تميّز اليوم الثامن من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ28 بالرباط، بتقديم كتاب «ثريا جبران... الأيقونة»، الذي أشرف عليه فنانون وأدباء مغاربة، احتفاءً بسيدة المسرح المغربي الراحلة ثريا جبران.
وقُدِّم الكتاب الجماعي (مطبعة دار المناهل)، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، وشخصيات فنية وثقافية، إلى عدد من أصدقاء الراحلة وأفراد من عائلتها. وهو يتناول سيرة الفنانة عبر شهادات ودراسات ومقالات تبرز مسارها الحافل. كما يتضمّن صوراً أرشيفية تظهر من خلالها جبران الإنسانة والممثلة والوزيرة.
ويشمل الكتاب الذي أنجزه فنانون وشعراء وكتّاب وإعلاميون ونقاد مغاربة وعرب، إلى مسؤولين مغاربة، وجرى العمل عليه منذ عام 2021، نحو 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات، إلى 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للراحلة.
وبرزت خلال الحفل شهادات شدّدت على خصال جبران الحميدة وإنسانيتها، وأضاءت على الفترة التي قضتها على رأس وزارة الثقافة، وفضلها في إنجاز العديد من المشروعات الثقافية.
في المناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل أنّ الوزارة تعمل على نهج الراحلة عينه تجاه الفنانات والفنانين المغاربة، مضيفاً أنّ «فكرة تأسيس مؤسّسة تُعنى بالفنان المغربي مبنية في الأصل على إرث الفنانة الراحلة خلال فترة تسلّمها مسؤولية وزارة الثقافة».
وتُعدّ جبران (1952 - 2020) إحدى القامات الشامخة في المسرح المغربي؛ عاشت مرحلة النجاح الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل «مسرح الشعب» و«مسرح الفرجة» و«مسرح الفنانين المتحدين».
كما تميزت في عدد من الأفلام، مثل «الناعورة» و«بامو»... وعدد من المسلسلات التلفزيونية، مثل «ربيع قرطبة» و«صقر قريش»... وهي تقلّدت مَهمّة وزيرة للثقافة ما بين العامين 2007 و2009، كما كُرِّمت بأوسمة داخل المغرب وخارجه، مثل وسام الاستحقاق الوطني، ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.
على صعيد آخر، نظّمت «دار الشعر» في تطوان، ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، ليلة للشعر والموسيقى، بحضور نجوان درويش من فلسطين ووفاء العمراني ومحمد العربي غجو من المغرب، تخللتها فقرات موسيقية من توقيع عازف العود الحاج يونس وعازف الكمان أمير علي.
وخلال طاولة مستديرة حول موضوع «تجارب روائية باللغة الأمازيغية»، رأى الباحثان في الرواية المكتوبة بالأمازيغية فاضمة فراس وإبراهيم منصوب، أنّ هذا الصنف من الأدب يستشرف آفاقاً واعدة في المغرب.
وضمن هذا النقاش، أكدت فراس أنّ «الروايات الأمازيغية تحظى بمكانة مهمّة داخل المجتمع المغربي، فما يُكتب يضاهي ما تتم كتابته باللغتين العربية والفرنسية»، داعية إلى تشجيع هذا الصنف من الرواية، مع إشارتها إلى أنها لا تزال تعاني مشكلات في مجالَي النشر والتوزيع، رغم ما حققته من تراكم وإقبال.
من جهته، رأى منصوب أنّ الرواية بالأمازيغية تتطرّق إلى موضوعات تشغل الإنسان الأمازيغي، منها الهوية والمقاومة والاهتمام بالثقافة واللغة الأمازيغيتين.