تحتفي متاحف مصرية بـ«يوم الأرشيف العالمي» عبر عرض مجموعات من الصور النادرة من أرشيفها، توثّق لقصص وحكايات وأحداث تاريخية في حقب مختلفة، بينها لقطة تستعيد لحظة إنزال العلم الإنجليزي من قلعة صلاح الدين في القاهرة.
والقطع المعروضة اختارها الجمهور عبر استفتاء عام على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن تقليد «قطعة الشهر» الذي يختار فيه المشاركون مقتنيات يُركَّز على عرضها لمدة شهر، وتضم مجموعة نادرة من الصور تُبرز دور الأرشيف المهم في حفظ ذاكرة الأمة وحضارتها.
ومن أبرز الصور، لقطة أرشيفية تُعرض في «متحف الشرطة القومي» بقلعة صلاح الدين، توثق لحظة إنزال العلم الإنجليزي من ساحة المتحف عام 1946 عقب معاهدة الجلاء بين الحكومة المصرية وبريطانيا عام 1936.
ويعرض «متحف السويس القومي» في غرب القاهرة صورة أرشيفية لموقع حفائر القلزم في السويس خلال الفترة من 1930 حتى عام 1933، وهو أحد أهم المواقع التي وردت منها مجموعات متحف السويس ومقتنياته.
ويحتفي العالم بـ«يوم الأرشيف العالمي» في 9 يونيو (حزيران) من كل عام، الذي أقره «المجلس الدولي للأرشيف» (ICA) ومنظمة «اليونيسكو» عام 2007، لـتعزيز الوعي حول أهمية الأرشيف والوثائق والمحفوظات، وتفعيل مبادرات الحفاظ عليها لكونها تمثل كنوزاً للنشاط الإنساني، ولأنها الشاهد الموثوق به في سرد أحداث الماضي وتعزيز هوية الشعوب.
في هذا السياق، أكد مدرّس نظم المعلومات الأثرية والتراثية في جامعة «عين شمس» المصرية محمد إسماعيل، لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إحياء (يوم الأرشيف العالمي) هو تذكير بأهميته لحفظ التراث والهوية، وتوثيق القصص والأحداث التاريخية بالوثائق أو الصور».
وتطرّق إلى أهمية الأرشيف وبخاصة البصري، بالقول: «يبرز في الحفاظ على المعالم الأثرية والتراثية، من خلال التوثيق لآثار ومبانٍ ربما لم تعد موجودة، كما يشكّل مرجعاً مهماً في حالات الترميم لإعادة الأثر إلى حالته وشكله الأصلي بالاستعانة بصوره التاريخية».
ويعرض «متحف آثار الإسماعيلية» في شمال شرقي مصر السجل الخاص بعالم الآثار الفرنسي جان كليدا، الذي يُعنى بتسجيل الآثار الخاصة بالمتحف وتوثيقها، فيما يعرض «متحف كفر الشيخ» في شمال البلاد لوحة من الحجر الرملي تصوّر انتصار «حورس» على «ست» في نهاية الأسطورة المصرية القديمة.
تشكل الصور الشخصية والعائلية مكوّناً رئيسياً من مكونات الأرشيف، فهي ترتبط دائماً بشخصيات تاريخية كان لها حضورها في الأحداث العامة. ويعرض «متحف قصر المنيل» في القاهرة صورة لصاحبه الأمير محمد علي توفيق ومجموعة من الأصدقاء يجلسون في حديقته. وتبرز الصورة أيضاً نباتات وأشجاراً نادرة كانت موجودة في الحديقة. كما يعرض «متحف المجوهرات الملكية» في الإسكندرية صورة شخصية أرشيفية للأميرة فاطمة حيدر وأبنائها.
واختار جمهور «متحف المركبات الملكية» في القاهرة إبراز العربات الملكية في حقبة الأسرة العلوية، فيعرض «العربة الكاليش» التي كانت تستخدم للأمراء والوزراء واستقبال الملوك الأجانب، تجرّها ثمانية أجياد ودليل، وهي تعود إلى عهد الملك فؤاد الأول، إضافة إلى مجموعة صور تُظهر واجهة قاعة المناسبات الملكية في المتحف.