كان لها حضورها في الأحداث العامة. ويعرض «متحف قصر المنيل» في القاهرة صورة لصاحبه الأمير محمد علي توفيق ومجموعة من الأصدقاء يجلسون في حديقته. وتبرز الصورة أيضاً نباتات وأشجاراً نادرة كانت موجودة في الحديقة. كما يعرض «متحف المجوهرات الملكية» في الإسكندرية صورة شخصية أرشيفية للأميرة فاطمة حيدر وأبنائها.

العربات الملكية في حقبة الأسرة العلوية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

واختار جمهور «متحف المركبات الملكية» في القاهرة إبراز العربات الملكية في حقبة الأسرة العلوية، فيعرض «العربة الكاليش» التي كانت تستخدم للأمراء والوزراء واستقبال الملوك الأجانب، تجرّها ثمانية أجياد ودليل، وهي تعود إلى عهد الملك فؤاد الأول، إضافة إلى مجموعة صور تُظهر واجهة قاعة المناسبات الملكية في المتحف.


مقالات ذات صلة

عدسة المصوِّر اللبناني عدنان الحاج علي تلتقط هوامش الحرب

يوميات الشرق الألعاب المتناثرة تختزل الطفولة المقهورة (عدنان الحاج علي)

عدسة المصوِّر اللبناني عدنان الحاج علي تلتقط هوامش الحرب

المصوِّر الصحافي حسم أمره، ولم يعد يرغب في تصوير ضحايا الحرب على أرض لبنان وجرحاها. الاستقالة المؤقتة من مهنته الصحافية أراد تحويلها مساحةً حرّةً لعينيه.

فيفيان حداد (بيروت)
خاص تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)

خاص رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تقول إنّ اللبنانيات بطلات يحفرن بالصخر ليؤمنّ مستلزمات حياة كريمة للنازحين: «نملك الحسّ الوطني بعضنا تجاه بعض، وهو أمر بديع أتمنّى ترجمته بكاميرتي قريباً». 

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس «ست الدني»... أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)

روجيه زيادة لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى تسهم في تعزيز رؤيتي الفنية مع الكاميرا

يشتهر المخرج روجيه زيادة بصفته مصوراً فوتوغرافياً يتقن عمله بفضل عين ثاقبة يمتلكها، مُسلَّحاً بدراسة الموسيقى، التي يعدّ أنها حضّته على التعامل مع الكاميرا

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي والمصوّر عمار عبد ربه

المصوّر السوري عمار عبد ربه يشارك في «نظرات على الإليزيه»

المصور السوري الفرنسي عمار عبد ربه مساهم منتظم مع «الشرق الأوسط»، يشتهر بقدرته على التقاط لحظات قوية بوضوح مدهش، وامتدت مسيرته المهنية لأكثر من 3 عقود.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصورة الفائزة بجائزة اليونيسكو (الشرق الأوسط)

لعبة «المرماح» تقود مصوراً مصرياً للفوز بـ«مسابقة اليونيسكو»

حصد الشاب المصري يوسف ناصر (21 سنة) المركز الأول في النسخة السادسة من المسابقة العالمية «عيون الشباب على طريق الحرير» التي تنظمها منظمة اليونيسكو سنوياً.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
TT

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

ففي أحد فنادق هونغ كونغ الفاخرة، أكل جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني أميركي ومؤسس منصة «ترون» للعملات المشفرة، الموزة التي تمثل عملاً فنياً أمام عشرات الصحافيين والمؤثرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل إقدامه على هذه الخطوة، ألقى الشاب البالغ 30 عاماً كلمة وصف فيها العمل الفني بأنه «إبداعي»، مشيراً إلى أوجه تشابه بين الفن التصوّري والعملات المشفرة.

وقال بعد أن التهَم أوّل قطعة من الموزة: «إنها أفضل بكثير من أي موزة أخرى. هي فعلا لذيذة».

ويتألّف العمل الذي يحمل اسم «كوميديان» من موزة معلّقة على حائط بقطعة كبيرة من شريط لاصق فضي، تولى ابتكاره الفنان الإيطالي المتمرد والمثير للاستفزاز ماوريتسيو كاتيلان.

وبيع هذا العمل الفني مقابل 6.2 مليون دولار، ضمن مزاد نظمته دار «سوذبيز» خلال الأسبوع الفائت في نيويورك.

امرأة تلتقط صورة أمام ملصق يصور عملاً فنياً للموز يتكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال جاستن صن إنه شعر بـ«ارتياب» في الثواني العشر الأولى التي تلت عملية البيع، ثم اتخذ قراراً بتناول حبة الفاكهة.

وأوضح، الجمعة، أن «أكل الموزة خلال مؤتمر صحافي قد يكون جزءاً من تاريخها».

وهذا العمل موجود في 3 نسخ، ويرمي إلى إعادة طرح مفهوم الفن وقيمته. وتم الحديث عنه بشكل كبير منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي.

ويحصل صاحب أحد الأعمال على شهادة أصالة، بالإضافة إلى تعليمات بشأن كيفية استبدال حبة الفاكهة عندما تبدأ بالتعفن.

وقارن صن الأعمال التصوّرية مثل «كوميديان» بفن رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال تتيح الحصول على شهادة أصالة رقمية) وتقنية الـ«بلوكتشين» (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة.

وأشار إلى أنّ «معظم هذه الأشياء والأفكار موجودة بوصفها ملكية فكرية وعلى الإنترنت، وليس غرضاً مادياً».

وتلقى المشاركون في المؤتمر الصحافي، الجمعة، لفافة من الشريط اللاصق وموزة هدية تذكارية.