زاد نجاح أول مهمة علمية سعودية إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، من زخم الخطوات المتخذة لتعزيز دور السعودية في قطاع الفضاء وتطوير تقنياته، واستمرار جهودها في تمكين الإنسان وحماية كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة من خلال العلوم والأبحاث والابتكارات في هذا المجال.
وبقرار من مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء، تم اعتماد تنظيم وكالة الفضاء السعودية لتكون خطوة نحو مستقبل أكثر ابتكاراً وتطلعاً لأحدث التقنيات والفرص في قطاع الفضاء السعودي، والتركيز على الصناعة والابتكار في قطاع الفضاء.
وصدر قرار مجلس الوزراء باعتماد تنظيم وكالة الفضاء السعودية، لتتوافق مع تطلعات السعودية نحو حياة أكثر جودة وتقدم، حيث تتوافق مع رؤيتها لخلق بيئات أفضل وأكثر أماناً لمواطنيها، مع خلق فرص جديدة لمزيد من الابتكارات المربحة الداعمة للاقتصاد السعودي.
نقلة في سوق الفضاء وتحفيز الابتكار
قال المهندس عبد الله السواحة، وزير الاتصالات السعودي ورئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء، إن تحويل الهيئة السعودية للفضاء إلى وكالة الفضاء السعودية، يمثل نقلة نوعية من حيث التركيز على صناعة سوق الفضاء وتحفيز البحث والابتكار فيه، وتحقيق الأهداف الوطنية في تطوير وتنمية القطاع، وتعزيز نجاحات المملكة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وثمّن السواحة ثقة القيادة الرشيدة وصدور قرار مجلس الوزراء الذي يدعم قطاع الفضاء في المملكة، موضحاً أن هذا التطوير سيعزز دور الوكالة الجديدة في ممارسة مهامها واختصاصاتها في تنفيذ وإدارة برامج الفضاء، ومواكبة التطورات والتكنولوجيا الحديثة وأحدث المعارف العالمية، وإلهام وتحفيز الشباب والعلماء من خلال مشروع تنظيم لتحويل الهيئة السعودية للفضاء إلى وكالة الفضاء السعودية.
بمدادٍ من فخررسمنا طموحات لا حدود لها..لتنطلق #وكالة_الفضاء_السعوديةبشعار يعكس روح الابتكار والتطلع نحو استكشاف الفضاء pic.twitter.com/BPJWr8lznM
— وكالة الفضاء السعودية (@saudispace) June 13, 2023
من جهته، قال الدكتور محمد سعود التميمي، نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة السعودية للفضاء، إن الجهود الوطنية المبذولة لتطوير قطاع الفضاء في السعودية، ستحظى بنقلة نوعية في تنفيذ وتطوير وتوطين علوم وتقنيات الفضاء ودعم الاستخدامات السلمية لصناعاته وتقنياته وتقديم أفضل التطبيقات والممارسات العالمية في مجالات الأقمار الصناعية والبعثات الاستكشافية لتعزيز مكانة المملكة لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً رائداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء.
وأكد التميمي أن قرار التحول إلى وكالة فضاء سيسهم في تحسين مؤشرات قطاع الفضاء وتعزيز نجاحات المملكة في تحقيق أهدافها الوطنية، كما أنه سيعزز دور الوكالة في ممارسة مهامها واختصاصاتها في تنفيذ وإدارة برامج استراتيجية الفضاء الوطنية بكفاءة والارتقاء بالقطاع بما يتوافق مع متطلبات المرحلة.
بيئة اقتصادية وابتكارية مستدامة
ويعكس قرار مجلس الوزراء بتحويل الهيئة السعودية للفضاء إلى وكالة الفضاء السعودية، الاهتمام المتواصل لصناعة بيئة اقتصادية وابتكارية مستدامة لقطاع الفضاء وتقنياته.
وتقتضي استراتيجية وكالة الفضاء السعودية وضع مجموعة من الأهداف الأولية التي تركز على علوم الفضاء والبعثات الاستكشافية وخلق فرص جديدة في القطاع وتمكين الكوادر الوطنية لتحقيق النمو والتقدم بما يخدم الوطن والإنسانية.
ومن المقرر أن تتولى الوكالة تنفيذ وتطوير وتوطين علوم وتقنيات الفضاء، ودعم الاستخدامات السلمية لصناعات وتقنيات الفضاء، وتقديم أفضل التطبيقات والممارسات العالمية في مجالات الأقمار الصناعية والبعثات الاستكشافية، وتعزيز مكانة السعودية لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً رائداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء، وتبني الخبرات والمعارف المتصلة بالعلوم وبحوث الفضاء التطبيقية للأغراض المدنية.
ويأتي تطوير أنظمة وتقنيات الأقمار الصناعية، وتنفيذ العمليات والمهام الاستكشافية المأهولة، وبناء الإمكانات البشرية والتقنية لتنمية قطاع الفضاء في المملكة على رأس أبرز أدوار الوكالة بعد تنظيمها الجديد. بالإضافة إلى مهام رصد وتتبع الأجسام والأجرام والحطام الفضائي، وإعداد ودعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بقطاع الفضاء وتقنياته، وتنمية وتطوير قدرات الكوادر الوطنية في جميع مجالات قطاع الفضاء.
وتتولى الوكالة التعاون مع الجهات الدولية والإقليمية بما يدعم قطاع الفضاء محلياً، وتمثيل المملكة في الفعاليات الإقليمية والدولية، وعقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ذات الصلة بأنشطة الوكالة محلياً ودولياً.
نمو مستدام لقطاع الفضاء
وأطلقت السعودية في 21 مايو الماضي، أول مهمة علمية سعودية إلى الفضاء تحمل على متنها رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي كأول رائدة فضاء عربية مسلمة، وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، لاستكشاف الفرص في الفضاء وإجراء 14 تجربة علمية تستهدف خدمة البشرية وحماية كوكب الأرض، وقد توج هذا الحدث الكبير باكتمال ونجاح هذه المهمة التاريخية وعودة رائدي الفضاء بسلام إلى الأرض في 31 مايو الماضي.
ولتعميق النتائج والآثار المرتقبة من المهام العلمية التي تخطط السعودية لإطلاقها خلال الفترة المقبلة في الفضاء، وتحقيق نمو مستدام للقطاع، قررت السعودية تطوير القطاعات الأخرى التي تعضد توجهاتها الاستراتيجية في عالم الفضاء، ومن ذلك الصناعة والتكنولوجيا الرقمية والاتصالات.
وتواظب السعودية على تطوير دورها وحضورها في قطاع الفضاء، وتعمل باستمرار في برامج البحث والتطوير في قطاع الفضاء، ويأتي إنشاء وكالة الفضاء السعودية استمراراً للجهود التي تعمل عليها السعودية في ريادة هذا المجال على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وتعمل الوكالة بقيادة مجلس الإدارة، الذي يضم عضواً من مختلف الجهات الحكومية، والتي لها علاقة وطيدة بقطاع الفضاء في العمل على مواصلة هذا الجهد لتحقيق الريادة المطلوبة، والدفع بقطاع الفضاء الوطني بغية التعزيز من تطوير التقنيات والإسهام في تنويع واستدامة الاقتصاد المحلي، وتطوير الكفاءات المحلية، وتحديداً في مجال التقنية المعنية بقطاع الفضاء في المملكة واقتصادها العام، وتطوير البنية التحتية والتقنيات المعنية بالفضاء لحماية المواطنين من الكوارث الطبيعية وغيرها من الظواهر الطبيعية، بالإضافة إلى زيادة مشاركة الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمرافق البحثية في شبكات الفضاء الدولية بما يعزز مشاركة المملكة إقليمياً وعالمياً.